لجريدة عمان:
2025-03-26@05:09:59 GMT

إطلاق النار قد يغير أمة

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

في 30 مارس 1981، كنت جالسة في مكتب معالجي النفسي عندما اقتحم أحد أفراد شرطة الخدمة السرية الباب، فغضبتُ في بداية الأمر وقلت: «وصلت بهم الحال أنهم يتطفلون على جلسات علاجي النفسية». ولكني لاحظت شحوبا في وجهه، وقال لي: «باتي: لقد وقع إطلاق نار».

ذلك اليوم كان واحدًا من أطول الأيام في حياتي. لم أكن أعرف ما إذا كان والدي، رونالد ريغان، سينجو، واكتشفت لاحقًا أن الأطباء الذين يبحثون عن شظايا الرصاص في صدره لم يعرفوا ذلك أيضًا.

أتذكر تلك الرحلة الطويلة على متن طائرة نقل عسكرية، التي وصلت إلى واشنطن العاصمة، قبل ساعات قليلة من الفجر.

أمي كانت نائمة هناك، واضعة أحد قمصان والدي على وجهها لتستنشق رائحته؛ وكان أبي هناك شاحبًا ضعيفًا في سرير المستشفى، عيناه هنا أمامنا لكنها بعيدة عنا أيضًا. ودخلت البلاد في حالة غريبة في الأيام التي تلت الحادث: الغرباء يأتون إليَّ متعاطفين بلطف. لقد اختفت السياسة، على الأقل لفترة وجيزة.

لا أعرف أين كان أفراد عائلة دونالد ترامب عندما أُطلق الرصاص على تجمعه في بنسلفانيا، مما أدى إلى إصابته ومقتل أحد الحاضرين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. إنني أعرف الصدمة التي يشعرون بها. مهما كانت الأجهزة المحيطة بالرئيس أو المرشح الرئاسي، ومهما كان التخطيط والاحترازات الأمنية، لا يزال الأمر يتلخص في ما يلي: إنهم من لحم ودم، وهم بشر مثلنا تمامًا، ويمكن أن تتغير حياتهم في جزء من الثانية، وذلك لا يتطلب سوى رصاصة واحدة.

إن أمريكا الآن أكثر غضبًا وأكثر عنفًا مما كانت عليه في عام 1981. ولا أعلم ما إذا كان هذا الحدث قد يخفف أيّا من ذلك. لا أعرف ما إذا كانت عائلة ترامب ستمر بالتجربة نفسها التي مررت بها، وهي تجربة أمة تضع السياسة جانبًا وتعاملهم بطريقة إنسانية. كما أنني لا أعرف كيف أو ما إذا كانت هذه التجربة ستغير ترامب. كان والدي يعتقد أن الله أنقذه لسبب محدد للغاية، وهو إنهاء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، ومحاولة التوصل إلى نوع من الاتفاق بشأن الأسلحة النووية. من المحتمل أن ما حققه هو وميخائيل جورباتشوف لم يكن ليحدث لو لم يتم إطلاق النار عليه. هذا يذكرك كم هو الإنسان هش، ويذكرك بأن الوقت ثمين ومن الضروري استخدامه بأفضل طريقة ممكنة. ولكن لا يمكننا أن نتنبأ كيف يفسر الشخص الأحداث التي تقع له وكيف سيتفاعل معها.

إن مجرد رؤيتك لشخص تحبه وهو يطلق عليه النار يغيرك، بغض النظر عما إذا كان هذا الشخص المحبوب مشهورًا أم لا. إنه يمزقك في اللحظات الأولى من الحدث، ثم يغيرك في الأيام والسنوات القادمة. يجب أن يغيرنا حدث يوم السبت أيضًا كدولة، لنتذكر من يجب أن نكون وكيف يجب أن نصبح. لا نريد أن نصبح أولئك الأشخاص الغارقين في الغضب الساعين للحصول على الأسلحة، ولا نريد أن نكون أولئك الأشخاص الذين يحاولون التأثير على الانتخابات بإطلاق النار. أشتاق إلى أمريكا التي التفت حول عائلتي بعد إطلاق النار على والدي، وأدعو الله أن نتمكن من العثور على ذلك داخل أنفسنا مرة أخرى.

باتي ديفيس ابنة الرئيس رونالد ريغان ومؤلفة كتاب «أمي وأبي العزيزين: رسالة حول العائلة والذاكرة وأمريكا التي عرفناها ذات يوم».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إطلاق النار ما إذا کان

إقرأ أيضاً:

كيف ناور نتانياهو لإسقاط وقف إطلاق النار؟

لفت الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية في كلية مدينة نيويورك رجان مينون إلى أن يوم 18 مارس (آذار) الذي استأنفت فيه إسرائيل حربها على غزة كان الأكثر دموية منذ نوفمبر (تشرين الأول) 2023، إذ ترك أكثر من 400 قتيل من بينهم العديد من الأطفال والعائلات. ويشهد العالم الآن عودة كاملة للبداية المدمرة لهذه الحرب: أطلقت حماس وابلاً من الصواريخ ضد تل أبيب بينما تكثف القوات الإسرائيلية جهودها في ما يبدو أنه غزو بري جديد.

