صحيفة البلاد:
2024-11-26@21:48:52 GMT

الغيرة الصامتة

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

الغيرة الصامتة

تنشأ منذ الصغر لدى الأفراد العواطف و المشاعر التي تكوّنت من خلال المواقف و الأحداث التي يعيشها الأفراد من خلال التجارب المختلفة ،وتختلف حدّة قوة المشاعر لدى الأفراد حسب المواقف التي يمرون بها، و يتنقل الأفراد من مشاعر إلى أخرى و تتكرر دورة هذه المشاعر بشكل مستمر و مختلف حيث انً المشاعر تختلف في حدِّتها و توهّجها من موقف إلى آخر.

قد تنشأ لدى البعض مشاعر قوية تجاه الآخرين نتيجة لشعوره بالتهديد من نجاح الآخرين أو تميزهم ، وينعكس النجاح بشكل سلبي على الفرد حيث أنه يشعر بالغيرة و لكنه لا يصرح بهذا الشعور أبدا بل يظل يلتزم الصمت دون معالجة هذا الشعور و عدم الاكتراث بتزايد الشعور وتجاهله دون تفكيك الشعور أو ردعه.

و يجد الفرد نفسه في دوامة من الغضب العارم و الانزعاج و الخوف و الترقب و عدم الرغبة في أن يكون اجتماعيًا ، ليس هذا فحسب بل يتعمّد أن يؤذي الآخرين الناجحين بطرق غير مباشرة ،و يميل إلى انتقادهم والاستنقاص من قدراتهم و تسفيهها ،وتعود جميع هذه الانفعالات إلى شرارة الغيرة التي أُشتعلت ولم تُخمد ،بل تُركت لتأكل تألق الفرد وتحطمه و تحيله إلى فرد ساخط و مؤذٍ.

و لا يخفى علينا أن لكل شيء نقيضه، فإن للغيرة نقيضتها ألا وهي المنافسة التي تجعل الفرد مقدامًا و غير متوار و متسائلاً غير صامت حتى يتعلم و يتقدم ، لذا يجب على الفرد ألّا يستسلم لحديث نفسه و لا لشعوره السلبي تجاه الآخرين بسبب أنهم ناجحون فقط بل عليه المسارعة و المحافظة على مكانته و نجاحاته التي حققها و العمل على الحصول على المزيد منها ،
و ممّا لا ريب فيه أن جميع الأفراد الذين يعيشون في المجتمع الواحد ،تساورهم هذه المشاعر ،ولكن يتم التعامل مع هذه المشاعر بشكل سليم و صحي من خلال الوعي والادارة الذاتيه والرغبة الصادقة في نجاح الآخرين و توفقهم ينعكس ايجابًا على الأفراد ويصبحوا ناجحين ايضًا ،ولايخفى علينا أن ارادة الشر للآخرين و عدم الرضا بنجاحهم و الشعور بالغيرة، ليس إلا انعكاساً لطغيان المشاعر السلبية على تفكير الفرد و تدميراً لوعيه.

fatimah_nahar@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الخوف.. الشعور الذي جلب التأتأة والمعاناة لأحمد

كما يعرّف استشاري الطب النفسي "الفوبيا" بأنها خوف شديد جدا يؤثر على الإنسان وعلى حياته وجسمه، ويمنعه من ممارسة أنشطته المعتادة، فمثلا الذي يخاف من طبيب الأسنان يصبح يخاف من كل شخص يرتدي الثوب الأبيض.

أما "التروما" فهي -حسب الاستشاري نفسه- حادثة قاسية جدا وفوق العادة، وتؤثر في الشخص بطريقة فظيعة، ومن أعراضها أن الشخص يعيش الحدث مرتين أو 3 مرات أو حتى بعد شهر أو سنوات، ومن حيث لا يدري يشعر فجأة بأن ضربات قلبه تزداد ويديه ترتجفان ويتعرق.

ويقول الدكتور خالد عطاس -مقدم برنامج "أنت"- إن الطريق الأسلم لتعاطي الشخص مع مخاوفه ومع كل شيء هو الحوار الدائم بين مركز العاطفة ومركز العقل في الدماغ.

واستعرض برنامج "أنت" تجربة أحمد مهنا، مؤسس نادي محاربي التأتأة، الذي يقول إن كلبين هاجماه عندما كان طفلا، مما جعل حياته تنقلب إلى تعاسة، بعد أن أصبح يتأتأ في الكلام بشكل كبير جدا، ويتعرض للتنمر في المدرسة.

ويؤكد أحمد أن حالة التأتأة لازمته حتى مرحلة الجامعة، ويروي أن أحد الأساتذة لم يحترم وضعه وسأله أمام جميع الطلاب: "أين تقريرك الطبي؟".

وبقي أحمد 3 سنوات وهو أبكم، ورفض الجميع توظيفه بعد تخرجه، ويقول إنه قرر بعدها أن يوقف مأساة التأتأة في حياته، وكانت البداية أنه اقتنع بأن الخوف يمنع خروج الأحرف من لسانه، فبدأ في استخدام بعض الطرق للعلاج.

ومن الطرق التي استخدمها أحمد أنه لم يعد يخجل من تأتأته، وبدأ يخبر بنفسه الآخرين وبكل ثقة بأنه يتأتئ، وكان يكلم في اليوم 300 شخص. وكانت النتيجة أن أحمد -حسب ما يروي بنفسه- شعر أن كرة سوداء كبيرة نزلت من مخه إلى صدره وخرجت عبر رجليه.

26/11/2024

مقالات مشابهة

  • علامات تدل على معاناتك من صدمة في الطفولة.. منها صعوبة التواصل مع الآخرين
  • الخوف.. الشعور الذي جلب التأتأة والمعاناة لأحمد
  • التظاهر بإمتلاك العادات
  • «بيعيطوا من كتر التأثر».. مواليد 4 أبراج فلكية الأكثر عطفًا على الآخرين
  • كيف تستخدم الصمت كعلاج؟
  • «بتعرف تطمنك».. 4 أبراج فلكية تتميز بمهارتها في احتواء الآخرين
  • استمع إلى آراء الآخرين.. برج الجوزاء حظك اليوم الاثنين 25 نوفمبر
  • "قضايا المرأة" تقيم ورشة تدريبية لمقدمي الرعاية والخدمات الصحية ببولاق الدكرور
  • النُضج ليس مسألة عُمر
  • د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"