انطلقت الانتخابات التشريعية السورية صباح اليوم الاثنين في مناطق سيطرة الحكومة، وسط احتجاجات في محافظة السويداء رافضة للاقتراع الذي لا يُتوقع أن يفضي لأي تغيير في المشهد السياسي في البلاد، وتصفه المعارضة السورية بـ"المسرحية الهزلية".

ويختار الناخبون السوريون 250 نائبا بمجلس الشعب، الذي لا يتمتع بسلطة حقيقية تذكر في النظام الرئاسي السوري، وثلثا مقاعده محجوزة لأعضاء حزب البعث الذي يتزعمه الرئيس بشار الأسد.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ما موقف أنقرة من شروط دمشق لتطبيع العلاقات؟list 2 of 4الأسد يبدي استعدادا مشروطا للقاء أردوغانlist 3 of 4دعمهم شيوخ الدروز.. لماذا رفض ضباط متقاعدون التحقيقات في فرع فلسطين؟list 4 of 4انتخابات سوريا.. استحقاق يغيب عنه نصف سكان البلادend of list

وتتزامن الانتخابات مع مؤشرات متزايدة على انفتاح دبلوماسي تجاه دمشق، كان آخرها إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه قد يدعو نظيره السوري لزيارة تركيا، ورد الأخير اليوم بإبداء استعداده لقبول تلك الدعوة، لكنه وضع شروطا لذلك من أبرزها أن يبحث الاجتماع انسحاب القوات التركية من شمالي سوريا.

وشهدت ساعات النهار هدوءا في أغلب مراكز الاقتراع، باستثناء محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب البلاد.

عمليات الاقتراع جرت في هدوء في العديد من المدن (الفرنسية)

وتجري الانتخابات التشريعية، في حين يوجد أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في الخارج غير قادرين على المشاركة في التصويت.

كما تأتي في وقت يواصل فيه الاقتصاد السوري التدهور مع ارتفاع معدل التضخم وشح الاستثمارات الأجنبية في ظل العقوبات الغربية مع توقف عملية كانت تقودها الأمم المتحدة بهدف إيجاد حل سياسي للصراع.

وتسيطر حكومة الأسد الآن على معظم أنحاء البلاد بمساعدة من إيران وروسيا، وذلك بعد مرور أكثر من 13 عاما منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار 2011.

لكن شمال شرق سوريا لا يزال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، كما تخضع مناطق بشمال غرب البلاد لفصائل مسلحة معارضة.

وتنظم الانتخابات البرلمانية في سوريا مرة كل 4 سنوات، ويفوز فيها بانتظام حزب البعث الذي يقوده الأسد بغالبية المقاعد، وتغيب أي معارضة فعلية مؤثرة داخل سوريا بينما لا تزال مناطق خارج سيطرة النظام.

لقطات متداولة لإطلاق نار على متظاهرين ضد النظام السوري في مدينة #السويداء جنوبي دمشق pic.twitter.com/AMn42UucGF

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 15, 2024

جرحى بالسويداء

وشهدت مدينة السويداء وقرى محيطة بها احتجاجات مناهضة للانتخابات، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن محتجين أقدموا على تحطيم وحرق صناديق الاقتراع في بعض مكاتب التصويت في المدينة.

وأفادت مصادر طبية للجزيرة بإصابة عدد من المتظاهرين بجروح بعد إطلاق نار مصدره قيادة الشرطة في مدينة السويداء جنوبي سوريا.

وأوضحت مصادر محلية أن متظاهرين رصدوا انتشار عناصر أمن على أسطح الأبنية المقابلة لساحة الكرامة في المدينة التي تشهد مظاهرات منذ عدة أشهر ترفع شعارات منددة بالنظام السوري.

من جهتها، أفادت وسائل إعلام سورية بأن مجموعة ممن وصفتهم بالإرهابيين حاولوا الاعتداء على قيادة الشرطة في السويداء، وقالت إن قوى الأمن تصدت لهم بالشكل المناسب ثم لاذوا بالفرار.

عاجل:
عناصر امنية من قيادة شرطة محافظة السويداء تطلق النار باتجاه ساحة الكرامة وأنباء عن اصابات بين المدنيين ( فيديو).
علما ان عديد من المواطنين قاموا بإغلاق مراكز الانتخاب ( فيديو) pic.twitter.com/7io7nObyYi

— Ayman Abdel Nour (@aabnour) July 15, 2024

وقد أفادت مصادر محلية بخروج مظاهرات في عدة بلدات ومناطق بمحافظة السويداء جنوبي سوريا رفضا لانتخابات مجلس الشعب.

وأظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون اقتحام محتجين لمراكز انتخابية وإغلاقها وتحطيم صناديق الاقتراع في عدة بلدات وقرى بالمحافظة.

وتشهد السويداء منذ منتصف أغسطس/آب الماضي احتجاجات أسبوعية، انطلقت إثر رفع الدعم الرسمي عن الوقود وتطورت للمطالبة بـ"إسقاط النظام".

وزادت وتيرة المظاهرات في فبراير/شباط إثر استئناف السلطات السورية عملية التسويات الأمنية للمطلوبين للخدمة العسكرية والاحتياطية في مركز داخل المدينة بعد توقف منذ نهاية العام الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

النظام السوري يهدّد بلدة في درعا بمصير غزة

درعا– هدّد العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري في محافظة درعا، قبل أيام، أهالي إحدى بلدات المحافظة الواقعة في جنوب سوريا بسيناريو مشابه لما يحصل في غزة.

وجاء تهديد العلي خلال لقائه بوجهاء بلدة محجة بريف درعا الشمالي، بعد يومين من اندلاع اشتباكات بين مسلحين محليين من أبناء البلدة ومجموعة مسلحة تعمل لصالح فرع الأمن العسكري.

