ذكر بعض المثقفين العرب في رسالتهم المفتوحة لنظرائهم الغربيين حول أحداث غزة وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني: «كنا ننتظر ـ نحن المثقفين العرب ـ من مفكري بلدان الغرب وأدبائها وفنانيها أن يقابلوا نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية المشروعة والعادلة بالنصرة والتأييد». وجاء ضمن رد المثقفين الغربيين «كونوا على ثقة أيها الأصدقاء المثقفون في العالم العربي أن التزامنا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني لا يضعف، وأننا نتابع العمل الشاق الذي قمنا به قبل فترة طويلة، لجعل الناس يسمعون صوت القانون والعدالة والقيم الإنسانية الحقة».

عبروا في ردهم عن قلقهم وسخطهم على الأحداث وشعورهم الرهيب بالعجز إزاء ذبح الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، واصفين ذلك بأنه جريمة إنسانية لا تصدق، وأعربوا بأنهم يشاركون في القيم الأخلاقية الأساسية للحضارة الإنسانية، وأنهم يطالبون بوقف إطلاق النار وإنهاء الحصار المفروض على الفلسطينيين، وأشاروا في ردهم إلى المعايير المزدوجة التي تهيمن على عالم اليوم والعنصرية التي لا تزال سائدة في الغرب، وعبروا عن تأييدهم للحق الفلسطيني في المقاومة ضد دولة الاحتلال وحقهم في دولتهم المستقلة. واعترافهم أن إسرائيل لم تخضع لأدنى عقوبة قط، وأنه ليس من العدل أن يتم تجاهل نكبة عام 1948 في ظل عقود عديدة من القمع والظلم والعدوان. وقّع الردَّ بعض المثقفين الغربيين نذكر منهم (فيليب تانسلين، شاعر وفيلسوف، فرانسيس كومبس، شاعر إيف فارغاس، فيلسوف، لوران فوركوت، شاعر، باتريشا لاتور، صحفية، جيرارد أستور، كاتب مسرحي، باسكال أكوت، مؤرخ علم البيئة، كلوديا كريستيانسن، موسيقية، إيرو سيافلاكي، مخرج، إيزبيل لاجني، طبيبة، جان ماري، مترجمة).

وكان مجموعة من المثقفين العرب قد وجهوا في الرابع والعشرين من نوفمبر 2023م رسالة مفتوحة إلى المثقفين الغربيين يستنكرون فيها صمت المثقفين الغربيين عن المجازر الوحشية وتدعوهم إلى استنكارها وإلى الإعلان الصريح المؤيد للحقوق الفلسطينية في مقاومة الاحتلال وصولا إلى إقامة دولته على الأراضي الفلسطينية، ويستنهضون فيها نصرة المثقفين الغربيين أسوة بقطاعات اجتماعية حية من الشعوب الأوروبية وفي أمريكا وخصوصا الطلبة الذين خرجوا في مظاهرات عارمة تنديدا بالمجازر والإبادة التي ترتكبها إسرائيل وتنديدا بالصمت المخزي والمعايير المزدوجة التي ينتهجها سياسيو الغرب وإعلامهم وما يلاقيه الفلسطينيون من ظلم وعدوان وتجاهل متعمد ومشاركة في تلك الإبادة الجماعية التي لا يتورعون في إمدادها بالأسلحة التي تفتك بالأطفال والشيوخ والنساء، وحرق وتدمير كل شيء بما فيها البنى التحتية في قطاع غزة.

وقَّعَ الرسالة عدد من الباحثين والكتاب والأدباء والفنانين من مختلف الأقطار العربية بينهم أذكر الروائية جوخة الحارثي من سلطنة عُمان، محمد الأشعري، الطاهر لبيب، محمد برادة، نبيل عبد الفتاح، مرسيل خليفة، علي أومليل، عزيز العظمة، محمد بنيس، نبيل سليمان، عبد الحسين شعبان، علوية صبح، صلاح بوسريف، أدونيس، حسن نجمي، أمين الزاوي، أحمد المديني، فخري صالح، فراس سواح، عبد القادر الشاوي، مبارك ربيع، فاضل ربيعي، وفاء العمراني، بسام كوسا، واسيني الاعرج، شوقي بزيع.

