مصممة الأزياء العراقية هناء صادق: الأزياء والحلي العربية وسيلة مقاومة
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
تعمل الفنانة العربية العراقية هناء صادق على تطوير الزي العربي في قالب عصري، وإلى جانب شهرتها العالمية في تصميم الأزياء العربية، صدر لها عدة كتب عن الوشم، والحنة، وزينة المرأة العربية، وتثمينا لكتابها الأخير (الأزياء والحلي العربية) حصلت على شهادة من جامعة كامبردج (Cambridge) تخولها لتكون محاضرة معتمدة في تاريخ الأزياء وتطورها في كافة أنحاء العالم.
ولدت هناء صادق في بغداد لعائلة عراقية تعشق التراث، وفي أكاديمية الفنون الجميلة تعرفت على رواد الفن التشكيلي العراقي. غادرت العراق عام 1970 لتكمل دراستها بفرنسا في مجال تصميم الأقمشة والرسم بالحرير والسيراميك.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأزياء التراثية الخليجية.. تطريز وألوان مبهجة وتصاميم محتشمةlist 2 of 2موضة حلال.. كيف اكتسحت الأزياء الإسلامية المحتشمة الغرب؟end of listخلال رحلاتها الكثيرة للبلدان العربية جمعت نحو 5 آلاف قطعة فضية عربية تعكس مختلف مرجعيات التراث العربي المشرقي والمغربي. و300 قطعة ملابس تعكس خصب التنوع التراثي العربي، تأمل أن يضمها متحف خاص، كما قالت للجزيرة نت في هذا الحوار الخاص:
المصممة هناء في عرض أزياء بإيطاليا، وترتدي ثوبا ورديا يزدان بكلمات عربية (الجزيرة) من أين تستوحين تصاميم الملابس والحلي الفضية والمجوهرات؟هناك مؤثرات كثيرة تساعد على الإلهام، وأولها أنني حريصة على أن أكون محاطة بعبق التاريخ الأصيل، من أثاث وفراش وموسيقى، وحتى طقوس الطعام، كونها تعطيني الرغبة والدافع للتصميمات العربية، ولكن بروح معاصرة تتماشى مع متطلباتنا الحديثة والملائمة لما تقوم به المرأة من أعمال.
كنت ولا أزال فخورة بارتداء ما يدل على هويتي العربية، ولذا ربما كنت من الرائدات باستخدام تطريز الخط العربي في أكثر تصاميمي، حتى عندما سكنت في باريس.
أتسوق من الدول العربية الشرقية أو الأفريقية، ما يتوفر من الأشغال اليدوية، وأتباهى بما أجمعه من تراث عربي شامل خصوصا ما تصنعه النساء في بلداننا، أزور بتمعن كبير المتاحف في جميع الدول العربية، أقرأ وأبحث كثيرا عن أصول الأزياء والحلي العربية وفلسفتها ومعانيها، وكل هذا يلهمني.
ولا أبوح بسر عندما أقول إنني لا أتصفح مجلات الموضة، ولا أتابع محطات التلفزة المختصة بالأزياء الغربية، ولا اقتني الماركات الأجنبية.
هناء صادق: سخرت قدراتي لتصمم حلي وأزياء جميلة وعصرية بطابع عربي بعيدا عن التقليد (الجزيرة) العمل على تطوير الزي العربي في قالب عصري، كيف أسهم في نشر تصاميمك؟يوجد فراغ وتهميش واضح للزي العربي منذ هجمة المدنية الغربية المقنعة بالتقدم، إذ أصبحت النساء العربيات يتباهين بتقليد الغرب، حتى في قصات الشعر والحلي الغربية التي لا تليق بأجوائنا الشرقية ولا تتناسب مع أجسامنا وبشرتنا ونوعية شعرنا.
لهذا استلهمت حضارتنا وروائع فنونها، وسخرت قدراتي لأسد جزءا من هذا الفراغ، عبر تصمم أزياء جميلة وعصرية والأهم لها طابع عربي، وكنت مصممة على النجاح، لأنني امتلك القدرة على المثابرة والتعلم من أخطائي، والتفاني في عملي بعيدا عن التقليد.
كما سعدت بجعل المرأة مساهمة في إثراء الاقتصاد المحلي، والمساهمة برفد دخل الأسرة، من خلال إعطاء فرص عمل للنساء في الحياكة والتطريز.
