تقول صحيفة "فوكس بلس" التركية إن العنصرية في تركيا من أخطر الملفات التي تواجه الحكومة حاليا، ولا تقل خطرا عن محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز 2016 في تشابه الغايات بزعزعة الاستقرار الداخلي للبلاد.

وفي هذا السياق، نشرت الصحيفة مقالا للكاتبة برن بيرسايغيلي موت، تحدثت فيه عن تجربة جيرانها السوريين، خاصة امرأة تُدعى مفيدة وابنها إبراهيم، اللذين خرجا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة من منزلهما وشاركا في المسيرات لدعم الحكومة التركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أميركا تحدق في الهاوية.. صحف غربية: إلى أين تتجه الأمور في بلاد العم سام؟list 2 of 2إيهود باراك: على إسرائيل أن توقف الحديث عن ديموناend of list

وقالت الكاتبة إن إبراهيم (16عاما) كان يعاني من صعوبات في التعلّم، ويسير في الشوارع حاملا العلم التركي ويصرخ "تركيا".

وتشرح مفيدة والدة الطفل كيف كان قلب ابنها يخفق بشدة تلك الليلة، وكيف شعرا بالخطر المحدق وأرادا أن يفعلا شيئا لمقاومته، فكانا يصرخان باسم تركيا، فلا شك أن الهزيمة كانت ستعني مستقبلا مظلما للجميع في تلك الليلة، بما في ذلك إبراهيم.

دعاء المظلومين

وتشير الكاتبة إلى أن أحد أهم أسباب النصر في ليلة 15 يوليو/تموز كان دعاء المظلومين، فقد اتصل بها صديق فلسطيني بعد الأحداث، وهو يبكي، ليخبرها بأن دعاء المظلومين هو الذي أنقذهم، فقد كان الأطفال وكبار السن، وحتى في مناسبات الإفطار الجماعية، يدعون لتركيا، وإن هذه الأدعية كانت السبب في إنقاذ تركيا من حافة الهاوية، فدعاء المسلمين في أماكن مثل فلسطين وسوريا والصومال وإثيوبيا والسودان، هو ما ساعدهم على استعادة وطنهم من أيدي الانقلابيين.

وسلطت برن بيرسايغيلي موت الضوء على محاولات تسييس القومية التركية، قائلة إن هذا يشبه استخدام الدين الإسلامي من قبل جماعة فتح الله غولن للتلاعب بالجماهير، حيث إن هناك جهودا لتكرار أجواء التوتر والخوف، مما يدفع المجتمع نحو حافة هاوية جديدة، مثل ما حدث في 15 يوليو/تموز.

وتنتقد الكاتبة بعض الشخصيات والتيارات السياسية التي تروج للكراهية ضد الأجانب تحت قناع القومية، وينشرون أخبارا كاذبة عن المهاجرين، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقول إنه من المؤسف أن التصريحات الرسمية التي تثبت كذب هذه الأخبار لا تلقى الاهتمام الكافي، ومما لا شك فيه أن هذه الكراهية ضد الأجانب، خاصة ضد السوريين، تُدار من قِبل جهات خفية تهدف إلى خلق الفوضى والانقسامات في المجتمع.

مكانة متميزة

وتشير الكاتبة التركية إلى الجهود الإنسانية والدبلوماسية التي تقوم بها تركيا من خلال مؤسساتها كمؤسستي "تيكا" و"المعارف"، و"معهد يونس إيمره"، موضحة أنها منحت تركيا مكانة متميزة في عيون دول العالم، حيث أبرزت أن لتركيا قلبا وروحا، وأنها نموذج لاحترام الإنسانية مقارنة بسياسات الاستعمار التي تتبعها الدول الغربية التي لا تقدّر الإنسان.

وتحذر برن بيرسايغيلي موت من أن التهديدات التي نراها اليوم ليست مجرد تهديد للمظلومين الذين لجؤوا إلى تركيا، بل تهدد سمعة تركيا الدولية أيضا، مشددة على ضرورة تدخل الحكومة فورا لمواجهة هذا النمط السائد من الانقسام الاجتماعي والاقتصادي والمخاوف الموجهة ضد اللاجئين، حيث إن عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى تدمير كامل لصورة تركيا وسمعتها أمام العالم.