يأتي انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في وقت بالغ الخطورة بالتحديد

كتب مينون في مجلة "ذا نيوستيتسمان" أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته حماس وإسرائيل في 15 يناير (كانون الثاني) انحرف برمته عن مساره، بل وربما دمر. لا شيء حتمياً في السياسة والحرب، لكن من فوجئ بما حدث لم يكن يعر الأمر اهتماماً. 

من الدواء المر إلى السم

إلى حد كبير، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على وقف إطلاق النار على مضض، بصفتها هدية تنصيب لدونالد ترامب الذي كان قد أعيد انتخابه حديثاً في ذلك الوقت. لقد عرض إنهاء الحرب هدف نتانياهو الثمين والمتمثل في تدمير حماس للخطر، لكن رئيس الوزراء خشي أيضاً  انسحاب الوزراء المتشددين في حكومته الائتلافية إذا أبرم الصفقة. 

“We’ve got six tons of medical goods waiting to go into Gaza,” says @DMiliband, head of @RESCUEorg. “We’re unable to do our work… because of the breakdown in the ceasefire… There’s just dread, sheer dread that exists on the humanitarian side.” pic.twitter.com/S5j3lyYbFy

— Christiane Amanpour (@amanpour) March 21, 2025

من بين المراحل الثلاث للاتفاق، كانت المرحلة الأولى بمثابة دواء مر لنتانياهو. لكنه رأى أن لبنوده بعض المزايا. اشترطت على حماس إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين على دفعات حتى لو كان ذلك مقابل إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي نحو مناطق عازلة ضيقة داخل حدود القطاع، إلى جانب إطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل على دفعات. كان رد الفعل الأولي لعودة الرهائن فرحاً شعبياً، مما خفف الضغط السياسي عن نتانياهو. اعتبر الأخير إعادة انتشار جيشه وإطلاق سراح الأسرى ثمناً مقبولاً، مع أنه رفض إخلاء ممر فيلادلفيا الممتد على طول حدود غزة مع مصر.

كان هذا الرفض مؤشراً مبكراً إلى أن الاتفاق في مأزق. وكان من بين المؤشرات الأخرى قرار إسرائيل بتأجيل إطلاق سراح الدفعة التالية من 620 أسيراً فلسطينياً ومطالبتها حماس التي كانت قد سلمت لتوها ستة رهائن كما هو مطلوب بموجب اتفاق يناير، بإطلاق سراح المزيد منهم. نبعت هذه الخطوة من غضب إسرائيل من احتفالات حماس المنتصرة وهي تطلق سراح الأسرى.

وإذا كان نتانياهو رأى أن شروط المرحلة الأولى مؤلمة، فقد اعتبر بنود المرحلة الثانية سامة تماماً. شملت هذه البنود خروج الجيش الإسرائيلي من غزة، وبعد إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وجثث القتلى، التوصل إلى اتفاق سلام دائم، مع بقاء دور حماس المستقبلي غير مؤكد. بصرف النظر عن معارضته لهذه الشروط، كان نتانياهو يعلم أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش سيستقيل عوضاً عن أن يسمح بتنفيذها.

ثم جاء دور ويتكوف

يساعد هذا في تفسير سبب بدء نتانياهو في عرقلة العمل مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى. كان من المقرر أن تبدأ المحادثات غير المباشرة مع حماس بشأن تنفيذ المرحلة الثانية في أوائل فبراير (شباط) وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنه فشل في إرسال مفاوضين. لقد أراد تمديد المرحلة الأولى، أي إعادة صياغة شروط اتفاق قبله سابقاً، وهدد باستئناف الحرب إذا رفضت حماس. ولإجبار حماس على ذلك، أعلن نتانياهو في 2 مارس (أذار) فرض حصار على إيصال المساعدات إلى غزة.

???? @atwoodr with Max Rodenbeck, @MairavZ @aj_iraqi & @mwhanna1 discuss the breakdown of the Gaza ceasefire, the likely effect on Palestinians in Gaza and the goals of both Israel’s renewed military campaign and the ???????? strikes on the Houthis in Yemen.https://t.co/EZhZBFKqC8

— Comfort Ero (@EroComfort) March 22, 2025

بالرغم من أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار انتهت رسمياً في 1 مارس (أذار)، اقترح ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، تمديدها حتى أبريل (نيسان)، على أن تفرج حماس في تلك الفترة عن 15 رهينة إضافية مقابل رفع إسرائيل للحصار. وصفت حماس صيغة ويتكوف بأنها محاولة "لتجاوز" اتفاق 15 يناير. ودعت الحركة بدل ذلك إلى سلام شامل يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، وانسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من غزة، مع أنها وافقت على إطلاق سراح عيدان ألكسندر، الجندي في الجيش الإسرائيلي صاحب الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، وتسليم جثث أربعة  آخرين مزدوجي الجنسية. ثبت أن الجمود بين حماس وإسرائيل غير قابل للكسر.