كيف برزت شهرتك العالمية في تصميم الأزياء العربية؟منذ البداية سعيت لتنوير المرأة العربية بفنون تراثنا المسروق منذ الأندلس وإعادة الثقة بما هو شرقي. والهدف الثاني هو إبراز الجمال والرقي في عالم الموضة خصوصا أن الصهاينة يتكالبون على إظهارنا "إرهابيين".
مسؤوليتي كانت كبيرة لإظهار تصاميم عربية مشبعة بالإبداع والجمال غنية بالجمال العربي. وأقر بأن الغرب لا يقاوم إعجابه بمنتج مبتكر راق ومتقن.
وبالتأكيد المنافسة ليست سهلة في هذا العالم الممتد، خصوصا بدون دعم إعلامي أو رسمي أو مادي. لكن الكفاح والإصرار والإيمان بالنجاح بعد التعب ساعدني على انتزاع الإعجاب والتقدير والوصول إلى العالمية.
استخدام التطريز في تصاميم غنية بالجمال العربي (الجزيرة) توصفين بأنك "حارسة الحُسن العربي"، كيف جاء هذا اللقب؟أحب هذا اللقب، وفعليا أقوم بدور الحارس للموروث حتى آخر نفس، أما كلمة الحسن فهي مناسبة لوصف جمال المرأة العربية شاملة الأنوثة مع الرقة، وأفخر بأن جمال تصاميمي لا ينطفئ فهو "على الموضة" حتى لو مر عليه عشرات السنين.
ارتدت أزياءك ملكات وأميرات وفنانات عربيات وعالميات.. نود منك الإحاطة بأسمائهن؟أتشرف بذلك، تماما كما أتشرف أيضا أن ترتدي أزيائي شاعرة متميزة أو مخرجة أو كاتبة كمثقفات تليق بهن تصميماتي.
وأنا ممتنة لهن لتقدير مجهودي وحسن اختيارهن لملابس محتشمة وأنثوية، يساعد على إبراز جمالهن.
وبالفعل كثير من أميرات وشيخات الخليج، وملكات وأميرات الأردن اقتنين الكثير من أعمالي، حتى إن الملكة نور الحسين كانت تهدي لضيفاتها المبجلات أثوابا من أعمالي ومنهن ملكة إسبانيا صوفيا.
كما ارتدت تصاميمي مذيعات وممثلات عالميات مثل كلوديا كاردينال، وكذلك ظهرت تصاميمي في مسلسلات تاريخية وبدوية ومنها "مسلسل جواهر"، وعروض مسرحية واستعراضية.. وفي أفلام وصلت إلى مهرجان كان.
تصاميم هناء ظهرت في مسلسلات تاريخية وبدوية وعروض مسرحية واستعراضية (الجزيرة) طفولتك البغدادية كيف أثرت في مسيرتك الإبداعية وكيف وجهتك نحو التصميم؟لنشأتي البغدادية في الزمن الجميل، تأثير كبير وبخاصة أن والدي ووالدتي كانا مثقفين جدا، من طبقة متوسطة تهتم كثيرا بالتعليم، وتؤمن بحرية الإنسان والديمقراطية الأسرية وعلمانا ممارسة حرية الرأي.
وكذلك والدي كان يهوى جمع القطع التراثية لذلك نشأت في بيت يحافظ على الطابع التراثي الراقي -وأنا أكملت المسيرة في بيتي أينما حللت- وكان بيتنا في بغداد يجمع الفنانين والشعراء ومنهم: محمد مهدي الجواهري صديق والدي.. كذلك بعض المغنين ومنهم ياس خضر وحسين نعمة.
لكن اهتمامي الأكبر كان الرسم الذي شجعني عليه البيت والمدرسة (مدرسة راهبات المتقدمة)، حتى زوجي كان متفهما جدا، وترك لي المساحة والوقت الكافي لبحوثي ودراستي في باريس.
كل هذا ساعد في بناء شخصيتي القوية والواثقة مع التزامي بكل واجباتي. حتى عندما سكنت باريس التي أبهرتني من كثرة اهتمامها بالفنون لكنها لم تنسني أبدا أصالتي العربية، ولم أتخل عن ملابسي وحلي ذات الطابع العربي وليس فقط العراقي.
