الثورة نت:
2025-03-18@09:27:49 GMT

رهان تفكيك الوطن العربي أساس لضمان أمن إسرائيل

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

في أوج قوتها جمعت بريطانيا حلفاءها وأرادت احتلال إسطنبول لكنها منيت بهزيمة منكرة، بفضل تكاتف وتلاحم الأمة الإسلامية في مجموعها، لم تيأس بل استعانت بروسيا وفرنسا وغيرهما من الدول المتقدمة صناعيا وتوزعت الدول العربية والإسلامية بناء على اتفاقية (سايكس بيكو).
الصهيونية العالمية بشقيها (النصراني واليهودي) أعطى لها فلسطين وحتى يتمكنوا من البقاء والاستمرار فإن رهانهم الأساس هو على تفتيت كل مقومات التوحد والإلتقاء بين أقطار الأمة العربية الواحدة، لأن ذلك حتما سيؤدي إلى إنهاء الاحتلال وعودة فلسطين لأهلها.


بن جوريون أول رئيس للكيان الصهيوني وأحد قادة حرب الاستقلال “طرد الفلسطينيين منها وتوطين اليهود” يوضح أهمية تقسيم الوطن العربي إلى دويلات متناحرة بناء على أسس طائفية ودينية- يقول” قوتنا ليست في سلاحنا النووي بل في تدمير ثلاث دول عربية كبرى حولنا، هي العراق وسوريا ومصر، وتحويلها إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية- ونجاحنا في هذا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الآخرين”، تدمير المجتمعات دينيا وطائفيا أخطر من استعمال السلاح النووي، وهو ما حذر منه نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا بلى: قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة.. هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين” وهو حديث صحيح، ومصداق ذلك في القرآن الكريم قال تعالى ” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا” آل عمران (103).
نجحت المساعي الإجرامية في تدمير العراق وسوريا ولازال المخطط مستمرا ومن يظن من الأنظمة العربية أنه سيظل آمنا فهو واهم أو خائن، فاليهود لا أمان لهم ولا عهد ولا ذمة، وهم يراهنون على تمزيق المجتمعات طائفيا ودينيا حتى تظل إسرائيل في فلسطين وتستمر السيطرة والاستيلاء على ثروات الوطن العربي لصالح الاستعمار الحديث.
والتفرقة والتجزئة ليست أسلوبا حديثا بل قاعدة سياسية للطغاة والمجرمين في كل عصر ولكن الوحدة والألفة أمر واجب، كما أشارت إلى ذلك آيات القرآن الكريم، فالاستعمار البريطاني اعتمد على سياسة “فرق تسد”، ومثل ذلك فرنسا، وغيرهما من الدول التي أوجدت الفرقة والشتات ومزقت الأمة الواحدة واستولت على الوطن العربي بناء على اتفاقية بينها، وما يقوله بن جوريون يأتي في ذات السياق، لكنه يضيف تحديد الدول التي يجب تدميرها، مع أن المخطط يشمل الوطن العربي ولا يستثني منه احد، وأن كان يعتمد على غباء الطرف الآخر – حسب قوله – لكن نوع الغباء أكدته جولدا مائير – رئيسة الكيان الصهيوني حينما قالت “سيتفاجأ العرب ذات يوم أننا قد أوصلنا أبناء إسرائيل إلى حكم بلادهم” وهذه حقيقة كشفتها الأحداث المتوالية، أن هناك من القيادات والزعامات العربية من يعمل لصالح اليهود سرا وعلانية بدون خجل ولا حياء، لا من الله ولا من الناس، فهل صدق مؤلف كتاب “سكرتي جيوش” المكسيكي الجنسية، حينما تحدث عن قيام المخابرات البريطانية والإسرائيلية بزرع عملاء في الوطن العربي على أنهم مسلمون وعرب، لكنهم في حقيقة الأمر يهود، يعملون لخدمة اليهود من خلال مراكزهم المرموقة في الأنظمة العربية.
