بعد ظهور متحور جديد منها: أنفلونزا الطيور.. الخطر القادم بعد كورونا
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
منظمة الصحة العالمية: 463 حالة وفاة بسبب أنفلونزا الطيور.. وارتفاع معدل الوفيات لـ52% بين البشر
د. أ حمد الحبشى: الفيروس الجديد يصيب البقر والثدييات والدواجن والبط وينتقل للإنسان
أثار اكتشاف «متحور جديد» لفيروس أنفلونزا الطيور مخاوف العالم حول حدوث جائحة جديدة قد تكون أشد فتكا من (كوفيد ـ 19)، إذ أكد العلماء تحور فيروس H5N1 من النوع (A)، والذى تفشى بين البقر وبعض الثدييات فى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، وانتقل منها إلى البشر، وسجلت المكسيك خلال الأيام الأخيرة أول حالة وفاة (بشرية) لرجل مسن يسكن إلى جوار مزرعة دواجن جراء «العدوى».
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن فيروس أنفلونزا الطيور (H5N1) حقق طفرة مثيرة للقلق عبر قدرته على انتاج طفرات جديدة، مؤكدة أن هذه التحورات أصابت أنواعا حية جديدة، مثل: الأبقار والقطط والفقمات خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو تطور مفاجئ لأنه لم يكن من المتوقع أن هذه الحيوانات عرضة للإصابة بهذا النوع من الأنفلونزا، محذرة من احتمالية أن يصبح «المتحور» أكثر قابلية للانتشار بين البشر، وقد يُحدث ارتفاعا فى معدلات الوفيات، ويكون اكثر فتكا من (كوفيد ـ 19).
وأوضحت المنظمة أن فيروس H5N1 من النوع (A) هو فيروس من فيروسات الأنفلونزا التى كانت تصيب البط والدواجن فقط، ومع حدوث طفرات جديدة انتقلت إلى الماشية بشكل متزايد وطور الفيروس من قدرته وأصبح يُصيب البشر، ومن ثم يمكن أن ينتقل من إنسان لآخر.
وقالت منظمة الصحة العالمية، فى بيان لها خلال الأيام الماضية، إنها سجلت منذ بداية العام الماضى 2023 وحتى الأول من أبريل 2024، نحو 463 حالة وفاة من بين 889 حالة إصابة بشرية فى 23 دولة، ما رفع معدل الوفيات إلى 52%.
بحوث صحة الحيوان:
وفى هذا السياق، قال الدكتور أحمد حبشى، أستاذ الفيروسات بمعهد بحوث صحة الحيوان - ومدير إدارة الترصد الوبائى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، إن منظمة الصحة العالمية سجلت أول حالة وفاه بشرية نتيجة الإصابة بفيروس انفونزا الطيور من النوع (H5N2).
وأضاف الدكتور حبشى، أن فيروسات الأنفلونزا من النوع (A) تصيب الثدييات بالفعل، ومنها: القطط والثعالب وحيوانات المزرعة، وتُظهر أعراضا مرضية متفاوتة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة أعلنت عن اكتشاف متحور من فيروس أنفلونزا الطيور فى عدد من قطعان الأبقار الحلُوب فى 11 ولاية منذ 25 مارس 2024.
وأشار أستاذ الفيروسات بمعهد بحوث صحة الحيوان، إلى أن وزارة الخدمات الصحية الامريكية، عزلت الفيروس من القصبة الهوائية واللبن من أبقار ظهر على بعضها أعراض مرضية طفيفة، مثل: انخفاض انتاج اللبن أو تغير فى خواصه أو إفرازات أنفية، كما سجلت حالات فى القطط بعد تناول حليب الأبقار المصابة غير المبستر، مرجحة أن مصدر الإصابة هو الطيور المهاجرة.
وأضاف أن وزارة الخدمات الصحية الأمريكية، رصدت 3 حالات إصابة بشرية بفيروس أنفلونزا الطيور، كانت على اتصال مباشر بالأبقار المصابة بالنوع A (H5N1)، وقد اقتصرت أعراض المرض فى تلك الحالات البشرية على التهاب فى ملتحمة العين كعرض وحيد فى حالتين، وظهرت أعراض تنفسية سعال – إفررازات أنفية فى الحالة البشرية الثالثة ولم تسجل ارتفاعا فى درجة حرارة الجسم كما استجابت جميعها للعلاج.