هناء تحرص على تقديم ملابس وحلي ذات طابع عربي وليس عراقيا فقط (الجزيرة) حديثنا عن اهتمامك بجمع المقتنيات التراثية ما هي وكيف تعرضينها للجمهور؟ هل تفكرين بوضعها في متحف مثلا؟هناك الكثير من المقتنيات التراثية ورثتها من أهلي، ولا تزال ترافقني أينما حللت، لأنها فعلا مصدر إلهام لي.
أما ما اقتنيته، فمن خلال الترحال في ربوع الدول العربية أثناء بحوثي من أزياء وحلي فضية لحفظها من الاندثار والسرقة، خصوصا عندما سكنت في الأردن، واكتشفت كيف سرق الصهاينة التراث الفلسطيني من أزياء وحلي ونسبوها لأنفسهم، لكنني والحمد لله أسرعت واقتنيت ما استطعت بحسب إمكانياتي طبعا.
وهذه المجموعة الموثقة والغنية، والتي اقتنيتها من جميع الدول العربية، ربما بعد حين لن أستطيع الاحتفاظ بها، خصوصا أن أولادي يعيشون في الخارج وظروفهم لا تسمح أن يحتفظوا بها، ولذلك بدأت أفتش عمن يهتم لأمرها، متحف أو مكان مهتم، ولديه الإمكانية لتكملة رسالتي، وأنا بدوري سأقوم بمساعدته وأرشفتها ليتحقق حلمي وهو أن يطلع عليها الأجيال القادمة، ليفخروا بهذا الإرث الحضاري المبهر، ويؤمنوا أننا كلنا عرب يجمعنا الدين اللغة والتراث.
جاء كتابك (الأزياء والحلي العربية) بثلاث لغات: عربية وإنجليزية وفرنسية، ما الرسالة التي تبعثينها للعالم؟هو بحث توضيحي مختصر مع صور عن تقنيات وجذور ومعاني الأزياء والحلي العربية بلا حدود من المغرب إلى اليمن.
تماما كما في الماضي، قبل التقسيم حيث تشترك كل هذه الدول بنفس أنواع النسيج والقصات الفضفاضة لتشابه المناخات الحارة، كما تشترك عند صناعتها بنفس المناسبات الموسمية، والأهم لها نفس مفهوم الأنوثة عند العرب، والتي تختلف كليا عنها عند الغرب.
أما وفرة الحلي فهي ظاهرة مشتركة بين النساء العربيات، بحسب المثل القائل "زينة وخزينة".
صحيح أن فنون التطريز متعددة، وتختلف من بلد لآخر، وأيضا رسومات الحلي تختلف، لكنها تحمل المعاني نفسها.
ولا ننسى أن الحرفيين العرب القدماء كانوا يتنقلون من بلد لآخر من اليمن إلى نجد، أو من العراق لحلب أو مصر، أو من ليبيا للمغرب حسب الفرص المعيشة التفضيلية.
قمت بترجمته إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية للمساعدة بإيصال المعلومات للغرب، وتوثيقها خشية سرقتها لظروف سياسية، كما سرق التطريز الفلسطيني.
ووصل الكتاب إلى جامعات عديدة ومنها كامبردج التي كرمتني بشهادة رفيعة، وكذلك اليونسكو ومنظمات عالمية ومكتبات وطنية في دول عربية عديدة منها: قطر، والبحرين والمغرب، ودبي ولكل من يهتم بالتوثيق.
غلاف كتاب هناء صادق (الأزياء والحلي العربية) والصادر بثلاث لغات: عربية وإنجليزية وفرنسية (الجزيرة) ترفعين شعار محاربة العولمة في الأزياء وفي الفنون كافة، كيف تطبقين هذا الشعار؟نعم، هذا شعاري دوما، حتى مل مني بعض المقربين، لتعصبي المستميت في محاربة العولمة بكل أطيافها ولا أرى أي حكمة في أن نلبس كلنا رجال ونساء "تي شيرت" (T shirt)، وبنطال جينز وحذاء كاوتشوك للرياضة.. وكلنا نأكل الوجبات السريعة!! لأن الغرب سخر كل إعلامه لتسويق أفكاره والمشكلة أننا غافلون عن تعليم أطفالنا بالمدارس حب تراثنا العربي كله، وليس الإقليمي فقط، وصون آثارنا الغنية وعدم المساس بها وتوعية الأهالي والحكومات بالبيئة النظيفة بدل تلويثها، والوقوف بوجه العولمة الهمجية.