وفي دفاعه عن استئنافه للحرب، ألقى نتانياهو اللوم على حماس في التعجيل بانهيار وقف إطلاق النار برفضه مساعي ويتكوف. من جانبها، أشارت حماس إلى خطط نتانياهو الماكرة والمدروسة لإفشال اتفاق 15 يناير(كانون الثاني). وبمجرد أن كشفت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت إعلام إدارة ترامب مسبقاً بقرار نتانياهو، اتهمت الحركة الحكومة الأمريكية بالتواطؤ. 

ما هي حسابات نتانياهو؟

كان وقف إطلاق النار معلقاً بخيط رفيع لأسابيع، وقد يكون الآن غير قابل للإنقاذ. يعتمد مصيره على حسابات نتانياهو. ربما أشعل الحرب مجدداً لإجبار حماس على تمديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من الرهائن. أو ربما لا يزال مصمماً على تدمير حماس. إذا كان الأخير هو الخيار الفعلي، فقد حقق نجاحاً جزئياً، عاود إيتمار بن غفير ووزيران آخران من  الصهيونية الدينية الانضمام إلى الحكومة الائتلافية بعدما غادروها عقب إبرام الاتفاق.

لكن تدمير حماس مسألة أخرى تماماً. حتى مع افتراض إمكانية تحقيق هذا الهدف سيتطلب تحقيقه شهوراً من الحرب الإضافية. إن سعي نتانياهو الدؤوب لتحقيق هذه المهمة سيعرض إطلاق سراح الرهائن للخطر 59 منهم ما زالوا في غزة، مع أن نصفهم فقط قد يكون على قيد الحياة، وسيزيد  معاناة عائلاتهم. وسيدفع سكان غزة ثمناً أكبر بكثير.  الذين نجوا من الحرب التي أسقطت أكثر من 48 ألف قتيل، يعيشون في ملاجئ مؤقتة وسط أطنان من الأنقاض ويفتقرون منذ الحصار الإسرائيلي إلى الضرورات الأساسية لاستمرار الحياة. ستصبح حياتهم الآن أكثر صعوبة بشكل لا يقاس، وسيموت كثيرون، خاصة إذا زاد نتانياهو حدة المخاطر بتوسيع العمليات البرية. 

ترامب يدعم الرعب

أضاف مينون أنه بغض النظر عما يفعله، يستطيع نتانياهو الاعتماد على دعم ترامب الذي لم ينتقد قط مناوراته لإعادة صياغة اتفاق وقف إطلاق النار. كما وافق ترامب على مبيعات عسكرية أجنبية لإسرائيل بـ 12 مليار دولار منذ عودته إلى البيت الأبيض، ويقال إنه قبل حجة نتانياهو التي طرحها خلال زيارته إلى واشنطن في فبراير (شباط) والقائلة إن إسرائيل بحاجة إلى الحرية لاستئناف الحرب رغم اتفاق وقف إطلاق النار. 

وحتى لو أدرك نتانياهو أنه لا يمكن تدمير حماس، فقد يراهن على أن الحرب المتجددة ستضع فكرة ترامب المطروحة لإخلاء غزة وضمها، والتي أشاد بها الزعيم الإسرائيلي ووصفها بأنها "ثورية" و"مبدعة"، على رأس الأولويات. يأتي انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في وقت بالغ الخطورة بالتحديد. فقد صعدت إسرائيل هجماتها على لبنان وسوريا.

وتتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران والحوثيين. ومن بين الدول التي أدانت نقض إسرائيل الواضح لوقف إطلاق النار، السعودية، ومصر، وقطر. وحذر نتانياهو فقال إن استئناف الحرب "مجرد بداية"، وأنه رغم انفتاحه على استمرارها، ستعقد المحادثات مع حماس "تحت النار". وفي 21 مارس(أذار)، أمر وزير دفاع نتانياهو إسرائيل كاتس قواته "بالسيطرة على المزيد من الأراضي"، وهدد بضم جزئي للقطاع. ومع هيمنة المفاوضات الأوكرانية على أجندة الأخبار، أغفلت معظم دول الغرب والعالم هذا الرعب المتنامي. وختم الكاتب فقال: "الآن سنرى إذا كانت ستستجيب بشكل أبعد من مجرد المشاهدة".

مقالات مشابهة

  • مبعوث ترامب للمهام الخاصة: الأسلحة النووية التي تخلت عنها كييف كانت ملكا لروسيا
  • ترامب يرد على تقرير "ذا أتلانتيك": لا أعرف شيئًا عن ذلك
  • إلى متى يستمر نزيف الدم فى غزة؟
  • مصر تقدّم مقترحاً جديداً لـ«وقف إطلاق النار» في غزة
  • مقترح مصري لاستئناف وقف إطلاق النار .. المحتجزون مقابل الانسحاب من غزة
  • تفاصيل مقترح مصري لوقف إطلاق النار .. المحتجزين مقابل الانسحاب من غزة
  • اصابة ستة اشخاص في إطلاق نار بملهى ليلي في ولاية تكساس الأمريكية
  • رفح.. مدينة منكوبة
  • ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على جنوب غزة إلى 30 قتيلاً
  • كيف ناور نتانياهو لإسقاط وقف إطلاق النار؟