تناول موقع "غولوس أميركي" الروسي بالتعليق التدريبات العسكرية التي تجري بين بيلاروسيا والصين على أراضي الأولى خلال الفترة من 8 إلى 19 من الشهر الجاري، والتي أعلن الطرفان أنها تهدف لمكافحة "الإرهاب".

وقالت الكاتبة آنا بلوتنيكوفا في تقرير لها نشره الموقع عن تدريبات "هجوم النسر" إنها تتم بالقرب من مدينة بريست البيلاروسية على الحدود بين روسيا وبولندا، وحسب ما أعلنته مينسك، ستشمل إنزالا ليليا وتجاوز العوائق المائية والعمليات في المناطق المدنية، فضلا عن أن الجنود من كلا البلدين سيعملون كـ "وحدة مشتركة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 26 أسئلة لم تتم الإجابة عنها حول إطلاق النار على ترامب وتداعياتهlist 2 of 2صحيفة: العنصرية في تركيا لا تقل خطورة عن محاولة الانقلابend of list

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الصينية أن التدريبات ستتضمن عمليات تحرير رهائن ومهام مكافحة "الإرهاب"، مشيرة إلى أن الهدف منها هو رفع مستوى الجاهزية وقدرات التنسيق بين القوات المُشاركة، وتعزيز التعاون العملي بين جيوش البلدين.

مخاوف بولندا

وقالت الكاتبة آنا بلوتنيكوفا إنه على ضوء هذه التدريبات أعلنت بولندا في العاشر من الشهر الجاري أنها بحاجة لتجهيز قواتها بسبب وجود تهديد لصراع شامل، وأوضحت أن عدد القوات التي تحرس حدودها الشرقية سيزيد إلى 8 آلاف جندي من العدد الحالي البالغ 6 آلاف، وأن هناك قوة احتياطية قوامها 9 آلاف جندي يمكن استدعاؤها في غضون 48 ساعة.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت بولندا عن تفاصيل برنامج "الدرع الشرقي" بتكلفة حوالي 2.5 مليار دولار، والذي يهدف لتعزيز المنشآت الدفاعية على الحدود مع بيلاروسيا وروسيا، والذي من المقرر أن يكتمل بحلول عام 2028.

ومنذ عام 2021، أصبحت الحدود البولندية مع بيلاروسيا نقطة توتر، وذلك بعد أن افتتحت بيلاروسيا وكالات سفر في الشرق الأوسط تقدم مسارات غير رسمية جديدة للمهاجرين غير النظاميين للوصول إلى أوروبا، وهي خطوة يقول الاتحاد الأوروبي إنها كانت تهدف لإثارة أزمة.

خيار احتياطي

ويعتقد الخبير العسكري إيفان ستوباك، الموظف السابق في خدمة الأمن الأوكرانية والخبير العسكري في "المعهد الأوكراني للمستقبل"، أنه بالنسبة لبيلاروسيا، فإن التدريبات مع القوات الصينية خيار احتياطي لتجنب الاعتماد الكامل على الكرملين.

وأضاف أن السبب الرئيس وراء التدريبات العسكرية البيلاروسية-الصينية قد يكون طلبا شخصيا من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو للرئيس الصيني شي جين بينغ لتدريب قواته.

ويشير إلى أن آخر مرة شاركت فيها القوات البيلاروسية في أعمال قتالية كانت في أفغانستان، وحتى تلك المشاركة كان محدودة. أما آخر المعارك الحقيقية التي شارك فيها البيلاروسيون فقد كانت في الحرب العالمية الثانية.

عقدة نقص

ويرى ستوباك أن الرئيس البيلاروسي يعاني من عقدة نقص عند مقارنة جيشه بالقوات المسلحة في الصين وروسيا وأوكرانيا، وأن رغبته في رفع مستوى كفاءة الجيش البيلاروسي كانت وراء دعوته "مجموعة فاغنر" إلى بيلاروسيا، مشيرا إلى أن ذلك لم ينجح. فقد بقي هناك حوالي ألفين فقط من مقاتلي فاغنر، والآن لا يُعرف عددهم.

كما يعتقد ستوباك أيضا أن لوكاشينكو يرى أن بولندا وضعت أسلحة بقيمة 15 مليار يورو، والجيش الأوكراني مدرب جيدا وكذلك الجيش الروسي، وأن جيشه هو الوحيد غير المُدرب.

