اجتماع جدة.. الدكتورة لبنى الطحلاوي تكتب عن تحركات السعودية في الملفات الدولية
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
تلعب المملكة العربية السعودية دورا محوريا ومهما سواء على المستوى العربي أو الدولي ممها جعلها محل ثقة الجميع خاصة في الفترة الأخيرة التي تنوعت فيها السياسة الخارجية للملكة كثيرا، وسعيها تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإنهاء عدد من الملفات العالقة عربيا وإقليميا ودوليا.
الأمير محمد بن سلمانالمملكة العربية السعوديةوعملت السعودية التي كانت محط أنظار الجميع مؤخرا على إرساء دعائم الاستقرار في عدد من المناطق الأكثر التهابا وسخونة ومن بينها التدخل لوقف الصراع في السودان، حيث استضافت مدينة جدة السعودية مبحاثات بين طرفي النزاع داخل البلد العربي الشقيق في محاولة منها لوقف الاقتتال المندلع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023.
الأمر لم يتوقف عند هذه الخطوة، التي "لم تؤت ثمارها لتمسك كل طرفه من أطراف النزاع داخل السودان بمطالبه واختراق ما يتم الاتفاق عليه من هدنات إنسانية"، بل تواصل دور السعودية في عزم واضح وصريح لإنهاء الصراع ووقف الاقتتال، حيث تنوعت مسارات السياسة الخارجية السعودية تجاه الملف السوداني عبر الضغط على عدد من الشركاء الدوليين للتدخل وحس الطرفين على وقف الحرب التي تهدد استقرار البلد العربي.
دور السعودية وسياستها الخارجية ظهرت جليا في الصراع الأقوى بين المعسكرين/ الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية / والشرقي بقيادة روسيا داخل أوكرانيا منذ 17 شهرا، مما أضر بالاقتصاد العالمي، وترك أثارا سلبية ومدمرة على الجميع بعد تعطل سلاسل الإمداد والتوريد.
وحاولت المملكة العربية السعودية لعب دورا في تقريب وجهات النظر بين المعسكرين (الغربي - الشرقي) خاصة مع فشل كل الجهود الدولية والوسطات التي قادتها عدة دول من بينها دول عربية، حيث استضافت عددا من الاجتماعات التي ضمت أطرافا من دولتي النزاع (روسيا - أوكرانيا) لبحث موقفهما من وقف الحرب، وكان أخرها اجتماع مستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول والمنظمات الدولية الذي عقد في مدينة جدة واختتم أعماله أمس بمشاركة مسؤولين كبار من نحو 40 دولة بشأن الأزمة الأوكرانية.
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية، الأحد، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أن المشاركين في محادثات جدة بشأن أوكرانيا ناقشوا خطة سلام أخرى إلى جانب الخطة التي اقترحها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وبحسب المصادر، فإن الخطة الجديدة قدمت من قبل المملكة العربية السعودية إلى جانب عدد من الدول الأخرى، حيث تحرص الخطة الحفاظ على سلامة أوكرانيا، ووقف إطلاق النار على طول خط المواجهة بأكمله، وبدء المحادثات بوساطة الأمم المتحدة، وتبادل الأسرى.
ومن جانبها قالت الكاتبة والباحثة والحقوقية السعودية الدكتورة لبنى الطحلاوي، إن السياسة الخارجية السعودية ودورها المؤثر في القضايا العربية والإقليمية والعالمية يعكس سياساتها الحكيمة وقراراتها الصائبة المتزنة دائماً وثقلها السياسي ومكانتها الاقتصادية وتأثيرها على هذه القضايا كدولة صانعة للقرار السياسي، ومحبة للسلام وساعية دائماً لتحقيق الأمن والسلم العالمي.
اجتماع جدةسجل إنساني للسعوديةوأضاف "الطحلاوي" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المملكة العربية السعودية تمتلك سجلا إنسانيا فريدا في الأمم المتحدة مليء بالعطاءات والمواقف الإنسانية وكافة أنواع الدعم اتجاه جميع الأزمات والقضايا والنكبات التي تمر بها أي من دول العالم، معقبة: "أيادي المملكة العربية السعودية البيضاء امتدت لكل محتاج ومنكوب في هذا العالم، ولها بصماتها في جميع القضايا الهامة في هذا العالم، وعطاءاتها السخية لا تنتظر مقابل، ومواقفها الإنسانية في مناصرة الحق والقضايا العادلة مدونة لها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وفي ذاكرة التاريخ التي لا تنضب ابداً".
وأشار "الطحلاوي": "أثبتت المملكة العربية السعودية بمواقفها الإنسانية والأخلاقية والسياسية الثابتة حرصها الدائم على تحقيق السلام والأمن والعدل في العالم، وأنها من أكبر الدول الراعية للسلام والمحبة للسلام في هذا العالم، ولطالما أثبتت المملكة أنها وسيط حيادي وشريف وعادل في تبنيها للقضايا العربية والإقليمية والعالمية، ولها بصماتها المشرفة في تلك الملفات سواء بالمواقف السياسية أو بالدعم الإنساني والمادي السخي وفي مساعدة المحتاجين والمنكوبين حول العالم، والسعودية تسير بنهج ثابت ومشرف عبر تاريخها لا تحيد عنه، ولذلك استحقت الثقة والمكانة الكبيرة التي تتمتع بها بين دول العالم".
