نحن مع المتفائلين ببعض التباشير التي لاحت هنا وهناك بقرب إيقاف الحرب.!
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
د.مرتضى الغالي
(والتفاؤل من الإيمان) ومن عزائم أديان السماء ومواضعات الراشدين ونداءات الإنسانية. وهو من نجوى الضمائر الحية والنفوس السليمة التي تحب ترقية الحياة وتعمير الكون.!
ثم إن التفاؤل ونشدان السلام من طبائع الحمائم وحداءات العصافير التي سوف تطغى بإذن واحد أحد على (نعيق الغربان. وما كان عطاء ربك محظورا.
الناس يريدون العودة إلى بيوتهم. لا مهرب من نداءات الثورة. ولا انفكاك للناس في المجتمعات البشرية من إقامة قسطاط ثلاثية (الحرية والعدالة والسلام. وكل من يريد أن ينتصر لثلاثية (القهر والظلم والعدوان) سترتد عليه السهام لا محالة. هذه هي سنة الله في أرضه. ولن تجد لسنة الله تبديلاً.!
إذن على أهل السخائم أن يرتاحوا قليلاً من هذه الغلواء والجنون المطبق والهياج الذي لن يجلب عليهم إلا المزيد من الهزائم. في حين يدفع الوطن الغالي ثمن مواصلة التدمير والخراب الذي يحتاج إصلاحه إلى عقود من الضنك والفاقة وأنهاك الموارد وضياع الأجيال.!
فماذا جنى الوطن وأهله من هذه الحرب اللعينة غير الخراب والموت الأحمر. حتى ينشط بعض البشر في نفق كيرها والتحشيد الأرعن لمواصلتها. وقد أهلكت الحرث والنسل، ونشرت الرعب وشبعت من دماء الناس وحصاد الأرواح.؟!
متى تعود إلى الناس سكينتهم وأمنهم.؟! وهل يعز على هؤلاء المتصارعين بالسلاح (وراء سلطة بائسة في وطن مهدم. هل يعز عليهم أن يسمحوا فقط بعودة المواطنين إلى بيوتهم والأطفال إلى مدارسهم والمرضى إلى مشافيهم.؟! هل هذا كثير على السودانيين من دون خلق الله.!!
ماذا يعني أن يرسل البرهان وجماعته وفدهم إلى جنيف بعد القبول بدعوة الأمم المتحدة. فقط من أجل فتح الممرات وإغاثة الجوعى والمشردين لا غير.! ثم يحزم الوفد حقائبه، ويمتطي الطائرات، ويحل على الفنادق الباذخة في هذا الظرف العصيب من الضائقة الاقتصادية والمالية. ثم تأتي الإشارة من البرهان وجماعته بأن ينسحب الوفد من المهمة التي سافر من أجلها لمجرد إرضاء دعاة الحرب من خارج الجيش.!!
يحدث ذلك في استهانة بالغة بإغاثة الملايين المشردة الهائمة على وجهها بين الجوع والخوف والموت.! هل هذه غاية مسؤولية البرهان وأعوانه تجاه الشعب الذي يكرر كل مرة الادعاء بحمايته.!
هل يتعامل الناس مع البرهان كشخص راشد أم مجنون.؟ أم هو شخص يقوده آخرون مخطوماً بزمام في أنفه.؟! يقول للوزير السعودي في بورتسودان نحن مع منبر جدة. ويعلن بعد 24 ساعة إنه لا مفاوضات في جدة ولا في سويسرا.!
عسكر البرهان ينسحب من الحاميات، وينسحب من اللقاءات التي تنعقد من أجل حماية المدنيين وتسكين المشردين وإغاثة النازحين واللاجئين. فما هو الحل الذي ينتظره.؟!
هل هو مع رؤية الخبير الاستراتيجي الذي نصح عساكر البرهان ومستنفريهم بأن ينسحبوا كل مرة حتى لا يتعرّضوا لكثافة النيران،؟!
في قناة طيبة وهي (قناة خبيثة) تطبق نظرية (أسماء الأضداد) بنهج معكوس. في هذه القناة الفضيحة التي لا بد من محاسبة صاحبها على نصيبه من المال العام الذي نهبه المخلوع ومقداره (خمسة ملايين دولار) بالتمام والكمال…. في هذه القناة ظهر (ذلك الخبير الاسطراطيجي) وهو من الجماعة إياهم؛ وقال بالحرف الواحد إن عساكر البرهان انسحبوا من الحاميات بسبب كثافة النيران. وكان لا بد أن ينسحبوا. وإلا لماتوا جميعهم. وأضاف (بعد أن هرش رأسه) إن هذا علم استراتيجي يتم تدريسه في أرقى الأكاديميات العسكرية.!
لقد غمرتنا مشاعر الحزن على الرجل (لا الاستياء منه) فهو رجل كبير السن وخط الشيب رأسه، وكان أولى بمن حوله أن يهتموا بأمره وبعلاجه مع تقدم الطب (في شتى فروعه. خاصة وأنه يبدو من الميسورين حيث يقيم في تركيا.! أو على أقل تقدير ألا يسمحوا له بالظهور في القنوات. ماذا جرى يا ربنا للروابط الأسرية.؟!
murtadamore@yahoo.com
الوسومد. مرتضى الغاليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د مرتضى الغالي
إقرأ أيضاً:
البرهان: الحرب بنهايتها ولا هدنة مع أعداء الشعب
قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال المؤتمر الاقتصادي في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر شرق البلاد إن الحرب مع قوات الدعم السريع تشارف على النهاية، مؤكدا أنه لا مجال للتفاوض والهدنة مع من سماهم "أعداء الشعب".
وفيما يلي أبرز ما جاء في كلمة رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالمؤتمر:
هذه الحرب في نهايتها. ليس هناك أي فرصة للتهادن مع أعداء الشعب السوداني. نرفض التدخل والإملاءات الخارجية على السودان. ليس هناك مستقبلٌ أو وجود للدعم السريع وداعميه في السودان. مستقبل التحالف مع دول الإقليم والعالم مبنيٌّ على مخرجات ومحصلات الحرب. نرفض تماما عقد حزب "المؤتمر الوطني" اجتماع مجلس شورى ولن نقبل عملا سياسيا يشكل تهديدا لوحدة البلاد. المقاتلون في الميدان لا ينتمون لأي جهة لا "المؤتمر الوطني" ولا غيره بعكس مزاعم بعض القوى السياسية. السودان لم يكن مُوافقا على مشروع القرار البريطاني كما روّج بعض المشككين. مشروع القرار البريطاني ينتهك السيادة السودانية. القرار لم تكن فيه إدانة "لداعمي التّمرد".قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يقول إن #السودان لن يوافق على التفاوض أو وقف إطلاق نار ما لم يكن مرتبطا بانسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التي دخلها#الأخبار pic.twitter.com/twxLGRTj68
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 19, 2024
وكانت بريطانيا قدمت مؤخرا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية بالسودان وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزق البلاد منذ أبريل/نيسان 2023.