حين تحدث بايدن وترامب عن توحيد أميركا.. هل تنزع محاولة الاغتيال فتيل الاستقطاب؟
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
كثفت محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الدعوات إلى "الوحدة" من المعسكرين الجمهوري والديمقراطي، بعد أجواء مشحونة في موسم الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.
وتقول وكالة أسوشيتد برس إن محاولة اغتيال ترامب خلال تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، السبت، كشفت عن "المناخ السام في الحياة السياسية الأميركية".
وقبل إطلاق مسلح النار على ترامب وسط مؤيديه، مساء السبت، اتسم السباق الانتخابي بين ترامب ومنافسه الديمقراطي، جو بايدن، بالحدة، وتبادلا الاتهامات اللاذعة.
وبعد حادث بنسلفانيا، تحدث بايدن وترامب مع بعضهما البعض. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن السيدة الأولى، جيل بايدن، تحدثت أيضا مع السيدة الأولى السابقة، ميلانيا ترامب، بعد ظهر الأحد.
وأعلن بايدن أنه أجرى السبت محادثة قصيرة وصفها بأنها كانت "جيدة" مع منافسه الجمهوري.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي، الأحد، إن "السعي للاغتيال يتعارض مع كل ما نمثله"، وإنه "لا مكان لهذا النوع من العنف في أميركا".
بعد محاولة اغتيال ترامب.. هل سيغير بايدن مسار حملته الانتخابية؟ تأتي محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في غمرة سباق محموم بين حملته ونظيرتها التي تسعى لإعادة انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن لولاية ثانية.ودعا الرئيس الأميركي، الأحد، إلى "خفض التوتر" بعد أن أشار إلى أن الخطاب السياسي في الولايات المتحدة "أصبح ساخنا ويجب أن نحل مشاكلنا عبر صناديق الاقتراع".
وأكد أن "الوحدة هي هدف نسعى من أجله هنا في الولايات المتحدة".
وقال بايدن إنه أمر جهاز الخدمة السرية بمراجعة جميع الإجراءات الأمنية الخاصة بالمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي بولاية ويسكونسن، الذي يبدأ الاثنين، حيث ستتم تسمية ترامب رسميًا مرشحا رئاسيا للحزب لمواجهة بايدن.
من جانبه، كتب ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث" بعد ساعات من الحادث: "وحدوا أميركا".
وقال ترامب في مقابلة مع صحيفة واشنطن إكزامينر: "هذه فرصة لجمع البلاد بأكملها، بل وحتى العالم أجمع. سيكون الخطاب (في المؤتمر) مختلفا تماما عما كان عليه قبل يومين".
وأضاف الرئيس الجمهوري السابق أنه سيعيد كتابة خطابه في المؤتمر يوم الخميس للاستفادة من لحظة تاريخية وجمع البلاد، وقال: "كان الخطاب مذهلا. لو لم يحدث هذا، لكان هذا أحد أكثر الخطب روعة... بصراحة، سيكون خطابا مختلفا تماما الآن".
وكتب ترامب في منشور على "تروث" الأحد: "لا يمكنني السماح لـ"مطلق نار"، بإحداث تغيير في الجدول الزمني، أو أي شيء آخر".
لكن دانييل ألفاريز، المتحدثة باسم حملة ترامب قالت: "الأمور ستسير كالمعتاد". وقال كريس لاسيفيتا، أحد كبار مستشاري ترامب، إن إطلاق النار "لا يغير شيئا" بالنسبة للمؤتمر.
وقال مسؤولون في الحملة للصحيفة إن هناك مخاوف من أن تكون الخطابات في المؤتمر "هجومية بشكل مفرط".
وقال شخصان مطلعان للصحيفة إن "الوحدة" كانت دائما أحد موضوعات المؤتمر. وكان التركيز الأولي في الأصل على وحدة الحزب، وتوحيد الدعم خلف ترامب بعد موسم الانتخابات التمهيدية الذي كشف عن بعض الانقسامات.