مما لا شك فيه بأن للمثقفين الغربيين فلاسفة وكتاب أدباء وفنانين مساهمات عظيمة وجليلة في خدمة البشرية وذلك من خلال النظريات والكتابات والروايات العظيمة شعراً ونثراً، والدفاع عن حقوق الإنسان، ومنهم من كان مناصرا للحقوق الفلسطينية والعرب وكانوا متناسقين منسجمين مع كتاباتهم ونظرياتهم، هم كثر ولا يتسع المكان لذكر الجميع، فقط أستحضر البعض، ومنهم، جاك بيرك، أرنولد تويني، موريس بوكاي، أسين بلاثيوس، أندريه ميكيل، نعوم تشومسكي، إدجار موران، روجيه جارودي، جان جينيه، جيل دولوز، خوان غوتيلس، والكثير من الفنانين والموسيقيين من بينهم المغني الإنجليزي روجر ووترز الذي قال «أيها الإسرائيليون أنتم دولة فاشلة انتهى الأمر، أحزموا أمتعتكم وارحلوا. لقد حان الوقت لتفعلوا الصواب». وهناك العديد من الرسائل والعرائض التي وقعها الكثير من المثقفين الغربيين تأييدا لفلسطين وغزة، منها العريضة التي وقّعها العديد من الموسيقيين منهم المغني الإنجليزي روجر ووترز يطالبون فيها زملاءهم الفنانين بمقاطعة العروض في إسرائيل حتى تكون فلسطين حرة. وأنشأوا مجموعة «موسيقيون من أجل فلسطين».

لكن ذلك لا ينفي ولا يخفي العلاقة الملتبسة مع المثقفين الغربيين والغرب بشكل عام التي تظل علاقة تدور في فلك الغرب ونظرته للعرب بشكل عام وقد ساهم بعض المثقفين الغربيين بصمتهم بل وتأييدهم ووقوفهم صراحة في تمادي القوى الغربية المدججة بأسلحتها في شن سلسلة من الحروب من العدوان والوحشية على العرب والمسلمين على مدار التاريخ، وقد يكون لصمتهم أو تأييدهم ذلك الدور المهم في تهيئة الأرضية وتمهيد الطرق المؤدية للاستعمار الغربي للأراضي العربية وهذا ما أداه بعض المستشرقين بطريقة مباشرة أو مباشرة والذين أتوا إلى البلاد العربية بحثا عن الاكتشاف والمغامرات وحب الاستطلاع.

بكل تجريد ما الذي يدعو مثقفين ومنهم فلاسفة وشعراء وروائيون وغيرهم من المثقفين الغربيين إلى الانخراط في دعم الفاشية الإسرائيلية والانخراط في جوقة ترديد المزاعم الدعائية الغربية الصهيونية بل لما هو أبعد من ذلك بترويجهم الأكاذيب والمغالطات الصهيونية، ويقفون عاجزين عن مناصرة الشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله المشروع الذي تكفله لهم شرائع السماء والأرض وهم على دراية بذلك، هل اختاروا بمحض إرادتهم أن يكون عقلهم ضمن العقل المستقيل؟

الفجوة (وذلك ما ذكره المثقفون العرب في رسالتهم) الكبيرة التي يزداد اتساعها بين تلك النظريات والإسهامات الفكرية من جهة وبين المواقف الحقيقية والملموسة التي يعبر عنها أولئك المثقفون وخصوصا إذا ما تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية والعرب والإسلام بشكل عام، وهي لا تخلو من مواقف متناقضة ملتبسة غامضة، لا يتورعون بالمجاهرة والعلانية في الوقوف في صف الإسرائيليين داعمين لهم في المجازر والإبادة واستعمارهم للأراضي الفلسطينية والحقوق العربية.

نذكر من ذلك تعبير إدوارد سعيد مثلا عن خيبة أمله من موقف جان بول سارتر في ذلك اللقاء المثير الذي جمعهما في باريس في عام 1979، في منزل ميشيل فوكو حيث وجد سارتر غير متحمس للقضية الفلسطينية وظل وفيا لمبادئه الفلسفية الصهيونية، كذلك عبر إدوارد سعيد عن صدمته من مواقف ميشيل فوكو الداعم لإسرائيل وسيمون دي بوفوار (زوجة سارتر) وكلهم كانوا غير متحمسين للقضية الفلسطينية بل كانت غايتهم من ذلك اللقاء فقط الترويج والتطبيع للتعايش بين العرب وإسرائيل.

