صحيفة البلاد:
2025-07-29@17:35:16 GMT

الغيرة الصامتة

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

الغيرة الصامتة

تنشأ منذ الصغر لدى الأفراد العواطف و المشاعر التي تكوّنت من خلال المواقف و الأحداث التي يعيشها الأفراد من خلال التجارب المختلفة ،وتختلف حدّة قوة المشاعر لدى الأفراد حسب المواقف التي يمرون بها، و يتنقل الأفراد من مشاعر إلى أخرى و تتكرر دورة هذه المشاعر بشكل مستمر و مختلف حيث انً المشاعر تختلف في حدِّتها و توهّجها من موقف إلى آخر.

قد تنشأ لدى البعض مشاعر قوية تجاه الآخرين نتيجة لشعوره بالتهديد من نجاح الآخرين أو تميزهم ، وينعكس النجاح بشكل سلبي على الفرد حيث أنه يشعر بالغيرة و لكنه لا يصرح بهذا الشعور أبدا بل يظل يلتزم الصمت دون معالجة هذا الشعور و عدم الاكتراث بتزايد الشعور وتجاهله دون تفكيك الشعور أو ردعه.

و يجد الفرد نفسه في دوامة من الغضب العارم و الانزعاج و الخوف و الترقب و عدم الرغبة في أن يكون اجتماعيًا ، ليس هذا فحسب بل يتعمّد أن يؤذي الآخرين الناجحين بطرق غير مباشرة ،و يميل إلى انتقادهم والاستنقاص من قدراتهم و تسفيهها ،وتعود جميع هذه الانفعالات إلى شرارة الغيرة التي أُشتعلت ولم تُخمد ،بل تُركت لتأكل تألق الفرد وتحطمه و تحيله إلى فرد ساخط و مؤذٍ.

و لا يخفى علينا أن لكل شيء نقيضه، فإن للغيرة نقيضتها ألا وهي المنافسة التي تجعل الفرد مقدامًا و غير متوار و متسائلاً غير صامت حتى يتعلم و يتقدم ، لذا يجب على الفرد ألّا يستسلم لحديث نفسه و لا لشعوره السلبي تجاه الآخرين بسبب أنهم ناجحون فقط بل عليه المسارعة و المحافظة على مكانته و نجاحاته التي حققها و العمل على الحصول على المزيد منها ،
و ممّا لا ريب فيه أن جميع الأفراد الذين يعيشون في المجتمع الواحد ،تساورهم هذه المشاعر ،ولكن يتم التعامل مع هذه المشاعر بشكل سليم و صحي من خلال الوعي والادارة الذاتيه والرغبة الصادقة في نجاح الآخرين و توفقهم ينعكس ايجابًا على الأفراد ويصبحوا ناجحين ايضًا ،ولايخفى علينا أن ارادة الشر للآخرين و عدم الرضا بنجاحهم و الشعور بالغيرة، ليس إلا انعكاساً لطغيان المشاعر السلبية على تفكير الفرد و تدميراً لوعيه.

fatimah_nahar@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الفظائع التي لن ينساها التاريخ

يتواصل المسلسل الإجرامي في غزة بشكل تصاعدي، بعد انسحاب الكيان والراعي الرسمي له من مفاوضات الدوحة، والدخول في متاهة البحث عن مخرج من الوضع الإنساني الكارثي الذي أنتجته سياسة “جهنم” الأمريكية الصهيونية في غزة.

جريمة نكراء تنزع ما تبقى من ورق توت على خاصرة حضارة النفاق العالمي المؤطر للإجرام عبر التقتيل والتجويع والتشريد والتهجير والإبادة المنهجية في عالم القرن الـ21 وليبرالية قرن أمريكا والغرب التي باتت تتفتَّت أوراقُها مع خريف شتاء قادم يعرِّي ما تبقى من سيقان وأغصان نبتت من جذع مشترك: ديمقراطية وبرجوازية عصر ما بعد قرن الأنوار.

الجُرم المشهود، والإبادة الشاملة، والإنكار الأمريكي والصهيوني وحتى لدى بعض دول الغرب التي بدأ جزءٌ منها يخرج عن الصمت المريب، والخنوع المطلق لإرادة أمريكا والصهيونية العالمية، أوصل الوضع في غزة إلى حالة الفضيحة العالمية المدوِّية، دفعت الكيان وعرَّابه في سلسلة ألاعيب المفاوضات الدائرة رحاها منذ 22 شهرا، إلى انسحاب تكتيكي أمريكي صهيوني في الدقائق الأخيرة من الاقتراب من موعد التفاهم على آخر بند متعلق بطريقة توزيع المساعدات التي تريد كل من الولايات المتحدة والربيب الصهيوني الإبقاء على صيغة الرقابة التامة بشأن إدخال المساعدات وتوزيعها ولو بـ”القتل مقابل كيس طحين”، بما يمنح سيطرة لجيش الكيان على غزة ونهاية المقاومة واستسلام حماس. هذا ما لم يحدث تحت طائل المفاوضات العبثية.

