لجريدة عمان:
2025-02-11@01:03:37 GMT

عن العرب و«اتحادهم» مرة أخرى

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

عن العرب و«اتحادهم» مرة أخرى

أول كلمة ترددت في الولايات المتحدة الأمريكية بعد حادث محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق ترامب كانت «الاتحاد»، وهي الكلمة التي تحدث عنها ترامب نفسه بعد لحظات قليلة من نجاته حيث قال مخاطبا الأمريكيين: «من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نقف متحدين».

وحديث الاتحاد في اللحظات الصعبة ليس استثناء أمريكيا، بل هو حديث مفتاحي ومبدئي في كل اللحظات الحاسمة والمصيرية التي تمر على الأمم والشعوب التي تريد الحفاظ على استقرارها ووحدتها الوطنية وتعزيز الثقة بين المواطنين وحفظ البلاد/ الأمة من الانقسامات الداخلية وتحفز العمل الجماعي.

أمّا الاستثناء أو النشاز فيكمن في العكس، حينما يتشتت صوت الأمة وتتفرق وحدتها في اللحظات التي تطلب فيها وحدتها واجتماع كلمتها.. ومع الأسف الشديد هذا ما يحدث الآن في الأمة العربية التي تواجه لحظات صعبة في أهم قضية من قضاياها ألا وهي القضية الفلسطينية. فرغم أن الحدث جلل ومصيري وهو حدث أمة لا حدث جماعة أو فصيل سياسي إلا أن صوت الأمة زاد تباعدا وفرقة أكثر مما كان عليه في أي وقت مضى. لم تستطع الأمة العربية بكل عراقتها وتاريخها ومنتجها الحضاري عبر القرون الطويلة أن توحد صوتها تجاه ما يحدث في غزة - فلسطين، بل تعددت الأصوات والتوجهات والتحالفات ولم يبق مع صوت الحق إلا قلة قليلة استطاعت أن تتجاوز المصالح الآنية والفردية وتقف مع مصالح الأمة وقضيتها الرئيسية التي ستشكل نتائجها ومساراتها الحالية مستقبل أمتنا العربية لعقود طويلة قادمة. وهذه الفرقة صارت معروفة لدى الآخر الذي يعمل على وقعها وينسج مساراته بناء على حجم التشظي الذي تنتجه.

تدرك حماس، التي على العرب وجميع الفلسطينيين أن ينظروا لها باعتبارها حركة مقاومة وطنية أو حركة تحرر وطني، أن أصوات العرب تجاهها وتجاه مقاومتها ونضالها متفرقة ومتباينة، بل إن مواقفهم من القضية الفلسطينية تغيرت كثيرا وتحول بعضها إلى النقيض، فباتت تتخندق في السر، على أقل تقدير العار، إلى جوار العدو الصهيوني وتقدم دعمها الواضح والصريح له.

هذا التشرذم وغياب الصوت العربي الواحد جعل بعض دول العالم تبني مواقفها من الحرب في غزة بناء على بعض المواقف العربية كما حدث في دول آسيوية لها ثقلها الاقتصادي إن لم يكن السياسي، الأمر الذي أفقد القضية الفلسطينية بعض داعميها التقليديين وخسرت أصواتا كان يمكن كسبها من وضوح عدالة القضية وإنسانيتها.

هذا خذلان كبير تشعر به كل فصائل المقاومة بعد أكثر من عشرة أشهر من الصمود في وجه الطغيان وفي وجه الإبادة الجماعية الممنهجة المدعومة من الآلة الغربية المتوحشة، هذا الخذلان هو الذي دفع حماس إلى التخلي عن بعض شروطها العادلة للدخول في أي مفاوضات مع العدو، وتجاوبت بروح بناءة ومسؤولة مع مبادرة وقف إطلاق النار التي طرحتها الولايات المتحدة رغم أن حركات المقاومة في العالم وعبر التاريخ لا تعترف بوقف إطلاق النار حتى تنجح في تحقيق النصر ودحر العدو وتحريك الوطن.

رغم ذلك فإن حماس وبقية حركات المقاومة ولأسباب إنسانية وافقت وتجاوبت مع المقترح الأمريكي الذي دعمته دول عربية وعالمية ودفعت نحوه كما فعلت سلطنة عمان، وهي تعرف أنه لا يخدم نضالها الوطني في هذا الوقت العصيب ولكن الأسباب الإنسانية تستدعي مثل هذا القرار الصعب في بعض الأوقات. أما دولة الاحتلال الإسرائيلي التي يفترض أنها أكثر تقبلا للمقترح الأمريكي، وبوصفها «دولة» لا حركة تحرر وطني أو حركة مقاومة، ما زالت تقف في وجه المبادرة وتعطلها كلما اقتربت من لحظتها «التاريخية» ولا هدف لها إلا مصالح سياسية فردية آنية، إضافة إلى أحقاد تاريخية مبنية على أوهام وأساطير وثقافة إجرامية وتوحش.

