#سواليف

نشرت صحيفة ” واشنطن بوست” تقريرا أعدته شيرا روبن وليور سوروكا قالا فيه إن الجيش الإسرائيلي متعب في غزة ونضبت موارده بسبب الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر، وينظر قادته بخوف من تبادل التهديدات بين إسرائيل وحزب الله.

وأشارت التقرير بداية إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين وأنهم لا يريدون حربا مع لبنان، لكنهم جاهزون لها، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “نحن جاهزون لكل عملية مكثفة”، فيما هدد وزير دفاعه يواف غالانت بإعادة لبنان “إلى العصر الحجري”.

وذكر أن بين التصريحات المتبجحة هذه هناك مخاوف بين الجنود الإسرائيليين أن الجيش مستنزف ونضبت مصادره بعد أطول حرب تخوضها إسرائيل ومنذ عقود.

مقالات ذات صلة الأمم المتحدة: الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بغزة لا تصدق 2024/07/15

وقال الكاتب إنه بعد تسعة أشهر من الحرب العقابية ضد غزة، لم تؤد إلى تدمير حماس ولم يقدم بعد نتنياهو المحاصر سياسيا أي استراتيجية للخروج من هناك.

وأشارا إلى أنه في لبنان ستواجه إسرائيل عدوا أكبر ومجهزا بأسلحة أقوى، مما دفع الخبراء للتحذير من مستنقع عسكري أعمق. وأن إسرائيل تخوض منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر حربا على حبهتين، فبعد ساعات من هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بدأ مقاتلو حزب الله الذي تدعمه إيران في لبنان بإطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل، وكانت بداية ضربات متبادلة تسارعت وتعمقت أكثر على جانبي الحدود.

وتقول إسرائيل إنها انتقلت إلى مرحلة أقل شدة في المواجهات بغزة وبدأت التفاوض على صفقة وقف إطلاق النار مع حماس والإفراج عن الأسرى لدى الحركة. إلا أن حزب الله مصّر على عدم وضع أسلحته أو التراجع عن الحدود مع إسرائيل إلا في حالة اتفاقية وقف إطلاق للنار بغزة.

ووفق التقرير يقول حزب الله وإسرائيل إنهما يفضلان الحل الدبلوماسي، لكن أي منهما ليس مستعدا لتقديم تنازلات يتطلبها الحل. والنتيجة هي ركود متوتر وتصاعد في عدد القتلى والمدن الحدودية مهجورة، مزارعها الحيوانية بدون رعاية وثمار أشجارها بدون قطاف، وضغوط مستمرة من النازحين الإسرائيليين على الحكومة للتحرك.

وبحسب التقرير يرسم المخططون العسكريون الإسرائيليون خططا للهجوم على لبنان ومنذ عدة أشهر. وفي يوم الأربعاء وبعد مقتل إسرائيليين في غارات من حزب الله، قال بيني غانتس، الوزير السابق في حكومة الحرب إنه والآخرين دعوا في آذار/مارس إلى توغل في لبنان إلا أن نتنياهو “تردد” ورفض الإلتزام بعودة النازحين إلى بلدات الشمال بحلول الأول من أيلول/سبتمبر وهو بداية السنة الدراسية الجديدة.

وقال غانتس “لا تستطيع إسرائيل تحمل استمرار الوضع كما هو، وخسارة عام آخر” و “حان الوقت لثمن يجب دفعه في الأهداف العسكرية والبنى التحتية المرتبطة بحزب الله”.

وينقل التقرير عن غايل تيلشير، الباحثة السياسية في الجامعة العبرية بتل أبيب قولها إن نتنياهو الذي تفاخر مرة بقدرته على منع الحروب “يعرف بأن الإسرائيليين ليسوا جاهزين لألاف الصواريخ على تل أبيب”. وتؤكد الباحثة على “يعزل” نفسه بدلا من التفكير جديا واتخاذ القرارات المهمة، في محاولة منه لشراء الوقت ويحيط نفسه بالموالين الذين لا خبرة عسكرية لديهم.

ويقول المحللون إن نتنياهو أبعد نفسه أكثر بعد حله حكومة الحرب في أعقاب رحيل غانتس، عن القيادات العسكرية، بمن فيهم غالانت الذي دفع باتجاه وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة والسماح للجيش كي يركز على لبنان. وقال غالانت يوم الأحد “هذه أيام حرجة فيما يتعلق بممارسة قوتنا ضد [حزب الله] والذي لا يرد إلا من خلال القوة”. وكان يتحدث مع استمرار سقوط الصواريخ على إسرائيل بما فيها القاعدة العسكرية في جبل ميرون.