الأستاذ د. محمد المحيفيظ أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة بن طفيل بالقنيطرة بالمملكة المغربية يشخص ذلك بقوله: «إن العديد من المثقفين الغربيين- كما كانت العادة منذ عقود- قد انحازوا للرواية الإسرائيلية، إما بسب تعصب عرقي أو عجزهم عن التحرر من اشتراطات نفسية أو تربوية أو اجتماعية تحكمهم» أو دعنا نقول مع فرانسيس بيكون: بسبب خضوعهم إما لأوهام القبيلة، أو لأوهام الكهف أو لأوهام السوق أو لأوهام المسرح أو لهذه الأوهام كلها» وأحيانا بسبب مصالح آنية أو نذالة وخسة روحية، وهم بذلك يخونون رسالتهم المفترضة فيهم بصفتهم مثقفين.

ليس عقلهم مستقيلا إلا إذا تعلق الأمر بالقضايا العربية والإسلامية، نذكر هنا أيضا، الموقف الذي عبر عنه الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس (سليل الأخلاق النازية) كما وصفه مواطنه الفيلسوف بتر سلوتردايك. هابرماس الذي أصدر عشرات الكتب الفلسفية والاجتماعية، وعرف عنه بأنه من أكبر معارضي اليمين المتطرف في أوروبا والنزعات الشعبوية العنصرية المتنامية في الغرب، فقد وقع هابرماس مع مجموعة من المثقفين عريضة بخصوص الأحداث المأساوية في غزة، أكد فيها على شرعية العدوان الإسرائيلي على سكان غزة، ومما يثير السخف في تلك العريضة قوله بأن مجرد اتهام إسرائيل بشن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني مظهر من مظاهر معاداة السامية. متجاهلا في تلك العريضة حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال.

إذن ليس اكتشافا ولا يحتاج الأمر إلى بحث وتروّ، المثقفون الغربيون هم جزء من المنظومة الغربية والثقافة الغربية وأبناء مخلصون وبررة لها ويجعلهم ذلك عاجزين عن التفكير خارج المنظومة الغربية بكل ما تحمله من معان، وقد يكونون هم من أوجدوا تلك المنظومة فهم عاجزون عن التفكير خارج مقاييس الكونية الغربية. الغرب بأكمله بما فيه المثقفون مكبّل بما يسمى بعقدة اليهود والسامية والمحرقة والهولوكوست، لذلك فهم مكبلون عاجزون، لا يستطيعون الفكاك من تلك الكونية الملازمة لوجودهم وخوفا من أن يتهموا بمعاداة السامية فإنهم يتمادون في تأييد كل ما يصدر من إسرائيل ولا يستطيعون الفكاك من عقدة ذنب المحرقة وخصوصا الألمان.

الغرب بما فيه سياسيوه ومثقفوه والعامة منهم واقعون تحت الضغط الذي تمارسه الآلة الإعلامية والبروباغاندا الغربية المتحالفة مع الصهيونية. ينظر بعض المثقفين الغربيين إلى أن تأييدهم للفلسطينيين وحقوقهم المشروعة وإدانتهم لإسرائيل قد تحرمهم من أشياء كثيرة كالمناصب والظهور والأضواء والجوائز وحتى طباعة مؤلفاتهم والترويج لها، في المقابل لا يعطيهم تأييد الفلسطينيين والعرب شيئا ويخرجهم من دائرة الضوء والاهتمام، وبالتالي هي أشياء ذاتية شخصية.

إسرائيل في نظر الغربيين بما فيهم المثقفون هي جزء منهم وامتداد طبيعي للسياق الغربي الأوربي الأمريكي، بل هم من أوجدوها وخلقوها. يرى ريجيس دوبريه بأن «لا أحد يستطيع الضغط على إسرائيل اليوم لا أمريكا ولا أوروبا بسبب أن أمريكا هي واقعيا مرتبطة لاهوتيا وعاطفيا بالشعب العبري حيث يعتبرون أنفسهم امتدادا لتاريخه بوصفهم شعبا مختارا جديدا، وهذه الروابط بحسب دوبريه نابعة من اللاوعي اللاهوتي. من الناحية الرمزية أمريكا مستعمرة لإسرائيل وليس العكس، بينما أوروبا تعاني الشلل بسبب المحرقة». إسرائيل والصهيونية من ورائها نجحت وبكل اقتدار في صناعة الهولوكوست والمحرقة وإتقان دور الضحية والمعتدى عليه، وتنجح في الترويج وترسيخ لسرديتها تاريخيا وحاضراً. الصهيونية لا تمسك بوسائل الإعلام وتسخرها لخدمتها فقط ، بل هي تمسك بجميع عناصر صناعة القرار في العالم الغربي والمنظمات التابعة له وتسخر في ذلك المال وكل شيء يخطر بالبال فقط لنصرتها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی من المثقفین

إقرأ أيضاً:

