قلق إسرائيلي من قرار مرتقب لمحكمة العدل الدولية بشأن الاستيطان والاحتلال
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
أعربت أوساط رسمية لدى الاحتلال الإسرائيلي عن قلقها وخشيتها من قرار مرتقب صادر عن محكمة العدل الدولية، بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس.
يأتي ذلك في ظل إعلان المحكمة أنها ستصدر يوم الجمعة المقبل، رأيها الاستشاري الذي طلبته منها الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نحو عام ونصف العام، دون أن توضح سبب التأخر في الرد على الطلب.
ففي 30 ديسمبر/ كانون الأول 2022، تبنت الجمعية الأممية قرارا يطلب من محكمة العدل إصدار فتوى بشأن مسألتين، الأولى هي "الآثار القانونية الناشئة عن انتهاك تل أبيب المستمر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، واحتلالها طويل الأمد للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 واستيطانها وضمها لها".
وتتعلق المسألة الثانية بـ"تأثير سياسات إسرائيل وممارساتها على الوضع القانوني للاحتلال، والآثار القانونية المترتبة على هذا الوضع بالنسبة لجميع الدول والأمم المتحدة".
الاستيطان في الضفة
وردا على الإعلان الأخير من محكمة العدل بهذا الخصوص، توقع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، عبر بيان أصدره الاثنين، أن تصدر المحكمة "قرارا يقضي بأن ما تُسميه (الاحتلال) غير قانوني".
كما توقع سموتريتش بأن "تقدم المحكمة رأيا استشاريا إلى الجمعية العامة يفيد بأن المشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) غير قانوني، وأنه يجب على إسرائيل الانسحاب منها ومن منطقة غور الأردن".
واعتبر أن "الهدف هو إجبار إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية"، زاعما أن "الوطن في يهودا والسامرة هو مهد الأمة الإسرائيلية، وهو جزء لا يتجزأ من وطننا التاريخي".
وواصل الوزير الإسرائيلي مزاعمه قائلا: "هذه أرضنا من حيث القانون الدولي (..)، لن يغير أي قرار من جهة منافقة ومعادية للسامية هذه الحقيقة".
وترفض قرارات الأمم المتحدة الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية وتصفه بـ"الاحتلال"، وقامت دول عديدة بمنع استيراد المنتجات التي تأتي من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة باعتبارها "غير قانونية".
سموتريتش دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مواجهة القرار المتوقع لمحكمة العدل، بالرد عليه عبر بسط ما أسماه بـ"السيادة" على ما زعم أنها "أراضي الوطن".
النتائج المحتملة
وتابع: "في هذه الأثناء، وإلى حين تطبيق السيادة (المزعومة) سأواصل طريقي للعمل على تطوير الاستيطان وتطبيق السيادة الفعلية وإحباط قيام الدولة الفلسطينية من خلال البناء الضخم وتوسيع المستوطنات".
من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الاثنين: "تستعد إسرائيل لإصدار رأي استشاري من محكمة العدل الدولية، الجمعة، بشأن شرعية الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية".
وأضافت: "من بين النتائج المحتملة لهذه الخطوة هي الحكم بأن الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانوني بسبب التغيرات الديموغرافية وجهود الضم الفعلية التي تبذلها إسرائيل".
وتابعت: "في مثل هذه الحالة، يمكن للمحكمة أن تطالب إسرائيل بالانسحاب من هذه الأراضي".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي مطلع على الأمر، لم تسمه، وصفه القرار المحتمل لمحكمة العدل بأنه "سيء للغاية وكارثي".
وقالت: "تعرب وزارتا العدل والخارجية عن تشاؤمهما قبل إصدار الرأي الاستشاري؛ خوفا من أن يزيد من تعقيد موقف إسرائيل الدولي، إذ ربما يؤدي إلى فرض عقوبات إضافية تتجاوز تلك التي فرضت في الأشهر الأخيرة ضد المستوطنين العنيفين".
وأضافت: "يجوز للمحكمة أن تقرر أن القانون الدولي يحظر على الدول التعاون مع إسرائيل فيما يسمى احتلالها أو يفرض بذل الجهود لإنهاء هذا الاحتلال".
