لجريدة عمان:
2024-12-18@04:13:18 GMT

إطلاق النار قد يغير أمة

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

في 30 مارس 1981، كنت جالسة في مكتب معالجي النفسي عندما اقتحم أحد أفراد شرطة الخدمة السرية الباب، فغضبتُ في بداية الأمر وقلت: «وصلت بهم الحال أنهم يتطفلون على جلسات علاجي النفسية». ولكني لاحظت شحوبا في وجهه، وقال لي: «باتي: لقد وقع إطلاق نار».

ذلك اليوم كان واحدًا من أطول الأيام في حياتي. لم أكن أعرف ما إذا كان والدي، رونالد ريغان، سينجو، واكتشفت لاحقًا أن الأطباء الذين يبحثون عن شظايا الرصاص في صدره لم يعرفوا ذلك أيضًا.

أتذكر تلك الرحلة الطويلة على متن طائرة نقل عسكرية، التي وصلت إلى واشنطن العاصمة، قبل ساعات قليلة من الفجر.

أمي كانت نائمة هناك، واضعة أحد قمصان والدي على وجهها لتستنشق رائحته؛ وكان أبي هناك شاحبًا ضعيفًا في سرير المستشفى، عيناه هنا أمامنا لكنها بعيدة عنا أيضًا. ودخلت البلاد في حالة غريبة في الأيام التي تلت الحادث: الغرباء يأتون إليَّ متعاطفين بلطف. لقد اختفت السياسة، على الأقل لفترة وجيزة.

لا أعرف أين كان أفراد عائلة دونالد ترامب عندما أُطلق الرصاص على تجمعه في بنسلفانيا، مما أدى إلى إصابته ومقتل أحد الحاضرين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة. إنني أعرف الصدمة التي يشعرون بها. مهما كانت الأجهزة المحيطة بالرئيس أو المرشح الرئاسي، ومهما كان التخطيط والاحترازات الأمنية، لا يزال الأمر يتلخص في ما يلي: إنهم من لحم ودم، وهم بشر مثلنا تمامًا، ويمكن أن تتغير حياتهم في جزء من الثانية، وذلك لا يتطلب سوى رصاصة واحدة.

إن أمريكا الآن أكثر غضبًا وأكثر عنفًا مما كانت عليه في عام 1981. ولا أعلم ما إذا كان هذا الحدث قد يخفف أيّا من ذلك. لا أعرف ما إذا كانت عائلة ترامب ستمر بالتجربة نفسها التي مررت بها، وهي تجربة أمة تضع السياسة جانبًا وتعاملهم بطريقة إنسانية. كما أنني لا أعرف كيف أو ما إذا كانت هذه التجربة ستغير ترامب. كان والدي يعتقد أن الله أنقذه لسبب محدد للغاية، وهو إنهاء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، ومحاولة التوصل إلى نوع من الاتفاق بشأن الأسلحة النووية. من المحتمل أن ما حققه هو وميخائيل جورباتشوف لم يكن ليحدث لو لم يتم إطلاق النار عليه. هذا يذكرك كم هو الإنسان هش، ويذكرك بأن الوقت ثمين ومن الضروري استخدامه بأفضل طريقة ممكنة. ولكن لا يمكننا أن نتنبأ كيف يفسر الشخص الأحداث التي تقع له وكيف سيتفاعل معها.

إن مجرد رؤيتك لشخص تحبه وهو يطلق عليه النار يغيرك، بغض النظر عما إذا كان هذا الشخص المحبوب مشهورًا أم لا. إنه يمزقك في اللحظات الأولى من الحدث، ثم يغيرك في الأيام والسنوات القادمة. يجب أن يغيرنا حدث يوم السبت أيضًا كدولة، لنتذكر من يجب أن نكون وكيف يجب أن نصبح. لا نريد أن نصبح أولئك الأشخاص الغارقين في الغضب الساعين للحصول على الأسلحة، ولا نريد أن نكون أولئك الأشخاص الذين يحاولون التأثير على الانتخابات بإطلاق النار. أشتاق إلى أمريكا التي التفت حول عائلتي بعد إطلاق النار على والدي، وأدعو الله أن نتمكن من العثور على ذلك داخل أنفسنا مرة أخرى.

