فتاوى تشغل الأذهان .. هل اﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻛﺎﻟﺴﺤﺮ ﻭاﻟﺸﻌﻮﺫﺓ تقوم على التخيلات؟ .. ما هي الكلمات المجربة لإذهاب الحزن وبسط الرزق؟ .. ومتى يتجاوز الله عن الكبائر من السيئات؟
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
فتاوى تشغل الأذهانهل اﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻛﺎﻟﺴﺤﺮ ﻭاﻟﺸﻌﻮﺫﺓ تقوم على التخيلات؟ما هي الكلمات المجربة لإذهاب الحزن وبسط الرزق؟متى يتجاوز الله عن الكبائر من السيئات؟
نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم كل مسلم في حياته اليومية نرصد أبرزها في التقرير التالي :
في البداية أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، على سؤال: هل اﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻛﺎﻟﺴﺤﺮ ﻭاﻟﺸﻌﻮﺫﺓ تقوم على التخيلات؟
واستدل مرزوق من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بقول العلامة الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني، حيث ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻗﺼﺼﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻭﻓﻲ ﺿﺮﺏ اﻟﻤﺜﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺼﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﻴﺼﻪ ﺑﺄﻥ اﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻧﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺤﺎﺕ اﻟﺤﻖ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺃﻓﻖ اﻷﺳﺒﺎﺏ اﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻭاﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻭاﻟﻐﺎﻳﺎﺕ اﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ.
وتابع: ﺃﻣﺎ اﻟﺴﺤﺮ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻬﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻓﻨﻮﻥ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﺫاﺕ ﻗﻮاﻋﺪ ﻭﺃﻭﺿﺎﻉ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﻏﺎﻳﺎﺗﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﺠﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻬﺬا ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﻤﻮﺳﻰ ﻫﻢ اﻟﺴﺤﺮﺓ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﻔﺮﻕ اﻟﻮاﺿﺢ ﻭاﻟﺒﻮﻥ اﻟﺸﺎﺳﻊ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ.
ورداً على ﺸﺒﻬﺔ تقول: ﺇﻥ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻮﻧﻪ ﻣﻌﺠﺰاﺕ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭاﻟﻤﻌﺎﺭﻑ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﻬﺎ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺁﺛﺎﺭ ﻟﻤﻮاﻫﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺑﻐﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻤﻮاﻫﺐ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ، قال إﻥ ﻣﻮاﻫﺐ اﻟﻨﺎﺑﻐﻴﻦ ﻭﻧﺒﻮﻍ اﻟﻤﻮﻫﻮﺑﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭﻋﻮاﻣﻞ ﺛﻢ ﻟﻪ ﺃﺷﺒﺎﻩ ﻣﻌﺘﺎﺩﺓ ﻭﻧﻈﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﻭﺟﻴﻞ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﻭﻣﺼﺮ.
واستكمل: ﺃﻣﺎ اﻟﻤﻌﺠﺰاﺕ ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭﻻ ﻋﻮاﻣﻞ ﻭﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﺒﺎﻩ ﻣﻌﺘﺎﺩﺓ ﻟﻬﺎ ﻭﻧﻈﺎﺋﺮ اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺇﺫا ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ اﻟﻜﻮﻥ اﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺳﻨﻦ اﻟﻮﺟﻮﺩ اﻟﻤﺄﻟﻮﻑ.
كما قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين لنا ، أن الله قد يتجاوز عن السيئات وإن كانت من الكبائر بسبب رحمة الإنسان بحيوان، فقال: « دخلت امرأة بغي من بني إسرائيل الجنة في كلب وجدته عطشان فسقته ، قالوا ألنا في البهائم أجر يا رسول الله ، قال : ألا في كل ذات كبد رطب صدقة» [رواه البخاري ومسلم].
واستشهد علي جمعة، في منشور على صفحته الرسمية، على فيس بوك، بما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال من فجع هذه بولدها ردوا ولدها إليها» [رواه أبو داود].
وتابع: وقد طبق المسلمون الرحمة في حضارتهم بصورة عملية في كثير من مؤسسات الخير، ليس فقط في المستشفيات ودور الإيواء للإنسان، بل امتدت رحمتهم إلى الحيوان كما أمرهم بذلك شرعهم الحنيف، حيث أنشأوا مساقي الكلاب؛ رأفة بهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم في كل ذات كبد رطبة أجر، ولما علموا أنه قد دخلت امرأة النار في هرة حبستها، ودخلت أخرى الجنة في كلب سقته.
