انطلاق مؤتمر الحزب الجمهوري.. 5 أسئلة حول الحدث
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
انطلقت الاثنين أعمال مؤتمر الحزب الجمهوري في مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن، وتمتد حتى نهاية الخميس المقبل، حين تُختتم جلساته بكلمة للرئيس السابق دونالد ترامب، يعلن فيها قبوله الترشح من جديد على بطاقة الحزب لانتخابات 2024.
وبعد 3 أيام من محاولة اغتياله في ولاية بنسلفانيا، من المتوقع يعتلي ترامب المنصة مساء الاثنين، في أول ظهور علني له منذ السبت.
وخلال العقود الأخيرة، تحولت المؤتمرات العامة للحزبين إلى ما يشبه أحداثا رياضية أو حفلات الأوسكار الممتعة والمسلية، يشاهدها عشرات الآلاف في قاعة انعقادها، ويتابعها الملايين على شاشات التلفاز أو الهواتف النقالة.
1- لماذا يُعقد هذا المؤتمر؟تمثل المؤتمرات القومية تقليدا أساسيا في العملية الانتخابية، حيث يتجمع المندوبون الحزبيون من كل الولايات الأميركية لإعلان دعمهم لترشح دونالد ترامب في الحالة الجمهورية، وجو بايدن في الحالة الديمقراطية، إلا إذا حدثت مفاجأة وأعلن الأخير انسحابه من السابق بعد تزايد الشكوك في قدراته العقلية والذهنية.
وبعد عملية إجرائية يختار فيها مندوبو كل ولاية مرشحهم لخوض سباق الرئاسة، يتمكّن كل حزب رسميا من معرفة المرشح ونائبه، الذي سيقف خلفه في باقي مراحل الحملة الانتخابية ممثلا له.
وتُعد المؤتمرات العامة للحزبين، الديمقراطي والجمهوري، فرصة أخيرة لإظهار ما يدافع عنه كل حزب، ويوحده في معركة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ولا توجد أي ضرورة دستورية أو قانونية لعقد الحزب مؤتمرا عاما، لكن هذه الظاهرة أصبحت عرفا سياسيا منذ أول مؤتمر حزبي عام عُقد عام 1832، عندما عقد الديمقراطيون مؤتمرا حزبيا عاما في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند.
ويهدف المؤتمر العام لكل حزب إلى تسمية مرشحيه رسميا لخوض السباق الرئاسي، وقد اختار الحزب الجمهوري رسميا الاثنين دونالد ترامب مرشحا لانتخابات الرئاسة، واختار ترامب السناتور عن أوهابو، جي دي فانس، نائبا له.
2- لماذا ميلاواكي ويسكونسن؟
يجمع كل مؤتمر حزبي ما لا يقل عن 50 ألف شخص من مختلف الولايات، على رأسهم مندوبوها في مجمع الانتخابات الرئاسية، وكذلك يشارك أعضاء الكونغرس، وأعضاء الجهات التشريعية في مختلف الولايات، إضافة للآلاف من شركات ومنظمات اللوبي، وآلاف الصحفيين والمتظاهرين.
وتعد عملية اختيار مكان انعقاد المؤتمر عملية معقدة، إذ يري بعض المراقبين أنه يجب أن تكون مدينة صديقة للحزب وتوجهاته، (شيكاغو في الحالة الجمهورية)، أو كما يفضل آخرون (ولاية حاسمة يزيد انعقاد المؤتمر من حظوظ الفوز بها في الانتخابات المقبلة مثل حالة الحزب الجمهوري).
ويسهم المؤتمر في انتعاش المدينة المستضيفة للمؤتمر، فضلا عن كونه يزيد حظوظ الحزب للظفر بهذه الولاية في الانتخابات.
وتعد ولاية ويسكونسن إحدى أهم الولايات الحاسمة والمتأرجحة في سباق 2024، وسبق أن صوتت للديمقراطيين في انتخابات 2008 و2012، ثم صوتت لترامب عام 2016 ثم لبايدن عام 2020. ولم يستطع أي مرشح الفوز بأغلبية تتخطي 1% في هذه الولاية، من هنا يبذل بايدن وترامب جهودا كبيرة للظفر بهذا الولاية، ويعد اختيارها للمؤتمر الجمهوري علامة على أهميتها في حسابات حملة ترامب.
3- ما مهام المؤتمر؟رغم الأجواء الاحتفالية والاستعراضية، لا يكتمل أي مؤتمر حزبي إلا بعد إنجاز عدد من المهام، وأهمها:
اختيار مرشحي الحزب لمنصبي الرئيس ونائبه. المساعدة في بناء الحماس لبطاقة الحزب الانتخابية. الموافقة على برنامج يحدد مواقف الحزب بشأن القضايا الداخلية والخارجية. توفير فرصة لشخصيات واعدة بين كوادر الحزب للظهور على المستوى القومي.في كلا الحزبين الرئيسيين تختار أغلبية بسيطة من المندوبين المرشح الرئاسي، ويوافق المندوبون بصورة روتينية على الشخص الذي يختاره مرشحهم الرئاسي لمنصب نائب الرئيس.