شيخ العقل: لن نتخلّى عن هويّتنا

أكد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ثقته بأنَّ "السلطةَ المتماسكةَ قادرةٌ على اتّخاذ مواقفَ وطنيةٍ جريئة تميِّزُها عن الحِقْبةِ الماضية، وتساهمُ في تثبيت سيادة لبنانَ، مشدّداً على التماسُكِ الداخلي والوطني، وعلى الإصلاح والانفتاح، وعلى تحقيق العدالة القضائية، وعلى التفاهم والاقتناع بحصر السلطة والسلاح بيد الدولة، ورأى ان المطلوبُ استكمالَ تطبيقِ اتفاق الطائف وإلغاءَ الطائفيةِ السياسية بعد اكتمال الحالة الوطنية في البلاد وإنشاءِ مجلس الشيوخ".

كلام شيخ العقل جاء في الخطبة التي ألقاها صبيحة عيد الفطر في مقام الامير السيد عبد الله التنوخي (ق) في عبيه، بعدما كان أمّ صلاة العيد، بحضور الشيخ القاضي نعيم حسن، وشارك في الصلاة عدد من الشخصيات الروحية والاجتماعية والقضائية والاهلية وأعضاء من المجلس المذهبي والمستشارين وجمع من المشايخ، ومن مديريتي مشيخة العقل والمجلس المذهبي.

وممّا جاء في خطبة الشيخ أبي المنى: "إخواني الموحِّدين، أيُّها المسلمونَ المؤمنونَ المُفطِرون بعد طولِ صيامٍ وقيام، والمُصَلُّونَ صلاةَ الفطرِ والتوحيد، والمُدرِكونَ سعادةَ العيد فرحاً بالتزام الطاعات، وبعملِ الخير والزكاة. نتقدَّمُ منكم بالتهنئة والتبريك بحلول عيد الفطر السعيد، راجين أن يُجزِلَ اللهُ عليكم من الأجر والثوابِ والبركات ما تستحقُّون، فلقد أعدَّ الله سبحانه وتعالى لـ"الصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ"، كما لـ"الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ"، "أعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"، وهل من أجرٍ أعظمُ من أجر الطاعة والقَبول وسلوكِ سبيل التقوى؟ وفريضةُ الصوم أُنزلت لتكونَ سبيلاً لتقوى الله، فمن التزم بها بصدقٍ وإخلاص سلكَ ذلك السبيل، مُجتنِباً ومكتسِباً، ونجح في اختبار الطاعة والقَبول، فالصيامُ اختبارٌ لقدرة الإنسان على ضبط النفس والتغلّب على الشهوة، كي لا يكونَ عبداً لأهوائه وشهواته، وتلك هي الفائدةُ الأهمُّ من الصوم، بالإضافة إلى فوائدِه الصحيّةِ والنفسيّة والتربوية والاجتماعية، بما في ذلك من تقوية الإرادة والعزيمة لكبح جَماح النفس، ولترويضها وتربيتها على الشعورِ معَ الفقراء والمساكين واحترامِ الناس أجمعين. وإذا كان أحدُنا يعتقدُ أنَّ الصَّومَ بمعناهُ ومغزاه هو الامتناعُ عن الأكل والشرب والشَّهوةِ فحسب، وفي أوقاتٍ معلومةٍ ومحدَّدة، فهذا هو الحدُّ الأدنى المطلوبُ من المسلم المؤمن الموحِّد، امتثالاً لأمره تعالى لعموم المؤمنين".

أضاف: "جاء في الحديث الشريف قولُه (ص): "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ"، لكن ما هو أفضلُ من ذلك فكفُّ النظرِ واللسان واليد والرِّجل والسَّمْعِ وسائر الجوارح عن الآثام، إذ في هذا الكفِّ معنى الصيامِ الأنفع، أمَّا ما هو أرقى من هذا وذاك فصومُ القلب عن الهمَمِ الدنيئة والأفكار المسيئة وعمّا سوى الله تعالى بالكُلية، أي الصومُ عن كلِّ نيَّةٍ خبيثةٍ ومعتقدٍ فاسدٍ وكلامٍ باطلٍ وفعلٍ ذميم".

