بشار الأسد يفتح باب الحوار مع أردوغان بشروط واضحة
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
الجديد برس:
أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، اليوم الإثنين، أنه مستعد للقاء نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، “إذا كان اللقاء يحقق مصلحة البلاد”.
وفي معرض حديثه عن عودة العلاقات بتركيا، عقب اقتراعه اليوم في الانتخابات التشريعية، قال الرئيس الأسد: “إذا كان لقاء الرئيس أردوغان يؤدي إلى نتائج، أو إذا كان العناق أو كان العتاب يحقق مصلحة البلاد، فأنا سأقوم” بذلك.
وأوضح أن “المشكلة لا تكمن في اللقاء، وإنما في مضمونه”، لافتاً إلى أن طرح اللقاء “قد يكون مهماً، كونه وسيلة لتحقيق هدف، لكننا لم نسمع ما هو الهدف، وما هو حل المشكلة”.
وأضاف الرئيس الأسد أن “أول سؤال نسأله هو لماذا خرجت العلاقات عن مسارها الطبيعي منذ 13 عاماً؟”، مشيراً إلى أنه “لم يسمع أي مسؤول تركي يتحدث عن هذه النقطة، بصورة صريحة”.
من تصريحات الرئيس بشار الأسد للصحفيين بعد إدلائه بصوته في الانتخابات التشريعية pic.twitter.com/URBj1IfqPy
— Syrian Presidency (@Presidency_Sy) July 15, 2024
وفي السياق، شدّد الرئيس الأسد على أن اللقاء هو “وسيلة، والوسيلة بحاجة إلى قواعد ومرجعيات عمل”، مضيفاً أن “فشل هذه الوسيلة في مرحلة من المراحل قد يجعلنا نذهب في اتجاه أسوأ، وندفع الثمن أكثر”.
وأكد في الوقت نفسه، الروح الإيجابية تجاه أي مبادرة لتحسين العلاقة، قائلاً إن ذلك “هو الشيء الطبيعي، فلا أحد يفكر في أن يخلق مشاكل مع جيرانه”، لكن ذلك “لا يعني الذهاب من دون قواعد”.
وأضاف: “في أي لقاء محتمل سنسأل ما هي مرجعيته. هل ستكون هذه المرجعية هي الإلغاء أو الإنهاء لأسباب المشكلة، التي تتمثل بدعم الإرهاب، والانسحاب من الأراضي السورية؟”، مؤكداً أن ذلك “هو جوهر المشكلة، وليس هناك سبب آخر”.
وقال الرئيس الأسد إنه “إذا لم يكن هناك نقاش بشأن هذا الجوهر فماذا يعني اللقاء؟”، لافتاً إلى أن سوريا “تسعى لعمل يحقق نتائج، فهي ليست ضد أي إجراء أو لقاء، لكن المهم أن يؤدي ذلك إلى نتائج إيجابية تحقق مصلحة سوريا وتركيا، في الوقت نفسه”.
وأكد أن “أي لقاء سيجري مع الجانب التركي سيُعلن عنه، فلا يوجد أي شيء سري”، مضيفاً أن “سوريا أصرت على أن اللقاء ضروري، بغض النظر عن المستوى، والحديث هنا ليس عن لقاء رئيسين”.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن “اللقاءات لم تنقطع، بل هي مستمرة”، كاشفاً أن “هناك لقاءً يُرتب على المستوى الأمني من جانب بعض الوسطاء، وكنا إيجابيين في هذا الإطار”.
وأوضح الأسد أن “مصطلح تطبيع العلاقات مع تركيا هو خطأ. فتطبيع العلاقات مع بلد ما هو عملية قسرية، تهدف إلى فرض علاقات طبيعية هي غير موجودة”، في حين أننا “نتحدث عن دولة جارة، وبيننا علاقات عمرها قرون طويلة، الأمر الذي يعني أن العلاقات يجب أن تكون طبيعية”.