ولكن بعد إطلاق النار في التجمع، من المرجح أن يؤكد المؤتمر على الوحدة الوطنية بشكل كبير، وفق الصحيفة.
ونقل موقع أكسيوس عن مصادر قريبة من ترامب إنه طلب من مساعديه عدم السماح للمتحدثين في المؤتمر بتحديث خطبهم بشكل يثير الغضب.
وقال مستشارون لترامب إنه يخطط لاغتنام فرصة محاولة الاغتيال من أجل التخفيف من نبرته، وتكثيف الجهود لتوحيد الولايات المتحدة مع افتتاح المؤتمر الجمهوري، وفق موقع أكسيوس.
وقال مقدم البرامج البارز المقرب من ترامب، تاكر كارلسون: "أعتقد أن الأمر حقيقي. إن تلقي رصاصة في الوجه تغير الشخص".
ولطالما وصفت حملة بايدن الرئيس السابق بأنه خطر على الولايات المتحدة، مشيرة إلى تشجيعه اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2006.
وبالنسبة لترامب، اتسم خطابه في حملته الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض بنبرة متشددة.
وقال ترامب، الذي اتهم المهاجرين بـ"تسميم البلاد" وتعهد بإطلاق أكبر عملية ترحيل إنه سيكون هناك "حمام دم" في هذا البلد، إذا لم يتم إعادة انتخابه.
ووعد المرشح الجمهوري بالانتقام من منافسيه السياسيين، خاصة مسؤولي وزارة العدل بعد اتهامه بتخزين وثائق سرية في منزله بشكل غير قانوني، وبمحاولة قلب نتائج انتخابات 2020.
وقال أحد المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس من قبل ترامب، السيناتور جيه دي فانس، على وسائل التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع إن خطاب بايدن السابق ضد ترامب "أدى بشكل مباشر" إلى محاولة الاغتيال.
وألقى رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، الذي قال إن الوقت قد حان "لخفض درجة الحرارة في هذا البلد"، باللوم على تعليقات لبايدن اعتبر أنها ساعدت في تشجيع الاعتداء على ترامب.
وقال نيك بوشامب، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة نورث إيسترن في بوسطن، إن هناك فرصة الآن للقادة السياسيين "للبدء في صياغة انتقاداتهم للآخرين بكلمات تدين العنف صراحة".
وقال جاكوب وير، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية: "كانت أضواء التحذير تومض باللون الأحمر في ما يتعلق بالعنف في دورة الانتخابات هذه منذ أشهر، إن لم يكن سنوات الآن".
وبعدما صعد ترامب على المنصة، مساء السبت في التجمع الانتخابي، بدأ خطابه بالحديث عن ترحيل المهاجرين،
وبعد دقائق، سمع إطلاق النار وكادت رصاصة أن تودي بحياته.
ووصف النائب، دان موزر، من بنسلفانيا، الذي كان يجلس مع مسؤولين جمهوريين آخرين خلف ترامب، الأمر برمته بأنه مأساة مروعة.
وقال لوكالة أسوشيتد برس: "ربما يرسل مستوى الافتقار إلى اللباقة والعداء إشارة قوية إلى كل هؤلاء للعمل على التهدئة".
تجربة "سريالية".. ترامب يتحدث في مقابلة عن محاولة اغتياله تحدث الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية، بعد نجاته من محاولة اغتيال، السبت، خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، مشيرا إلى أنها كانت تجربة "سريالية".المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرئیس الأمیرکی محاولة اغتیال فی المؤتمر
إقرأ أيضاً:
بلومبيرغ: تحالف ماسك وترامب يعزز فرص صناديق الثروة الخليجية في الصفقات الأمريكية
قالت مصادر مطلعة لوكالة "بلومبيرغ"، إن العديد من صناديق الثروة في دول الخليج تأمل في أن يساعد وجود إيلون ماسك في الدائرة الداخلية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على إبرام صفقات جديدة في الولايات المتحدة، خصوصًا في مجالات حساسة مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأضافت المصادر، أن العلاقات التجارية بين ماسك ودول الخليج قد تفتح مزيدا من الفرص الاستثمارية في ظل الإدارة المقبلة لترامب، التي يتولى فيها أغنى رجل في العالم مهام وزير الكفاءة الحكومية.