وتابع:"إنَّ أهمَّ واجبات المسلم المؤمن الموحِّد هو أن يحترمَ الفريضةَ، كلَّ فريضةٍ دينية، كمدخلٍ إلى ما هو أسمى، وأن يسعى من خلال تكليفِها الشرعيّ إلى الصعودِ على درجات الترقّي لتحقيق الغاية منها، وهذا هو مطلبُ الإحسان والتوحيد، فإذا كان الصومُ عبادة، فالعبادةُ فعلُ توبةٍ وسعيٌ ومجاهدةٌ دائمة لا تتوقَّفُ عند أداءِ فريضةٍ أو إحياءِ مناسبةٍ، لأنها توقٌ متصاعدٌ لبلوغ الغايةِ والهدف الأسمى، وذلك لا يُمكن أن يتحقّقَ إلّا بالمجاهدة التي لا تنقطع، وبالمسافرة الدائمة في معارج الطاعة والعبادة والمعرفة والحكمة".
وقال: "أيُّها الإخوةُ الموحِّدون، أيُّها المسلمون، أيُّها اللبنانيُّون، كما في العام الماضي، يتلاقى زمنُ الصومِ الكبير عند المسيحيِّين بزمن الصوم المبارَك عند المسلمين، وفي التلاقي تناغمٌ وانسجام وتقاربٌ والتحام، فالصَّبرُ والقناعةُ والبذلُ والعطاءُ وسواها من المفاهيم الإنسانيّة توحِّدُ المؤمنين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وفرائضهم وأعيادهم، وتجمعُهم في مسيرةٍ إيمانيَّةٍ واحدة، ربما تختلفُ دروبُها، ولكنَّها تؤدّي إلى غايةٍ روحيّةٍ سامية، هي أبعدُ من أحكامِ الصَّوم ومظاهرِ العيد. ولعلَّ في التلاقي هذا العامَ رسالةً تحثُّنا على تأكيد الشراكة الروحية الوطنية التي تجمعُ اللبنانيين في رحابها، وتدفعُنا للمشاركة في تحمُّلِ مسؤولية الإصلاح والإنقاذ من خلال إعادة بناء المؤسسات وإحياء حكم القانون والعدالة والنهوض بالدولة واقتصادها".

أضاف: "لقد طال الانتظارُ وجاء موعدُ الانتصار؛ انتصارِ التعقُّل على التهوّر، والحكمةِ على الجهل، والواقعيةِ على الوهم، والنظامِ على الفوضى، والتعافي على التجافي، والتشاركِ على التفرُّد؛ وقد أدرك معظمُ اللبنانيين أن واقعَ التنوُّعِ الذي نعيشُه هو مِيزةٌ ونعمة، وليس مُشكِلةً ونِقمة، وعلى اللبنانيينَ أن يتعاملوا معَ هذا الواقع بحكمةٍ وإيجابيّة، وبتعاونٍ وتضامن، فالشراكة تعني التكاملَ في أداء المهمات، والتكاملُ يعني استثمارَ علاقات كلٍّ من المكوِّنات الوطنيةِ لبناء الدولة وحماية الوطن، لا استقواءَ أيٍّ جهةٍ على سواها بدافع علاقاتها الخارجية وارتباطاتها المحوريّة، فالخارجُ له مصالحُه التي تدفعُ لإنتاج أحلامٍ فئوية أو تقسيمية أو تصادميّة، فنكونُ إذّاك قد قايضنا مصلحةَ الوطن بالمصالح الخارجية، وحكَمْنا على لبنانَ بالدونيّةِ والتفكُّك، وعلى اللبنانيين بالتبعية وضَياع الهوية، وهو ما نأباه وما يرفضُه الوطنيُّون الشرفاء".

