لجريدة عمان:
2024-09-09@10:29:29 GMT

هل خرّبت وسائل التواصل الشعر؟

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

الحقيقة أن وسائل التواصل الاجتماعي وسّعت دائرة انتشار الشعر، واستطاعت أن تنقله من نقطة صغيرة إلى أطياف شعرية كثيرة، وعملت على التقريب بين الشعراء في الوطن العربي ككل، ولكن ذلك في المقابل جاء على حساب الجودة، والشعر الحقيقي بشكل عام، واستطاع مجموعة من المتشاعرين اختراق الذائقة الشعرية الرصينة، وسد الفراغ ـ بشكله السلبي ـ بين الشعر واللاشعر، يساعدهم في ذلك كثير من المجاملين والمتابعين، والذين لا يستطيعون التفريق بين الشعر، وأشباهه، وأصبحت الكلمة العليا لأولئك الذين لديهم أكبر عدد من المتابعين، مهما كانت نوعية هؤلاء المتابعين، دون تقيد بأسس الشعر، ومناهجه، ومدارسه، وشروطه.

لذلك تبقى وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة مهمة لنقل كل ما يقوله المتشاعرون، والذين يبسطون أيديهم على مراكز القوة في هذه الوسائل، دون التفات إلى ما سيؤدي إليه ذلك من تشويه للشعر، بل وتدميره، وإلغاء الشعراء الذين يملكون خامة شعرية حقيقية، ولكنهم لا يملكون مساحات التوصيل، أو يجهلون التواصل في وسائل التكنولوجيا الحديثة، لذلك يبقى هؤلاء الشعراء رهيني المساحات الضيقة، لا يستطيعون المنافسة، ولا مصارعة الذين يمتلكون التكنولوجيا، ولا أعداد المتابعين سواء المزيفين أو الحقيقيين الذين ليس لديهم أدنى فكرة عن الشعر، ويشجعون الغثاء بكلماتهم، وتصفيقهم الحاد.

وفي المقابل هناك أصوات شعرية جيدة، لديها الإلمام بوسائل التوصيل المختلفة، يستخدمون ذكاءهم في سبيل توسيع دائرة انتشارهم، ومساحات معارفهم، وحتى هؤلاء قد يتنازلون بين فترة وأخرى عن مبادئهم في الشعر، ويهبطون بنصوصهم للوصول إلى كلّ الفئات التي تتابع حساباتهم، ولكنهم في كل الأحوال يعتبرون هم القشة التي قد تنقذ وجه الشعر في المستقبل، قبل أن ينتهي على أيدي المتشاعرين الذين ركبوا الموجة، ولا يمكن لأحد أن يوقف زحفهم، بغير شعر يواجه هذا الغث الهائل من الشعر والشعراء.

إنّ الشعر سيبقى لأن الشعراء الحقيقيين يولدون كل يوم، وعلى كل واحد منهم مهمة خاصة، وهي الوصول إلى أداة النشر الواسعة، والتي باتت تتحكم في سيل القصائد، وتتحكم في نوعية الشعر، ونوعية المتلقي الذي يبحث عن الجمال، رغم كل الملوثات التي تعكر جو القصيدة، فالمتلقي الواعي لا يغريه المتشاعرون، ويعرف كيف يفرق بين القصيدة، و«العصيدة»، ولذلك تبقى وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للانتشار، ولكنها ليست مقياسا للإبداع، والابتكار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وسائل التواصل

إقرأ أيضاً:

هام حول الناخبين الذين لم يعثروا على أسمائهم في القوائم

أصدرت السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات، بيانا، بخصوص الناخبين الذين يملكون بطاقات الناخب ولم يتم العثور على أسمائهم في قوائم التوقيع.

وحسب البيان، فإن رئيس السلطة المستقلة، تلقى إخطارات مفادها تقدم عدد كبير من الناخبين لأداء واجبهم الانتخابي مرفقين ببطاقات الناخب وعدم توفر إسمهم في قوائم التوقيع.

وعليه، تعلم السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات هؤلاء الناخبات والناخبين أنه في حالة ثبوت عدم تقييد إسمهم في قوائم التوقيعات بإمكانهم الإدلاء بأصواتهم على مستوى المكاتب المشار إليها في بطاقات الناخب التي هي بحوزتهم.

وأوضحت ذات الهيئة، أنه قد تم إسداء التعليمات اللازمة للمنسقين الولائين للسلطة المستقلة للتكفل بهم فورا.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • عاجل| من هم التجار الذين رفعوا أسعار البيض لمستويات قياسية؟
  • "التربية والتعليم" تصدر بيانا بشأن ما يتداول في وسائل التواصل الاجتماعي
  • الصحة تكشف نسبة الأطفال الذين تلقوا لقاح شلل الأطفال في غزة
  • من هم الذين يريدون انهاء دور القضاء العراقي؟
  • راحة وأمان.. مميزات استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي
  • هام حول الناخبين الذين لم يعثروا على أسمائهم في القوائم
  • بعد "اتهامات مشينة".. إقالة وزير حقوق الإنسان في البرازيل
  • أكاديمية الشعر في أبوظبي تفتح باب التسجيل للموسم الـ17
  • الولايات المتحدة تتهم وسائل إعلام روسية بالتورط في مخطط للتأثير على مواقع التواصل
  • الدراسة في أكاديمية الشعر باستخدام "التعليم الهجين"