من طرفي أحاول ذلك بما يتاح لي من محاضرات ومقالات وبرامج ومواقع اجتماعية، رغم تقصيري في هذه بالذات.
للعلم منذ بدأت عملي في الأزياء أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، كنت أسكن عمان، حين اندلعت الانتفاضة الأولى ورأيت أن من واجبي المساهمة في الانتفاضة العربية، وليس الفلسطينية فقط، لأن الخطر يزحف علينا جميعا.
إذن كيف نقاوم؟ تركت الرسم واعتبرته ترف في هذه الظروف وبدأت المقاطعة والاستغناء، وأيضا توفير المحلي بدل المستورد من أزياء وحلي، وهذا سلاح اقتصادي مؤثر. فأرقام المليارات التي تنفق على الأزياء والحلي والمكياج ومواد الشعر والعطور والحقائب والأحذية وكريمات التجميل، صادمة جدا. ونشرت كثيرا من البدائل تحت اسم "زينة المرأة العربية في الأمس القريب".
واليوم نحن أحوج ما نكون للمقاطعة والاستغناء بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وربما هذا هو كل ما نستطيع عمله لمساعدة إخواننا هناك، وهو أضعف الإيمان، لما يقاسيه شعبنا المنكوب، والأهم أنه وسيلة لحفظ كرامتنا ضد المحتل الصهيوني والغرب اللاإنساني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المرأة العربیة الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
من عالم الأزياء إلى السياسة.. ميلانيا ترامب تعود للبيت الأبيض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عادت ميلانيا ترامب بعد فترة غياب لدعم زوجها دونالد ترامب في البيت الأبيض وتستأنف دورها الإنساني والاجتماعي وسط تحديات جديدة.
تظل قصة ميلانيا ترامب مثالًا على قوة المرأة وشجاعتها والتحلي بالمرونة، من عارضة أزياء مبتدئة في سلوفينيا إلى السيدة الأولى للولايات المتحدة، كما أنها تجاوزت العديد من التحديات لتحقيق النجاح في عالم الصراعات وصعوبة تحقيق الأحلام، ولكنها استطاعت أن تحقق الكثير من الأحلام التي لم تتوقع تحقيقها، وبرغم كونها محط أنظار العالم، ظلت متمسكة بشخصيتها وطموحاتها، وهو ما يجعل قصتها فريدة من نوعها.
تعد ميلانيا ترامب هي سيدة أولى غير تقليدية، فهي ليست فقط مجرد زوجة لرئيس الولايات المتحدة، بل كانت أيضا عارضة أزياء ناجحة، ورائدة أعمال، ومؤيدة لقضايا إنسانية متعددة، ورغم الانتقادات التي واجهتها خلال مسيرتها، فإن قدرتها وطموحها لم يقف أمامها أى حاجز حيث استطاعت تحقيق النجاح في مجالات مختلفة جعلتها واحدة من الشخصيات الأكثر تأثيرا في عالم السياسة الأمريكية.
مسيرة ميلانيا
تعد ميلانيا ترامب، السيدة الأولى للولايات المتحدة، واحدة من أبرز الشخصيات العامة التي أثارت الاهتمام والإعجاب والجدل في آن واحد خلال فترة رئاسة زوجها، دونالد ترامب.
ولدت ميلانيا في 26 أبريل 1970 في سلوفينيا، التي كانت فى هذا الوقت جزءا من يوغوسلافيا السابقة، لتصبح واحدة من أبرز السيدات الأوائل في تاريخ الولايات المتحدة، وأول سيدة أولى لا تتحدث الإنجليزية لغة أم.
برغم من أنها متعددة اللغات الأخرى فهي تجيد التحدث بالسلوفانية، الصربية، الألمانية، الإنجليزية، والفرنسية، وهو ما مكنها من التواصل مع مختلف الثقافات والشعوب حول العالم، ولكن قصتها لا تتوقف عند كونها زوجة الرئيس الأمريكي، فقد بدأ مشوارها قبل ذلك بكثير في عالم الأزياء والمال.
