بوابة الوفد:
2025-02-16@22:23:50 GMT

بورصة الوهم

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

المشاهد الآتية من قطاع غزة، أكثر رعبًا وبشاعة وألمًا، وصور المجازر الوحشية اليومية لا يمكن وصفها أو تحملها أو اختزالها، لأن من قَضَوْا نَحْبَهُم ليسوا مجرد رقمٍ عابرٍ، تجاوز الـ38500 شهيد، و90 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ!

غاب الضمير الإنساني عن مشاهد الدمار الهائلة، على مدار 282 يومًا، ولم يعد يشغل بال العالم تلك الدماء الطاهرة البريئة التي تُسفك، والقصف المروع، الذي خلَّف أعدادًا لا حصر لها تحت الركام والأنقاض، وغضّ الطرف عن انتهاك سافر للإنسانية، مع ثلاثية التجويع والحصار والتهجير.

لم يعد حجم الدمار في غزة قابلًا للتّحمل، بعد أن سقط ضمير العالم، لكن الشيء الوحيد الاستثنائي الذي يستحق التوقف عنده، هو أن ما حصل في «القطاع» غيَّر حقائق تاريخية لسنوات طويلة، وربما لأجيال قادمة، بغض النظر عن نتائج الحرب.

لقد دُمرَت غزة تمامًا، وهُجِّر الشعب الفلسطيني وأُبيد، لكن أهم نقطة في هذه الحرب الظالمة، هو أن «الصهيونية العالمية» التي سيطرت على «الرواية»، منذ نشأة القضية الفلسطينية قبل سبعة عقود، نراها لأول مرة تفقد السيطرة على كذباتها، لأن تلك الحرب هي حرب الوعي والحقيقة، ومن يربحهما يربح المعركة.

للأسف الشديد، اعتقدَ معظم الناس أن القضية الفلسطينية انتهت إلى غير رجعة، لكن ما حصل في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، جعلها تستعيد مكانتها الحقيقية، أي ما قبل «أوسلو»، وما قبل ما يسمى بـ«عملية السلام»، لتعود القضية إلى جوهرها.. وهي باختصار «محتل غاصب يقاتل صاحب الأرض».

لقد اعتقد «الصهاينة» ـ وفقًا لسياستهم الدائمة ـ أن تَقَادُم القضية، وكثرة المُطَبِّعين الرسميين، سيؤدي لظهور أجيال تنسى القضية، لكنهم تناسوا أن التمسك بالقضايا هو الذي يحمي الشعوب والأرض، ويُبقي القضية حيَّة، لأننا عندما نخسر القضية سوف نخسر الأرض.

لعل الحقيقة الدامغة، غير القابلة للجدال أو التأويل، هو أن المقاومة مرَّغت أنف «إسرائيل» ـ ومن يدعمها ـ في التراب، رغم كل الدعم الأمريكي والأوروبي، وهنا لا مجال لحديثٍ عن مَن خسر، ومَن ربح المعركة حتى الآن!

يقينًا، لا تقاس الأمور في القضايا المصيرية من منطلق بورصة الربح والخسارة، خصوصًا إذا كان «الكيان الصهيوني» أضعف بكثير مما يتوهم معظم المنبطحين، لأنه يحمل عوامل الموت الذاتية، لكنه للأسف يحيا بالأوكسجين العربي والإسلامي!

أخيرًا.. لن يُوقف «الكيان الغاصب» مخططه المزعوم بشأن «إسرائيل الكبرى»، ولن يشفع لكل من طَبَّع مع إسرائيل أنه سيكون خارج هذا المخطط، أما القصائد العربية والإسلامية من رفضٍ وشجبٍ واستنكارٍ، فلن تُغَيِّر شيئًا، لأن «مخطط الصهاينة» يسير، وسيشمل الجميع.

فصل الخطاب:

يقول توفيق الحكيم: «أزمة الإنسانية الآن، وفي كل زمان، أنها تتقدم في وسائل قدرتها، أسرع مما تتقدم في وسائل حكمتها».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عملية السلام ضحايا المواصي حصار رفح الحرب على غزة محمود زاهر الغزو البري الاحتلال الإسرائيلي العدوان الصهيوني

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري في رسالة شديدة اللهجة لـ إسرائيل: «إذا اخترتم الحرب فنحن لها»

هل تندلع الحرب بين مصر وإسرائيل؟.. سؤال يتكرر كثيرً على ألسنة السياسيين، والشخصيات العامة، والمصريون في الشوارع، إزاء التطورات والتحديات التي تواجهها مصر بسبب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين، والعنجهية التي يلمح إليها الإعلام العبري بالحرب مع مصر.

وأجاب الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، على هذا السؤال، خلال تقديمه برنامج «بالعقل» عبر صفحته الرسمية على «يوتيوب»، اليوم، قائلًا: «نحن المصريون عندنا خط أحمر اسمه الأمن القومي المصري، وأي كان من يفكر بالتطاول أو بتجاوز هذا الخط الأحمر، سيرى نار جنهم على الأرض».

