7 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث: اتفق الحزبان الرئيسيان في كردستان العراق تحديد موعد للانتخابات البرلمانية هو الـ25 من فبراير من العام المقبل، لكن نار الخلافات تحت الرماد ولا يعني ذلك انتهاءها.

وتتحدث مصادر كردية عن مصالح مؤقتة وضغوط خارجية عجلت من  الاتفاق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل طالباني .

ويركز الديمقراطي الكردستاني على إقليم “بهدنان” الذي يضم محافظتي دهوك وأربيل، في حسم الصراع لصالحه، فيما الاتحاد الوطني يمارس نفوذه في إقليم “سوران”، والذي يضم محافظة السليمانية،على رغم من ان الاخير يواجه، معارضة شعبية واسعة في المنطقة، ومنافسة من قوى اخرى.

ويوحي ترحيب السفيرة الأميركية لدى العراق آلينا رومانوسكي في تغريدة بإعلان نيجيرفان بارزاني عن موعد الانتخابات، بان واشنطن مارست ضغوطا على القوى الكردية لتوحيد صفوفها.

وتمتلك واشنطن، علاقات متينة مع الأحزاب الكردية، ولها باع طويل في تصفية الخلافات، وادارة المحادثات بين الحزبين.

وتركز الخلافات التي نشأت بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني حول السيطرة على الحكم والثروة في الإقليم، كما يعد ملف إدارة النفط من اهم الخلافات بالإضافة الى اتهامات لكلا الحزبين بالتفرد بالسلطة والتحكم في إيرادات الإقليم من النفط والمنافذ الحدودية.

وتتجلى الخلافات في الصراعات الدائرة حول السيطرة على الموارد والثروات الطبيعية، حيث يتنافس الحزبان على موارد النفط والغاز والمواد الأولية الأخرى في المنطقة، ويتهم كل منهما الآخر بالتلاعب بالموارد والثروات الطبيعية لصالحه.

وواحدة من الخلافات تلك المتعلقة بالرؤية السياسية والاستراتيجية والأولويات السياسية للأحزاب الكردية في العراق، فبعض الأحزاب تسع للعمل على إقامة دولة كردية مستقلة فيما تعتبره بعض الأحزاب هذه الرؤية غير واقعية وتركز على العمل ضمن إطار الدولة العراقية.

و الخلاف الآخر، يتعلق بالموارد الطبيعية فالأحزاب تتنافس من اجل الحصول على حصة أكبر من الموارد النفطية والغازية في إقليم كردستان العراق.

والخلافات الأمنية، كانت بارزة حول مناطق النفوذ الجغرافي بين السليمانية وأربيل، كما اختلفت الاحزاب حول الاستراتيجية العسكرية لمحاربة تنظيم داعش، فبعض الأحزاب ترى أن العمل ضمن التحالف الدولي ضروري لهزيمة داعش، فيما تعتبر بعض الأحزاب أن الحل الأمثل هو العمل الكردي الموحد ضد داعش بدون تدخل خارجي.

كما تبرز  الخلافات حول الإدارة المحلية، فبعض الأحزاب ترى أن الحكومة الإقليمية يجب أن تتولى إدارة جميع المناطق الكردية، فيما تعارض بعض الأحزاب هذا المطلب.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

هل يعيد العراق خطأ السعودية في استنزاف المياه الجوفية بالصحراء؟

26 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: تهبط آبار الصحراء كل يومٍ عميقًا أكثر، بينما ترتفع سنابل القمح إلى السماء في صحراء النجف، وكأنها تُجاهد من أجل البقاء.

ويغيب عن الأفق القريب أي توازن بين ما يُستخرج من جوف الأرض وما يُمنح لها.

وتتسارع خطوات الدولة والفلاحين على حدّ سواء نحو التوسع في استخدام المياه الجوفية، دون أن تسبقها خطوات علمية تُحصي المتاح والممكن.

وتُربك هذه العجلة خبراء المناخ والمياه، الذين يُحذّرون من تكرار التجربة السعودية التي انتهت بنضوب أكثر من 80% من خزانها الجوفي بعد عقود قليلة من الزراعة المكثفة في التسعينيات.

وتُغري النجاحات المرحلية، كما حدث في موسم 2023-2024 حين تفوقت أرباح الصحراء على الأراضي الطينية بثمانية أضعاف، صناع القرار بتجاهل المحاذير البيئية. وتتحوّل التصريحات الرسمية إلى طمأنة إعلامية عن “الاكتفاء الذاتي” و”مردود اقتصادي كبير”، دون توضيح لتكلفة ذلك على المدى البعيد.

ويغيب التخطيط الدقيق رغم أن العراق لا يملك تقديرات حديثة لمخزونه الجوفي منذ سبعينات القرن الماضي. وتتعطل أجهزة الدولة عن إنتاج بيانات واقعية، بينما تستمر الآبار بالحفر العشوائي. ويزداد الحفر عمقًا، ليصل إلى 300 متر كما يوضح الخبير سامح المقدادي، فيما تتناقص فرص الاستدامة.

وتغري تقنيات الري الحديثة التي توفر المياه بنسبة تصل إلى 50% المزارعين، لكنها لا تكفي وحدها لحماية المخزون الجوفي. وتُركّز السياسات الزراعية على توسيع المساحات وإنتاج كميات أكبر، فيما تغيب الاستراتيجية الكبرى التي تُحدد ما هو مسموح وما هو محظور في زمن التغيّر المناخي.

وتتوسع المؤسسات الدينية مثل العتبة الحسينية في مشاريع الزراعة، وتعلن خططها لزيادة الرقعة الزراعية إلى 15 ألف دونم، في مشهد لا يبدو منسجمًا مع حديث المسؤولين عن ترشيد الحفر والمراقبة الصارمة فيما يزداد خطر استنزاف الخزانين الجوفيين “أم الرضمة” و”الدمام”، الممتدين من جنوب العراق حتى حدود السعودية والكويت، كما تغفل الإدارة الحالية أن هذا المورد المُشترك قد يتحول إلى بؤرة توتر إقليمي إذا نضب دون تنسيق مسبق، كما حدث في ملفات المياه السطحية مع دول الجوار.

وتُكرر أخطاء الماضي بثقة زائفة، وتُستنسخ تجارب الآخرين دون استخلاص دروسهم، فيما يتحوّل القمح من محصول “استراتيجي” إلى عبء استراتيجي، إذا أُنتج خارج المعايير البيئية والزمنية السليمة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • واشنطن: نريد أن تتبع البيشمركة الحكومة وليس الأحزاب
  • الحكيم: الانتخابات تنقل العراق إلى الاستقرار المستدام
  • العراق بين عقلية الحكم وحكم العقل
  • إيران ترد على نتنياهو: أي مغامرة سيقابل بردّ ساحق
  • ترامب: سنتوصل لاتفاق مع إيران دون إسقاط القنابل
  • الشروكية لم تكن تسريبا بل خطابا متعمدا
  • توقف خط أنابيب العراق-تركيا: أزمة ثقة و متأخرات مالية
  • العراق يترقب مصير استثماراته مع إيران وسط مفاوضات نووية
  • باريس تتحرك تجاه جهاديين فرنسيين في العراق
  • هل يعيد العراق خطأ السعودية في استنزاف المياه الجوفية بالصحراء؟