سراج منير.. أصيب بذبحة صدرية بسبب "حكم قراقوش"
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
تحل اليوم ذكري ميلاد الفنان سراج منير الـ 120 الذي ترك لجمهوره إرثًا فنيًا وشارك فى أعمال عديدة تركت بصمة مع جمهوره.
ولد سراج منير عبد الوهاب منير يوم 15 يوليو 1904 وتوفي 13 سبتمبر 1957، وهو ممثل مصري ولد في القاهرة، ومن أشهر الأدوار التي أداها هو دور عنتر في فيلم عنتر ولبلب مع الفنان الشعبي محمود شكوكو.
لعب الكثير من الأدوار في أفلام الأبيض والأسود.
والده هو عبد الوهاب بك حسن وكان مديرا للتعليم في المعارف، ومن أخواته المخرجان السينمائيّان حسن وفطين عبد الوهاب درس سراج منير في المدرسة الخديوية، وكان عضواً في فريق التمثيل في المدرسة، وقد بدأت عنده هواية التمثيل بعد حادثة طريفة حدثت لهُ عام 1922، فقد دعاه بعض أصدقائه إلى سهرة في منزل أحد الزملاء، وحينما وصل إلى المنزل المقصود، فوجيء سراج منير بأن السهرة عبارة عن مسرح نصب في حوش المنزل والحاضرون يشتركون في تمثيل إحدى المسرحيات، وكان سراج منير هو المتفرج الوحيد.
وقد تركت هذه الحادثة أثراً في نفسهِ حيث ولدت في داخلهِ هواية التمثيل، وبالتالي أصبح عضواً في فريق التمثيل بالمدرسة، واستمر كذلك حتى أنهى دراسته الثانوية وسافر إلى ألمانيا لدراسة الطب.
تغير مسار حياته فى ألمانيا
وفي ألمانيا حدثت تطورات غيرت مسار حياة سراج منير، فقد كان المبلغ الذي ترسله لهُ أسرته قليلاً، مما جعله يفكر في البحث عن مصدر آخر يزيد به دخله أثناء الدراسة. عندها تعرف في أحد النوادي على مخرج ألماني سهل لهُ العمل في السينما الألمانية مقابل مرتب ثابت. وبدلاً من العكوف على الدراسة، أخذ يطوف استوديوهات برلين، عارضاً مواهبهُ حتى استطاع أن يَظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وبالتالي صَرفهُ الاهتمام بالسينما عن دراسة الطب، فهجرها لدراسة السينما.
دراسته الاخراج مع محمد كريم فى ألمانياوفي ألمانيا التقى سراج منير بالفنان محمد كريم، حيث درسا الإخراج السينمائي معاً، وبعد عام واحد في برلين، انتقل إلى ميونخ حيث كان يوجد أكبر مسرح في ألمانيا، وكان معه في تلك الفترة الفنان فتوح نشاطي.
سراج منيروقبل أسابيع من بداية الحرب العالمية الثانية، تلقى سراج منير برقية من فرقة مصرية للمسرح تستدعيهِ للعمل معها، فترك ألمانيا عائداً إلى وطنهِ، وكانت هذه البرقية بمثابة المنقذ من الأسر بالنسبة لسراج منير، حيث بدأت ألمانيا الحرب بدخول النمسا وتفاقمت الأوضاع، ولم يتمكن أي مواطن مصري من الخروج وقتها من ألمانيا إلا بعد ست سنوات، أما هو فقد أفلت من الأسر ببرقية.
بعد عودته إلى مصر، عمل مترجماً في مصلحة التجارة، إلا أن حنينه للتمثيل جعلهُ ينضم لفرقة يوسف وهبي (فرقة رمسيس)، ثم للفرقة الحكومية، بعدها اختاروه للعمل ممثلا في الأفلام، فقد اختاره صديقه محمد كريم لبطولة فيلمهِ الأول «زينب» وهو فيلم صامت أنتج عام 1930 ومثل فيه أمام الفنانة بهيجة حافظ، وكان هذا الدور من أول أدواره في السينما المصرية.
حزنه بسبب عدم استكمال دراسته للطبلقد كان سراج منير كفنان يبذل أقصى جهده لكي يصبح علماً بارزاً من أعلام الفن، فقد كان يشعر في قرارة نفسه بالندمِ لأنه لم يستكمل دراسته للطب، وعاد من ألمانيا ليجد كل أفراد أسرته قد اعتلوا مناصب بارزة ونالوا شهرة واسعة في الحياة الاجتماعية، ولم يكن الفن في ذلك الوقت من الأعمال المرموقة في الأوساط الاجتماعية التي كان ينتمي إليها سراج منير.
