د.حماد عبدالله يكتب: إقرئوا التاريخ لتعرفوا قدرات المصريين
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
زماااان.. من أكتر من ٣٠٠٠ سنة صحينا من النوم لقينا الهكسوس محتلين البلد.. اتمسكنوا لحد ما اتمكنوا.. وبعد ما كنا بنعطف عليهم سيطروا على مقاليد الأمور واحتلونا.. لكن طوال ٢٥٠ سنة احتلال هكسوسى.. عمرنا ما اتكلمنا هكسوسى.. وفى النهاية طردناهم.. وفضلنا عايشين.
بعد الهكسوس.. دخل الاشوريين.. واحتلونا ١٦ سنة.
الفرس صعب عليهم ان الاشوريين يحتلوا مصر وهما لأ.. قاموا احتلونا يجى ٩٠ سنة.. وطلع الفرس من عندنا بيتكلموا عربى مكسر.. وفضلنا عايشين.
اليونانيين قالوا يعنى الفرس اللى بيعبدوا النار يحتلوا مصر واحنا لا ؟!.. فجهزوا الجيوش وهجموا على الفرس وطلعوهم.. وقعدوا مكانهم.. وكبر الاسكندر الأكبر عندنا ومات زى ما الكل حيموت.. وبرضو ما اتكلمناش يوناني ولا حاجة.. وفضلنا عايشين
بطليموس خليفة الاسكندر
قال يعنى الاسكندر أحسن منى.. وقام جايب الجيوش البطلمية وقعدوا عندنا يجى ٣٠٠ سنة.. ولا نطقنا حرف بطليموسى واحد.. وفضلنا عايشين.
الخواجه الروماني أكتافيوس ماعجبوش الوضع.. وقالك لأ.. أنا مش ابن البطة السودا.. وقام باعت جيوشه وقعد عندنا يجى ٣٦٠ سنة.. آكلين شاربين نايمين.. وفى النهاية ماتوا واندفنوا عندنا.. ولا اتغيرنا ولا نطقنا حرف اكتافيوسى واحد.. وفضلنا عايشين.
واحنا قاعدين بنعمل كوباية شاى على شط النيل.. ولسة حناخد بق من الكوباية.. لقينا البيزنطيين قاموا هاجمين على مصر واحتلونا ٣١٠ سنة.. وعااادى.. فضلنا قاعدين بنشرب الشاى ومابقيناش بيزنطيين ولا حاجة.. وفضلنا عايشين.
بعدها دخلنا فى الفتح الإسلامى.. وإشى دولة اسلاميه علي أموية على عباسية على طولونية علي اخشيدية علي فاطمية شيعية على ايوبية وفضلنا عايشين
المماليك.. عملوا الدولة المملوكية.. واحتلونا يجى ٣٠٠ سنة قاومو خلالها الصليبيين والمغول.. ورغم كدا ولا نطقنا حرف مملوكى واحد.. بالعكس هما اللى اتكلموا مصرى.. وفضلنا عايشين.
الفرنسيين والانجليز صعب عليهم شوية المماليك يستمتعوا بمصر ويحكموها ويسيطروا من خلالها على طرق التجارة.. قاموا سخنوا الاتراك سليم الأول.. وهجم على مصر.. وقتل الاتراك سلطان المماليك قنصوه الغورى وشنقوا طومان باى.. واحتلوا مصر.. وما اتكلمناش تركى ولا حاجة.. وفضلنا عايشين
ولما الاتراك شموا نفسهم.. دعم الانجليز محمد على وقلبوه على الأتراك.. وفضل هو وأولاده واحفاده فى مصر اكتر من ١٤٠ سنة.. وبسببهم شفط الانجليز خير البلد وخلونا متخلفين ومواطنين من الدرجة الخامسة.. لكن برضوا الحمد لله استحملنا.. ولا اتكلمنا ألبانى زى محمد على.. ولا تركى زى اللى عين محمد على.. بل بالعكس كل أولاد واحفاد محمد على هما اللى اتكلموا مصرى.. وفضلنا عايشين.
الفرنسيين قالوا يعنى هو احنا اللى مش حناخد من الدست مغرفة.. وقاموا داخلين مصر وقلبوا عيشهم ٣ سنين وخرجوا وهما بيتكلموا مصرى.. وفضلنا عايشين.
الانجليز شربوا شاى مع الفرنسيين.. وقسموا الدول على بعضهم.. فطلع الفرنسيين من مصر على دول المغرب العربى بعدينا بشارعين.. واحتل الإنجليز مصر ٧٢ سنة.. ورغم كدا لا اتكلمنا فرنساوي ولا انجليزى.. وكلهم خرجوا من عندنا.. وفضلنا عايشين.