وذكر التقرير أنه لا يتوقع العدد القليل من الإسرائيليين الذين ظلوا في الشمال بعد 8 تشرين الأول/أكتوبر البقاء في حالة من المجهول ولوقت طويل. وقال عومير سيمحي، الذي عمل ولتسعة أشهر في فرقة الدفاع المحلي بكيبوتز ساسا بالجليل الأعلى القريب من الحدود اللبنانية “العائلات متعبة”.

وكانت زوجة سيمحي وولديه من ضمن 100,000 تم إجلاؤهم عن الشمال بعد تساقط صواريخ والمسيرات الإنتحارية والصواريخ المضادة للدبابات على الشمال من حزب الله، مما حول هذه المنطقة الزراعية إلى محور حرب. وتم إجلاء نفس العدد من اللبنانيين الذين شردتهم الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان. وقتل على الأقل 98 مدنيا و300 من مقاتلي حزب الله نتيجة للغارات الإسرائيلية. وقتلت ضربات حزب الله 20 جنديا و11 مدنيا في إسرائيل. و يذكر التقرير أنه عندما يريد سيمحي مشاهدة عائلته يجد بديلا عنه، لكن هناك قلة في المتطوعين و “لا أعرف إن كان هناك حل دبلوماسي أو حرب، وما أعرفه أن الوضع لن يستمر على حاله بهذه الطريقة”.

وقال رئيس المجلس المحلي موشيه دافيدوش إن مئات البيوت دمرت في شمال إسرائيل . وهي صورة صغيرة عما يمكن لحزب الله التسبب به من أضرار حالة حرب شاملة والمتوقع أنها ستؤدي إلى قطع التيار الكهربائي ووابل من المقذوفات والصواريخ وحرب برية واسعة ضد مقاتلين على معرفة بتضاريس المنطقة. ويعتقد أن لدى حزب الله أعدادا ضعف ما لدى حماس وعتادا وذخيرة أربعة أضعاف من ترسانة حماس، بما في ذلك الصواريخ.

ووفق التقرير لهذا فقد أصبح التعبير عن عدم جاهزية إسرائيل للحرب مع حزب الله مفتوحا وعلنيا. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن يائير غولان، زعيم حزب العمل الإسرائيلي ورئيس هيئة الأركان المشتركة قوله في الشهر الماضي: “لقد تم استنزاف جنود الإحتياط والجيش النظامي حتى النخاع”. وقال يوئيل غوزانسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي “تعودت إسرائيل على الحروب القصيرة” و “لكن بعد تسعد أشهر، أصبح الجيش متعبا، والمعدات بحاجة لصيانة وتم استخدام الذخيرة وتأثرت كل عائلة في إسرائيل بها”.

ويذكرالتقرير أنه رغم الوتيرة المتدنية للحرب في الشمال إلا أن الحرب تركت أثرها الكبير على الجنود في الجبهات الأمامية. ونقلت الصحيفة عن جندي احتياط عمره 25 عاما نقل إلى الشمال بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر قوله إنه وبعد اربعة أشهر من العيش تحت النار فقد تراكم “الإجهاد”. وعندما انتهت مدته وجد “صعوبة للعودة إلى الروتين”. وقال إنه بشعور بالذنب طلب فترة راحة من عمله كمدرس حتى يتأقلم مع الحياة المدنية. ويحضر الآن للعودة مرة ثانية إلى الجبهة، ولكنه يتساءل إن كان جاهزا، وقال إن زملاءه يكافحون أنفسهم.

وقتل منذ بداية الحرب في غزة 325 جنديا وهو أربعة أضعاف ما قتل منهم في عام 2014 وقد تفاقمت الخسائر مع الحس المتزايد بالفشل الإستراتيجي. وقد سحبت إسرائيل معظم قواتها بدون أن تحقق أيا من الأهداف المعلنة، تدمير حماس واستعادة الأسرى.

وذكر التقرير أنه قتل أكثر من 38,000 شخصا في غزة حسب وزارة الصحة الفلسطينية. وبالمقارنة فستكون الحرب في لبنان كارثة على الطرفين، حسبما يقول الخبراء. وحذر زعيم حزب الله، حسن نصر الله في الشهر الماضي وبعد نشر لقطات عن ميناء حيفا من “حرب بدون قواعد وبدون حدود”. ونشر وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز على تغريدة عبر إكس “نصر الله، لو لم تتوقف عن التهديدات والعنف وتنسحب إلى نهر الليطاني فستكون مدمر لبنان”.