وفي العصر المملوكي، وبالتحديد في تكية محمد بك أبو الذهب بنيت صوامع للغلال لتأكل منها الطير، وهكذا كان المسلمون يحولون إرشادات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى واقع عملي يعيشون فيه، فحازوا الشرف والعز وخير الدنيا والآخرة، رزقنا الله الأخلاق الفاضلة، وجعلنا من الرحماء.
كما كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عن ثلاث كلمات تذهب الحزن وتبسط الرزق وتجعل من رددها من الشاكرين الحامدين.
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: " لَمَّا قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَا أَقُومُ حَتَّى تُحَدِّثَنِي، قَالَ لَهُ: أَنَا أُحَدِّثُكَ، وَمَا كَثْرَةُ الْحَدِيثِ لَكَ بِخَيْرٍ يَا سُفْيَانُ : إِذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِنِعْمَةٍ , فَأَحْبَبْتَ بَقَاءَهَا وَدَوَامَهَا، فَأَكْثِرْ مِنَ الْحَمْدِ وَالشُّكْرِ عَلَيْهَا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فِي كِتَابِهِ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
وَقال علي جمعة: إِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزْقَ فَأَكْثِرْ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابِهِ {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 11].
يَا سُفْيَانُ : إِذَا حَزَبَكَ أَمْرٌ -أصابك واشتدّ عليك- مِنْ سُلْطَانٍ أَوْ غَيْرِهِ فَأَكْثِرْ مِنْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ؛ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ الْفَرَجِ، وَكَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ.
فَعَقَدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: ثَلَاثٌ وَأَيُّ ثَلَاثٍ.
قَالَ جَعْفَرٌ: عَقِلَهَا وَاللهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَلَيَنْفَعَنَّهُ اللهُ بِهَا ". [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء].
إذن هذه الثلاثة: «الحمد لله، وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله» نجعلها دائمًا على لساننا، «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله» فإن الحمد على النعم تزيدها، وإن الاستغفار هو سبب للأرزاق واستمرارها، وإنه لا حول ولا قوة إلا بالله فيها حصانة، وهي كنزٌ تقال من القلب، وتقال من العقل، وتقال من الروح، فالعقل يفهمها أننا نتبرأ من كل حولٍ منا لله رب العالمين.
كما قال علي جمعة إن الشكر يوجب على المسلم حسن السلوك مع الله ومع خلق الله، وقد ذكر صاحب (شرح النيل، وشفاء العليل) : " وتمام الشكر في ثلاثة أشياء: إذا أعطاك الله شيئا فاعلم أنه منه وارض به ولا تعصه ما دامت ذلك منفعة في ذلك الشيء. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : إن لله تعالى صفوة من خلقه ، إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا جاءتهم نعمة شكروا، وإذا ابتلوا صبروا ، وركب سليمان بن داود مركبا ، فقال له ناس من قومه : يا نبي الله أعطيت شيئا لم يعطه أحد من قبلك ، فقال : " أربع من كن فيه كان أفضل مما أنا فيه: خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الغضب والرضى ، وحمد الله على السراء والضراء ".
وبين علي جمعة أن الشكر لا يكون بالقلب والباطن فحسب، بل يكون بالجوارح فمن شكر الجوارح ، أن النبي ﷺ قام حتى تورمت قدماه فقيل له : يا رسول الله أتفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا .
وقال أبو هارون : دخلت على أبي حازم فقلت له : يرحمك الله ما شكر العينين ؟ قال : إذا رأيت بهما خيرا ذكرته ، وإذا رأيت بهما شرا سترته.
قلت: فما شكر الأذنين؟ قال : إذا سمعت بهما خيرا حفظته، وإذا سمعت بهما شرا نسيته .
قال الجنيد: الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة. وهذا إشارة إلى حال من أحوال القلب على الخصوص ، وكل منهم يقول بحسب الحال الغالب عليه أو بما يليق بالسائل.
أما ما يخص شكر الناس؛ إذ هو الوسيلة لشكر الله كما تقدم، وإن من أذم الخلائق ، وأسوأ الطرائق ، ما يستوجب به قبح الرد وسوء المنع . وليس هناك أدل على هذا المعنى مما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال : { لا يشكر الله من لا يشكر الناس }. وفي معنى هذا الحديث قال الخطابي: هذا الكلام يتأول على معنيين : أحدهما : أن من كان من طبعه كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم ،كان من عادته كفران نعمة الله عز وجل وترك الشكر له.
