الإبادة الجماعية في غزة: اغتيال الحقيقة والتغاضي الدولي
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
إنّ واقع العالم اليوم يعكس مأساة متجددة لتاريخ يعيد نفسه، مما يذكر بقول أينشتاين: "من الغباء أن تكرر الشيء ذاته بنفس الخطوات وبنفس الطريقة وتنتظر نتيجة مختلفة". ففي عام 1919، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، اجتمع المنتصرون – إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان – ووقعوا على معاهدة فرساي في باريس، معلنين تأسيس عصبة الأمم المتحدة.
عملت عصبة الأمم من خلال مجلس تنفيذي يضم الدول العظمى، ما عدا الولايات المتحدة، وتكونت في البداية من الأعضاء الأربعة الدائمين، وهم: بريطانيا العظمى، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان. انضمت ألمانيا، التي هُزمت في الحرب، كعضو دائم في المجلس في عام 1926، لكنها انسحبت مع اليابان في نفس العام.
فشلت عصبة الأمم بشكل واضح في تحقيق أهداف تأسيسها، وأُعلنت وفاتها في 20 أبريل/نيسان 1946، بعد أن أثبتت عجزها عن حل المشكلات الدولية، أو فرض هيبتها على الدول. لم تستطع إلزام اليابان بعدم غزو منشوريا، أو إيطاليا بعدم غزو إثيوبيا، والأهم أنها لم تستطع منع اندلاع الحرب العالمية الثانية.
حرب عالمية أخرى، ومنتصرون آخرون، واجتماع آخر، ولكن هذه المرّة في سان فرانسيسكو في 26 يونيو/حزيران 1945، صاغوا إراداتهم ومصالحهم ووضعوها موضع التطبيق العملي المؤسَس مرة أخرى، لضمان عدم تكرار ما شهده العالم من ويلات وأهوال في الحرب العالمية الثانية، التي سقط فيها هذه المرة 40 مليون مدني و20 مليون جندي، نصفهم تقريبًا في الاتحاد السوفياتي، وضمان حفظ الأمن والسلم الدوليين وإشاعة التعاون بين دول العالم. تبنى المجتمعون ميثاق الأمم المتحدة، حيث تحاشوا إيراد مفردة "الحرب" في أي من أحكامه، ليضعوا قواعد جديدة لحكم العالم بنسخته الجديدة.
من المفارقات التي أصبحت حقيقة متكررة، أنّ المنتصرين الذين بشروا بالحرية والإنسانية ووضعوا قواعد العالم الجديد ميثاقًا وقانونًا دوليًا وعلاقات دولية، هم أنفسهم من كانوا في ذات يوم التوقيع على ميثاق المنظمة الوليدة، يوم 26 يونيو/حزيران 1945 في سان فرانسيسكو، يحتلون نصف العالم، ويعيثون في الجزائر، والهند، وفيتنام، وفلسطين، وغيرها الكثير على مساحة العالم وامتداده، فسادًا وقتلًا واستغلالًا وإفقارًا، ليُحَولوا ذلك الميثاق منذ ولادته ليوم وفاته، إلى أداة من أدوات الكولونيالية في شكلها الجديد التي تحفظ وتحمي وتدافع عن مصالحها بمنتهى الفجور في غالب الأحوال.
إن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، كاشفة عن ذلك العوار وليست منشِئة له. ما يجدر ذكره أن عدد الشهداء الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة تجاوز، وقت كتابة المقال، 38 ألف فلسطيني، حوالي 75٪ منهم من الأطفال والنساء، و80 ألف جريح، وأبيدت عائلات بأكملها عندما قصفت منازل على رؤوس ساكنيها، وجرى تدمير 80٪ من أحياء غزة ومساكنها، و9 من كل عشرة في غزة نزحوا من منازلهم أكثر من مرة.