لهذا سعى ليكون من المشاهير في دنيا الفن، ليعوض ذلك النقص الذي كان يشعر بهِ في وسطهِ الاجتماعي.
وقد حرص في بداية حياته المسرحية على أن يقوم بأدوار معينة تتميز بالجد والرزانة ويتمسك بأدائها، وذلك حرصاً على مظهره الاجتماعي. إلا أن الفنان زكي طليمات أثناء إعداده لإخراج أوبريت «شهرزاد»، قد رشحه للقيام بدور «مخمخ» فثار سراج منير وغضب واتهم زكي طليمات بأنه يريد تحطيم مكانته الفنية، لكن طليمات، الذي كان عنيداً جداً في عمله، أصر على إسناد الدور لسراج منير، والذي بدوره انصاع لذلك، وعرضت المسرحية وارتفع اسم سراج منير إلى قمة المجد كممثل مسرحي، واكتشف في نفسهِ موهبة جديدة كممثل كوميدي، كما أسند إليهِ أيضاً دور البطولة في مسرحية «سلك مقطوع» الهزلية، وذلك بسبب مرض بطلها فؤاد شفيق، فنجح سراج منير نجاحاً ملحوظاً.
سراج منيروبالإضافة إلى أدواره في المسرح، كانت هناك السينما التي أعطاها الكثير من فنه، فقد خاض سراج منير معترك الحياة السينمائية ممثلاً ومنتجاً، وقدم مايقارب المائة فيلم سينمائي، قام ببطولة 18 منها، أما فيلمه «عنتر ولبلب» عام 1945 فقد كان نجاحه الجماهيري أكبر تعويض له عن شعوره بالنقص، ؛ حيث إن شهرته في هذا الفيلم قد جعلت لشخصيته في الحياة توازناً اجتماعيا يتناسب مع وسطه الاجتماعي.
وفي خِضَمّ عمله في السينما، لم ينس المسرح، فقد انضم لفرقة الريحاني، وأصبح منذ اليوم الأول من نجومها، وكان نداً للكوميدي الكبير نجيب الريحاني، وعندما مات الريحاني استطاع سراج منير أن يسد بعض الفراغ الذي تركه هذا الكوميدي العظيم في فرقته، وأن يسير بهذه الفرقة إلى طريق النجاح بعدما تعرضت لانصراف الناس عنها.
سراج منيروكان سراج منير محباً للجميع يمد يد العون والمساعدة لكل من يلجأ إليه طلباً لمعونته، لدرجة أنه في السنوات الأخيرة من حياته أراد أن يجعل من فرقة الريحاني مدرسةً تُخرّج جيلاً جديداً من فناني المسرح الكوميدي، وبالفعل ضم عدداً كبيراً من الشبان وأراد أن يَكون صاحب هذه المدرسة، إلا أن غالبية هؤلاء الشبان قد انصرفوا عن الفرقة ولم يبق منهم إلا قلة.
وفي الوقت الذي تدهورت فيه صناعة السينما وفقدت سمعتها وهبطت فيها مواضيع الأفلام، بعد أن اقتحم السينما أغنياء الحرب، نزل سراج منير إلى ميدان الإنتاج، وكان هدفه أن يكون منتجاً مثالياً يرقى بصناعة السينما.
إصابته بذبحة صدريةفقد اختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر وتعالج الفساد والرشوة التي عاشت فيها البلاد، فكان فيلم «حكم قراقوش» عام 1953، والذي تكلف إنتاجه أربعين ألفاً من الجنيهات، بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف، مما اضطر سراج منير من أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب (التي عاش معها حياة زوجية استمرت 15 عاماً) وقد كانت هذه الخسارة أو الصدمة عنيفة أصابته بالذبحة الصدرية وهو في تمام عافيته.