وطالب العلي وجهاء البلدة بتسليم المقاتلين الذين هاجموا المجموعة العسكرية إلى جانب سلاحهم خلال 48 ساعة، وإلا ستواجه البلدة مصيرا مشابه لما تواجهه غزة في فلسطين من هجوم إسرائيلي مدمر، بعد أن يتم حصارها وقصفها بالمدفعية.

ورفض المقاتلون مطالب العلي، خلال اجتماعهم مع وجهاء البلدة، وأكدوا أنهم مستعدون لمواجهة عناصر النظام في حال تم تنفيذ التهديد بإطلاق عملية عسكرية.

وأسفرت الاشتباكات عن قتلى وجرحى من الطرفين، حيث سمح النظام لعناصر المجموعة التابعة لفرع الأمن العسكري باستخدام نقاط تابعة لهُ لاستهداف العناصر المحليين، فضلاً عن إسعاف جرحى المجموعة إلى المشافي القريبة.

وجاء الهجوم بعد تجاوزات عدة نُسبت لعناصر المجموعة وأبرزها: الخطف بهدف الحصول على فدية مقابل إطلاق سراح المختطف، وفرض مبالغ مالية على أصحاب المحال التجارية في البلدة، إلى جانب التهديدات المستمرة للمطلوبين من أبناء البلدة بالاعتقال.

دخلت قوات روسية مع قوات النظام السوري إلى مدينة درعا بعد السيطرة عليها عام 2021 (الأناضول) رفض الوساطة

وتواصل قادة اللواء الثامن التابع لشعبة المخابرات العسكرية مع الطرفين، وطالب بالتدخل كطرف ثالث للوصول إلى حل يجنب البلدة أي عملية عسكرية قد تؤدي إلى قتل العشرات.

ووافق أبناء بلدة محجة على اقتراح اللواء الثامن، بينما رفض النظام مقترحه وطلب بعدم تدخل أحد، ما دفع قادة اللواء الثامن إعلان وقوفه إلى جانب أبناء بلدة محجة وتأييد أي قرار يتم اتخاذه من قبلهم.

واللواء الثامن هو أحد أبرز التشكيلات في الجنوب السوري، وتم تشكيله بدعم روسي بعد اتفاق التسوية في عام 2018. وضم المئات من عناصر المعارضة سابقاً، ولكن نقلت تبعيته إلى شعبة المخابرات العسكرية بعد التراجع الملحوظ للدور الروسي في المنطقة.

وقال (ي.خ) الناشط الصحفي في محافظة درعا للجزيرة نت إن التهديدات لن يكون لها أثر على أرض الواقع في الأيام القادمة، "وما هي إلا تهديدات فقط".

وأضاف أن رئيس فرع الأمن العسكري لؤي العلي لن يعمل على شن عملية عسكرية في بلدة محجة من أجل عناصر يعملون لصالح الفرع الذي يترأسه، وهم من أبناء البلدة ويعتبرهم أداة لتنفيذ أوامره من قتل وخطف وخلق بيئة غير آمنة في المنطقة.

وأشار إلى أن العلي كان حريصا على ضم مجموعات من المقاتلين السابقين في صفوف الفصائل المعارضة في كل منطقة من مناطق محافظة درعا، والعمل لصالح فرع الأمن العسكري بصلاحيات غير محدودة، لكن لم يصل الأمر من قبل إلى حد شن عملية عسكرية مقابل الدفاع عن أي من هذه المجموعات.

واعتبر أن التهديد ما هو إلا رسالة لجميع هذه المجموعات التي تعمل تحت إمرته بأنه سيعمل على حصار وقصف أي منطقة يتعرضون فيها للمضايقات أو الهجمات المسلحة كالتي حصلت في بلدة محجة بريف درعا الشمالي.

وتخوف (أ.م)، أحد الناشطين في محافظة درعا، من تحول التهديدات إلى حقيقة، وما يعنيه ذلك من خسائر في صفوف المدنيين وحالة من النزوح.

وأكد على أن تهديدات العلي حتى اللحظة لم تترجم على أرض الواقع بالرغم من أن المهلة التي أعطيت للمقاتلين لتسليم أنفسهم وسلاحهم انتهت، بينما يوجد في محيط بلدة محجة العديد من النقاط العسكرية أبرزها "تل المقداد"، والتي تحتوي على آليات ثقيلة والعشرات من العناصر.

وأضاف الناشط أنه إذا قرر العلي شن عملية عسكرية على البلدة، فسيكون من السهل استقدام تعزيزات إلى محيطها وحصارها خلال ساعات.

مقالات مشابهة

  • النظام السوري يهدّد بلدة في درعا بمصير غزة
  • انتقام مؤجل.. إيران تسعى لثأر سليماني بقتل ترامب يوم الانتخابات
  • الصين تحت العواصف الممطرة.. قتلى وجرحى وخسائر تجاوزت المليار دولار
  • احتجاجات متواصلة شمال سوريا رفضا لافتتاح معبر أبو الزندين.. ما القصة؟
  • “النصب وسوء المعيشة”.. تحقيق سوري يكشف عن مظاهرات عمال سوريين بالقبة
  • الرئيس الفرنسي يبدأ مشاورات سياسية لتشكيل الحكومة
  • كينيدي جونيور يعلن تعليق ترشحه في الولايات المتأرجحة لتقليل "فرص الديمقراطيين في الفوز"
  • حزب المؤتمر.. إرادة شعب لا يستكين ومشروع سياسي جامع لكل اليمنيين
  • هل يوقف تضارب المصالح تطبيع الدول الأوروبية مع النظام السوري؟
  • روسيا: قتلى وجرحى خلال عملية احتجاز رهائن في سجن جنوبي البلاد