لجريدة عمان:
2025-03-17@16:04:14 GMT

عن العرب و«اتحادهم» مرة أخرى

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

عن العرب و«اتحادهم» مرة أخرى

أول كلمة ترددت في الولايات المتحدة الأمريكية بعد حادث محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق ترامب كانت «الاتحاد»، وهي الكلمة التي تحدث عنها ترامب نفسه بعد لحظات قليلة من نجاته حيث قال مخاطبا الأمريكيين: «من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نقف متحدين».

وحديث الاتحاد في اللحظات الصعبة ليس استثناء أمريكيا، بل هو حديث مفتاحي ومبدئي في كل اللحظات الحاسمة والمصيرية التي تمر على الأمم والشعوب التي تريد الحفاظ على استقرارها ووحدتها الوطنية وتعزيز الثقة بين المواطنين وحفظ البلاد/ الأمة من الانقسامات الداخلية وتحفز العمل الجماعي.

أمّا الاستثناء أو النشاز فيكمن في العكس، حينما يتشتت صوت الأمة وتتفرق وحدتها في اللحظات التي تطلب فيها وحدتها واجتماع كلمتها.. ومع الأسف الشديد هذا ما يحدث الآن في الأمة العربية التي تواجه لحظات صعبة في أهم قضية من قضاياها ألا وهي القضية الفلسطينية. فرغم أن الحدث جلل ومصيري وهو حدث أمة لا حدث جماعة أو فصيل سياسي إلا أن صوت الأمة زاد تباعدا وفرقة أكثر مما كان عليه في أي وقت مضى. لم تستطع الأمة العربية بكل عراقتها وتاريخها ومنتجها الحضاري عبر القرون الطويلة أن توحد صوتها تجاه ما يحدث في غزة - فلسطين، بل تعددت الأصوات والتوجهات والتحالفات ولم يبق مع صوت الحق إلا قلة قليلة استطاعت أن تتجاوز المصالح الآنية والفردية وتقف مع مصالح الأمة وقضيتها الرئيسية التي ستشكل نتائجها ومساراتها الحالية مستقبل أمتنا العربية لعقود طويلة قادمة. وهذه الفرقة صارت معروفة لدى الآخر الذي يعمل على وقعها وينسج مساراته بناء على حجم التشظي الذي تنتجه.

تدرك حماس، التي على العرب وجميع الفلسطينيين أن ينظروا لها باعتبارها حركة مقاومة وطنية أو حركة تحرر وطني، أن أصوات العرب تجاهها وتجاه مقاومتها ونضالها متفرقة ومتباينة، بل إن مواقفهم من القضية الفلسطينية تغيرت كثيرا وتحول بعضها إلى النقيض، فباتت تتخندق في السر، على أقل تقدير العار، إلى جوار العدو الصهيوني وتقدم دعمها الواضح والصريح له.

هذا التشرذم وغياب الصوت العربي الواحد جعل بعض دول العالم تبني مواقفها من الحرب في غزة بناء على بعض المواقف العربية كما حدث في دول آسيوية لها ثقلها الاقتصادي إن لم يكن السياسي، الأمر الذي أفقد القضية الفلسطينية بعض داعميها التقليديين وخسرت أصواتا كان يمكن كسبها من وضوح عدالة القضية وإنسانيتها.

هذا خذلان كبير تشعر به كل فصائل المقاومة بعد أكثر من عشرة أشهر من الصمود في وجه الطغيان وفي وجه الإبادة الجماعية الممنهجة المدعومة من الآلة الغربية المتوحشة، هذا الخذلان هو الذي دفع حماس إلى التخلي عن بعض شروطها العادلة للدخول في أي مفاوضات مع العدو، وتجاوبت بروح بناءة ومسؤولة مع مبادرة وقف إطلاق النار التي طرحتها الولايات المتحدة رغم أن حركات المقاومة في العالم وعبر التاريخ لا تعترف بوقف إطلاق النار حتى تنجح في تحقيق النصر ودحر العدو وتحريك الوطن.

رغم ذلك فإن حماس وبقية حركات المقاومة ولأسباب إنسانية وافقت وتجاوبت مع المقترح الأمريكي الذي دعمته دول عربية وعالمية ودفعت نحوه كما فعلت سلطنة عمان، وهي تعرف أنه لا يخدم نضالها الوطني في هذا الوقت العصيب ولكن الأسباب الإنسانية تستدعي مثل هذا القرار الصعب في بعض الأوقات. أما دولة الاحتلال الإسرائيلي التي يفترض أنها أكثر تقبلا للمقترح الأمريكي، وبوصفها «دولة» لا حركة تحرر وطني أو حركة مقاومة، ما زالت تقف في وجه المبادرة وتعطلها كلما اقتربت من لحظتها «التاريخية» ولا هدف لها إلا مصالح سياسية فردية آنية، إضافة إلى أحقاد تاريخية مبنية على أوهام وأساطير وثقافة إجرامية وتوحش.