سراج منير زواجه من ميمي شكيبتم زفافهما عام 1942، واستمر زواجهما قائما حتى رحل الفنان سراج منير عن الحياة عام 1957. اعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والاحترام بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة وخاصة أنه استطاع التغلب على العديد من الصعاب التي واجهت الزوجين وأهم هذه الصعاب ماتردد بقوة عن المعاناة الكبيرة التي عاشها الفنان الكبير سراج منير لفترة طويلة محاولا إقناع أسرة ميمي شكيب التي كانت رافضة إتمام هذا الزواج بشدة وإن كنا لاندرى السبب وراء ذلك حتى الآن. ولم ترد أية أخبار عن زواج الفنانة ميمى شكيب بعد وفاة الفنان الكبير سراج منير طوال حياتها وحتى وفاتها بعده بحوالى خمسة وعشرين سنة عام 1982. ومن أشهر الأفلام التي جمعت بين النجمين الكبيرين وكانا في معظمها يجسدان دور الحبيبين أو الزوجين، نذكر «الحل الاخير» عام 1937 و«بيومى افندى» عام 1949 و«نشالة هانم» عام 1953 و«ابن ذوات» و«كلمة الحق» عام 1953.
أفلامه
1930 زينب
1932 أولاد الذوات
1934 ابن الشعب
1937 الحل الأخير
1938 ساعة التنفيذ
1941 سي عمر
1943 وادي النجوم
رابحة مـهـنّـَـى
البؤساء
1944 حنان
حبابة
رصاصة في القلب
1945 الفنان العظيم
بنات الريف
قلوب دامية
عنتر وعبلة
هذا جناه أبي
1946 الملاك الأبيض
سر أبي عادل باشا
النائب العام
ملاك الرحمة
يد الله
شمعة تحترق
1947 القناع الأحمر
ضربة القدر
أبو زيد الهلالي
أسير الظلام
التضحية الكبرى
المتشردة
ملائكة في جهنم
أحكام العرب
ابن عنتر
ثمرة الجريمة
شبح نص الليل
جحا والسبع بنات
1948 الشاطر حسن
البوسطجي
شمشون الجبار
هارب من السجن
مغامرات عنتر وعبلة
ليت الشباب
الواجب
الحب لا يموت
آه يا حرامي
1949 بيومي أفندي
كرسي الاعتراف
أمينة
1950 المظلومة
دماء في الصحراء
المليونير
أمير الانتقام
معلش يا زهر
1951 ورد الغرام
ليلة الحنة
قطر الندى
السبع أفندي
جزيرة الأحلام
أولاد الشوارع
انتقام الحبيب
الدنيا حلوة
نهاية قصة
ظهور الإسلام
بيت الأشباح
الشرف غالي
1952 الإيمان
عايزة أتجوز
عنتر ولبلب
المنزل رقم 13
بنت الشاطيء
المهرج الكبير
سيدة القطار
من القلب للقلب
لحن الخلود
1953 حكم الزمان
دهب
مؤامرة
وفاء
قطار الليل
السيد البدوي
حكم قراقوش
كلمة حق
نشالة هانم
1954 عفريتة إسماعيل ياسين
جعلوني مجرماً
ليلة من عمري
انتصار الحب
الملاك الظالم
أرحم دموعي
1955 قصة حبي
أيام وليالي
الحبيب المجهول
إني راحلة
سيجارة وكاس
نهارك سعيد
دموع في الليل
أيامنا الحلوة
القلب له أحكام
مدرسة البنات
الجسد أمين
عهد الهوى
الله معنا
1956 إزاي أنساك
العروسة الصغيرة
سمارة مدير المباحث
شباب امرأة
1956 (فيلم)
وداع في الفجر
1957 الحب العظيم
أنت حبيبي
المجد
نهاية حب
علموني الحب
نساء في حياتي
تمر حنة
الوسادة الخالية
بنات اليوم
1958 حتى نلتقي
أنا الشرق
وفاته
كان سراج يعاني من مرض القلب، توفي في عام 1957 بشكل مفاجئ، وذلك بعد عودتهِ من الإسكندرية في رحلة فنية مع فرقة الريحاني.
سراج منيرالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سراج منير سراج منير الفنان سراج منير سراج منیر
إقرأ أيضاً:
ألمانيا.. من اقتصاد قوي إلى بلد مريض
مع ارتفاع حالات غياب الموظفين في ألمانيا، يلجأ أصحاب العمل مثل شركة تسلا إلى أداة جذابة لتحفيز العمال على الحضور تتمثل في مكافأة مقابل الحصول على أيام مرضية أقل، بحسب وكالة بلومبرغ.
إن حوافز الحضور هذه تعد مثيرة للمشاكل - ليس أقلها لأنها تحفز الحضور حتى في حالة المرض، مما قد يؤدي إلى انتشار العدوى بين العمال - ولكن حقيقة أن الشركات تفكر في مثل هذه التدابير الاستثنائية تكشف عن شدة أزمة القوى العاملة التي تجتاح أكبر اقتصاد في أوروبا.