وتابع: "لقد تكرَّرت نداءاتُنا في رحاب شهر رمضانَ المبارَك للانخراط في مسيرة العهد الجديد الذي استبشرنا خيراً بانطلاقته، ودعَونا الجميعَ إلى إعطائه الفرصةَ وإلى مساندته لتحقيق ما وَعد به فخامةُ الرئيس جوزيف عون في خطاب القسم، وما رسمه دولةُ الرئيس نوّاف سلام في توجُّهاتِه الإصلاحيةِ، وما أقرَّته الحكومةُ في بيانها الوزاري، ونحن على ثقةٍ بأنَّ السلطةَ المتماسكةَ قادرةٌ على اتّخاذ مواقفَ وطنيةٍ جريئة تميِّزُها عن الحِقْبةِ الماضية، وتساهمُ في تثبيت سيادة لبنانَ واستقلاله ووحدةِ شعبه وأرضه، وتُعيدُ بناءَ الثقةِ بمؤسساته ودوره، بالرغم من العراقيل والعقبات، وقد قلنا لفخامته في إفطار دار طائفة الموحدين الدروز منذ أيام: "إنّ التحدّياتِ ستظلُّ قائمةً والعقباتِ الطبيعيةَ والمُصطنعةَ والمستورَدة ستظلُّ تُواجهُكم وتَضعُكم أمام خياراتٍ صعبة، لكنكم، وأركان الدولة، مُصمِّمون على التحدّي وعليكم تُعقَدُ الآمال، ونحن معكم وإلى جانبكم، كرؤساءَ روحيّين، بصلواتنا ومواكبتِنا، لنكونَ كلُّنا مجتمعين ومتَّحدين في شراكةٍ روحيةٍ وطنية متكاملة، فننتصرُ بانتصار الوطن".
وأردف: "نعم أيُّها اللبنانيُّون، لقد آن الأوانُ لنبدأَ الإصلاحَ من داخلِ كلّ واحدٍ منَّا؛ كلِّ مواطنٍ وكلِّ حزبٍ وكلِّ مؤسسة، لأنه بقدر ما تكونُ الآمالُ والأحلامُ والمهمّاتُ كبيرةً بقدر ما نحتاجُ إلى إصلاح الذات وإعادة قراءتها وتنقيتِها، وإلى قراءةِ الواقع ومعالجتِه، وإلى مواجهة التحديات باطمئنانٍ داخلي يعزِّزُ الثقة بالنفس، وبتكاتفٍ اجتماعيّ واقتصادي يرفعُ مستوى هذه الثقةِ ويدفعُ بالاتِّجاه السليم، وهذا ما لمسناه على أكثرَ من مستوى، ولعلَّ الإسراعَ في تعيين حاكم المصرف المركزي وإقرارِ مشروع رفع السرية المصرفية كانا أولَ تباشيرِه المطمْئنة.
وإذا كان المطلوبُ استكمالَ تطبيقِ اتفاق الطائف وإلغاءَ الطائفيةِ السياسية بعد اكتمال الحالة الوطنية في البلاد وإنشاءِ مجلس الشيوخ، بما له من أهميَّةٍ وأبعادٍ ومعانٍ، وإذا كانت اللامركزيةُ الإداريةُ مطلوبةً للتخفيف من معاناة المواطنين ولضبط الأمور وتفعيل العمل، إلَّا أن هذه الخطواتِ الإصلاحيةَ على أهميّتِها لا تعني القَبولَ بهدم الصيغة اللبنانية القائمةِ على التنوُّع والعيش المشترَك واحترامِ حقوق الطوائف والأخذ بروحية الدين لبناء دولة العدالة والمساواة واحترام كرامة الإنسان. قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. هذه الأمّةُ موجودةٌ في كلِّ الأمم، وليست محصورةً في طائفةٍ أو حزبٍ أو تجمُّعٍ، مهما علا شأنُه واشتدَّ ساعدُه، وما علينا سوى إفساح المجالِ لهذه القوّةِ الكامنة فينا للعمل وإثباتِ الإخلاص والكفاءة، احتراماً للدستور وتغليباً لمنطق الدولة، وابتعاداً عن منطق الطائفيةِ المؤذي والتمايز المناطقي المسيء والتفاخرِ الاستعلائي الهدّام، بفائض القوّة حيناً، وبالأكثرية العددية أحياناً، أو بالسبْقِ الإداري والمالي والثقافي المنادي بالانفصال أو بالفدرلة السلبية كبديلٍ عن التشارك والتفاعل والتكامل الوطني".
وتابع شيخ العقل: "إننا في الإسلام، كما في المسيحية، نَنشُدُ السلام، فالله سبحانه وتعالى هو السلام، ومنه السلام، لكنّنا في هذه المنطقة من الشرق، وإن كان مطلبُنا هو السلام، إلّا أن ذلك لا ينفي وجودَ خطرٍ يُهدِّدُ هذا السلام، بسياسةٍ عدوانيةٍ متمادية في اغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني واحتلال الأراضي هنا وهناك، وبمخططاتِ توسُّعيةٍ قديمةٍ وجديدة، وباستغلالٍ سافرٍ لضَعف الأُمّةِ وتراكم مشاكلِها المتنقلةِ من دولةٍ لدولة، وإذا كان العصرُ عصرَ تسلُّطِ القوَّةِ على الحقّ، والإكراهِ على الحريّة، فذلك لا يعني وجوبَ الهرولةِ للتطبيع والتوقيع، والرؤيةُ لمَّا تنقشعْ بعد. ونحن، وإن كنَّا نحفظُ المودَّةَ والاحترامَ لإخواننا الموحِّدين المعروفيين الكرماءِ في الجليل والكرمل والجَولان، كما في سوريا وجبلِها العربيِّ الأشمّ، فذلك لا يعني الموافقةَ على التخلّي عن التراث والتاريخ والهويّة الروحيّةِ والقوميَّة، مدركين وإيَّاهم، بدون أدنى شك، أنَّ السلامَ الفعليَّ له شروطُه وأسُسُه، ولا يُبنى إلَّا على العدالة ونَيل الحقوق، وهو مطلبُ الدين والإنسانية جمعاء، والفرقُ كبيرٌ جدّاً بين السلام وبين الاستسلام".