وزارة الزراعة الأمريكية
ولفت مدير ادارة الترصد الوبائى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، إلى أن وزارة الزراعة الامريكية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ومنظمة الصحة العالمية، أكدت أن المخاطر التى يتعرض لها البشر لا تزال منخفضة وأوصت باستخدام أدوات الحماية الشخصية عند التعامل مع الأبقار، والتأكيد على تعقيم الألبان قبل تداولها بالأسواق، وقامت بمراجعة ودعم إجراءات الأمان الحيوى بمزارع الأبقار الحلوب، وقد سبق تسجيل إصابة فى الأبقار بالأنفلونزا البشرية (H1N1) بنفس الأعراض مع انخفاض فى إنتاج الألبان.
التحور الجينى
وأوضح أستاذ الفيروسات بمعهد بحوث صحة الحيوان، أن التحور الجينى هو من طبيعة الفيروسات بصفة عامة، ويتميز بعضها بسرعة حدوث التحور أو احتمال اندماج أكثر من سلالة من نفس الفيروس، ففى حالة إصابة خلية بسلالتين فى نفس الوقت قد يحدث اندماج للمادة الوراثية وتنشأ سلالة جديدة تكون أقل أو أكثر ضراوة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك تكون سلالة أنفلونزا البشر H1N1 فى عائل وسيط وهو الخنزير وعرفت فى وقتها باسم (أنفلونزا الخنازير).
تفشى «أنفلونزا الطيور»
وحول حقيقة تفشى متحور أنفلونزا الطيور الجديد فى المنطقة العربية، قال الدكتور أحمد حبشى: «لا داعى للقلق وتضخيم الحدث ورد الفعل»، مؤكدا أن تقارير منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية تُشير إلى أن خطورة انتقال الفيروس بين البشر ما زالت منخفضة حتى الآن.
وأوضح أنه عادة ما تكون ذروة الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور خلال فصل الشتاء (اكتوبر - فبراير) وتنخفض خلال فصل الصيف، حيث إن الفيروس ينشط فى البيئة التى تفتقر لإجراءات الأمان الحيوى، لذلك يجب حماية الطيور المنزلية من الطيور المهاجرة والتى تعتبر من أهم مصادر العدوى، وبالتالى حدوث حالات بشرية، مع العلم بأن معظم الحالات البشرية المسجلة هى حالات بسيطة مصحوبة بالتهاب فى ملتحمة العين أو حدوث أعراض تنفسية وإفرازات أنفية أو سعال، ولكن من النادر تطور الحالة وحدوث التهاب رئوى ووصول الفيروس المسبب إلى مستقبلاته الرئيسية بخلايا الحويصلات الهوائية الطرفية بالرئة.
الوقاية:
وأشار «حبشى» إلى أن هناك طرقا للوقاية من الإصابة بمتحور فيروس أنفلونزا الطيور، ومنها: تجنب الاتصال المباشر بالطيور الحية، خاصة فى الأسواق وعدم ذبح الطيور المريضة، مع الاهتمام بغسل الأيدى بالماء والصابون باستمرار وقبل تناول الطعام والنظافة الشخصية، وتعقيم الأيدى عند التعامل مع الطيور خاصة الطيور المائية، مثل: البط والإوز والطيور المريضة والميتة، وطهى لحوم الدواجن والبيض جيدا، وعدم تناول الألبان غير المغلية وغير المبسترة، مع ضرورة الالتزام بتلك الإجراءات الوقائية احترازيا رغم استقرار الوضع الصحى للمرض ورغم أن خطر الإصابة بين البشر ما زال منخفض.
ونصح «حبشى» بضرورة تدشين حملات لتطعيم البشر بـ«لقاح الأنفلونزا البشرية الموسمية» للحد من أعراض الإصابة قبل قدوم فصل الشتاء.