إن أمة مثل الأمة العربية لا يمكن أن تكون في لحظة من اللحظات في خارج التاريخ وإنْ بدت لوهلة أنها على هامشه، مطالبة في هذه اللحظة الحاسمة والمفصلية من لحظات تاريخها، أن تبلور موقفا واحدا موحدا تجاه القضية الفلسطينية، وفي الحقيقة تجاه مستقبلها ومستقبل أبنائها؛ لأن الأمة العربية والمنطقة برمتها لن تكون بخير أبدا (وهل هي بخير الآن؟!) إذا ما نجحت إسرائيل ومن ورائها الغرب في تحقيق أهدافها/هم في غزة، ولو نجحت فإن على الأمة أن تقرأ على نفسها ومستقبلها «الفاتحة» وتنظر لنفسها وهي تتدحرج بعيدا حتى عن هامش الهامش.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الأمة العربیة

إقرأ أيضاً:

"المصريين الأحرار": مصر لم تتواني في اللحظات الحاسمة.. والقمة العربية أمام تقرير مصير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أشاد حزب المصريين الأحرار، برئاسة عصام خليل، بالخطوات الثابتة والراسخة التي تتخذها مصر لدعم القضية الفلسطينية، والتي من بينها استضافة القمة العربية الطارئة يوم 27 فبراير الجاري، وذلك بعد تنسيق مع مملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية.  

وأكد الحزب في بيان له،  أن هذه الخطوة تعكس الدور القيادي لمصر كحصن وسند للأمة العربية، وثبات مواقفها التاريخية والحالية بقيادتها الرشيدة يدعونا للفخر والاعتزاز؛ ونتطلع أن تسفر هذه القمة عن وحدة الصف وقوة القول والقرار حيال ما يحدث من مستجدات بالمنطقة وفي قلبها وأساسها القضية الفلسطينية.  

وأضاف حزب المصريين الأحرار في بيان صحفي - اليوم الأثنين-، أن استضافة مصر لهذه القمة الطارئة تُعد تأكيدًا جديدًا على مكانتها القيادية في المنطقة وقدرتها على توحيد الصفوف العربية في أوقات الأزمات، وبات أمام القوة العربية تحديد المصير وإنفاذ حقيقي للدور المنوط للجامعة العربية.  

وأشار الحزب إلى أن جمهورية مصر العربية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت منذ الوهلة الأولى صمام أمان للأمة العربية، وأن التنسيق لدعوة هذه القمة في القاهرة يعكس ثقة الأشقاء العرب في مصر قيادة وشعبًا، وندعوهم جميعًا لتوحيد الصف في القضايا المصيرية.  

وأكد حزب المصريين الأحرار وقوفه الكامل ودعمه اللامحدود لجهود القيادة المصرية الرامية إلى حفظ مقدرات واستقرار مصر، وتحقيق السلام والعدالة للشعب الفلسطيني، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذه القضية العادلة.  

كما يثمن الحزب الجهود الدبلوماسية المصرية التي بذلت خلال الأيام الماضية لتنسيق عقد هذه القمة، مؤكدًا أن مصر، بقيادتها الحكيمة، ستظل منارة وقلعة للسلام والعدل، وأن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولوياتها، ولن تتوانى عن دعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • قيادية بحماة الوطن: استضافة مصر للقمة العربية الطارئة لتوحيد الصف العربي لمواجهة مخططات ترامب لتصفية القضية الفلسطينية
  • كاتب صحفي: القضية الفلسطينية تستحق التضامن والكلمة العربية الموحدة
  • عضو بـ«النواب»: القمة العربية الطارئة تعكس دور مصر لتعزيز القضية الفلسطينية
  • "المصريين الأحرار": مصر لم تتواني في اللحظات الحاسمة.. والقمة العربية أمام تقرير مصير
  • أحمد قذاف الدم: فكرة التهجير تستهدف إنهاء القضية الفلسطينية لغير رجعة
  • قيادات حزبية: القمة العربية الطارئة بالقاهرة خطوة مهمة نحو استراتيجية موحدة تجاه القضية الفلسطينية
  • اتصالات جارية في الجامعة العربية من أجل عقد قمة تبحث القضية الفلسطينية
  • خبير: مصر تقود الجهود العربية الرافضة لتصفية القضية الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تقود الجهود العربية الرافضة لتصفية القضية الفلسطينية
  • شملت السودان ..مصر تكثف اتصالاتها مع الدول العربية بشأن مستجدات القضية الفلسطينية