من خلال استعراض الأقوال السابقة وما يقوله ساسة الغرب يمكن القول إن كل دعوات الفرقة والشتات تحت أي عناوين هي دعوات مجرمة وتخدم توجهات الأعداء وتخالف توجيهات وأوامر الله سبحانه وتعالى وتعاليم النبي الأمين وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وبين حديث بن جوريون وتحقيق تلك الأهداف “تدمير العراق وسوريا” عشرات السنين، مما يؤكد أن الإجرام لن يتوقف وحتى الدول التي تسعى لحماية أنظمتها بالتطبيع كالسعودية والإمارات وغيرهما، لن تجو من التفكيك والتفتيت وحتى وإن استندت السعودية لتعهد مؤسسها لبريطانيا العظمى بعدم ممانعته لإعطاء فلسطين للمساكين اليهود وقيام بن زايد بدعوى إبادة الأِشقاء في أرض غزة، مع السعودية التي وصفها مناحيم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ليست دولة وغير قادرة على لعب أي دور مفيد على الإطلاق، هي من أكثر الدول فساداً في العالم، قال لي أحد رجال الدولة الأمريكيين، السعودية ليست دولة بل عائلة، أربعة آلاف أمير وأميرة يحصلون على مليارات الدولارات ولا يعرفون ماذا يفعلون بها نظام ضعيف وقد يسقط، ويبدى سعادته الغامرة بتحييد مصر عن أي نزاع مع سوريا، إعلان الرئيس السادات كان ممتعاً للغاية، قال بوضوح “حتى لو اندلعت حرب بين إسرائيل وسوريا فمصر لن تشارك في تلك الحرب” وأضاف السادات “إن علمية السلام بين مصر وإسرائيل ستستمر”، فاتفاقية كامب ديفيد عزلت مصر بثقلها السياسي والقومي عن القضايا المصيرية والاستراتيجية وعملت المعونة الأمريكية على تحويلها إلى تابع لا يتجاوز محذورات السياسة الأمريكية بمنطلقاتها الصهيونية، ولولا ذلك لما تم تقسيم السودان وتدمير روابطه القومية بسعى الإمارات والسعودية ومثل ذلك ما يجرى تنفيذه على أرض ليبيا، بالإضافة إلى خذلان المعتدى عليهم من الأشقاء في غزة وهم يتعرضون لجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية ومنع إمدادات الغذاء والدواء، حتى أنهم يهلكون من الجوع ولا تستطيع جمهورية مصر السماح بدخول المعونات الإنسانية إرضاءً للحف الصهيوني الصليبي، ويصل الهوان والذلة إلى الاعتداء على الأراضي المصرية وقتل الجنود المرابطين في معبر رفح الحدودي أكثر من مرة، بل إن قائد الجيش المصري يذهب لملاقاة رئيس هيئة الأركان المجرم الصهيوني والقاتل المجرم المساند له الأمريكي للتنسيق في المهمات القتالية والإجرامية على أرض غزة.
غزة بصمودها وتضحيات أبطالها، كشفت أنظمة العمالة والخيانة وحطمت أسطورة الجيش الصهيوني عدو الإنسانية وقاتل الأطفال والنساء وجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وصدق الله القائل “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ” سورة الأنفال.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الوطن العربی