وفي الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التقى أحد أفراد العائلة المالكة الأكثر نفوذا في الإمارات العربية المتحدة بإيلون ماسك، حسب تقرير "بلومبيرغ".
وقالت المصادر إن هذا اللقاء جاء في وقت حاسم، حيث كانت العديد من صناديق الثروة الخليجية تراقب تطورات الانتخابات الأمريكية عن كثب.
وبعد أيام من إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، تم تصوير رئيس صندوق الاستثمار العام في المملكة العربية السعودية، ياسر الرميان، إلى جانب دونالد ترامب وإيلون ماسك، الذي لعب دورا أساسيا في حملة السياسي الجمهوري الانتخابية ونجاحه في الوصول إلى البيت الأبيض.
ونقلت الوكالة عن أشخاص وصفتهم بأنهم مطلعون على الأمر، قولهم إن وجود ماسك في دائرة ترامب الداخلية يمثل فرصة كبيرة بالنسبة لدول الخليج، التي تسعى إلى تعزيز روابطها الاقتصادية مع الولايات المتحدة.
في سياق متصل، أشارت المصادر إلى أن ترامب، خلال ولايته الأولى، ساعد في تعزيز العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة الغنية بالنفط، حيث كان يتمتع بعلاقات تجارية قوية مع عدد من الشخصيات البارزة في الخليج.
وأوضح الأشخاص الذين نقلت عنهم "بلومبيرغ"، دون الكشف عن هويتهم، أن صناديق الثروة الخليجية أصبحت أكثر تفاؤلًا بشأن فرص استثمارية جديدة في الولايات المتحدة بعد إضافة ماسك إلى تحالف ترامب. خاصة في مجالات مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهي مجالات شهدت قيودا شديدة من إدارة بايدن، ماما جعل هذه المجالات أكثر حساسية بالنسبة للولايات المتحدة.
وأشاروا إلى أن وجود ماسك قد يسهم في التغلب على بعض هذه القيود وفتح أبواب جديدة للتعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
وأضافت المصادر أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التفاؤل هو الروابط التجارية بين صناديق الثروة الخليجية وماسك، الذي من المقرر أن يتولى بشكل مشترك قيادة وزارة كفاءة الحكومة التابعة لترامب.
في هذا الصدد، يتولى ياسر الرميان، رئيس صندوق الاستثمارات العامة السعودي، قيادة الصندوق الذي تبلغ قيمته 925 مليار دولار. وكان هذا الصندوق قد دعم في جولة تمويل سابقة شركة xAI التابعة لماسك، وهو استثمار لم يتم الكشف عنه علنا، وفقا لـ"بلومبيرغ".
وتتواصل الروابط التجارية بين ماسك وصناديق الخليج، حيث يمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي أيضًا حصة في شركة المملكة القابضة، التي يديرها الأمير الوليد بن طلال. وكان صندوق المملكة القابضة من بين أكبر الداعمين لماسك عندما قام بتحويل شركة تويتر إلى شركة خاصة، بالإضافة إلى دعم شركة xAI بشكل منفصل.
كما كانت هيئة الاستثمار القطرية، التي تبلغ قيمتها 510 مليار دولار، من بين المستثمرين في صفقة تويتر. وفي عام 2020، اشترى تكتل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي تبلغ قيمته 245 مليار دولار، حصة مسيطرة في صندوق دعم شركة "سبيس إكس" التابعة لماسك.
وعملت العديد من هذه الكيانات في السابق أيضًا مع جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وذكرت بلومبرغ أن شركة الأخير "أفينيتي بارتنرز" استحوذت على 2 مليار دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بالإضافة إلى استثمارات من صناديق سيادية في قطر والإمارات.