وحذرت من أن "مثل هذا الحكم يمكن أن يدفع العديد من الدول في جميع أنحاء العالم إلى اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل".
وتابعت: "أحد المخاوف في إسرائيل هو أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستتلقى الرأي الاستشاري بعد قرار محكمة العدل الدولية، قد تحيل الأمر إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي سعى في السابق إلى إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة".
وأردفت الصحيفة: "في هذا السيناريو، قد يفكر خان في محاكمة المسؤولين عن الأنشطة الاستيطانية سواء داخل الحكومة أو في مؤسسة الدفاع".
وتابعت: "الاحتمال الآخر هو أن الفتوى يمكن أن تحدد أن إسرائيل تمارس الفصل العنصري في الضفة الغربية، وهي جريمة ضد الإنسانية، والتي ستكون لها أيضًا عواقب وخيمة".
واستطردت: "مثل هذا القرار لن يترك للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أي خيار آخر سوى التحقيق مع إسرائيل كجزء من الشكاوى التي يدرسها".
ويشهد الاستيطان في الضفة بما فيها القدس، ارتفاعا ملحوظا منذ وصول الحكومة اليمينية الراهنة، برئاسة نتنياهو، إلى الحكم في ديسمبر/ كانون الأول 2022، وتكثف تل أبيب هذه الأنشطة منذ اندلاع حربها على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال محكمة العدل الاستيطان الاحتلال الاستيطان قلق محكمة العدل حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محکمة العدل الدولیة فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
4 شهداء في عدوان إسرائيلي على جنين وطوباس.. واقتحامات واسعة (شاهد)
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، عمليات دهم واعتقالات في العديد من مدن الضفة الغربية المحتلة ما أسفر عن سقوط 4 شهداء، في حين أفادت مصادر فلسطينية باستخدام الاحتلال الطيران المسير في طوباس وجنين.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بسقوط شهيدين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة طمون وحاصرت أحد المنازل في المنطقة قبل أن تقوم بقصفه بواسطة بقذائف "الأنيرجيا"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ولفتت الوكالة إلى أن طائرة مسيرة قصفت بأكثر من صاروخ منطقة "الرفيد" في بلدة طمون، في حين قالت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها "يخوضون معارك ضارية مع قوات الاحتلال بمحيط المنزل المحاصر في طمون".
وفي جنين، داهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة قباطية جنوبي المدينة بعدد من الآليات العسكرية المصحوبة بجرافة عسكرية من أجل تدمير بنى تحتية في المنطقة.
#عاجل | اشتباكات عنيفة ومستمرة مع قوات الاحتلال في بلدة قباطية ومحيطها جنوب جنين. pic.twitter.com/7UMbGAuwji — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) November 5, 2024 #شاهد | جانب من الدمار الذي خلفته جرافات الاحتلال في قباطية جنوب جنين pic.twitter.com/zUuObtAgwT — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 5, 2024
وبحسب "وفا"، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي قطع الطريق الرئيس الواصل بين قرى جنوبي جنين والمدينة، كما أنه جرف مدخل خربة جنزور جنوبي جنين.
ودارت اشتباكات عنيفة مع مقاومين في محيط المدخل الرئيس لبلدة قباطية.
وقصف الاحتلال الإسرائيلي بالطيران المسير مركبة في قرية مثلث الشهداء جنوبي جنين، في حين أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد فلسطينيين اثنين جراء القصف الإسرائيلي على القرية.
وفي السياق ذاته، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية اقتحام في مدينة طولكرم ومخيمها من عدة محاور، كما أنه حاصر منزلا في حي "ذنابة" بالمدينة واعتقل مواطنا على الأقل.
وفي قلقيلية، داهم جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات المنازل وقامت قواته بتفتيشها والعبث بمحتوياتها فضلا عن اعتقال عدد من الفلسطينيين، وفقا لوكالة الأناضول.
ويواصل الاحتلال تصعيده على مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك، وذلك بالتوازي مع حربه البربرية المدمرة على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 769 شهيدا، منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ووفقا لبيانات نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد حالات الاعتقال بحق الفلسطينيين ارتفع إلى أكثر من 11 ألف حالة منذ اندلاع العدوان المتواصل على قطاع غزة، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.