إن أمة مثل الأمة العربية لا يمكن أن تكون في لحظة من اللحظات في خارج التاريخ وإنْ بدت لوهلة أنها على هامشه، مطالبة في هذه اللحظة الحاسمة والمفصلية من لحظات تاريخها، أن تبلور موقفا واحدا موحدا تجاه القضية الفلسطينية، وفي الحقيقة تجاه مستقبلها ومستقبل أبنائها؛ لأن الأمة العربية والمنطقة برمتها لن تكون بخير أبدا (وهل هي بخير الآن؟!) إذا ما نجحت إسرائيل ومن ورائها الغرب في تحقيق أهدافها/هم في غزة، ولو نجحت فإن على الأمة أن تقرأ على نفسها ومستقبلها «الفاتحة» وتنظر لنفسها وهي تتدحرج بعيدا حتى عن هامش الهامش.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الأمة العربیة

إقرأ أيضاً:

اللحظات الأولى للمجزرة الإسرائيلية في بيت لاهيا.. وحماس تدين (فيديو)

دانت حركة حماس المجزرة المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيت لاهيا بقطاع غزة، وقالت إنها تصعيد خطير تعكس استهتار الاحتلال بالقانون الدولي.

اقرأ ايضاًتصعيد إسرائيلي خطير في مدن وبلدات الضفة الغربية

وقصفت مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة السبت، ما أسفر عن استشهاد  9 فلسطينيين وإصابة آخرين.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن 9 فلسطينيين استشهدوا بنيران الاحتلال خلال الـ48 ساعة الماضية.

 وأكدت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 48.543 شهيدا و111.981 مصابا منذ أكتوبر 2023.

 

 

 

المجزرة الأعنف منذ سريان وقف إطلاق النار.. 

اللحظات الأولى لقصف طيران الاحتلال مجموعة من النشطاء الإغاثيين، بينهم مصورون صحفيون في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/y0Btonlfpi

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 15, 2025


 

 

 بدورها، اعتبرت حماس في بيان أن تصعيد الاحتلال يؤكد نيته الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار وهدر أي فرصة لاستكمال تنفيذه وتبادل الأسرى.

وأضافت حماس أن تصاعد جرائم الاحتلال يضع وسطاء المفاوضات أمام مسؤوليات وقف هذه الجرائم، مطالبة بـ "التحرك العاجل والضغط على مجرم الحرب نتنياهو لإلزامه بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".

وأوضح الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن "المجزرة البشعة التي ارتكبها العدو في بيت لاهيا شمال القطاع باستهدافه مجموعة من الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني"، تؤكد نيته تعميق الأزمة وتحقيق المجاعة.

 

 

 

 

???? صور | شـهداء باستهداف طائرات الاحتلال فريقًا تابعًا لمؤسسة الخير في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة pic.twitter.com/WPbyxxsROG

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 15, 2025

 

 

 

 

 

 

من جانبه، قال مركز حماية وحرية الصحفيين الفلسطينيين إن "الهجوم الإسرائيلي الذي نفذته قوات الاحتلال وراح ضحيته 3 صحفيين" يعد "جريمة حرب" تستهدف حرية الصحافة والعاملين في مجال الإعلام والإغاثة.

اقرأ ايضاًتحمل تفاصيل رد حماس.. مسودة مقترح تمديد الهدنة

ودعا المركز المجتمع الدولي إلى إدانة الهجوم والتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.

تأتي تلك المجزرة ضمن سلسلة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تحاول إسرائيل التنصل منه برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية، كما هو متفق عليه، بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري.  
 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند اللحظات الأولى للمجزرة الإسرائيلية في بيت لاهيا.. وحماس تدين (فيديو) سوريا: قرار بصرف منحة مالية لكافة موظفي الدولة بينها 6 عربية.. أميركا تدرس حظر السفر لـ40 دولة من السفر إليها (فيديو) بعد البراميل المتفجرة.. طائرات سورية تلقي الورود على السوريين بهذه المناسبة أفكار سحور صحية ومشبعة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة
  • بالفيديو.. باحث بـ"المصري للدراسات": مصر أنقذت القضية الفلسطينية ومقترح ترامب انتهى
  • في اللحظات الأخيرة.. رينجرز يقضي على سيلتك
  • ذكرى رحيل البابا شنودة .. دعّم القضية الفلسطينية وجمع المسلمين والمسيحيين على موائد الإفطار
  • كيف ساهمت المواقف المصرية فى الحفاظ على القضية الفلسطينية؟
  • رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع : الدعم العسكري الذي قدمته اليمن لغزة تاريخي وغير مسبوق
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر إنصافا لحل القضية الفلسطينية
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية
  • اللحظات الأولى للمجزرة الإسرائيلية في بيت لاهيا.. وحماس تدين (فيديو)
  • نفت التعدي عليه.. أرملة حلمي بكر تروي اللحظات الأخيرة فى حياته