وقال: "إنّنا حريصون قبلَ سوانا على طيّ صفحة الحروب وفتحِ صفحةِ السلام، ولكننا قبل ذلك نحرِصُ على تحقيق السلام الاجتماعي والسياسي في أوطاننا، وعلى التماسُكِ الداخلي والوطني، وعلى الإصلاح والانفتاح، وعلى تحقيق العدالة القضائية، وعلى التفاهم والاقتناع بحصر السلطة والسلاح بيد الدولة وبإشاعة أجواء الثقة والأمان في البلاد، وعلى تمتين أواصر العلاقة معَ أبنائنا المغتربين وإشراكِهم في مهمة النهوض والصمود والاستثمار في الوطن الأمّ، إلى جانب استعادة ثقة الأشقّاءِ العربِ والأصدقاءِ الكُثُر بنا، ففي ذلك أرقى أنواعِ المقاومة والمواجهة المطلوبة اليومَ، دبلوماسياً وسياسياً وثقافياً واقتصادياً، لإعادة لبنانَ إلى خارطة العالَم المتقدِّم والمتميِّز".

وختم: "فلتكن سعادةُ المُفطِرين مقرونةً بالسعي لاستعادة سعادةِ الوطن وسعادةِ جميعِ المواطنين، والتي لا تتحقَّقُ إلَّا باطمئنانهم إلى مسيرة الإصلاح وتعافي المؤسسات، وبتطمينِهم على سلامة ودائعِهم وحقوقِهم وكرامتهم، وبالشراكة الروحية والوطنية المؤمَّلة، والتي سنظلُّ نُنادي بها لنتفيَّأ بظلالِها، متفائلينَ وفرحين، معَ كلِّ فطرٍ سعيد ومعَ كلِّ فصحٍ مجيد. حفِظكم الله، وكلُّ عامٍ وأنتُم بخير، والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه".