وأضاف: “إذا أردنا أن نصل إلى علاقات طبيعية، وهذا ما نسعى له في سوريا، فهل يمكن أن يكون الاحتلال ودعم الإرهاب جزءاً من العلاقات الطبيعية بين الدول؟”، ليجيب الأسد بأن ذلك “بالطبع مستحيل”.
وعليه، أكد الرئيس الأسد وجوب “سحب تداول كل ما هو شاذ في هذا المشهد”، من أجل الحديث عن “علاقة طبيعية بين سوريا وتركيا”.
وشدّد على أن “العلاقات ستكون طبيعية عندما تنسحب الأمور الشاذة من دون تطبيع أو إجراء قسري، ومن دون رأي الحكومات”، بحيث “ستسير هذه العلاقات في صورتها الطبيعية في اتجاه العودة إلى ما كانت عليه قبل الحرب”، وخصوضاَ أن العلاقات الطبيعية “أثبتت أنها تؤدي إلى حماية الحدود التي يتحدث عنها المسؤولون الأتراك، كما كان الوضع سابقاً”.
في هذا الإطار، أوضح الرئيس الأسد أن “الأصدقاء واعون تماماً هذه الوقائع، وهم يعرفون هذا الموقف منذ المبادرة الأولى التي حدثت قبل 5 أعوام”.
وأوضح أن “الحديث عن المبادرات جديد، لكن بداية المبادرات كانت منذ 5 أعوام، وكررنا خلالها الموقف نفسه: أزيلوا الأسباب لتظهر النتائج”، مضيفاً أن الأمر “ليس في حاجة إلى تكتيكات وبهلوانيات سياسية وإعلامية”.
وقال إن “أصدقاء سوريا يُطالبون أحياناً ببعض الإجراءات، التي تكون قابلة للحوار والنقاش، لكن الإجراءات شيء، وتجاوز المبدأ شيء آخر”، مؤكداً أنه “لا يمكن تجاوز المبادئ التي نبني عليها مصالحنا الوطنية”.
وأضاف الرئيس الأسد أنه “لم تُقدم حتى الآن إلى سوريا أي ضمانات”، و”نحن نسير بصورة إيجابية، لكن استناداً إلى مبادئ واضحة، تستند إلى مبادئ القانون الدولي والسيادة”.
وأكد الرئيس السوري أنه “إن لم تُحقق نتائج إيجابية، فستكون النتائج سلبية، ففي هذه الحالة، إما أن نربح وإما أن نخسر،نحن وتركيا والحلفاء”، أي أن “الكل يربح أو الكل يخسر، فلا يوجد حل وسط”.
وتأتي تصريحات الرئيس الأسد في وقتٍ تتوالى التصريحات الرسمية التركية المتعلقة بمستجدات العلاقة بسوريا.
وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في وقتٍ سابق، إصداره توجيهات لوزير الخارجية، هاكان فيدان، من أجل لقاء الرئيس الأسد، و”بدء استعادة العلاقات بين البلدين”.
وفي مؤتمر صحافي، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، “الناتو”، في العاصمة الأمريكية واشنطن، كشف الرئيس التركي أن فيدان مخول تنظيم اجتماع بالرئيس الأسد في دولة ثالثة.
وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أعلن، مساء الجمعة، أنه جرى التوصل إلى اتفاق مبدئي مع سوريا وتركيا بشأن عقد لقاءٍ يجمع مسؤولي البلدين، في العاصمة العراقية بغداد.
وقال حسين، في تصريحاتٍ من واشنطن، إن “هناك تواصلاً على مستوى القيادة العراقية مع الجانبين السوري والتركي، وسيتم تحديد الموعد بعد العودة إلى بغداد”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الرئیس الأسد الأسد أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
مسيحيو سوريا يحتفلون بالكريسماس تحت حماية أمنية مشددة بعد سقوط الأسد
تجمع المسيحيون السوريون في كنائس العاصمة دمشق، اليوم، للاحتفال بعيد الميلاد وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، وذلك في أول عيد ميلاد يُقام بعد سقوط نظام بشار الأسد، وشهدت المدينة انتشاراً أمنياً مكثفاً لحماية الكنائس من أي تهديد محتمل.