وفي الختام، أكدت الكاتبة أن مفهوم العداء للعرب تأسس في جوهره على العداء للإسلام، وأن هناك جهودا لجعل الجماهير في العالم الإسلامي تتصارع فيما بينها بهدف استعمارها واحدة تلو الأخرى من قبل الغرب، وشددت على أن كل شكل من أشكال القومية، عندما تسيطر عليه الدعايات السياسية الخبيثة أو الطابور الخامس في بلده، يتحول إلى حالة مرضية تعم فيه الكراهية للآخر، ويصبح بمثابة تهديد لجميع أفراد المجتمع، وتهديدا كبيرا لا يقل خطرا عن تهديد 15 يوليو/تموز، مشيرة إلى أن التاريخ القريب يثبت أن الحركات القومية هي التي مهدت لسقوط الإمبراطورية العثمانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات یولیو تموز

إقرأ أيضاً:

ردا على ترامب؟ الدنمارك تكافح العنصرية ضد سكان غرينلاند

أصبحت غرينلاند مؤخرا موضع شد وجذب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والدنمارك، بعد أن أعرب ترامب عن رغبته في ضم أكبر جزيرة في العالم.

وفي خطوة يبدو أنها محاولة لعدم انفصال الجزيرة عنها، خصوصا مع وجود أصوات في غرينلاند تؤيد ترامب، قدمت الدنمارك أمس الاثنين مجموعة مبادرات تهدف إلى مكافحة العنصرية والتمييز ضد سكان غرينلاند في الدولة الاسكندنافية.

ومن بين المبادرات الـ12 المقدمة، الحق في الحصول على جواز سفر غرينلاندي، وتسهيل الوصول إلى مترجمين فوريين، ومنح مساعدة للإبلاغ عن التمييز باللغة الغرينلاندية.

وقال وزير الاندماج كار ديبفاد بيك في بيان "من المهم بالنسبة إلى الحكومة أن يتمكن سكان غرينلاند من العيش في الدنمارك دون أن يتعرضوا للتمييز، وهو ما لا يحدث للأسف اليوم".

ويتحدث ترامب منذ سنوات عن صفقة محتملة لضم غرينلاند، معربا لصحفيين السبت، عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة "ستحصل على غرينلاند" التي تحتاجها بلاده بشدة لأسباب تتعلق بـ"الأمن الدولي".

وتتمتع الجزيرة بموقع استراتيجي بين الولايات المتحدة وأوروبا، ومن المتوقع أن يؤدي ذوبان الجليد في القطب الشمالي إلى السماح بفتح طرق شحن جديدة.

وفي يناير، قام دونالد ترامب جونيور، نجل ترامب، بزيارة خاصة إلى الإقليم الدنماركي الذي يتمتع بحكم ذاتي، واتهم على إثرها الدنمارك بممارسة العنصرية ضد شعب غرينلاند.

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن آيا شيمنيتز، ممثلة غرينلاند في البرلمان الدنماركي، قولها في بيان الاثنين إن "الأحداث الأخيرة أظهرت بوضوح أن العنصرية ضد سكان غرينلاند موجودة في دوائر معينة، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي".

أضافت "خطة العمل ضد العنصرية هي أداة مهمة للتحدث علنا والحد من العنصرية، ليس فقط بالنسبة لنا نحن سكان غرينلاند، ولكن أيضا للمجموعات العرقية الأخرى".

 وأعلنت الحكومة الدنماركية أنها ستخصص 35 مليون كرونة، أي ما يعادل نحو 5 مليون دولار، لتطبيق التدابير الجديدة.

والأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة الدنماركية عن إلغاء اختبار كفاءة الأبوة والأمومة الذي أدى إلى انتزاع أطفال من آبائهم وأمهاتهم الغرينلانديين في الدنمارك.

مقالات مشابهة

  • حكايات بنات.. جديد الكاتبة نجلاء علام بمعرض الكتاب
  • الدفاع التركية تؤكد وقوفها مع سوريا ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها ووحدتها
  • الكاتبة العمانية بدرية النبهاني: وجود «السلطنة» ضيف شرف معرض القاهرة للكتاب إنجاز ثقافي كبير لنا
  • الكاتبة شيماء سليم : خيري بشارة كان متمردا وصاحب تجربة مختلفة لا تشبه أحد
  • خلال مؤتمر صحافي.. مرتضى منصور يكشف كواليس الانقلاب عليه
  • غياب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة يتسبب في ضياع فرص إنهاء الانقلاب وتحرير اليمن من الحوثيين
  • تقرير حكومي: العنصرية الهندوسية وكراهية النساء تغذي التطرف في بريطانيا
  • مسرح 23 يوليو يستضيف احتفالية قصور الثقافة بذكرى الإسراء والمعراج
  • صحيفة تركية: بسبب العنصرية والتعامل السيئ خسرنا السياح العرب
  • ردا على ترامب؟ الدنمارك تكافح العنصرية ضد سكان غرينلاند