ونقلت الوكالة عن روبرت موجيلنيكي، الباحث المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، قوله إن "سمعة الرئيس ترامب كرجل أعمال يحب إبرام الصفقات تقدم حجة أسهل للحماس الإقليمي".
وأضاف أن علامة ترامب التجارية مألوفة في جميع أنحاء الخليج، مشيرا إلى أن "ملف ترامب التجاري يتماشى بشكل جيد مع نهج السياسة الخارجية التي تضع الأعمال في المقام الأول والتي تبنتها معظم حكومات الخليج على مدى السنوات الأخيرة".
ولفت إلى أن أن دول الخليج، التي تمتلك مجتمعة حوالي 4 تريليونات دولار من الثروة السيادية، تسعى إلى تعزيز خبراتها في التكنولوجيا والتحول إلى مراكز عالمية للذكاء الاصطناعي من أجل تقليل الاعتماد على عائدات النفط الخام.
وأوضح أن العديد من هذه الطموحات قد تعرضت لانتكاسات بسبب الضغوط التنظيمية من إدارة بايدن، التي كانت قلقة من أن بعض التقنيات الأمريكية الحساسة قد تصل إلى الصين مع توطيد العلاقات بين دول الشرق الأوسط والصين.
وأضاف التقرير أن لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة استعرضت عدة صفقات بمليارات الدولارات من دول الخليج، خوفا من أن تؤثر هذه الصفقات على الأمن القومي الأمريكي.
كما قلصت شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية "G42" وجودها في الصين ودخلت أسواق غربية رئيسية.
وقال مسؤول إماراتي، بحسب "بلومبيرغ"، إن الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة تتجاوز تريليون دولار، وأن كلا البلدين ملتزمان بتعميق التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأشار التقرير إلى أن وزارة التجارة الأمريكية أضافت جزءا كبيرا من الشرق الأوسط إلى القيود المفروضة على تصدير الرقائق، وهي قيود كانت تركز في البداية على الصين وبعض الدول الأخرى. وقالت المصادر إن هذا يعني أن شركات مثل "إنفيديا" تحتاج إلى ترخيص خاص من الحكومة الأمريكية لشحن أشباه الموصلات المتطورة إلى دول مثل السعودية والإمارات.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أشارت المصادر إلى أن بيئة إبرام الصفقات لصناديق الثروة الخليجية كانت تتحسن حتى قبل الانتخابات، وأنه من المتوقع أن تزداد هذه التحسينات في ظل إدارة ترامب القادمة.
ورغم التعاون المستمر بين ماسك وصناديق الخليج، إلا أن بعض العلاقات بين الأطراف المعنية كانت متوترة في السابق، لكن هذه العلاقات قد تحسنت مع مرور الوقت، حسب التقرير.
في الوقت الحالي، يعرف المسؤولون التنفيذيون في صناديق الثروة الخليجية أنه من أجل إرضاء ترامب، سيتعين عليهم إظهار المزيد من الالتزام بالاستثمار في الولايات المتحدة، مع وعد بتخصيص رأس المال لمعظم المبادرات التي سيطلب منهم دعمها. وأشار أحد الأشخاص المطلعين، إلى أن صناديق الثروة الخليجية تدرك تماما الحاجة إلى الحفاظ على مستوى أدنى من الاهتمام بالصفقات الصينية لتجنب إثارة غضب ترامب.
فيما تميل معظم صناديق الثروة الخليجية بالفعل إلى استثمار جزء كبير من أموالها في الولايات المتحدة، فإنها تسعى أيضا إلى إعادة التوازن نحو الأسواق الآسيوية، إلا أن هذه العملية قد تتباطأ إذا قررت صناديق الخليج التركيز بشكل أكبر على إثبات التزامها بأكبر اقتصاد في العالم.
وبعض من هذه الصناديق يقودها مسؤولون تنفيذيون لديهم فهم عميق للسوق الأمريكية، مثل محمد السويدي من جهاز قطر للاستثمار، الذي كان له دور كبير في إنشاء مكتب الصندوق في الولايات المتحدة، وفقا لـ"بلومبيرغ".