وقال نيكولا يازجي، أحد الحاضرين لقداس عيد الميلاد في شرق دمشق، إن "اليوم هناك انتشار واسع للأمن لحماية الكنائس، خوفاً من التخريب، لكن الأمور طبيعية"، وأضاف: "نحتفل هذا العام بعيديْن؛ الكريسماس وانتصار الثورة وسقوط الطاغية، نأمل أن يكون اليوم بداية حقبة جديدة تنهي معاناة الشعب السوري".
وفي حين لم تشهد الشوارع زخارف الكريسماس المعتادة بسبب الأوضاع الراهنة، أكدت سعاد الزين، إحدى الحاضرات للقداس، أن الاحتفال بالعيد يحمل معاني عميقة رغم الظروف الصعبة، وقالت: "سعادتنا لا تأتي من الزينة، بل من قلوبنا، ونأمل أن يعمّ السلام البلاد".
وفي سياق متصل، شهدت العاصمة دمشق ومدن أخرى مظاهرات مشتركة بين مسلمين ومسيحيين تنديداً بحادثة إحراق شجرة عيد الميلاد في مدينة السقيلبية بريف حماة الغربي، التي أثارت غضباً واسعاً في صفوف الشعب.
يأتي ذلك بعد أن سيطرت هيئة تحرير الشام، التي أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، على العاصمة دمشق وأطاحت بنظام الأسد في 8 ديسمبر الجاري، ورغم إعلانها الابتعاد عن الجماعات المتطرفة، إلا أن الهيئة تواجه تحديات كبيرة في إثبات قدرتها على التعامل بشكل عادل مع الأقليات المسيحية والعلوية والكردية في سوريا، خصوصاً مع وجود مقاتلين أجانب في صفوفها.
التحديات التي تواجه سوريا في هذه المرحلة الانتقالية تترك تساؤلات كبيرة حول مستقبل البلاد، لكن الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام يحمل أملاً جديداً في التعايش والسلام بين مختلف مكونات الشعب السوري.
إيران: مستقبل سوريا مليء بالغموض عقب سقوط بشار
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، إن سوريا تواجه مستقبلا غامضا بعد الإطاحة مؤخرا بالرئيس السوري بشار الأسد الذي حكم بلاده لفترة طويلة.
وقال عراقجي، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، "من المبكر للغاية الحكم على مستقبل سوريا، حيث يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي هناك."
وأوضح عراقجي بأن "من يعتقدون حاليا بتحقيق انتصارات مؤكدة، لا ينبغي لهم أن يفرحوا قبل الأوان.
وتأتي تصريحات عراقجي بعد أن رفض وزير الخارجية السوري الجديد أسعد حسن الشيباني تحذيرات مماثلة وجهها المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي،
وكان خامنئي قد قال، في كلمة ألقاها خلال حفل ديني في العاصمة الإيرانية طهران، يوم الأحد، إنه يتوقع تجدد المقاومة من جانب السوريين ضد القيادة الجديدة في البلاد.
وحذر الشيباني إيران من مغبة نشر الفوضى في بلاده.
وقال الشيباني، في منشور على منصة إكس، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، "يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة وسلامة البلاد".
وأضاف الشيباني "نحذرهم من نشر الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك مسؤولية تداعيات التصريحات الأخيرة".
ووجه سقوط بشار الأسد الذي حكم سوريا لفترة طويلة ضربة قوية لإيران. وكان الأسد يعتبر لاعبا استراتيجيا مهما في "محور المقاومة" الذي أعلنته إيران ضد عدوها اللدود إسرائيل. كانت سوريا بمثابة ممر لتسليم الأسلحة الإيرانية إلى ميليشيا حزب الله في لبنان.