حتى الصهاينة لما احتلوا سينا بمساعدة انجلترا وفرنسا واغتروا بقوتهم وقالوا انهم القوة التى لا تقهر.. فاقوا من الغيبوبة والمصريين فوق دماغهم.. وجريوا زى الفيران وانتهى وجودهم فى سينا.. وفضلنا عايشين.
إحنا اتبهدلنا كتير.. واستحملنا كتير.. وشفنا إللى ما حدش شافه.. وخضنا حروب على مدار التاريخ بعدد شعر رأسنا.. ورغم كدا فضلنا عايشين.
إللى شفناه كمصريين طول السنين إللى فاتت دى كلها كتير.. ورغم كدا صمدنا لأكثر من ١٥٠٠ سنة احتلال بأسماء وأشكال مختلفة.. وعرفنا بشكل كبير جدا نحفاظ على هويتنا ولغتنا وعاداتنا وتقاليدنا مقارنة بدول وممالك أخرى أندثرت وتلاشت واصبحت تراث..
تفتكروا بعد كل دا ممكن مصر تضيع ؟ أنا باقول مستحيل
البلد دى لسة فيها أسرار كتير..
وهى محفوظة منذ فجر التاريخ.. وستظل محفوظة ليوم الدين.. والارض التى كانت سكنا وممرا للانبياء والمرسلين.. والتى قال عنها الرحمن ادخلوها بسلام آمنين.. ستعود لها باذن الله مكانتها بفضل أبناءها المخلصين.
عشان كدا دايما باقول.. ما تخافوش.. ياما دقت ع الراس طبول.. وكل اللى فات راح وفضلنا عايشين.. ببركة رب العالمين
#مصر_ام_الدنيا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمد على
إقرأ أيضاً:
مولانا احمد ابراهيم الطاهر يكتب: الجمهورية السودانية الثانية
الرسالة التي حملت رؤية المؤتمر الوطني المستقبلية للسودان جديرة أن تثير نقاشا واسعا في أوساط النخبة السودانية المثقفة . وقد آن لقادة الفكر في بلادنا أن يبدأوا السباق المعرفي ، وليفتحوا الأبواب لشعب السودان ليسهم في رسم استراتيجية البناء والنهضة العظيمة للأمة السودانية .
ونهاية الحرب الضروس قد باتت وشيكة بما قدمته القوات المسلحة ومعاونيها من شباب السودان بتكويناته وانتماءاته المختلفة من تضحية وفداء وثبات وصبر وعزيمة ، لجديرة بأن
تسجل في كتاب التاريخ فخرا وعزا ومجدا أثيلا للسودان ، وتترك في قلوب أعدائه رعبا ورهبة
لا يمحوها مرور الأيام والليالي . فالتحية والدعاء بعد حمد لله لكل من اشترك في معركة الكرامة بالقتال المباشر وبالإعداد وبالانفاق المادي وبالرأي السديد وبالدعاء الصادق لتحقيق النصر الخالد والمجد التليد . والرحمة والقبول من الله لشهدئنا من المقاتلين في صف القوات المسلحة الذين وهبوا حياتهم لربهم ولبلادهم العزيزة . والدعاء لكل مكلوم وكل مهموم ومظلوم وجريح ومصاب ولكل أم وأب لشهيد أو مقاتل جسور .
إن من ملامح ما بعد النصر أنها كما أنهت المؤامرة الاقليمية والدولية الكبري علي البلاد ، فإنها قد انتهت بها حقبة جيل السبعينات والثمانينات ومعظم مواليد الاربعينات والخمسينات من أبناء السودان الذين عمروا بلادهم وأداروها في تلك الحقبة . فمن عبر منهم إلي الدار الآخرة فهو رجاء الله تعالي ومغفرته ورضوانه . ومن بقي منهم فهو في فترة المراجعة والإنابة والاستعداد للرحيل ، مع بذل ما اكتسبه من تجارب الحياة العامة والخاصة للجيل الناهض بأعباء الحياة القادمة . فبتقدم العمر وبتغير الأحوال وباختلاف أهداف المرحلة وتحدياتها لم يعد هناك من يطمع من أبناء ذلك الجيل في منصب أو في قيادة أو مكسب دنيوي إلا ما ندر ، وقد عبروا عن مواقفهم هذه في مناسبات عدة . فليهنأ الذين أصابهم الوجل من عودة مشاهير سابقين إلي تولي الحكم مجددا فلا العمر ولا الرغبة ولا الأحوال تسعفهم في ذلك . ولتستعد الأجيال الناهضة لتولي مسئولية إدارة الحياة في الدولة والمجتمع بمواهبهم في العلم والمعرفة ، وليدخلوا بابتلاء الله لهم في معترك الحياة بالعزم والحزم والزهد والاستقامة ، وبحب الله وحب الوطن وحب الناس وكراهية الفساد والخيانة والجريمة .
