15 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

تقدمت طلبات نيابية إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العراق، تطالب بشمول المتسولين برواتب الحماية الاجتماعية المخصصة للعاطلين عن العمل. يأتي هذا الاقتراح في سياق الجهود للحد من ظاهرة التسول التي تفاقمت بشكل غير طبيعي في البلاد.

خلفية الظاهرة

يشهد العراق ارتفاعاً كبيراً في أعداد المتسولين، خاصة في المدن الكبرى مثل بغداد والبصرة والموصل.

وتفيد تقارير ميدانية بأن الكثير من هؤلاء المتسولين ليسوا أفراداً مستقلين، بل هم جزء من عصابات منظمة تستغل الأطفال والنساء مقابل أجور مادية ضئيلة. هذا الوضع ليس فقط انعكاساً للوضع الاقتصادي المتردي، بل هو أيضاً نتيجة للتفكك الاجتماعي وانعدام الأمان.

جهود حكومية ومجتمعية

تتضمن رواتب الحماية الاجتماعية في العراق دعماً مالياً للفئات الضعيفة والمهمشة، وتشمل العاطلين عن العمل والأرامل والأيتام. ومع تزايد أعداد المتسولين، يتزايد الضغط على الحكومة لتوسيع نطاق هذه الرواتب لتشمل المتسولين، خاصة أولئك الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة تجعلهم عرضة للاستغلال.

تحديات التنفيذ

لكن تطبيق هذا الاقتراح يواجه عدة تحديات. أولها هو التحديد الدقيق لمن يستحق هذا الدعم، نظراً لأن بعض المتسولين يعملون ضمن شبكات منظمة. هذا يتطلب جهوداً استخباراتية واجتماعية كبيرة لتحديد الأفراد المحتاجين فعلاً. ثانيها هو التمويل، حيث تعاني الميزانية العراقية من ضغوط كبيرة نتيجة انخفاض أسعار النفط والفساد الإداري.

آراء المواطنين والخبراء

يقول أحمد الجابري، مواطن من بغداد: “نحن بحاجة إلى حلول جذرية، وليس فقط توزيع المال. يجب أن تكون هناك برامج تأهيلية لتعليم المتسولين مهن تساعدهم على كسب لقمة العيش بكرامة”.

من جهة أخرى، تقول الدكتورة ليلى محمد، أستاذة علم الاجتماع: “شمول المتسولين برواتب الحماية الاجتماعية خطوة جيدة، لكنها ليست كافية. يجب أن تكون هناك سياسات شاملة تتضمن التعليم والتأهيل النفسي والاجتماعي لهؤلاء الأفراد، بالإضافة إلى محاربة عصابات التسول بحزم”.

وتضيف: شمول المتسولين برواتب الحماية الاجتماعية سوف يخفف من حدة الظاهرة على المدى القصير، لكنه ليس حلاً مستداماً. ويتطلب القضاء على ظاهرة التسول جهوداً مشتركة من الحكومة والمجتمع المدني. يجب التركيز على التعليم والتأهيل، وكذلك على تعزيز البنية الاقتصادية للبلاد لخلق فرص عمل حقيقية تضمن العيش الكريم للجميع.

عصابات التسول  
تشهد بغداد، العاصمة العراقية، تفاقماً ملحوظاً في ظاهرة التسول، وهي ظاهرة لم تعد تقتصر على الأفراد المستقلين بل تشمل شبكات منظمة تُعرف بعصابات التسول. تستغل هذه العصابات الأطفال والنساء بشكل خاص، وتحولهم إلى أدوات لجمع المال بطرق غير شرعية، مما يُشكل تحدياً كبيراً للسلطات والمجتمع ككل.

وتستهدف عصابات التسول الأطفال الأيتام أو أولئك الذين ينتمون إلى عائلات فقيرة جداً. يتم تجنيدهم بطرق مختلفة، تشمل الإغراء بالمال أو الطعام، أو حتى من خلال التهديد والخطف. الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات يتم استغلالهم بشكل كبير نظراً لتعاطف الناس معهم وسهولة إقناعهم بالتسول.

النساء أيضاً لم تسلم من استغلال هذه العصابات، حيث تعمل العصابات على استغلال الأرامل والمطلقات اللواتي يعانين من أوضاع اقتصادية صعبة. يتم تهديدهن أو إغراؤهن بالمال للانضمام إلى العصابة والعمل تحت إشرافها.

ويقود العصابة زعيم أو مجموعة من الأفراد الذين يخططون وينظمون العمليات. يعمل تحت الزعيم عدد من المشرفين الذين يتولون مسؤولية مناطق معينة في بغداد. يقوم هؤلاء المشرفون بمراقبة المتسولين والتأكد من جمعهم للمبالغ المطلوبة.

أما المتسولون فهم الأشخاص الذين يعملون مباشرة في الشوارع. يتم توزيعهم في أماكن استراتيجية مثل الأسواق والمناطق المزدحمة والمساجد والتقاطعات الرئيسية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الحمایة الاجتماعیة

إقرأ أيضاً:

هدف كوندي يشعل الجنون في شوارع برشلونة

احتفل الآلاف من مشجعي برشلونة بكأس ملك إسبانيا، الذي توج به الفريق الكتالوني على حساب غريمه ريال مدريد (3-2)، في ساحة كاناليتيس، التي تعد المكان المعتاد لاحتفالات البلوجرانا.

هدف كوندي يشعل الجنون في شوارع برشلونة

وسيطر المشجعون على منطقة "ليس رامبلز" في مدينة برشلونة، حتى قبل انتهاء المباراة التي أقيمت مساء أمس السبت، وامتدت إلى الوقت الإضافي، حيث أثار هدف البارسا الثالث، الذي سجله جول كوندي في الدقيقة 116، حالة من النشوة بين المشجعين.

وهتف المشجعون، ولوحوا بالأعلام، بل أطلقوا أيضا بعض الشماريخ، فيما تسلق البعض أعمدة الإنارة في المنطقة للاحتفال باللقب.

ولم يتمكن مشجعو برشلونة من الاحتفال بأي ألقاب على مدار عامين، منذ فوز الفريق بالدوري الإسباني في موسم 2022-2023.

ومن المقرر أن يعود رجال المدرب هانز فليك من إشبيلية إلى برشلونة، بعد ظهر اليوم الأحد، قبل أن يستأنفوا التدريبات غدا.

وذلك استعدادا لمباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، المقررة أمام إنتر ميلان الإيطالي على ملعب مونتجويك الأوليمبي، الأربعاء المقبل.
 

مقالات مشابهة

  • من هم الذين ستطالهم “العقوبات السعودية” في موسم الحج هذا العام 
  • أنا ساكن صالحة.. بعرف كثير من الشهداء الذين تم تصفيتهم بواسطة الجنجويد
  • الجريمة الامريكية في صعدة في صور
  • الجزائر تحتل المركز الثاني في تصدير الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي
  • غزة بين أنياب الجوع والحصار
  • من لم يقتله القصف قتله الجوع.. المجاعة تفتك بقطاع غزة
  • هدف كوندي يشعل الجنون في شوارع برشلونة
  • دولة عربية تحتل المركز الثاني بين أكبر اقتصادات أفريقيا في 2025
  • تعرف على الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب
  • الجوع ينتشر ويتفاقم ومخزون الغذاء في غزة نفد بالكامل