إقرأ أيضاً:

نتمنى تكريم الأديب المؤثر والقامة الوطنية

يزخر وطننا الحبيب بالعديد من أبنائه المؤثرين والذين تركوا بصمة ، وأثراً واضحا ومبًّينا في كافة المجالات، ومن هؤلاء مثالا لا حصرا الكثير من الأدباء والمفكرين والمثقفين والمؤرخين.
ولعل من ضمنهم وأبرزهم حالياً الدكتور تنيضب عواده الفايدي
المربي والأديب والمؤرخ ومدير تعليم المدينة المنورة السابق حفظه الله
ومتّعه بالصحة والعافية، حيث كان منذ بداية حياته ومازال مُولعا بعلوم التاريخ والآثار التاريخية والجغرافية، حتى أصبح من كبار الكُتّاب والمؤرخين السعوديين، و من أبرز مؤرخي المدينة المنورة خاصة. ومن أجل ذلك، كتب وعمل وأنجز وأجاد حتى صارت وأصبحت تتّخم رفوف الجامعات والمكتبات بمؤلفاته وكتبه في تخصص السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي والآثار والمخطوطات ، من أبرزها :
-السيرة النبوية الموثّقة للرسول صلى الله عليه وسلم .
-فضائل وخصائص آل النبي صلى الله عليه وسلم وحقوقهم .
-دفاعًا عن الحبيب صلى الله عليه وسلم .
-تاريخ طيبة في خير القرون .
-جبال وحرار طابة دراسة جغرافية مصوّرة .
-محافظة الحناكية ( بطن النخل ) .
-العلا طبقات التاريخ .
-الأودية والأبار في مدينة المختار .
-وادي العقيق مالم يبق منه ومابقي .
-نفحات أدبية عن درر ومواقع مكية .
-حماية البيئة في الإسلام .
-صيد الذاكرة الباصرة من أثار الوطن الحبيب .
وغيرها الكثير من الكتب القيمة والمخطوطات التي لامس قلمه فيها المدينة المنورة ومحافظاتها ، وكتب كذلك عن أغلب مناطق المملكة وكل منطقة خصها في كتاب. وكذلك كتب عن العديد من مدن المملكة في مقالاته والتي نشرت في العديد من الصحف والتي لايسع المجال لذكرها تفصيلا .
كما شَغِل الدكتور وشارك في عُضويات العديد من المراكز العلمية والمؤسسات الاجتماعية والثقافية والأدبية أذكر منها :
عُضو مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة .
عُضو مؤسس للجمعية السعودية للمحافظة على التراث .
عُضو النادي النادي الأدبي بالمدينة المنورة .
وبعد هذا مرور سريع ولمحات مختصرة عن حياة هذا المربّي الفاضل والمُعلّم الناجح والعالم البارز والأديب المؤثر والقدوة للمواطن الصالح المحب لوطنه وقيادته.
هذا جزء بسيط من سيرته العطرة والتي وهب بها حياته في خدمة العلم والتعليم والآثار التاريخية والجغرافية. وخدم وطنه ومدينته ومجتمعه بكل معاني الإخلاص والوفاء. فهل يتم تكريمه وفاء وتقديرا، فقد
عودنا وطننا الغالي على تكريم أبنائه الأوفياء المؤثرين الذين خدموا الوطن، وأنجزوا في توضيح تاريخه وأثاره بكل تميز وإتقان وإبداع؟
وخاصة وأنه يمر بأزمه مرضيه أقعدته عن المسير والسير في مواصلة المشوار نحو مزيدا من العطاء.
وأخيرا، المعذره دكتورنا وأديبنا القدوة والمؤثر بالأثر والعلم والمسيرة العطرة.
إذا أنا وقلمي، لم نعطك حقّك في الوصف والسرد بالصورة التي تستحقّها فهذا جُهد المُقل.
فأنت بحق جدير بأن تُسكب من أجلك الأحبار، وتنحني في الثناء عليك الأقلام، وتمتلئ في مدحك الصفحات .
وتكرَّم تكريماً يليق بما أنجزت في حب الوطن.
وفي الختام، لا أملك إلا الدعاء لكم بأن يحفظكم المولى ويمتعكم بالصحة والعافية، وأن يجعل كل ما قدّمتموه من إنجازات وأعمال في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
حفظ الله مملكتنا الغالية، ومليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان، وأدام الله علينا نعمه الظاهرة والباطنة إنّه سميع مجيب .

Leafed@

مقالات مشابهة

  • نتمنى تكريم الأديب المؤثر والقامة الوطنية
  • محللون: إقالة بار سابقة تسرع خطوات تفكيك ديمقراطية إسرائيل المزعومة
  • شذى حسون: آخر مسلسل لمحمد رمضان أحدث حالة في كل شوارع الوطن العربي
  • الدول العربية الأكثر ضرراً من الرسوم الجمركية الأميركية
  • قائد الجيش اللبناني: هدفنا تحصين الساحة الداخلية من خطر الإرهاب
  • أحمد عمر هاشم: الظلم محرم بين العباد.. والعدل أساس الحياة
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الضباط المنشقون يمتلكون خبرات ميدانية ثمينة وسيتم توظيفهم بحسب تخصصاتهم وحاجة القوات المسلحة، لضمان نقل خبراتهم إلى الأجيال الجديدة، بما يعزز الجاهزية القتالية ويرسخ العقيدة العسكرية السورية القائمة على
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • الجامعة العربية تعلن عن إطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام
  • قوات العدو الصهيوني تقتحم بلدة سلواد قرب رام الله