دراسة تكشف علاقة التدخين بالتدهور المعرفي
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
أوضحت نتائج دراسة حديثة، أجراها باحثون من جامعة كوليدج لندن، أن التدخين قد يكون من بين أهم عوامل نمط الحياة التي تؤثر على مدى سرعة تراجع مهاراتنا المعرفية مع تقدمنا في العمر.
ولإجراء الدراسة حلل الباحثون بيانات 32 ألف بالغ، تتراوح أعمارهم بين 50 عاما أو أكثر، من 14 دولة أوروبية أجابوا على استطلاعات على مدى 10 سنوات.
ودرس الباحثون كيفية اختلاف معدلات التدهور المعرفي بين كبار السن الأصحاء معرفيا، وأولئك الذين لديهم مجموعات مختلفة من السلوكيات المرتبطة بالصحة، بما في ذلك التدخين والنشاط البدني واستهلاك الكحول والتواصل الاجتماعي.
وقُيّمت الوظيفة الإدراكية تبعا لأداء المشاركين في اختبارات الذاكرة والطلاقة اللفظية.
ووجد فريق البحث أن التدهور المعرفي كان أسرع لدى الأشخاص المدخنين، كما ارتبط التدخين بانخفاض الدرجات المعرفية بنسبة 85% على مدى 10 سنوات.
وأوضحت الدراسة أن هذه النتائج استثنت المدخنين الذين كان لديهم أسلوب حياة صحي في جميع المجالات الأخرى، أي أنهم مارسوا التمارين الرياضية وتواصلوا اجتماعيا بانتظام.
وقالت المعدة الرئيسية للدراسة، الدكتورة ميكايلا بلومبرغ: "دراستنا قائمة على الملاحظة، لذلك لا يمكن تحديد السبب والنتيجة بشكل قاطع، ولكنها تشير إلى أن التدخين قد يكون عاملا مهما بشكل خاص في التأثير على معدل الشيخوخة المعرفية. تشير الأدلة السابقة إلى أن الأفراد الذين ينخرطون في سلوكيات صحية أكثر، لديهم تدهور إدراكي أبطأ. ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كانت جميع السلوكيات ساهمت بالتساوي في التدهور المعرفي، أو ما إذا كانت هناك سلوكيات محددة تؤدي إلى هذه النتائج".
وأضافت: "بالنسبة للأشخاص غير القادرين على التوقف عن التدخين، تشير نتائجنا إلى أن الانخراط في سلوكيات صحية أخرى مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، قد يساعد في تعويض الآثار المعرفية الضارة المرتبطة بالتدخين".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التدخين التدهور المعرفي
إقرأ أيضاً:
المجال المعرفي في برامج التعليم العالي
د. مسلم بن علي المعني **
سلطنا الضوء في المقالة السابقة على نهج التعليم من أجل التعليم وعرَّجنا بشكل مختصر على المجالات الثلاثة الأساسية التي تركز عليها البرامج الأكاديمية في مؤسسات التعليم العالي والتي يمكن تلخيصها في المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي. في هذه المقالة سنركز على المجال المعرفي. إن بناء البرنامج الأكاديمي يجب أن يتألف من مقررات دراسية تتوزع بين المقررات التي تركز على المجال المعرفي والمجالات الأخرى من خلال مخرجات تعلم محددة.
فمخرجات التعلم القائمة على المعرفة تركز بشكل أساسي على الحقائق ذات الصلة بمجال تخصص الطالب وكذلك المفاهيم والنظريات والمبادئ التي يتعين على الطالب أن يفهمها بشكل جيد. لذا عندما ننظر إلى الخطة الدراسية لبرنامج بكالوريوس، نجد أنها تتوزع على ثمانية فصول دراسية والتي حددها الإطار الوطني للمؤهلات ضمن 4 مستويات: المستوى الخامس (مقررات السنة الأولى)، المستوى السادس (مقررات السنة الثانية)، المستوى السابع (مقررات السنة الثالثة)، المستوى الثامن (مقررات السنة الرابعة).
فمقررات السنة الأولى تركز على وضع حجر الأساس للمجال المعرفي والسلوكي مع إتاحة الفرصة للطالب في تطوير مهاراته الأساسية. لذا تجد أن معظم البرامج الدراسية تبدأ في هذه المرحلة بالذات بالتعريف بالموضوعات الأساسية في التخصص مثل مقررات المداخل مثل مدخل إلى القانون أو مدخل إلى الترجمة أو مدخل إلى المالية. كما تضم مقررات السنة الأولى مقررات عامة على هيئة متطلبات جامعية تركز على مجالات المعرفة الأساسية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها.
وفي السنة الثانية، يبدأ الطالب في التعمق أكثر في التخصص وما يرافقه من تجربة تعليمية في تطبيق المعرفة على المواقف العملية مع بناء المهارات السلوكية بشكل أكبر، مما يسهم بشكل كبير في تعميق الفهم لدى الطلبة للموضوعات الأساسية مع بدء الانخراط في مواضيع متخصصة تتعلق بمجال التخصص.
أما بانتقال الطالب إلى دراسة مقررات السنة الثالثة، فيكون في هذه المرحلة قد تشكَّل لديه أساس معرفي متين؛ حيث يتم التركيز على تطوير المعرفة المتخصصة والمهارات المتقدمة والجوانب السلوكية، مما يزيد من توسع دائرة المعرفة المتخصصة في مجال التخصص لديه وما يصاحبها من مستوى متقدم للفهم للموضوع ذات الصلة بمجال تخصصه.
وفي السنة الأخيرة، يتحول التركيز إلى تعزيز جميع مخرجات التعلم لدى الطالب، بحيث يتمكن من تطبيق المعرفة المتخصصة، وإتقان المهارات الأساسية، وتبني الجوانب السلوكية التي تمكنه من الدخول إلى سوق العمل أو مواصلة دراساته العليا، وهنا يبرز المجال المعرفي لدى الطالب في استطاعته في توظيف المعرفة التي اكتسبها في جميع السنوات الثلاث السابقة في مشروعات واقعية مثل مشاريع التخرج مع المشاركة العميقة في الموضوعات والاتجاهات المتخصصة في مجال تخصصه.
** عميد كلية الزهراء للبنات