لقد أدى مزيج من زيادة التهابات الجهاز التنفسي في أعقاب كوفيد وتدهور الصحة العقلية إلى دفع حالات الغياب المرضي إلى أعلى مستوى في تاريخ ألمانيا بعد إعادة التوحيد، مما أضعف النمو الاقتصادي وفاقم من أزمة نقص العمالة، في حين ألقى بأعباء إضافية على الشركات ونحو ثلث العمال الذين يحضرون باستمرار.
وأوضح كاتب التقرير كريس براينت، والذي كان يعمل سابقا في صحيفة فاينانشال تايمز، أن الشكوك حول قيام بعض الموظفين بالبقاء في المنزل حتى عندما يكونون أصحاء قد ارتفعت، وذلك بفضل المزايا المالية المغرية المقدمة أثناء المرض بالإضافة إلى القواعد التي تم وضعها خلال الوباء والتي تجعل من الأسهل الاتصال للإبلاغ عن المرض.
لكن الوضع ما يزال بعيدا كل البعد عما يحدث في الولايات المتحدة، التي لا تضمن حتى الآن إجازة المرض المدفوعة، حيث يأخذ العمال في المتوسط يومين إجازة في السنة بسبب المرض، في حين أن العاملين في المملكة المتحدة يغيبون حوالي 8 أيام في المتوسط كإجازة مرضية.
في ألمانيا، ارتفع هذا الرقم إلى 15 يومًا على الأقل لكل موظف، وبعض التقديرات تشير إلى اقتراب عدد الأيام من الـ 20 يوما. هذا أحد أعلى المعدلات في أوروبا؛ ويقول خبراء الاقتصاد إنه لو كان الحضور أفضل، لكان من الممكن أن تتجنب ألمانيا الركود في العام الماضي.
وبحسب صحيفة بيلد الألمانية، حذر مديرو شركة فولكس فاغن، الذين يعتزمون إغلاق المصانع الألمانية والتسريح الإجباري لأول مرة، من أن حوالي 10 بالمئة من عمال خطوط الإنتاج في حالة غياب الآن. وهذا أكثر من ضعف المستوى المتوقع ويكلف شركة صناعة السيارات مليار يورو (1.1 مليار دولار) سنويًا.
وفي مواجهة مشاكل مماثلة في التوظيف في مصنعها بالقرب من برلين، تعمل تسلا على إيجاد حلاً غير عاديا وهو: مكافأة تصل إلى 1000 يورو للحضور المستمر.
وفي الوقت الحالي، يقتصر البرنامج التجريبي لتسلا على 100 موظف فقط، كما قال مدير المصنع أندريه ثيريج لصحيفة هاندلسبلات في يونيو، مضيفًا أنه للحصول على المبلغ بالكامل، يحتاج العمال إلى معدل حضور لا يقل عن 95 بالمئة سنويا.
لكن شركة تسلا ليست الوحيدة، فشركة النقل في مدينة كيل، KVG، تدفع لسائقي الحافلات ما يصل إلى 250 يورو إضافية كل ربع سنة مقابل الحضور الجيد، بحيث يحصل الموظف على المبلغ بالكامل في حال سجل حضورا بنسبة 100 بالمئة، بينما يحصل الموظفون الذين يأخذون ثلاثة أو أربعة أيام إجازة على نصف المكافأة، كما بدأت مجموعة مرسيدس-بنز AG في تقديم مكافأة حضور بقيمة 50 يورو للعاملين الألمان في عام 2017، ولكن تم إيقاف البرنامج بعد عامين.
وبحسب التقرير، فإن أخر شيء تحتاجه ألمانيا هو موظفين في حالة صحية سيئة ينشرون الفيروسات فقط لكسب بعض المال الإضافي؛ كما أن هذه السياسات تعاقب العمال الذين يعانون من حالات صحية خطيرة أو مزمنة ليس لديهم فرصة للحصول على مكافأة.
إن دفع المال للناس مقابل الوفاء بالتزاماتهم التعاقدية يخاطر أيضًا بتقليل قيمة العمل، وتسميم الانسجام في مكان العمل، وتسبب في عواقب غير مقصودة - عندما تم عرض حوافز الحضور على المتدربين في سلسلة سوبر ماركت ألمانية، زاد الغياب بنحو 50 بالمئة، لأن الحوافز المالية جعلت التهرب يبدو مقبولاً، وفقًا لدراسة أجريت عام 2023.