أخطر سلالات أنفلونزا الطيور
وأكد الدكتور أحمد حبشى، أنه بحسب التقارير الوبائية المعلنة من المنظمات المعنية، سجلت أنفلونزا الطيور عالية الضراوة من أنواع H5 فى الصين عام 1996 ومنها انتقلت عبر القارات، وقد بلغت ذروة الإصابة فى الطيور الداجنه خلال الفترة من يناير 2003 وحتى 3 مايو 2024، ورصدت الإصابات فى 85 دولة حول العالم، وتم الابلاغ عن 900 حالة بشرية للإصابة بالنوع H5N1، توفى نصفهم، بالإضافة إلى تسجيل 1500 حالة إصابة بفيروس أنفلونزا الطيور عالى الضراوة H7N9، توفى منهم 600 شخص، وهى نسب ضئيلة مقارنة بأمراض وبائية أخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: انفلونزا الطيور كورونا منظمة الصحة العالمية فیروس أنفلونزا الطیور منظمة الصحة العالمیة بحوث صحة الحیوان بین البشر من النوع إلى أن
إقرأ أيضاً:
عندما يستخدم العلم أداةً لتدمير البشرية !
عجبًا لأمور البشر كلما توسعوا في العلم وزادت إنجازاتهم العلمية التي بإمكانها إسعاد البشر وتسهيل أمور حياتهم في شتى المجالات وإيجاد الرفاهية والرقي زادت أنانيتهم وزادت رغبتهم في الهيمنة على الناس والإضرار بالبشر في كل مكان وإذلالهم وتمكين الفقر والأمراض والأخطار البيئية، وكذلك استعباد البشر بتكريس مخرجات العلم ونتائجه في إنشاء الطبقية والتمييز العنصري.
الأبحاث والدراسات والاختراعات والابتكارات العلمية يؤخذ منها ما يهدد السلام والاستقرار والحياة الكريمة والصحة.
ولعل الدافع الإنساني لا يوجد لدى المستفيدين من الاختراعات وأسرار العلم والعلوم فيجعلهم يرضخون لتسلط أهل السلطة والمال عليهم لصنع ما يفتك بالبشر.
وفيما يخص الأدوية، فإن توفيرها لمقاومة ومكافحة الأمراض بشتى أنواعها يدخل في بعضها الناحية التجارية الربحية وسهولة التصنيع وتوفيرها بكميات كثيرة لإغراق السوق بغض النظر عن آثارها الجانبية الضارة، وبناءً على الأبحاث التي تجريها شركات الأدوية والتي تعتمدها منظمات عالمية معروفة، فإن هذه الأدوية تجد طريقها للأسواق بسهولة.
وبسبب الإثباتات العلمية التي يقابلها تقبّل لدى المستهلكين عن عدم علم وإدراك لخطورة الأدوية على المدى البعيد، فإن ذلك لاستغلال العلم في الإضرار بالبشر في كل أنحاء المعمورة.
وحول الأوبئة المنتشرة في العالم، فإن للبشر دورًا فيها بسبب جهل عامة الناس بالطرق المثلى للحياة الوقائية الصحية والغذائية المثلى من جهة، وتعمد بعض اللوبيات التي لها أهداف واستراتيجيات ونوايا لنشر الأوبئة المصنّعة والمحضّرة في المختبرات.
ونتساءل لماذا يفكر المهيمنون على التصنيع العسكري والحربي ويتسابقون في اختراع أسلحة أشد فعالية وفتكًا؟ هل العنصرية والتمييز بين البشر والسعي للسيطرة على الدول الضعيفة من أجل الاستيلاء على كنوزها الطبيعية الاقتصادية وتطبيق شريعة الغابة بفعل اختراع الأسلحة المدمرة والفتاكة والأكثر فاعلية من مثيلاتها عند الدول الأخرى؟ وفي عالم الإنترنت ظهرت أنواع شتى من الاعتداءات بسبب السبق العلمي في هذا المجال مثل ما يسمى بالهاكرز الذي تم من خلاله التدخل في خصوصيات الناس وسحب بياناتهم الشخصية والمعلومات المهمة والتقارير والملفات الصحفية والمالية وسحب الأموال من البنوك ومن حسابات الناس الشخصية. وتم تدمير تطبيقات وبرامج، وكل ذلك بسبب العلم.
وكذلك أجهزة التنصت التي تم تطويرها إلى أدوات تجسسية أدت إلى جرائم قتل وانتهاك الحرمات وإلى انكشاف أسرار الأفراد والدول.
قنوات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الناس حول العالم تم تصميمها وتطويرها للاطلاع على تفاصيل حياتهم الشخصية وتتبع الناس الذين يرغبون في النيل منهم، وتم استخدام قنوات التواصل لنفث سموم أعداء البشرية والإنسانية بإغراء الناس بالمحرمات.