وعن تفكير جموع الشعب المصري وقلقهم بشأن مسألة الحرب قال «بكري»: «من حق المواطن أن يبحث عن السيناريوهات القادمة، ومن حقه أن يتساءل، ومن حقه أن يقلق»، مضيفا: «نحن نرى ما يحدث في الأيام الحالية، فهناك بلطجة للقوة، وعشوائية للقرارات، وحديث وكلام عن بيع الأوطان، نرى «ترامب» تحول إلى مطور عقاري، وعايز يعمل ريفيرا، ويقول إن همشي الفلسطينيين من غزة وهعيشهم في أمان، وهاخد وطنهم».

واستنكر مصطفى بكري الاستهانة بالشعب الفلسطيني قائلًا: «الاستهانة بالشعب الفلسطيني أصبحت لغة يرددها القاصي والداني، أصبح هذا في الوقت الحالي الشعب يباع ويشترى»، مؤكدا أنّ هذا الشعب العظيم يضرب جذوره في عمق التاريخ، الشعب الحضاري المقاوم والمدافع عن أرضه.

وبخصوص الاستعداد المصري للحرب، قال «بكري»: «وزير الدفاع الفريق عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة، أصدر التعليمات بجاهزية الجيش لأي سيناريو، ولأي مفاجأة»، مؤكدا: «نحن نتوقع المفاجآت في أي وقت وفي أي زمان».

وتابع:«نحن اليوم أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يهدف لإنشاء شرق أوسط جديد، وتغيير الخريطة السياسية كاملة، نتنياهو يريد أن يعلن يهودية الدولة، يريد أن يتوسع»، موضحا: «زي ما قال ترامب إسرائيل موجود في منطقة صغيرة، والعالم العربي في مناطق ومساحات واسعة، فلازم نبدأ في توسيع إسرائيل».

واستكمل: «بناء على ذلك يتم الاعتداء بهمجية غير عادية على الأوطان، وعلى حقوق الإنسان، وعلى المواثيق والعهود الدولية».

وأكد «بكري»: «لن يتسامح جيشنا العظيم مع كل من يستهدف بأمننا القومي»، محذرًا إسرائيل: «إياكم أن تلعبوا بالنار».

وأشار إلى أن مصر اختارت السلام كخيار استراتيجي، لكن هذا لا يعني أنها ستقبل بكل العنجهية اللي تتحرك بها إسرائيل، لافتا إلى أن الجيش المصري مستعد وبكامل جاهزيته على الحدود.

وفي رسالته لـ الاحتلال الإسرائيلي، قال بكري: «إذا مافكرتم بالمساس الأمن القومي المصري، فالجيش المصري وشعب مصر كتلة واحدة وكيان واحد خلف القيادة القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي».

وعن الموقف العظيم للرئيس السيسي، قال بكري: «نحن جميعنا خلف الرئيس السيسي، اللي قال مفيش تهجير، ومفيش تصفية للقضية الفلسطينية، وملقاش وراه 110 مليون مصري بس، وإنما وجد وراءه مئات الملايين من العرب يدعمونه ويؤيدونه بقوة».

وفي ختام رسالته للاحتلال، قال «بكري»: «فإذا اخترتم الحرب فنحن لها، وإذا اخترتم السلام فعليكم الالتزام بالقرارات الدولية، وحقوق الشعب الفلسطيني، ورفض الاستيطان، وحق العودة، دي كلها قرارات دولية».

وأشار في ختام حلقة برنامجه بالعقل: «المفاوضات كانت خيارا ارتضاه العرب، ولكن إسرائيل يبدو أنها لا تعرف سوى لغة القوة».

اقرأ أيضاًيابني احنا تاني يوم نبقى في تل أبيب.. مصطفى بكري يرد على خبراء إسرائيليين

«اوعوا تفتكروا إن مصر هينة».. تعليق قوي من مصطفى بكري على خيال إسرائيل بضرب السد العالي

«ضد التهجير.. كل مصر وراك ياريس» مصطفى بكري يوجه رسالة قوية للسيسي

مقالات مشابهة

  • لميس الحديدي: إسرائيل تستخدم حماس كذريعة لاستمرار الحرب
  • علماء يكتشفون كيفية وقوع الدماغ في الوهم
  • إسرائيل تدفع قانونين يمنعان توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها
  • أستاذ علوم سياسية: الحراك العربي القوي لدعم القضية الفلسطينية يقلق إسرائيل
  • إسرائيل تتسلم شحنة القنابل التي أرسلها ترامب بعد تعليقها من بايدن
  • غيَّر قوانين سجون الاحتلال.. من هو الأسير مازن القاضي الذي خدع إسرائيل؟
  • مصطفى بكري في رسالة شديدة اللهجة لـ إسرائيل: «إذا اخترتم الحرب فنحن لها»
  • ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
  • جنرال إسرائيلي: إسرائيل فشلت في حرب غزة
  • مهندس خطة الجنرالات: إسرائيل فشلت فشلا ذريعا في غزة