انسحابٌ تكتيكي صهيوني أمريكي، بغرض إلقاء اللوم على حماس ومضاعفة المزيد من الضغط عليها للحصول على تنازلات لن تقدّمها حماس، إلا ضمن الرؤية والتصوُّر الذي قدَّمته للوسطاء من قبل ومن بعد.

إقدامُ العدوّ، في آخر لحظة بعد انسحاب الوفد الأمريكي الصهيوني من محادثات الدوحة، على ذرِّ الرماد في أعين العالم المصاب بالذهول لما يحدث أمام أعينه، عبر السماح بإدخال بعض الشاحنات شمال غزة وجنوبها وهدنة مؤقتة موقوتة، لتوزيع وجبات العار والدمار باتجاه تجمُّعات تريد فصلها عن باقي القطاع في شكل محتشد إنساني تتحكم فيه وفي إدارة المساعدات ولو بإطلاق النار على المجوّعين، أو إنزال طرود جوية، ليس في الواقع سوى مسرحية سريالية عبثية وفرجة عالمية ساخرة من سلطة احتلال وعرّابه، بغطرسته الإجرامية لما يحدث، محاولة منهما تبييض وجه أسود لكيان مجرم مدعوم أمريكيًّا بشكل لا يصدًّق وغير مسبوق: تبييض وجوه سود ببشرة بيضاء، أخرجت الحامل والمحمول من دائرة الإنسانية إلى دائرة التوحُّش الإجرامي المشهود.

مناورة سرعان ما اتّضحت نيّاتها على يد راعي الكيان: “حماس تدرك أنها ستموت بعد أن تفقد أوراق ضغطها، وستموت”، قبل أن يعلن من جديد عودة المفاوضات إلى مسارها، عندما أبلغت حماس الوسطاء والعالم عبر خطاب خليل الحية أنه لا معنى لحياة مفاوضات تحت طائل التقتيل والتجويع، بما يعني انسحاب محتمل لحماس من مفاوضات الدوحة.

هذا الوضع، لا يريح الكيان وداعميه في الولايات المتحدة والغرب، لأنهم لا يملكون ورقة أخرى لم يجرّبوها بالحديد والنار والعار، والمكر الغدار، فتسارع هذه الدوائر، إلى محاولة أخرى بائسة ويائسة معا: شيطنة المقاومة إعلاميًّا وعمليًّا عبر الظهور بوجه المتظاهر بالإنسانية، أخيرا، الرؤوف، المتباكي بدموع تماسيح على ضحايا بسبب “تعنّت حماس”.

مسرحية واحدة بإخراج متغيِّر ومشاهد متجددة لا تخفي النيّات ولا الغايات.
أعمال وممارسات وحشية، يندى لها ضمير قرن الـ21، الذي سيرسم التاريخ يوما أن المحرقة النازية تبدو أقلَّ شأنا من نازية ضحايا النازية أنفسهم، وهذا بشهادة شهود من أهلها، ممن لم تتمكّن الفظائع من جعلهم يبتلعون ألسنتهم.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • احنا عندنا حرب ملعلعه.. جدل في اليمن بعد نيل وزير الدفاع درجة الدكتوراة في "الحروب الصامتة"
  • الفظائع التي لن ينساها التاريخ
  • حتى لدى الأفراد الأصحاء.. التعرض لدخان الحرائق قد يؤثر على الجهاز المناعي
  • ميمي جمال عن زوجها الراحل حسن مصطفى: لم يكن رومانسيا ولكنه شديد الغيرة
  • الإبادة الصامتة في غزة.. غايتها محو فلسطين
  • بيان أمني من كوردستان: الطائرة التي سقطت في اربيل مفخخة ولا إصابات
  • الهلال يُترك اليوم وسط صمت إعلامي مريب بينما تُعلن صفقات الآخرين في لحظتها
  • استشاري يحدد الفارق بين المشاعر والاضطرابات النفسية
  • 16 دولة تستفيد من ميزة الشحن الدولي للهواتف المحمولة عبر "خدمة"
  • اللغة التي تفشل