واختتمت الكاتبة والباحثة والحقوقية، قائلة: "تقوم السعودية بدور سياسي وإنساني كبير لإيقاف الحرب الروسية الأوكرانية بمناشدة وطلب من هذه الدول والدول الكبرى بعد أن حققت نجاحاً كبيراً في حل قضية الأسرى بين البلدين، وإنقاذهم من الموت ومن تنفيذ أحكام الإعدام بهم وأمنت خروجهم وإعادتهم جميعاً سالمين إلى أوطانهم".
واختتمت الأحد 6 أغسطس 2023، محادثات بشأن أوكرانيا استضافتها مدينة جدة السعودية على مدار يومين، ضمت مستشاري الأمن الوطني وممثلين لأكثر من 40 دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، برئاسة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان، دون أي إجراء ملموس يتجاوز الالتزام بمواصلة المشاورات من أجل السلام في المستقبل
وجاء الاجتماع استمراراً للجهود والمساع الحميدة لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التي يبذلها في هذا الشأن منذ مارس 2022.
وتجدر الإشارة إلى أن الدول والمنظمات التي شاركت في الاجتماع برئاسة المملكة العربية السعودية هي: جمهورية الأرجنتين، أستراليا، مملكة البحرين، جمهورية البرازيل الاتحادية، جمهورية بلغاريا، كندا، جمهورية تشيلي، جمهورية الصين الشعبية، جمهورية القمر المتحدة، جمهورية التشيك، مملكة الدنمارك، جمهورية مصر العربية، جمهورية إستونيا، المفوضية الأوروبية، المجلس الأوروبي، جمهورية فنلندا، الجمهورية الفرنسية، جمهورية ألمانيا الاتحادية، جمهورية الهند، جمهورية إندونيسيا، الجمهورية الإيطالية، اليابان، المملكة الأردنية الهاشمية، دولة الكويت، جمهورية لاتفيا، جمهورية ليتوانيا، هولندا، مملكة النرويج، جمهورية بولندا، دولة قطر، جمهورية كوريا، جمهورية رومانيا، جمهورية سلوفاكيا، جمهورية جنوب أفريقيا، مملكة إسبانيا، مملكة السويد، جمهورية تركيا، أوكرانيا، دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، الأمم المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية.
واتفق المشاركون - بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" على أهمية مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام، معربين عن أهمية الاستفادة من الآراء والمقترحات الإيجابية التي تم بحثها في الاجتماع.
الكاتبة والباحثة لبنى الطحلاويالمملكة وحرب أوكرانيافيما ووصفت أوكرانيا وحلفاؤها المحادثات بأنها محاولة للحصول على دعم دولي واسع للمبادئ التي تريد كييف أن تكون أساسا للسلام، ومنها انسحاب جميع القوات الروسية وعودة جميع الأراضي الأوكرانية إلى سيطرتها، حيث قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه يريد عقد قمة عالمية على أساس تلك المبادئ في وقت لاحق من العام الحالي.
وسبق، ونجحت جهود وساطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل أسابيع، بإبرام صفقة تبادل أسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني، أفرج خلالها على 10 سجناء أجانب أسروا في أوكرانيا، يشار إلى أن المملكة لطالما شددت على موقفها الداعم لحل سياسي للأزمة الأوكرانية.
وأتت تلك الخطوة حينها انطلاقا من اهتمامات ولي العهد السعودي، واستمرار لجهوده في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية- الأوكرانية، وبفضل المساعي المستمرة له مع الدول ذات العلاقة.
والجدير بالذكر، أن الرياض لعبت دور الوساطة في عملية كبيرة لتبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا في سبتمبر الماضي وتسعى إلى مواصلة جهودها في حل الأزمة.
وحضر الرئيس الأوكراني مايو الماضي القمة العربية التي استضافتها مدينة جدة، وعبر حينها ولي العهد السعودي عن استعداده للتوسط في إنهاء الحرب.
وضمن تعليق لمسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي أوردته "رويترز" عن الدور الذي تلعبه الرياض، قال إنها "وصلت إلى مناطق من العالم لا يمكن لحلفاء أوكرانيا القدامى الوصول إليها بهذه السهولة".
اجتماع جدةالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السعودية حرب أوكرانيا جدة وقف إطلاق النار القضايا العربية المملکة العربیة السعودیة الأمیر محمد بن الأمم المتحدة ولی العهد مدینة جدة فی هذا عدد من
إقرأ أيضاً:
سلطنةُ عُمان تُشارك في اجتماع تعزيز التعاون لمكافحة المخدرات بين الدول العربية
العُمانية / شاركت سلطنة عُمان ممثلة بلجنة الوقاية المنبثقة من اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في الاجتماع المشترك الثاني بين أجهزة مكافحة المخدرات وممثلي وزارات الصحة في الدول العربية، الذي بدأت أعماله في الجمهورية التونسية ويستمر يومين.
وأكّد سعادةُ أحمد بن صالح الراشدي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الذي مثّل سلطنة عُمان في الاجتماع على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات المختلفة لتحقيق أهداف الاجتماع، والإسهام في حماية المجتمعات العربية من آفة المخدرات.
ويهدف الاجتماع إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال مواجهة انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية. ويأتي في ضوء التعاون القائم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الشؤون الاجتماعية - إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية، الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب)، والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب.
كما يأتي في إطار الجهود المبذولة لتحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة 2030 الخاص بالصحة، الذي يُعنى بضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، وتضمنت إحدى غاياته تعزيز الوقاية إزاء إساءة استعمال المواد، بما يشمل تعاطي المخدرات على نحو يضر بالصحة، وعلاج ذلك.