وشدد علي جمعة: الوجه الآخر : أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه ، إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس إليه ويكفر معروفهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان المعجزة السحر والشعوذة جامعة الأزهر صلى الله علیه وسلم رسول الله علی جمعة س ف ی ان الله عن
إقرأ أيضاً:
كيف نفتح صفحة جديدة مع الله ؟.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه علينا أن نبدأ صفحةً جديدة مع الله تعالى ولو مائة مرة في اليوم.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن سيد المرسلين ﷺ، الذي غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ورفعه الله مقامًا عليًا، قال: (إِنَّهُ لَيُغَان عَلى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ كلَّ يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ), استغفارهُ من جنسٍ آخر غير استغفارنا، لكنه يعلمنا الاستغفار الذي يتواءم ويتناسب مع طبيعتنا ورتبتنا؛ فالقلب له بابان: بابٌ مفتوح على الخلق، وبابٌ مفتوح على الحق –سبحانه وتعالى–.
البابُ المفتوح على الحق تُدخل منه الأنوارُ وتنكشف به الأسرارُ.
والبابُ المفتوح على الخلق يُستخدمه الإنسان في تعاملاته مع الناس في مصالح الدنيا ومشاغلها.
وسيدُ الخلق وإمامُ المرسلين ﷺ أُمر بتبليغِ الدعوةِ من ربه، وأرسله الله رحمةً للعالمين وللناس كافة؛ فهو مأمور بالتعامل مع الناس، فكانت الأنوارُ تدخلُ من شدة العبادة والتعلق بالله فتُغلِقُ بابَ الخلقِ، حيثُ يدخل ريحٌ من الأنوار فيُغلَقُ بابُ الخلقِ، فلا يريد أن يُرى أحدٌ، ويرغب في الاعتزال؛ لأن من يأنسُ بالله لا يطيقُ الناسَ، وهذا لا يجوز في حقِّهِ ﷺ، إذ أن هناك رسالةً لا بد أن يبلغها، فيستغفر الله –سبحانه وتعالى– لانغلاقِ بابِ الخلقِ عنده حتى يُفتح.
أما نحنُ، فإن غينَ الأغيارِ هي التي تغلقُ بابَ الحقِّ؛ فننشغل بالأشياءِ والأشخاصِ والأحوالِ والأحداثِ، وننهمكُ بكلِّ شيءٍ دونَ اللهِ عز وجل؛ فيجب أن نستغفر حتى تدخلَ الأنوارُ ويُفتحَ بابُ الحقِّ.
سيدنا أبو الحسن الشاذلي استشكل الحديث، فمعنى "يُغان" هو أن تأتي سحابةٌ أو شيءٌ من هذا القبيل، فقال: “كيف يُغان على قلبِ سيدنا رسول الله ﷺ إذا كنتُ أنا لا يُغان على قلبي؟”.
فرأى النبي ﷺ في المنام وقال له: “يا عليّ، غينُ أنوارٍ لا غينَ أغيارٍ.”
غينُ أنوارٍ دخلت من بابِ الحقِّ فأغلقت بابَ الخلقِ. فالغَينُ نوعان: غينُ أغيارٍ، يغلقُ بابَ الحقِّ، وغينُ أنوارٍ، يغلقُ بابَ الخلقِ، وفي كليهما نستغفر ربنا، لأن إغلاقَ أيٍّ منهما يُعتَبَرُ نقصًا؛ ولذلك، فإن سيدنا النبي ﷺ، من اشتغاله بربه وشدة تعلقِ قلبه بالله تعالى، تغيبُ عنه الرسومُ (الأكوانُ).
سَهى في الصلاة – وهذا في الظاهر – حتى يعلمنا عندما نسهو في الصلاة ماذا نفعل؛ فقالوا: يَا سَائِلِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ كَيْفَ سَهَا ... وَالسَّهْوُ مِنْ كُلِّ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهِي قَدْ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ سِرُّهُ فَسَهَا ... عَمَّا سِوَى اللَّهِ ، فالتَّعْظِيمِ لِلَّهِ
أي أن سيدنا رسول الله ﷺ استغرق في معيةِ الله، حتى ظهر بمظهرِ النسيان أمامَ الخلق؛ إلا أن قلبه لم يغفل عن الله، بل غفل عن الرسومِ.
أين هذا من نسياننا في الصلاة؟ نحنُ ننسى؛ لأننا منشغلون بالدنيا، وهو ﷺ ينسى؛ لأنه منشغلٌ بالله.