ويرى غوزانسكي إن غزو لبنان قد يكون “مصيدة” وجر إسرائيل إلى حرب مكلفة وبدون نهاية “هناك اعتقاد خاطئ في إسرائيل أن الحرب قد تنتهي في عدة أيام أو أسابيع”. كما أن مشاهد الدمار في لبنان ستزيد من الضغوط الدولية والتوترات مع واشنطن. واشتكى نتنياهو الشهر الماضي من تراجع الدعم العسكري الأمريكي. ومن أجل منع الحرب يطلب الإسرائيليون عبر الأمريكيين والاوروبيين انسحاب حزب الله 10 كيلومترات للشمال من الحدود وخلف نهر الليطاني، وهو الحد العسكري الذي تم الإتفاق عليه بعد حرب 2006.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف تشرین الأول أکتوبر التقریر أنه فی لبنان حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

كاتس يضع شرطا يتمسك به الجيش الإسرائيلي لإبرام اتفاق مع حزب الله

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس خلال اجتماعه مع قادة شعبة الاستخبارات، أن أي تسوية سياسية في لبنان ستكون مرهونة بـ "القدرة والأحقية" الإسرائيلية في العمل ضد حزب الله.

وقال كاتس: "شرط أي تسوية سياسية في لبنان هو الحفاظ على القدرة الاستخباراتية وعلى حق الجيش الإسرائيلي في العمل وحماية مواطني إسرائيل من حزب الله".

وأضاف: "أي اتفاق سيتم التوصل إليه سنحافظ على حرية العمل عند حدوث أي خروقات، تعلمنا الدرس من البنية التحتية التي اكتشفناها في غزة ولبنان"، مشيرا إلى أنه "نريد التوصل لاتفاق في لبنان يصمد طويلا، ووصول (المبعوث الأمريكي آموس) هوكستين إلى المنطقة يعني أن الأمريكيين يعتقدون أن التوصل إلى تسوية أمر ممكن".

من جهتها، نقلت القناة 13 العبرية عن قائد قيادة الشمال في جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إن "هدفنا تهيئة الظروف لعودة المستوطنين إلى ديارهم".

ووصل المبعوث الأمريكي إلى إسرائيل مساء الأربعاء، بعد زيارة إلى بيروت تلقى فيها رد لبنان على مقترح وقف إطلاق النار الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة.

ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن دبلوماسيين كبار قولهم إن الاتفاق أصبح "أقرب من أي وقت مضى، بعد إنجاز 90-95% من التفاصيل، لكنهم حذروا من أن الشيطان يكمن في التفاصيل".

وبحسب المصادر، فإن القضايا الحساسة بما في ذلك إنشاء آلية مراقبة وقف إطلاق النار لا تزال دون حل، فيما قال أحد الدبلوماسيين إن "هناك مصلحة مشتركة في التوصل إلى اتفاق، ولكن لا يزال يتعين اتخاذ قرارات رئيسية".

وفي وقت سابق اليوم، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن الحزب تلقى مقترحا لوقف إطلاق النار، وقدم تعليقاته عليه، بانتظار الرد الإسرائيلي.

وأكد قاسم أن "نجاح المفاوضات يعتمد على رد إسرائيل وجدية نتنياهو"، مشيرا إلى شرطين رئيسيين باعتبارهما "خطوطا حمراء" في أي اتفاق، وهما الوقف الكامل للعدوان الإسرائيلي، والحفاظ على سيادة لبنان.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده بجنوب لبنان
  • واشنطن: الحرب في لبنان تقترب من النهاية
  • كاتس يضع شرطا يتمسك به الجيش الإسرائيلي لإبرام اتفاق مع حزب الله
  • مع تقدم مفاوضات لبنان.. وسيط واشنطن يصل إسرائيل
  • صحف عالمية: العصابات تنهب مساعدات غزة بحماية الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رصد 3 مسيرات أطلقت من لبنان
  • واشنطن بوست: عصابات تسرق المساعدات بغزة وتعمل بحرية بمناطق سيطرة إسرائيل
  • جيروزاليم بوست: يا ترى إلى أين تتجه إسرائيل؟
  • واشنطن بوست: عصابات تسرق المساعدات بغزة وتعمل بحرية في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي
  • إطلاق 60 .. صواريخ حزب الله تنهال على إسرائيل