نشأت ميلانيا كناوس (التي غيرت اسمها إلى ميلانيا ترامب بعد زواجها) في سلوفينيا، حيث كانت مهتمة منذ صغرها بالموضة وعالم الأزياء، بدأت عرض الأزياء في سن الخامسة عندما قامت بأول جلسة تصوير لها، وفي سن السادسة عشرة بدأت في الترويج لمنتجات تجارية وتصوير العديد من الإعلانات، وهو ما لفت انتباه المصور السلوفيني ستين جيركو الذي ساعدها في دخول عالم الأزياء الاحترافي.
وعندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، انتقلت إلى ميلانو حيث وقعت عقدا مع وكالة عرض أزياء شهيرة، وبدأت تتنقل بين أكبر عواصم الموضة في العالم مثل باريس وميلانو، وفي عام 1995، التقت مصمم الأزياء الإيطالي باولو زامبولي الذي شجعها على السفر إلى الولايات المتحدة، حيث قررت الانتقال إلى نيويورك في عام 1996.
المغامرة في نيويورك خطوات نحو الشهرة
وفي مدينة نيويورك، لم يكن الأمر سهلا فقد بدأت ميلانيا رحلة جديدة حيث ظهرت في العديد من جلسات التصوير للأزياء والموضة، وكانت قد بدأت تكتسب شهرة كبيرة على الساحة الدولية بعد أن ظهرت في مجلات شهيرة مثل جي كيو وماكس، حيث كانت تعرض صورها في إعلانات فاضحة أحيانا.
عرفت ميلانيا في تلك الفترة بظهورها في ملابس عارية، حيث ظهرت على غلاف جي كيو عام 2000 وهي عارية تقريبا، مرتدية فقط المجوهرات والفراء، ورغم أن هذه الصور أثارت بعض الانتقادات، إلا أنها كانت جزءا من بناء هويتها المهنية كعارضة أزياء ناجحة، ومن جانبه، علق دونالد ترامب على هذه الصور في وقت لاحق قائلا: "كانت ميلانيا واحدة من أكثر العارضات نجاحا، ولها إنجازات كبيرة في هذا المجال".
ميلانيا وترامب لقاء مصيرى يتحول لزواج
التقت ميلانيا بزوجها المستقبلي، دونالد ترامب، في عام 1998 في إحدى الحفلات بنيويورك، وكانت تلك اللحظة نقطة تحول في حياتها، برغم فارق السن بينهما حيث كان ترامب في الثانية والخمسين من عمره بينما كانت ميلانيا في الثامنة والعشرين إلا أن الكيمياء بينهما كانت واضحة منذ البداية، كان دونالد مشغولا بمحادثات أخرى في الحفل، ولكن ميلانيا لفتت انتباهه بذكائها ورشاقتها في الحديث، وقد تبادلا الحديث لبعض الوقت، وبعد أن تبادلوا الأرقام، بدأ كل شيء يتغير، فلم يكن اللقاء بينهما تقليديا وعابرا، بل بدأ علاقة غير متوقعة بين رجل أعمال ناجح وعارضة أزياء شابة، ومع مرور الوقت، بدأت العلاقة بشكل عاطفى حيث كان لديهما العديد من الاهتمامات المشتركة، مثل حب الموسيقى والحفاظ على نمط حياة صحي، بالإضافة إلى اهتمام مشترك في السياسة والاقتصاد، فقد أحب ترامب جمالها وثقتها بنفسها، بينما أحبت ميلانيا شخصية ترامب الفاتنة ونجاحه في مجال الأعمال، وفي عام 2005، تزوجا في حفل ضخم في فلوريدا، وظهرت ميلانيا في يوم زفافها كأميرة ترتدي فستان زفاف من تصميم كارولينا هيريرا، ليشاع بعدها أن هذه العلاقة ستشكل واحدة من أشهر العلاقات في تاريخ الولايات المتحدة.
وبعد ذلك أنجبت ميلانيا وزوجها ابنهما الوحيد، بارون ترامب، في مارس 2006، ليصبح الطفل الأول لترامب من زواجه الثالث، وقد كانت حياة ميلانيا بعد زواجها تركز على أسرتها وعلى بناء اسمها كأم وزوجة لرجل أعمال عالمي، لكنها لم تتخل عن مسيرتها في عالم الأزياء.