لكن أرباب العمل يفتقرون إلى خيارات سهلة لمكافحة التغيب على العمل: فحتى الآن، كانت سوق العمل القوية نسبيا، إلى جانب نقص العمالة في القطاعات الرئيسية، سببا في منح الموظفين اليد العليا.
وبينما لا يزال الألمان معروفين دوليا بأخلاقيات العمل لديهم، فإنهم لا يخجلون من الاتصال بالأطباء لإبلاغهم بأنهم مرضى: فقد اعترف ما يقرب من 60 بالمئة منهم بأنهم فعلوا ذلك عندما كانوا في الواقع لائقين للعمل، وفقا لمسح أجرته شركة التأمين الصحي برونوفا بي كيه كيه في نوفمبر. (ووجد نفس المسح أن الموظفين أصبحوا أكثر ترددا في الذهاب إلى العمل عندما يشعرون بالتعب ــ وهو تطور إيجابي).
أخلاقيات العمل الألمانية؟إليكم كيف استجاب الألمان عندما سُئلوا عن مدى تكرار غيابهم عن العمل بسبب المرض، أو طلبهم عذرًا من الطبيب، في حين أنهم كانوا في الواقع لائقين للعمل.
ليس من السهل على المديرين طرح مثل هذا الموضوع الحساس، ولا يوجد سوى الشعور بالذنب لإقناع الموظفين بعدم البقاء في المنزل. يتمتع الألمان بحق الحصول على ما يصل إلى ستة أسابيع من إجازة المرض براتب كامل؛ تتحمل الشركات التكاليف والتي تبلغ حوالي 70 مليار يورو سنويًا. (بعد ذلك، يمكن للعمال الحصول على ما يصل إلى 70 بالمئة من الأجور الإجمالية التي تغطيها شركة التأمين الصحي الخاصة بهم لمدة تصل إلى 72 أسبوعًا).
لا تنتهي إعانات المرض في ألمانيا عند هذا الحد: يمكن للعمال المنهكين أن يطلبوا من طبيبهم إرسالهم إلى منتجع صحي لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، مع تحمل شركة التأمين الخاصة بهم معظم التكاليف.
قال نيكولاس زيبراث، خبير اقتصاديات الإجازة المرضية في مركز لايبنيز للبحوث الاقتصادية الأوروبية ZEW، لوكالة بلومبرغ ""يصاب الأميركيون بالذهول عندما يسمعون عن النظام الألماني؛ فإذا ضمنت للعمال 100 بالمئة من رواتبهم لعدة أسابيع، فمن الطبيعي أن يتصل الناس للإبلاغ عن المرض، إن الألمان ببساطة لا يقبلون أن يتم معاقبتهم لكونهم مرضى".
ويبدو إن إصلاح النظام مستحيلا سياسيا: فعندما خفضت حكومة هلموت كول من يمين الوسط إعانات المرض إلى 80 بالمئة من الدخل الإجمالي في تسعينيات القرن العشرين، كانت الاحتجاجات شرسة لدرجة أن السياسة سرعان ما تم عكسها.
لقد وعدت حكومة الائتلاف اليوم على الأقل بمراجعة اللوائح التي تسمح للأطباء بإعفاء المرضى من العمل لمدة تصل إلى 5 أيام عبر الهاتف - دون رؤيتهم شخصيًا. تم وضع القواعد أثناء الوباء لمنع المرضى من الازدحام في عيادات الأطباء ونشر العدوى.
ومع ذلك، فإن الوضع الراهن غير مستدام ويخاطر بإنشاء دائرة مفرغة: القوى العاملة في ألمانيا تتقدم في العمر وبالتالي ستصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. ومع انكماش عدد السكان في سن العمل، سيزداد الضغط على الموظفين في الشركات والمؤسسات التي تعاني من نقص في الموظفين، مما يعني أنهم يميلون إلى الإصابة بالمرض بشكل متكرر. (معدلات المرض المرتفعة بشكل خاص بين العاملين في مراكز الرعاية النهارية؛ إذا كانت المرافق التي تعاني من نقص الموظفين مجبرة على الإغلاق، فقد يُجبر الآباء على غيابهم عن العمل).
وإذا كانت الشركات مجبرة على دفع المزيد من المكافآت للموظفين لضمان حضورهم، فقد تقرر في المرة القادمة التوظيف أو الاستثمار في مكان آخر.