والتحديثات المستمرة لوسائل التواصل الاجتماعي تصب دائمًا في مصلحة منشئيها وفي مصلحة من يشترون هذه المعلومات لأغراضهم وأهدافهم الشريرة.
ولا يقل خطر الأغذية المصنعة والمهجنة والمهرمنة والمكثرة اصطناعيًا بل باتت أمرًا يؤرق المستهلكين وتدخلهم في أمراض وسرطانات وضعف ووهن وتأثير على النمو الجسدي والعقلي لدى الأجيال وتعمل على تدهور الصحة العامة وبذلك تؤثر على عطاء الأفراد في عملهم وإنتاجيتهم وإنجازاتهم.
الواقع الذي نعيشه الآن يكشف كل يوم خطر هؤلاء الذين استخدموا العلم في الجوانب المضرة والمدمرة، فبقيت فئتان الأولى من يملكه ويطوره حسب مبتغاه، والثانية مستهلكة ومتضررة من مخرجات العلم المهينة لهم.
وفي المقابل يجب أن تظهر فئات من أهل العلم تقاوم التيار المهيمن وتصنع مسارًا يضمن للبشرية الاستفادة من العلم، وهؤلاء المصلحون من أهل العلم ممن يملكون القيم والأخلاق الإنسانية وتكون فطرتهم سليمة كي تسعد البشرية باختراعاتهم، ويكون هؤلاء العلماء والباحثون والمكتشفون هو السلام لا الحرب، والخير لا الشر، والصحة لا المرض، والرفاهية لا الفقر والجوع، والرقي لا التخلف، والمساواة لا العنصرية البغيضة.
وتعزيز دواعي الخير لدى طلبة العلم بشتى أنواعه يضمن للبشرية الاستقرار والطمأنينة والسعادة الحقيقية. ولابد من إيقاف نوايا الشر من خلال الاختراعات الجديدة.
والتاريخ الحديث الذي أعقب الثورة الصناعية والاختراعات بازدهار العلم يحكي قصة معاناة البشر من أنانية وعدوانية من يمتلكون العلم، ومن يغرون العلماء بالمال في سبيل تدمير الحضارة الإنسانية والرجوع بالناس لعصور الظلام والاستبداد، ولكن بثوب آخر، ويكون العلم الذي حصل عليه هؤلاء الناس نذير شؤم وقهر لبقية البشر. والشواهد التاريخية تؤكد استخدام العلم في تدمير الناس والبيئة، منها اختراع القنبلة الذرية التي أظهرت وحشية أصحاب هذا السلاح الفتاك المدمر لمدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان.
لماذا فكر هؤلاء المخترعون في التمادي والتسابق في اختراع أسلحة فتاكة ومدمرة مثل الأسلحة الكيميائية والأسلحة البيولوجية والجرثومية والقائمة تطول؟ هل وصل الجهل لدى العلماء بالعواقب الوخيمة؟،هل هذه الحياة حكرٌ عليهم وليس للآخرين الحق في الحياة الآمنة المطمئنة؟ الذي سيوقف خطر العلم هو عدم استهلاك مخرجات ومنتجات العلم الضارة حتى لو بدت أهميتها لأغراض الدفاع أو الحماية، ولابد أن تظهر جهات عالمية إنسانية حرة للتصدي لوحشية مستخدمي العلم والتكنولوجيا.
المصيبة الكبرى هو مستوى الجهل لدى الناس حيال مخاطر مخرجات العلم التي أضرت بهم وتجعلهم في حالة تخلف دائم، ويجب مد يد العون لكل البشر للتخلص من تحكم أصحاب العلم المتقدم بمصائرنا.
والعلم يتقدم بشكل سريع ومذهل، والذكاء الاصطناعي يلعب دورًا مهمًا في بسط هيمنة الأطراف التي تتقدم فيه بالتجسس وتحديد الأماكن الحساسة في الدول والحصول على أهم وأخطر المعلومات وتعرية كثير من الجهات والحصول على منافع كثيرة في مقابل خسائر مختلفة لغيرهم ممن لم يصلوا لمستواهم حتى الآن.
والحراك الذي يحدث في العالم حيال الذكاء الاصطناعي هو كيفية الحصول على حصص في السوق العالمي بطرق مشروعة وغير مشروعة. فالذي لا يواكب التقدم العلمي الذي يحدث في العالم وينافس فيه، فسيكون مستهلكًا ومغلوبًا على أمره في المستقبل القريب والبعيد.