استيقظت الصحفية الأوكرانية المدافعة عن حقوق الإنسان، لطفية زودييفا، في السادسة صباح الثاني والعشرين من فبراير الماضي على أصوات رجال مقنعين مسلحين يقتحمونت منزلها في بلدة دزانكوي، شبه جزيرة القرم. 

"وصل ما بين 15 إلى 20 شخصا مسلحا في 5 سيارات لا تحمل 3 منها أي لوحات، ثم تسلق بعضهم سياج منزلنا وشرعوا في فتح البوابة للآخرين بشكل غير قانوني"، بحسب ما قالت زودييفا لموقع "الحرة".

 

وتقول: "دخل 10 منهم المنزل فيما ظل الباقي في الفناء، وكانت معهم سيدتان، لم يقدم أي من هؤلاء المسلحين نفسه، لكنني تعرفت على اثنين منهم لأنني رأيتهما مرات عدة من قبل في محاكم وتحدثت عن عملهما أثناء احتجاز محامين وناشطين من تتار القرم، وهما الضابطان رسلان شامبازوف، رئيس مركز مكافحة التطرف، ورومان فيلاتوف، أحد كبار العاملين في إدارة الشؤون الداخلية لمركز مكافحة التطرف التابع لوزارة الشؤون الداخلية لجمهورية القرم". 

و"بالإضافة إلى ذلك، سبق لي أن التقيت بشامبازوف عام 2019 أثناء احتجازي الأول"، بحسب زودييفا وهي عضوة في الاتحاد الأوروبي للصحفيين، حاصلة على جوائز عدة. 

وتناول مقرر الأمم المتحدة المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان، وخبراء آخرين في المنظمة الأممية، الانتهاكات التي تعرضت لها زودييفا بتدبير السلطات الروسية، وذلك بسبب نشاط الصحفية الأوكرانية، إذ تواصل تغطيتها لحياة تتار القرم وتوثيق انتهاكات مركز مكافحة التطرف في الاتحاد الروسي، وتقدم تقارير عن جلسات المحاكم وتنشر عن عمليات التفتيش والاعتقال للصحفيين والناشطين المحليين.

وقالت زودييفا لموقع "الحرة": "لم أوافق على أي تصرفات يقوم بها الضباط في منزلي، ولم يسلموني نسخة من أمر المحكمة قالوا إنه تم إصداره، وقد دونت ذلك في محضر حررته لاحقا. ظلوا يفتشون  جميع الغرف خاصة عن أي وثائق وسألوني عن مكان جواز سفري، ولم يسمحوا للمحامين إميل كوربيدينوف وإديم سيميدليايف، اللذين تمكنت من إبلاغهما بما يحدث بدخول المنزل". 

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

بقي ضباط الشرطة في شبه جزيرة القرم، الذين تسيطر عليهم وزارة الداخلية الروسية، يفتشون منزل زودييفا لأكثر من ساعتين ونصف، "في ظل رعب اثنين من أطفالي الأربعة هما مصطفى وإسلام وأعمارهما 10 و12 عاما كانا معي في المنزل حين تم اقتحام المنزل". 

في تلك الأثناء، كان سكان المنطقة تجمعوا أمام منزل زودييفا، لكن الضباط أكملوا تفتيش المنزل ورفضوا دخول والدة زوج زودييفا، وأخذ الأطفال حتى يبعدهم عن هذا المشاهد، وهو ما تم توثيقه بالفيديوهات من قبل الجيران.  

وفي نهاية المطاف صادر الضباط أجهزة الكمبيوتر وأجهزة تسجيل الفيديو والصوت وبطاقات الذاكرة واصطحبوا زودييفا في إحدى السيارات بحسب ما قالت لموقع الحرة، والأمم المتحدة.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

وقالت زودييفا: "أخذوني إلى مكتب وزارة الشؤون الداخلية للاتحاد الروسي لجمهورية القرم في سيمفيروبول (على بعد ساعتين من دزانكوي)". 

وأضافت أنه "في الطريق من دزانكوي إلى سيمفيروبول، حاول موظفو مركز مكافحة التطرف مرات عدة الاستفسار بشكل غير رسمي بشأن عملي والأحداث المختلفة في شبه جزيرة القرم، إلى أن وصلت في العاشرة و20 دقيقة صباحا". 

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

وتابعت: "ظلوا يستجوبونني بشأن أنشطتي الصحفية والمقالات التي أكتبها ومنشوراتي على مواقع التواصل الاجتماعي لمدة ساعتين قبل أن يسمحا لي بالعودة إلى منزلي، ونقل ملف القضية إلى المحاكم التي تسيطر عليها روسيا الاتحادية". 

وبعد جلسات عدة في المحكمة، فرضت غرامات على زودييفا بعد إدانتها بـ"إساءة استخدام وسائل الإعلام"، بسبب منشوراتها عن سجن صحفيين ومحامين وأعضاء في حزب التحرير، الذي تصنفه روسيا على أنه منظمة إرهابية. 

غرمت المحكمة في نهاية المطاف زودييفا بغرامة قدرها 4500 روبل روسي (51 دولارا أميركيا). 

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تصدر المحكمة غرامة على زودييفا، إذ تم تغريمها في يوليو 2023 بحوالي 12 ألف روبل (132 دولارًا) واتهمتها بالمشاركة في احتجاج غير قانوني "بغرض تقديم معلومات لاحقًا إلى وسائل الإعلام"، بحسب اللجنة الدولية لحماية الصحفيين. 

