ما دلالات وتداعيات اعتراف الاحتلال بنقص عدد دباباته في غزة؟
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن اعتراف الجيش الإسرائيلي لأول مرة خلال الحرب على قطاع غزة بنقص عدد الدبابات "يحمل دلالات وانعكاسات كبيرة، ومن المتوقع أن يؤثر على المشهد الميداني".
جاء ذلك في معرض تعليق الفلاحي على ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن الجيش اعترف لأول مرة بفقد العديد من الدبابات بسبب تضررها ونقص الذخيرة، مشيرة إلى أن هذا الأمر إلى جانب نقص المدربين بسبب إصابتهم أو مقتلهم "أجّل قرار دمج المجندات في سلاح المدرعات".
وأوضح الفلاحي -خلال تحليله المشهد العسكري في غزة- أن هذا الاعتراف يشكل ضربة كبيرة لدبابة "ميركافا" التي وصفها بدرة تاج السلاح الإسرائيلي، وروجت لها تل أبيب على أنها الدبابة الأولى في العالم من حيث التقدم التكنولوجي والتدريع والاستخدام التعبوي.
وبين أن هذه الدبابة لم تجرب سوى بحرب لبنان في العام 2006، ولكن تجربتها لم تكن بهذا المستوى الكبير بقطاع غزة، مشيرا إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية دمرت بأسلحة بدائية هذه الدبابة العملاقة.
واستدل الفلاحي بمشاهد الدبابات المدمرة في حي الشجاعية (شرقي مدينة غزة) وحي تل السلطان غربي رفح (جنوبي القطاع)، منبها إلى أن كل هذا يعطي دلالة على ضراوة المعارك وله تأثيرات على أداء الجيش الإسرائيلي واستمرار المعركة في غزة.
وأشار المحلل العسكري إلى أن جيش الاحتلال قتل هذه الدبابات عندما دفع بها إلى المناطق السكنية -وهي نقطة ضعف واضحة- مما أتاح لفصائل المقاومة فرصة اصطيادها في مختلف محاور القتال، مستدركا بالقول إن الجيش لم تكن لديه خيارات سوى ذلك.
كما تساءل قائلا "كيف يتحدث جيش الاحتلال عن فتح جبهة في الشمال مع حزب الله والاجتياح البري لجنوب لبنان في ظل نقص المعدات والآليات وخاصة دبابات ميركافا"؟
وخلص إلى أن هذا الاعتراف "سيؤثر بشكل كبير على الأداء القتالي لجيش الاحتلال وقد يواجه الأخير فترة شديدة ومؤلمة خاصة أن عمليات المقاومة أخذت بالأسابيع المقبلة طابعا نوعيا".
ويعتقد الفلاحي أن إسرائيل أهدرت فرصة ثمينة للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعدما استخدمت كل ما لديها من أسلحة ومعدات، معربا عن قناعته بأن الاحتلال لن يستطيع مواصلة الحرب بنفس الوتيرة السابقة مع تصاعد جبهة الضفة الغربية، واستخدامه آليات استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية، والاستنزاف الكبير في الخسائر البشرية.
وأوضح أنه لا يمكن استخدام الدبابات المدمرة أو المعطوبة، وإصلاح بعضها يحتاج إلى وقت، وأشار -في هذا الإطار- إلى أن الأمر سينعكس سلبا على تصدير دبابات ميركافا "وتدميرها بهذه الطريقة سيجعل دولا كثيرة تراجع شراء أسلحة من إسرائيل"، إضافة إلى أن المصانع الإسرائيلية لا تلبي الحاجة من التصنيع الحربي.
ونبه إلى أن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- أعلنت في آخر حصيلة لها تدمير أكثر من 1500 آلية عسكرية إسرائيلية -كليا أو جزئيا- مع إشارته إلى أن العدد يفوق ذلك لأن خسائر الاحتلال في معركة رفح لم تحتسب بعد.
كما حمل اعتراف الجيش الإسرائيلي بعدا آخر، إذ يقول الفلاحي إنه يأتي ضمن سياق تصريحات عسكرية متكاملة -بدءا من الناطق العسكري دانيال هاغاري وقادة عسكريين وصولا إلى رئيس الأركان هرتسي هاليفي– مشيرا إلى أنها رسالة للقيادة السياسية مفادها بأن الذهاب للحرب مع نقص الآليات والمعدات "سيؤثر على طبيعة الأداء القتالي للجيش".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن
إقرأ أيضاً:
حماس تؤكد أن تحرير الأسرى الفلسطينيين إنجاز وطني وقضية على رأس أولوياتها
يمانيون../ اكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين إنجاز وطني هو خطوة جديدة في مسيرة التحرير والعودة نحو القدس كما انها قضية على راس اولوياتنا.
وأوضحت الحركة في بيان صحفي، اليوم السبت، أن النصر الحقيقي لن يكتمل إلا بكسر قيد جميع الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.
وأشارت حماس إلى أن إفراج المقاومة عن ثلاثة أسرى “إسرائيليين” يضع الاحتلال أمام مسؤوليته في الالتزام بالاتفاقات والبروتوكولات الإنسانية، ويدعوه إلى البدء الفوري بمفاوضات المرحلة الثانية دون مماطلة أو تسويف.
كما أكدت الحركة أن وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة كفيلة بإفشال كل مخططات التهجير، تمامًا كما أسقطت مشاريع الاحتلال السابقة.
وفي سياق متصل، أدانت حماس الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، ولا سيما إجبارهم على حمل شعارات عنصرية ومعاملتهم بعنف وقسوة، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الإنسانية.
وفي المقابل، شددت الحركة على أن المقاومة الفلسطينية التزمت بالقيم الأخلاقية في معاملة أسرى الاحتلال، ما يعكس التباين الواضح بين وحشية الاحتلال وإنسانية المقاومة.