زيارات
وزار شيخ العقل بعد ذلك برفقة الشيخ حسن ووفد مرافق من المشايخ الشيخ الجليل أبو محمود سعيد فرج في منزله في عبيه، ثم كانت زيارة ايضاً للشيخ حسن في منزله في البنيه، بمناسبة العيد. مواضيع ذات صلة إجتماع للمجلس المذهبي حول التطورات السورية.. شيخ العقل:لن نتخلّى عن ثوابتنا الوجودية Lebanon 24 إجتماع للمجلس المذهبي حول التطورات السورية.. شيخ العقل:لن نتخلّى عن ثوابتنا الوجودية 30/03/2025 12:42:47 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل: ليرغم المجتمع الدولي العدو الاسرائيلي على وقف الخروق والتهديدات في حق لبنان Lebanon 24 شيخ العقل: ليرغم المجتمع الدولي العدو الاسرائيلي على وقف الخروق والتهديدات في حق لبنان 30/03/2025 12:42:47 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل دعا المسؤولين لاعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات Lebanon 24 شيخ العقل دعا المسؤولين لاعتماد مبدأ الكفاءة في التعيينات 30/03/2025 12:42:47 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل في ذكرى سلطان باشا الاطرش: تاريخ حافل بالبطولات والمواقف Lebanon 24 شيخ العقل في ذكرى سلطان باشا الاطرش: تاريخ حافل بالبطولات والمواقف 30/03/2025 12:42:47 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً داخل منزلين في بحمدون وصوفر.. قوى الأمن تكشف ما كانت تقوم به عصابة خطيرة مع السوريين Lebanon 24 داخل منزلين في بحمدون وصوفر.. قوى الأمن تكشف ما كانت تقوم به عصابة خطيرة مع السوريين 05:26 | 2025-03-30 30/03/2025 05:26:04 Lebanon 24 Lebanon 24 عودة: مؤسف أن الشياطين التي أفسدت النفوس وخربت البلد ما زالت متغلغلة وتحول دون الإصلاح Lebanon 24 عودة: مؤسف أن الشياطين التي أفسدت النفوس وخربت البلد ما زالت متغلغلة وتحول دون الإصلاح 05:22 | 2025-03-30 30/03/2025 05:22:07 Lebanon 24 Lebanon 24 أمين الفتوى في طرابلس والشمال: آن الأوان لان ينهض هذا البلد من غير الاقزام Lebanon 24 أمين الفتوى في طرابلس والشمال: آن الأوان لان ينهض هذا البلد من غير الاقزام 05:16 | 2025-03-30 30/03/2025 05:16:54 Lebanon 24 Lebanon 24 مفتي عكار أدّى صلاة العيد في حلبا Lebanon 24 مفتي عكار أدّى صلاة العيد في حلبا 05:04 | 2025-03-30 30/03/2025 05:04:31 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد الخلافات الكثيرة... هل التحالف بين "حزب الله" و"التيّار" مستحيل؟ Lebanon 24 بعد الخلافات الكثيرة... هل التحالف بين "حزب الله" و"التيّار" مستحيل؟ 05:00 | 2025-03-30 30/03/2025 05:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة أثناء سحب الرواتب.. أمرٌ فاجأ المواطنين Lebanon 24 أثناء سحب الرواتب.. أمرٌ فاجأ المواطنين 14:37 | 2025-03-29 29/03/2025 02:37:46 Lebanon 24 Lebanon 24 سفينة ضخمة تدخل لبنان.. هذا مكان تواجدها Lebanon 24 سفينة ضخمة تدخل لبنان.. هذا مكان تواجدها 15:12 | 2025-03-29 29/03/2025 03:12:30 Lebanon 24 Lebanon 24 رسمياً.. دار الفتوى يعلن أول أيام عيد الفطر في لبنان Lebanon 24 رسمياً.. دار الفتوى يعلن أول أيام عيد الفطر في لبنان 11:16 | 2025-03-29 29/03/2025 11:16:46 Lebanon 24 Lebanon 24 حتى الآن.. هذه الدول التي أعلنت موعد عيد الفطر Lebanon 24 حتى الآن.. هذه الدول التي أعلنت موعد عيد الفطر 10:40 | 2025-03-29 29/03/2025 10:40:58 Lebanon 24 Lebanon 24 رسميًا.. أول بلد إسلامي يعلن موعد عيد الفطر Lebanon 24 رسميًا.. أول بلد إسلامي يعلن موعد عيد الفطر 09:24 | 2025-03-29 29/03/2025 09:24:48 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 05:26 | 2025-03-30 داخل منزلين في بحمدون وصوفر.. قوى الأمن تكشف ما كانت تقوم به عصابة خطيرة مع السوريين 05:22 | 2025-03-30 عودة: مؤسف أن الشياطين التي أفسدت النفوس وخربت البلد ما زالت متغلغلة وتحول دون الإصلاح 05:16 | 2025-03-30 أمين الفتوى في طرابلس والشمال: آن الأوان لان ينهض هذا البلد من غير الاقزام 05:04 | 2025-03-30 مفتي عكار أدّى صلاة العيد في حلبا 05:00 | 2025-03-30 بعد الخلافات الكثيرة... هل التحالف بين "حزب الله" و"التيّار" مستحيل؟ 04:52 | 2025-03-30 الراعي: الوطن لا يقوم إلّا بتضافر جهود جميع أبنائه فيديو "فرّ" من الجيش.. فنان لبناني شهير يكشف تفاصيل عن حياته وهذا ما قاله عن فضل شاكر (فيديو) Lebanon 24 "فرّ" من الجيش.. فنان لبناني شهير يكشف تفاصيل عن حياته وهذا ما قاله عن فضل شاكر (فيديو) 03:59 | 2025-03-25 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) 01:50 | 2025-03-25 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) 23:43 | 2025-03-24 30/03/2025 12:42:47 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الحب في ألفاظ العربية
  • مصدر سياسي: إسرائيل مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب على غزة شريطة موافقة حركة الفصائل الفلسطينية على خطة ويتكوف
  • شيخ العقل: لن نتخلّى عن هويّتنا
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل المقترح البديل الذي قدمته إسرائيل لمفاوضات التهدئة بغزة .. 10 أسرى مقابل التهدئة في العيد
  • ماذا يتضمّن "المقترح البديل" الذي أرسلته إسرائيل للوسطاء؟
  • باحث سياسي: إسرائيل تريد تفكيك العنوان السياسي للشعب الفلسطيني
  • أكاديمية السينما تعتذر بعد إغفال اسم المخرج الذي اعتدت عليه إسرائيل
  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة
  • مصطفى بكري: الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه رغم عدوان إسرائيل
  • رئيس «بلدية إسطنبول» يأسف لعدم دعمه من الزعماء الغربيين