وتعتبر زودييفا ما حدث معها بأنه "شكل من أشكال التخويف والضغط، حتى أغادر شبه جزيرة القرم مثلما فعل الكثير من النشطاء، ويحاولون إرهابي بتحذيري من السجن، كما فعلوا مع أصدقاء لي". 

وأعربت الأمم المتحدة، في رسالة نشرتها السبت، عن قلقها بشأن تفتيش منزل زودييفا ومصادرة الأجهزة الإلكترونية الخاصة بها، واعتقالها واحتجازها، وتوجيه تهم إدارية بحقها، "يبدو أن جميعها مرتبطة بعملها المشروع في مجال حقوق الإنسان وممارسة حرية التعبير". 

كما أعربت المنظمة الأممية عن قلقها البالغ إزاء الترهيب والمضايقة المستمرة التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في شبه جزيرة القرم، فيما يتعلق بعملهم.

ووفقا لمنتدى 18 غير الحكومي الدولي، المعني بالحرية الدينية، "واصلت روسيا مقاضاة الأفراد بسبب معتقداتهم الدينية، بما في ذلك الأئمة الذين يؤدون الصلاة في مساجدهم، باعتبار ذلك "نشاطا تبشيريا غير قانوني". 

وبحسب تقرير وزارة الخارجية الأميركية بشأن الحريات الدينية لعام 2021، فإن السلطات الروسية في شبه جزيرة القرم المحتلة، واصلت اضطهاد وترهيب التجمعات الدينية للأقليات، بما في ذلك تتار القرم المسلمون، وشهود يهوه، ورجال الدين.

وتشير مديرة ملف شبه جزيرة القرم في منظمة "زمينا" لحقوق الإنسان الأوكرانية، فيكتوريا نسترينكو في حديثها مع موقع "الحرة" إلى أنه منذ احتلال شبه جزيرة القرم في 2014، تقوم روسيا بعملية قمع للأصوات المعارضة، تزايدت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022". 

أسماء وأحداث.. كيف تعامل روسيا السجناء السياسيين من القرم؟ في فبراير الماضي، توفي سجينان سياسيان من شبه جزيرة القرم في السجون الروسية، هما كونستانتين شيرينغ وجميل خافاروف. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی شبه جزیرة القرم مکافحة التطرف حقوق الإنسان القرم فی

إقرأ أيضاً:

سارة الشامي: "رفضت بطولة أول مسلسل لي معتقدة إن العرض مزحة ووالدي رفض دخولي التمثيل"

استضافت الفنانة إسعاد يونس في برنامجها "صاحبة السعادة" على قناة DMC، الفنانة الشابة سارة الشامي التي شاركت بتفاصيل عن حياتها الشخصية ومسيرتها الفنية، وكشفت عن معلومات تتحدث عنها لأول مرة.

بدايتها في التمثيل ورفض والدها

 

تحدثت سارة الشامي عن بدايتها في مجال التمثيل، وسبب رفض والدها دخولها هذا المجال، أشارت إلى أن والدها كان متخوفًا بسبب خجلها الشديد وحصولها على مجموع مرتفع في الثانوية العامة، مما دفعه لتوجيهها نحو كلية تجارة إنجليزي بدلًا من معهد الفنون المسرحية.

 

رغم ذلك، استطاعت سارة أن تقنع والدها بالتحاقها بالمعهد قائلة: "كنت حاسة إني مليش لازمة لحد ما دخلت معهد فنون مسرحية".

تجربتها مع بطولة "أنا شيري دوت كوم"

 

كما تطرقت سارة إلى تجربتها في أول بطولة مطلقة لها في مسلسل "أنا شيري دوت كوم". وقالت إنها كانت مترددة في البداية واعتقدت أن العرض مجرد مزحة، لكنها شعرت بسعادة كبيرة بعدما تأكدت من جدية العرض.

مشاركتها في مسلسل "الحشاشين"

 

أما عن تجربتها الأخيرة في مسلسل "الحشاشين" الذي عُرض في الموسم الرمضاني الماضي، فأوضحت سارة أنها واجهت تحديات صعبة، خاصة في مشهد قتل محمد عبد الوهاب، حيث شعرت بالخوف والتوتر الكبيرين. لكنها أشارت إلى أنها تعلمت الكثير من هذه التجربة.

مقالات مشابهة

  • الدفاعات الروسية تسقط 6 مسيرات أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم وغربي البلاد
  • القوات الروسية تسقط 7 مسيرات أوكرانية فوق القرم وغرب البلاد
  • الدفاع الروسي يعلن إسقاط 6 مسيرات أوكرانية فوق القرم
  • زيلينسكي سيطلع بايدن في سبتمبر على خطة أوكرانية لإنهاء الصراع مع روسيا
  • أوكرانيا: روسيا لديها حاملة صواريخ واحدة في البحر الأسود
  • الدفاع الروسية: إسقاط 12 طائرة مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة
  • روسيا تعلن الرد وتشعل الموجهات وتقصف مطارات عسكرية في أوكرانيا.. وكييف تستهدف نفط روستوف
  • المرأة الإماراتية في يومها.. إنجازات ملهمة تحكي رؤية قيادة رشيدة
  • سارة الشامي: "رفضت بطولة أول مسلسل لي معتقدة إن العرض مزحة ووالدي رفض دخولي التمثيل"
  • روسيا تعلن شن ضربة واسعة على أوكرانية