إغاظة الناتو

وأضاف ستوباك أن لوكاشينكو قد يطلب من الصين نشر قاعدة عسكرية على الأراضي البيلاروسية، وتابع أن هذه التدريبات على الحدود البولندية لها أهمية رمزية فقط نظرا لبعد المسافة بين الصين وبيلاروسيا، لكن بالنسبة للقيادة الصينية، فيمكنها أن تُظهر للعالم نطاق تأثيرها في الاتجاه الغربي.

وذكر الخبير الأوكراني أن هذه التدريبات القريبة من بحر البلطيق وحلف شمال الأطلسي (الناتو) يمكنها إغاظة التحالف الغربي بالتأكيد، ولكن دون إظهار ذلك صراحة.

وقال ستوباك إنه ولكي تتجنب بيلاروسيا الاعتماد الكامل على الكرملين (70% من الاقتصاد البيلاروسي يعتمد على روسيا حتى عام 2023) من المهم للوكاشينكو أن يُظهر أن هناك "كبار آخرون" يزورونه، وليس فقط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنه ليس في عزلة دولية.

واستبعدت الكاتبة آنا بلوتنيكوفا فكرة بناء الصين قواعد عسكرية لها في بيلاروسيا، مشيرة إلى أن الصين درجت على بناء القواعد في المناطق التي تخدم مصالحها المباشرة، على غرار بحر جنوب الصين وحوض المحيط الهادئ الشمالي والشمال الغربي، أي حيث توجد ما يسمى بـ "الأراضي المتنازع عليها"، كما تبني قواعدها في النقاط التي تمر منها الطرق التجارية البحرية الهامة للاقتصاد الصيني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات إلى أن

إقرأ أيضاً:

بكين "تعارض بشدة" العقوبات الأمريكية الجديدة

أكدت وزارة التجارة الصينية اليوم الأحد، أن بكين "غير راضية" و"تعارض بشدة" العقوبات الأمريكية الجديدة على شركات صينية بسبب علاقاتها بالحرب الروسية في أوكرانيا.

وقال متحدث باسم الوزارة: "الصين تحث الولايات المتحدة على وقف ممارساتها الخاطئة على الفور وستتخذ التدابير اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية".
وأعلنت واشنطن الجمعة سلسلة جديدة من العقوبات تستهدف 400 كيان وفرد، في روسيا والخارج، وبينهم العديد من الشركات الصينية.
وتشمل العقوبات شركات في الصين تقوم بشحن الأجهزة الإلكترونية الدقيقة وأدوات الآلات إلى روسيا، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية يوضح العقوبات.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، إن العقوبات تستهدف الأفراد والشركات داخل وخارج روسيا "الذين تمكن منتجاتهم وخدماتهم روسيا من دعم جهودها الحربية والتهرب من العقوبات".
والأحد، وصفت وزارة التجارة الصينية هذه الخطوة بـ"عقوبات أحادية الجانب نموذجية" من شأنها "تعطيل النظام والقواعد التجارية الدولية، وتعيق التبادلات الاقتصادية والتجارية الدولية الطبيعية، وتهدد أمن واستقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية".
وحذرت الولايات المتحدة الصين مراراً حول دعمها لصناعة الدفاع الروسية.
رفضت بكين الاتهامات لها بدعم الجهد الحربي الروسي، مشددة على أن موقفها "منفتح وفوق الشبهات"، بينما اتّهمت الغرب بتغذية النزاع عبر تزويد كييف بالأسلحة.

مقالات مشابهة

  • فنانون أوروبيون يحثون صربيا على عدم تسليم مخرج بيلاروسي إلى بلاده خوفًا من تعرضه للتعذيب
  • كندا ترفع التعريفات الجمركية من 6.1% إلى 100% على السيارات الكهربائية الصينية
  • لأول مرة منذ 2016.. مستشار الأمن القومي الأمريكي يزرو الصين
  • اليابان تحتج على اختراق الصين مجالها الجوي والفلبين تطالب بإدانتها
  • بكين تعارض قرار كندا بفرض رسوم 100% على السيارات الكهربائية الصينية
  • "مبادلة" تستحوذ على 100% من ملكية أعمال تابعة لـ"UCB" الصينية
  • أقوى تحذير من أوكرانيا لـ بيلاروسيا.. هل يشهد العالم كارثة نووية جديدة؟
  • لماذا تكلف المفاعلات النووية الصينية أقل من المفاعلات الفرنسية؟
  • بكين "تعارض بشدة" العقوبات الأمريكية الجديدة
  • دون رصاص ودماء.. حرب الصين السيبرانية في مواجهة تايوان