ولم يواجه الرئيس ترامب أي تحدٍّ جاد داخل حزبه الجمهوري، على الرغم من خوض 12 مرشحا انتخابات تمهيدية قوية.
وعلى الجانب الديمقراطي، حسم المرشح جو بايدن السباق مبكرا ولم يواجه أي منافسة ذات قيمة خلال سباق الانتخابات التمهيدية.
وبسبب وحدة الحزب الجمهوري، والتي ضاعفت منها محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ترامب، لن يشهد مؤتمر الجمهوريين أي خلافات في تصويت المندوبين لصالح ترامب.
4 ما رسالة المؤتمر؟
يتسق سيناريو وحدة الحزب الجمهوري مع ما عرفه الحزب منذ ظهور ترامب وسيطرته على مفاصل الحزب، ويدفع ذلك لانتقال التركيز الحزبي أثناء أيام المؤتمر إلى أهداف المؤتمر الأخرى.
إلا أن تعرض الرئيس السابق لعملية الاغتيال الفاشلة دفعته للقدوم مبكرا إلى ميلووكي، وتغيير كلمته في الجلسة الختامية لتدعو لوحدة الأميركيين بدلا من التركيز على إبراز ضعف الرئيس بايدن، ومهاجمة سياسات وبرامج الحزب الديمقراطي.
وتجري عملية تصويت (أصبحت شكلية) بين مندوبي الولايات لاختيار مرشح الحزب، وتعلن كل ولاية عدد الأصوات التي أحصتها وفق ترتيب أبجدي، ويعلن أحد المندوبين مجموع الأصوات لتلك الولاية.
وتقليديا، كانت المؤتمرات العامة للحزب فرصة ليلتقي ممثلو الحزب من مختلف الولايات للتعارف وتبادل التجارب والخبرات، والعمل على تكوين شبكات مصالح حزبية تتخطى حدود الولايات.
5 ما الإجراءات الأمنية؟
تفرض السلطات الأميركية ترتيبات أمنية مشددة جدا عقب حادثة إطلاق النار على المرشح الجمهوري ترامب.
وأغلقت سلطات ولاية ويسكونسن وسط مدينة ميلووكي، وأغلقت المحال والشركات أبوابها هذه الأسبوع.
ويشارك في تغطية المؤتمر آلاف الصحفيين الأميركيين والأجانب الذين خضعوا لفحوصات أمنية مشددة.
وتوجب ذلك موافقة جهاز الخدمة السرية أمنيا على هوية الصحفي المشارك، وأعطي كل صحفي 3 كروت هوية يجب ارتداؤها طوال الوقت، ولا يمكن دخول المؤتمر من دونها، وتشديدا للإجراءات الأمنية، تضمن البطاقات بطاقة منفصلة لكل يوم، تسمح للشخص بدخول قاعة المؤتمر الرئيسية.
وبسبب أهمية الرئيس الأميركي، وتأثيره على مختلف القضايا العالمية في كل بقاع الأرض، وبسبب اختلاف بايدن ومواقفه وسياسته بصورة جذرية عن مواقف وسياسات ترامب، يهتم العالم بهذه المؤتمرات لاستشعار توجه كل حزب، والتعرف على قادته الحاليين والمستقبليين.
ورصدت الجزيرة نت مئات الصحفيين القادمين لهدف تغطية المؤتمر من العديد من الدول، منها البرازيل وجنوب أفريقيا والصين وآيسلندا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحزب الجمهوری کل حزب
إقرأ أيضاً:
الهند.. الحزب الحاكم يتجه لفوز كاسح في ولاية مهاراشترا
يتجه حزب بهاراتيا جاناتا، الحاكم في الهند الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، إلى تحقيق فوز مذهل، اليوم السبت، في انتخابات ولاية مهاراشترا، المهمة سياسيا.
وقالت لجنة الانتخابات الهندية إن حزب "بهاراتيا جاناتا" وحلفاؤه تصدروا الانتخابات بالحصول على 183 مقعدا من أصل 288 مقعدا ويتصدر السباق في 48 مقعدا آخر في مهاراشترا، أغنى ولاية في الهند، التي تضم مومباي العاصمة المالية والترفيهية للبلاد.
يتوقع صدور النتائج في وقت لاحق اليوم السبت.
ويحكم حزب "بهاراتيا جاناتا" وأحد حلفائه، ولاية مهاراشترا البالغ عدد سكانها 126 مليون نسمة.
ومن المقرر أن تظهر بريانكا غاندي (52 عاما)، وريثة أسرة نهرو- غاندي السياسية، المنتمية لحزب المؤتمر، في البرلمان لأول مرة بعد فوزها في السباق في مواجهة مرشح الحزب الشيوعي بهامش ضخم يبلغ أكثر من 400 ألف صوت في مقعد واياناد في ولاية كيرالا جنوبي البلاد.