إمام «السيدة نفيسة»: آل البيت رمز الجهاد والتضحية.. ونشكر السيسي على الاهتمام بمساجدهم
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
قال الدكتور على الله الجمال، إمام مسجد السيدة نفيسة، إن مسجد السيدة نفيسة شهد عملية تطوير شاملة، وبدا فى حلته الجديدة استعداداً لاستقبال الزوار من كل حدب وصوب. وأكد «الجمال»، فى حوار لـ«الوطن»، أن آل البيت رمز الجهاد والتضحية والصدق والإخلاص، ونشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى على الاهتمام بمساجدهم.. وإلى نص الحوار:
صف لنا حالة التطوير التى حدثت فى مسجد السيدة نفيسة؟
- مسجد السيدة نفيسة شهد عملية تطوير شاملة، وبدا فى حلته اليوم مستعداً لاستقبال الرواد من كل حدب وصوب، فالشكر كل الشكر للقيادة السياسية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على دعمهما تطوير مساجد آل البيت، التى يأتيها الرواد من كل حدب وصوب ومن بلاد الدنيا كلها، فالمسجد أصبح تحفة معمارية، وتم تطوير المقام بشكل راقٍ.
فى ظل خدمتك لمسجد السيدة نفيسة، ما أكثر النفحات والمواقف التى تلمستها فى رحابه؟
- الخدمة فى مساجد أهل البيت شرف لأى إنسان، ومجرد الوجود شرف لأى إنسان، فهنا نلاحظ تعلق المحبين بستنا السيدة نفيسة، ونرى المحبين المتعلقين بحب آل البيت يأتون من خارج مصر ولم يكن لهم هدف سوى حب آل البيت، وهناك من يتكبّد المشقة والتعب من أجل زيارة أهل البيت.
ما فضائل آل البيت؟
- آل بيت رسول الله رمز الجهاد والتضحية والصدق الإخلاص، والسيدة نفيسة كان لقبها نفيسة العلوم، وسيدنا الحسن كان رمزاً للإيثار عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية، وقد بشر النبى، صلى الله عليه وسلم، بهذا، حين قال فى حق الحسن بن على، رضى الله عنهما: (إن ابنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)، وبالفعل كان ذلك، فأهل بيت رسول الله كل منهم كان له مشوار، إما فى التضحية أو الصبر أو الكرم، فأهل البيت هم أهل الأخلاق والسنة.
محبة آل البيت باتباع أخلاقهم والتزام آدابهموكيف تكون محبة أهل بيت رسول الله؟
- المحبة تكون بالاتباع، أى باتباع أخلاقهم، والتحلى بقيمهم، أما المحبة العاطفية، التى لا يكون فيها التزام بالأدب، فهى لا تُسمن ولا تُغنى من جوع، إلا كما قال النبى، صلى الله عليه وسلم، عندما سأله بعض الناس، متى الساعة؟، فسكت النبى، صلى الله عليه وسلم، فقال: ماذا أعددت لها؟، فكان أحد الصحابة ذكياً فى رده، حين قال، ما أعددت لها من شىء إلا أنى أحب الله ورسوله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت، يُحشر المرء مع من يحب»، وهنا أقول إن محبة آل بيت رسول الله من محبته، فربنا سبحانه وتعالى أمرنا بمحبة آل البيت، فى القرآن الكريم «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى»، وكذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به، كتاب الله وعترتى أهل بيتى»، فأهل البيت هم الثقل الثانى فى هذا الدين بعد القرآن الكريم، وحُب آل البيت مسألة ليست رفاهية، ولكنها فريضة وركن ركين من أركان هذا الدين، فأهل البيت كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال مثل أهل بيتى كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تركها غرق، كما أن أهل البيت نصلى عليهم فى كل صلاة ونقول اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، فاحتفالنا بأهل البيت يكون من باب سيدنا الإمام على، حين قال: «من أحيا أمرنا أحيا الله قلبه»، ونحاول تجديد العهد معهم عن طريق المناسبات مثل الموالد.