تحديات السياسة
في عام 2016، خاض دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفي ظل الحملة الانتخابية، دخلت ميلانيا في دائرة الضوء أكثر من أي وقت مضى، ورغم أنها كانت تفضل البقاء في الظل، إلا أن زوجها طلب منها دعم حملته الانتخابية، وفي أول ظهور لها، أثار خطابها الذي ألقته في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو 2016 موجة من الجدل، حيث تم اتهامها بسرقة أجزاء من خطاب كانت قد ألقت به السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما في عام 2008، وعلى الرغم من الجدل، كانت ميلانيا قادرة على تخطي هذه الأزمة والظهور في الإعلام بشكل أكثر قوة وشجاعة.
وفي 20 يناير 2017، أصبحت ميلانيا ترامب السيدة الأولى للولايات المتحدة بعد فوز زوجها في الانتخابات الرئاسية، وخلال فترة وجودها في البيت الأبيض، اختارت ميلانيا أن تركز على بعض القضايا الاجتماعية، مثل مكافحة التنمر عبر الإنترنت، ودعمت مبادرة "كن الأفضل" التي تهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي بين الشباب.
الحياة بعد الخروج من البيت الأبيض
بعد انتهاء فترة رئاسة دونالد ترامب في عام 2021، عادت ميلانيا إلى حياتها الخاصة، لكنها ظلت نشطة في العديد من المجالات، وقررت ترك بصمتها في عالم الأعمال من خلال تطوير مشروعات جديدة، وفي عام 2021، أعلنت عن إطلاق مؤسستها الخاصة التي تهدف إلى دعم برامج التعليم والرفاهية للأطفال، كما نشرت في وقت لاحق كتابا بعنوان "دون أن أقول كلمة"، وهو كتاب يركز على تجربتها كأم وزوجة لرجل مشغول في السياسة، وهو مشروع يتيح لها التحدث عن تحديات الحياة في العائلة الأولى.
الانتقادات والمواقف المثيرة للجدل
تعرضت ميلانيا ترامب الى العديد من الانتقادات خلال مسيرتها حيث كانت مليئة باللحظات المثيرة للجدل فقد تعرضت لانتقادات عديدة طوال فترة وجودها في البيت الأبيض، سواء بسبب خلفيتها المهنية في عالم الأزياء أو بسبب مواقفها السياسية، على الرغم من أنها كانت تفضل الابتعاد عن الأنظار، إلا أن بعض قراراتها أثارت الجدل، مثل غيابها المستمر عن العديد من الأحداث العامة التي كانت تقيمها الإدارة، ورفضها أحيانا التحدث عن قضايا السياسة بشكل علني، حيث انتقدت وسائل الإعلام ميلانيا بسبب تراجعها عن دورها القيادي في قضايا مهمة مثل الصحة العامة والتعليم فى عام 2020، معتبرة أنها لم تكن حاضرة بما يكفي في الساحة السياسية مقارنة ببعض سيدات البيض الأبيض في الماضي كما تم تسليط الضوء على "علاقة ميلانيا بتفشي جائحة كوفيد-19"، حيث كانت مواقفها أكثر تحفظا.
مواقف ميلانيا الإنسانية والداعمة
على المستوى الشخصي، تعد ميلانيا من المؤيدين القويين للعديد من القضايا الإنسانية، خاصة تلك التي تتعلق برعاية الأطفال وحقوقهم، حيث إنه خلال فترة تواجدها في البيت الأبيض، دعمت بشكل كبير المبادرات التي تهدف إلى حماية الأطفال من التنمر في الإنترنت وتعزيز رفاهيتهم. كما أنها كانت تروج لمبادرة "كن الأفضل" التي تهدف إلى تشجيع الشباب على اتخاذ قرارات أفضل.
عودة ميلانيا إلى البيت الأبيض مرة أخرى 2024
وفي عام 2024، ومع عودة زوجها إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، عادت ميلانيا إلى كونها السيدة الأولى مرة أخرى، لتستعيد مكانتها في السياسة الأمريكية، خاصة بعد تعرض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال فاشلة في يوليو 2024، وفي هذا السياق، أصدرت ميلانيا بيانا رسميا عبرت فيه عن دعمها الكبير لزوجها وأشادت بجهود ضباط الخدمة السرية في حمايته.