باتي ديفيس ابنة الرئيس رونالد ريغان ومؤلفة كتاب «أمي وأبي العزيزين: رسالة حول العائلة والذاكرة وأمريكا التي عرفناها ذات يوم».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إطلاق النار ما إذا کان

إقرأ أيضاً:

تقدم كبير بمفاوضات الهدنة في غزة

دينا محمود (غزة، لندن)

أخبار ذات صلة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في غزة إلى 45 ألفاً الإمارات تواصل إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة

شهدت مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة تقدماً كبيراً بعد تصريحات فلسطينية وإسرائيلية، فيما أعربت أوساط سياسية متابعة لملف الحرب عن تفاؤلها حيال قدرة الفريق الانتقالي التابع لإدارة ترامب على الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، إن بلاده أصبحت «أقرب من أي وقت مضى» لإبرام صفقة للإفراج عن المختطفين في قطاع غزة.
وأشار كاتس، خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إلى أنه ستكون هناك أغلبية كبيرة في الحكومة تدعم الصفقة، لكنه شدد أيضاً على «ضرورة تقليل الحديث الآن في هذا الموضوع»، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
وفي وقت سابق أمس، قال مصدر إسرائيلي إن المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» تشهد تقدماً، لكنه حذر من أن «بعض الرهائن ربما يظلون في غزة لفترة طويلة، حال عدم تقديم تنازلات تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار وإنهاء الحرب»، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الأسبوع الجاري قد يكون حاسماً، حيث من المتوقع أن ترد حركة «حماس» على المقترح الذي تم تقديمه مؤخراً.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، إنه ناقش الملف مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، موضحاً أن إسرائيل ستستمر في العمل من أجل إعادة جميع المختطفين «الأحياء والأموات».
وفي السياق، قال قيادي في حركة «حماس» أمس، إن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، «باتت أقرب من أي وقت مضى».
وأضاف القيادي الذي اشترط عدم ذكر اسمه في تصريحات صحفية: «نحن أقرب من أي وقت مضى، للتوصل لصفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار إذا لم يقم رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعطيل الاتفاق». وشدد القيادي على أن المطلوب حالياً، هو أن «تمارس واشنطن ضغوطاً على نتنياهو لإتمام الصفقة».
وذكر أن «حماس والفصائل قدمت موقفاً متقدماً وبمرونة كبيرة، يتمثل بالموافقة على وقف تدريجي للحرب، وانسحاب تدريجي وفق جدول زمني محدد ومتفق عليه، وبضمانات الوسطاء الدوليين، من أجل وقف العدوان وحماية شعبنا».
وشدد على أن «حماس» والفصائل لن تتنازل عن المطالب الفلسطينية بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف دائم للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وعودة النازحين و«صفقة مشرفة» لتبادل الأسرى.
وأقر بأن «الوسطاء شددوا على عدم التطرق لتفاصيل الصفقة حتى تنجح ولا تكون ذريعة بيد نتنياهو للتهرب»، وأوضح أن «الوسطاء يكثفون الاتصالات والمحادثات لسد الفجوات والوصول لاتفاق قريب».
وقال مصدر آخر مطلع على ملف المفاوضات، إنه تم «إبلاغ الحركة بأن الإدارة الأميركية والرئيس المنتخب دونالد ترامب يريدون صفقة تبادل واتفاق وقف الحرب بأسرع وقت، ربما قبل نهاية العام، وقبل تنصيب ترامب».
وقبل أسابيع من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه، أعربت دوائر تحليلية وأوساط سياسية متابعة لملف الحرب في غزة، عن تفاؤلها حيال قدرة الفريق الانتقالي التابع للإدارة الجمهورية المقبلة، على الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
فالتحركات الأخيرة لذلك الفريق، والتي شملت إجراء مشاورات مع كبار المسؤولين في بعض الدول المعنية بملف الحرب أواخر الشهر الماضي، أفضت على ما يبدو لإعادة تحريك المياه الراكدة، فيما يتعلق بإمكانية استئناف المحادثات الرامية، إلى التقريب بين وجهات نظر أطراف الصراع، من أجل التوافق على هدنة قريبة.

مقالات مشابهة

  • واشنطن: التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ممكن
  • البيت الأبيض: المسيرات التي شوهدت بسماء نيوجيرسي كانت تطير بشكل قانوني
  • «البيت الأبيض»: المسيرات التي شوهدت في سماء نيوجيرسي كانت تطير بشكل قانوني
  • أول رد من «حماس» على اقتراب التوصل لوقف إطلاق النار
  • رويترز: توقعات وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة
  • حركة حماس تعلن امكانية وقف اطلاق النار بغزة
  • ابنة نصر الله: والدي لم يختبئ تحت الأرض.. هكذا كانت حياته
  • اعلان غير سار من اليونيسيف للأسر اليمنية التي كانت تحصل على مساعدات نقدية
  • تقدم كبير بمفاوضات الهدنة في غزة
  • سلامي: القوى الأجنبية التي تشعل النار في سوريا تسعى كالذئاب لتقسيمها