وبمَ ترد على من يدّعى أن حب أهل البيت والتصوف من أمور الشرك والبدع؟
- معروف أنه من علامات آخر الزمان أن أهل الباطل يكثرون من اللغو واللهو ضد أهل الحق، وأصبحنا فى زمن كثير فيه من يتحدثون فى غير تخصصاتهم وفنهم، وكان أكبر علماء الأمة عبر العصور من الصوفية، ولم يكن هناك سند من الأسانيد فى القرآن أو الحديث إلا وفيه من الصوفية، ولم يحفظ هذا الحديث إلا الصوفية، ولم يدافع عن حدود المسلمين إلا أكابر المجاهدين من الصوفية، فالصوفية فضلهم لا يحتاج إلى مزايدات أو توضيح، ولكننا ابتلينا فى هذا الزمن ببعض الجهال الذين يحاولون هدم التصوف، وهدم الأزهر، لنشر المناهج المضلّلة التى تبين ضلال من يعتقدها، فنحن نرى الآن الإرهاب والتطرّف، لم يخرج من عباءة التصوف، فلم نرَ منهم أحداً من الصوفية، ولم نجد من الصوفية من حمل السلاح على الناس بالباطل، فتاريخ التصوف هو تاريخ مشرّف، ويعتبر الصفحة البيضاء فى تاريخ المسلمين.
ما المفهوم الحقيقى للتصوف؟
- معنى التصوف هو التخلى عن الرذائل والتحلى بالفضائل، وهو ما يأتى من طريق التخلى عن شهوات النفس، ويتحلى بكل صفة جميلة، الإنسان الذى يسير فى الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، ويكون زاهداً فى الدنيا، متحرياً الحلال، هو إنسان يسير فى نهج المتصوفين، فالتصوف ليس ارتداء عباءات أو عمائم، أو حمل المسبحة، ولكنه التزام فى طريق الله سبحانه وتعالى.
تجديد الخطاب الدينىأرى أن الصوفية الحالية ينبغى عليها أن تتعلم وتتفقه، فالحب ليس كافياً، والأدب ليس كافياً، فهم يحتاجون إلى علم، وكان هناك اقتراح فى المجلس الأعلى للطرق الصوفية، بألا يرأس أحد مشيخة طريقة، إلا إن كان فقيهاً، خصوصاً أن الصوفية بالملايين، والاستثمار الصحيح فيهم يتم عن طريق منهج وضوابط صحيحة، فهم أرض خصبة لتجديد الخطاب الدينى، فالأتباع والمريدون يقدّرون كلام شيخهم، لذلك يجب ألا يقتصر المحبون على تقبيل رأس الشيخ أو الإنشاد، أو الالتزام بالصفوف، رغم أنها أشياء جميلة، إلا أننا يجب أن نضيف إليهم لبنة تتضمن العلم والعمل والثقافة، وأن يكونوا أصحاب فكر، فالمسلم الحق صاحب فكر، وعليهم النزول للمقاصد والمشكلات الواقعية، ومعالجة المشكلات المجتمعية، خصوصاً أن الصوفية ما زالوا يتمتعون بسمعة طيبة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السيدة نفيسة صلى الله علیه وسلم آل البیت
إقرأ أيضاً:
مفتون ووزراء وكبار علماء يشاركون في احتفالية البيت المحمدي بذكرى الإمام الرائد
يحتفي البيت المحمدي للتصوف غدًا الأربعاء بعد صلاة المغرب بالذكرى ٢٧ للإمام الرائد الشيخ محمد زكي إبراهيم مؤسس العشيرة المحمدية ورائد التصوف في العصر الحديث
تقام الاحتفالية بعنوان (بناء الإنسان فى فكر الإمام الرائد).
جاء ذلك برعاية الأستاذ الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي، وحضور : الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم - عضو هيئة كبار العلماء، والأستاذ الدكتور/ شوقى علام - مفتى الجمهورية السابق، والأستاذ الدكتور/أسامة الأزهري - وزير الأوقاف، الأستاذ الدكتور/ محمد عبدالرحيم بيومي - أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والأستاذ الدكتور/محمود حامد عثمان - عضو مجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الشيخ /على صالح - من علماء الأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور عبدالفتاح العواري - العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، الأستاذ الدكتور يسرى جبر وشيوخ الإنشاد معاذ الجعفري، وأحمد الأنصاري، ومنصور زعيتر.
يذكر أن الشيخ محمد زكي إبراهيم رحمه الله أسس جمعية العشيرة المحمدية رسمياً سنة 1930 م، التي صار نائبه فيها فيما بعد الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر، لتكون وسيلته للدعوة الإصلاحية الإسلامية الصوفية ، وجعل من مبادئه الاهتمام بالفرد والجماعة، وهذا الأثر بقي للشيخ بعد وفاته فانتشر ذكره في بلاد عده خاصة في جنوب شرق آسيا بإندونيسيا، وكان الشيخ رحمه الله طموحا مجتهدا مجدًّا، يجيد اللغات: الإنجليزية، والألمانية، و الفارسية ، وقد مكنت هذه الثقافة العالية من خوض غمار الترجمة فترجم الشيخ إلى العربية بعض قصائد الشاعر الألماني هايني رش هايني، وتعلم الفارسية على يد الشيخ محمد الأعظمي، وترجم عددًا من قصائد الشاعر الصُّوفي محمد إقبال إلى العربية وقد نشرت بمجلة أبولو.