إن النظر في أسبقيات العمل في الدولة تفرض علي المرء البدء بما هو أولي . ولا أحسب أن قضية ما تسبق قضية الأمن القومي في البلاد . فبفقدان الأمن فقد أهل السودان كل شيء ، النفس والأرض والمال والعرض والطمأنينة والتعليم والصحة واجتماع الأسرة وغيرها . لقد كان عقلاء المجتمع يطلقون المحاذير للشعب السوداني عن مخطط العدو الخارجي لاستهداف الوطن والمواطنين ، ويبينون لهم ملامح التخطيط المجرم لاحتلال البلاد ، وقد نشرت ملامحه في وسائل الإعلام الغربية باقتراب احتلال دول في المنطقة من بينهم السودان ، ولكن غفلة العامة كانت كبيرة ، وتصديقهم لوقوع الكارثة كان ضعيفا ، وحسبوها مناورات من ساسة يريدون بها التكسب ، فلم يستبينوا النصح حتي وقعت الواقعة ورأوا بأعينهم ما لم يخطر ببالهم من فظائع الحرب وقسوة المجرمين ووحشية البشر وهمجية ليست من طبائع الحيوان ، وأصبح مخطط العدو يجوس خلال ديار المواطنين العزل في القري النائية والمدن الوادعة . ولولا لطف الله وحسن تدبيره ورعايته لفقدنا أرض السودان بما تحمله من مواهب الله الثرة وعواريه المستودعة ومنائحه الدارة وخيراته الوفيرة ومساجده العامرة وخلاويه التالية لكتابه ، ولأصبح أهله مشرودين في دول لا تعرف معاني الإخاء والنصرة وحب الناس واستقبال الملهوف .
فمن أجل هذا الدرس القاسي تكون العظة للحاكم والمحكوم علي السواء بأن قضية الأمن القومي هي القضية ذات السبق في الترتيب ، بلا تراخ ولا تفريط ، ولا استهانة ولا استكانة ولا مجاملة لقريب أو بعيد أو لصديق أو عدو . فإن كان في خزينة البلاد وفي خزائن أفراد مال كثير أو قليل فهو أولا لتأمين البلاد ، والبدء بالقوات المسلحة وقوات الأمن وقوات الشرطة . إن مضاعفة الاحتياطي البشري لهذه القوات في ظل التهديد الماثل والذي لم تزدة الأيام إلا تأكيدا ، ينبغي أن يضاعف بعشرة أضعافه . والقوات النظامية تدرك كيف تفعل ذلك دون عنت ومشقة . ومضاعفة الاحتياطي البشري تظل تأمينا للبلاد من أي تمرد داخلي وأي غزو خارجي ، كما أنها سند ميسور لمواجهة الكوارث الطاريئة ، وهي أيضا مورد للمعلومات ورصد لكل نشاط تخريبي في الاقتصاد ومكافحة التهريب وتجارة المخدرات والوجود الأجنبي غير المقنن ، وفي الحيلولة دون انفجار النزاعات القبلية وفي اختراق الحدود وغيرها .
إن مضاعفة قوات الاحتياط بشريا لابد أن تصحبه مضاعفة القدرات القتالية والتأهيل الأمني والتدريب المتقدم والإعداد النوعي الذي يستجيب للتطوير الفني باضطراد كلما تطورت الأنظمة التقنية ليواكب تطورها تجاوزا للتخلف وحرصا علي التفوق المستمر الذي يفضي إلي يأس شياطين الإنس والجن من الطمع في بلادنا .
بالطبع هنا لا نتحدث عن تطوير القدرات العسكرية الدفاعية والفنية ، حيث أن قادة هذه الأجهزة أكثر دراية منا ، ولا نتحدث عن إعادة هيكلتها كما كان يفعل جهلة الحرية والتغيير وعملاء السفارة الغربية وخونة الزمرة المستعبدة وأرباب اليسار المستخدم ، ونحن نعلم أن ما لدي هذه الأجهزة ما يعينها في تطوير استراتيجيتها كلما لزم الأمر . ومع ذلك نلمح ولا نفصل في إعادة النظر في الخارطة الجغرافية الدفاعية بما يعين علي قيام مدائن حضرية جديدة مزودة بوسائل دفاعية مقتدرة وقدرات انتاجية مقتدرة ووسائل اتصال عالية الجودة وصناعات تحويلية ومصدات دفاعية محكمة وخارطة دائرية متصلة لا تعين العدو علي اختراق البلاد كما فعل الآن ، وتستوعب في داخلها نخبة كبيرة من الخريجين لتقوية حصون البلاد الجديدة ، ولميلاد جيل عالم مستنفر معبأ ومقاتل ومنتج ومهتد وهاد لأمته المحفوظة بعناية الله تعالي .