و كان له حلقة شعرية إسلامية ألفها من كبار الشعراء الإسلاميين منهم : الدكتور حسن جاد ، والأستاذ قاسم مظهر ، والأستاذ محمود الماحي ، والأستاذ عبد الله شمس الدين ، والدكتور سعد ظلام ، والأستاذ ضيف الله ، والأستاذ الربيع الغزالي ، والأستاذ شاور ربيع ، والأستاذ محمد التهامي ، والأستاذ أحمد عبد الخالق ، واللواء رائف المعري ، وغيرهم .
وقد أهداه الرئيس جمال عبد الناصر (وشاح الرواد الأوائل ونوط التكريم)، وأهداه الرئيس السادات (نوط الامتياز الذهبي) من الطبقة الأولى، وأهداه الرئيس حسني مبارك (وسام العلوم والفنون) المخصص لكبار العلماء والأدباء، ثم أهداه (نوط الامتياز الذهبي) من الطبقة الأولى أيضًا، وأهداه الرئيس اليمني عبد الله السَّلَّال (وشاح اليمن والخنجر).
وكان أمينًا ورائدًا دينيًّا لـ (جمعيات الشبان المسلمين العالمية)، و(المؤتمر القرآني) برئاسة نائب رئيس الجمهورية السيد حسين الشافعي وعضوًا بلجنة(الهيئة العليا للدعوة بالأزهر) برئاسة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، وكان خبيرًا باللجنتين التاريخيتين لإصلاح التصوف برئاسة السيد وزير الداخلية، ثم برئاسة الشيخ الباقوري وزير الأوقاف وقتئذ رحمه الله، وعلى مجهود هاتين اللجنتين صدرت اللائحة الصوفية الحالية، وقد كان له عليها عدة مآخذ، لولا أنها كانت الخطوة الأولى في سبيل إصلاح التصوف بمصر، وتعتبر نواة لما بعدها.
كما كان للشيخ محمد زكي الفضل في إنشاء مكتب رعاية المهتدين إلى الإسلام بالأزهر الشريف في عهد الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله ، وشارك في نشاط هذا المكتب ، و أسلم على يديه عدد غير قليل ممن شرح الله تعالى صدورهم لدينه، وما زال مكتب رعاية المهتدين إلى الإسلام بالأزهر يؤدي مهمته إلى الآن بصورة أو بأخرى خير قيام
وللشيخ محمد زكي عدة مؤلفات منها: (أبجدية التصوف) وهو كتاب مهم لمن يود التعرف على التصوف، ومن أعماله الصحفية ( مجلة المسلم) وكان من جيل الرواد الأوائل من شعراء هذا العصر، فقد عاصر شوقي وحافظ والعقاد والرافعي والزيات، وكان له معهم صولات وجولات، وقد ألف خمسة دواوين شعرية في نحو خمسة عشر جزءاً من الشعر العمودي المقفى، في أغراض الشعر المختلفة لعل أشهرهم ديوانه الشهير (ديوان البقايا) و(ديوان المثاني) وكان يدعوا إلى إنشاء أكاديمية للتصوف وقد تحققت على يد تلميذه بعد وفاته الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر.
ومن أشهر كتبه أصول الوصول : أدلة أهم معالم الصوفية الحقة من صريح الكتاب وصحيح السنة .
الخطاب : خطاب صوفي جامع من الإمام الرائد إلى أحد كرام مريديه .
فواتح المفاتح : الدعاء وشروطه وآدابه وأحكامه .
الأربعون حديثاً الحاسمة ردعاً للطوائف المكفَّرة الآثمة .
مراقد أهل البيت في القاهرة : يحقق أن رأس الإمام الحسين رضي الله عنه وجثمان السيدة زينب وغيرهما من آل البيت بالقاهرة ، تاريخا وواقعاً .
أمهات الصلوات النافلة : الصلوات النافلة ومسائلها وأحكامها من الكتاب والسنة .
ليلة النصف من شعبان : قيامها ، فضلها ، الدليل الحاسم على إحيائها .
بركات القرآن علي الأحياء والموتى : من الحديث النبوي .
معالم المجتمع النسائي في الإسلام : أحكام وقضايا النساء المختلفة بأسلوب علمي ميسر .
كما كتبت عنه عديد من المؤلفات والرسائل العلمية في جامعات الأزهر، القاهرة، عين شمس، قناة السويس.