يشير تقرير أصدرته مجلة "لانست" الطبية البريطانية الرصينة والذي صدر قبل أيام، إلى أن عدد الوفيات المتوقع في غزة حتى أغسطس/آب القادم، بالقتل المباشر من قبل قوات الاحتلال أو غير المباشر جراء ما تفرضه من تجويع ومنع وصول الأدوية، وتدمير المرافق الطبية، ومحطات الصرف الصحي، ومحطات مياه الشرب، وتكدّس آلاف أطنان القمامة، وانتشار الأوبئة، سوف يصل إلى 186 ألف شخص، أي ما نسبته 8٪ من السكان، ما يوازي 27 مليونًا و349 ألف أميركي، وما يوازي 5 ملايين و437 ألف بريطاني، وما يوازي 6 ملايين و660 ألف مواطن ألماني.
كل ذلك يتمُّ على مرأى ومسمع العالم المتحضّر، المنتصر في الحرب العالمية الثانية والذي أخذ عهدًا على نفسه بعدم تكرار الإبادة أو الحروب، بل إن عدم وقف إطلاق النار حتى اليوم، يعني بالنتيجة إعطاء دولة الاحتلال ضوءًا أخضرَ ومزيدًا من الوقت للمضي قدمًا في جريمتها في زمن ومكان يُحسب فيه الوقت بجثث الأطفال وكاسات الماء وحبات الدواء.
إن هذا الاستعلاء العنصري الدولي، لم يقف صامتًا فقط على الجرائم المرتكبة في الجنوب بحق دول وشعوب وجماعات عرقية وثقافية، بل تخضبت كل مكوناته بدماء الأبرياء عندما شارك مباشرة في ارتكاب الإبادات الجماعية، أو تسهيل ارتكابها في رواندا وسربرنيتسا، وسابقًا على ذلك بحق اليهود في أوروبا.
كما ارتكب أبشع انتهاكات القانون الدولي وجرائم الحرب في كوريا، وفيتنام، والعراق، وأفغانستان، ولبنان، وبنما، وكوبا. ذلك هو انحطاط لحضارة تدّعي الإنسانية والعدالة والعقلانية، وهو ما يوجب تغيير النظام العالمي لنظامٍ – أكثر عدالة يوفّر للجميع مكانًا تحت الشمس – قائمٍ على التوازن والمبادئ وصيانة السلم العالمي، وتعزيز التعاون الدولي بين أنداد أكْفاء وليس بين سادة وعبيد، بين ثقافات مختلفة ومتنوعة تغني الحياة البشرية والوجود الإنساني، وليس بين ثقافات خيرة وأخرى شريرة تؤسس لصراعات خطيرة زائفة ولكنها وجودية.
إن تلك الحقيقة ليست يوتوبيا حالمة أو خطابًا غاضبًا أو انفعاليًا، بل هي جوهر الحكاية وأصل المشكلة مهما زينوا لنا سيئات أعمالهم.
إن عدم تطبيق قواعد العدالة والمحاسبة يؤكد ليس فقط ازدواجية المصالح والكيل بمكيالين، بل على أفول ذلك المقدس الذي وضعه المنتصرون وحكم العالم بحيث أصبح أضيق وأوضع من أن يوقف الدم والإبادة والظلم والاستغلال في فلسطين وفي معظم العالم. فالحرب كاشفة لكل ذلك ولحقيقة أن القانون الدولي هو لبعض الجماعات وليس لكلها.
إن ما يحدث في فلسطين، يضع مصداقية النظام الكوني للعدالة موضع اختبار حقيقي وأخير في قدرته على الاقتراب من العدالة المغيبة في فلسطين، وفي إعمال مبدأ المحاسبة، وضمان أن من أمر ونفذ الجرائم المتلاحقة في فلسطين سوف يخضع للمحاسبة.
إنّ تغييب العدالة في فلسطين يهدد الأمن والسلم الدوليين على نحو خطير، ويشكل رخصة أخرى للتضحية بالمكلومين والمستضعفين المحميين بموجب قواعد القانون الدولي. هؤلاء الذين يتملكهم الشعور الدائم بأن العدالة في خصام مزمن معهم؛ بدليل عدم اقترابها منهم ولو لمليمتر واحد على الرغم من فظاعة الجريمة وبشاعتها وتكرار ارتكابها ونقلها مباشرة، عابرة للحدود وفروق التوقيت.
ذلك النظام الآفل هو ذاته الذي يعطي الخمسة في مجلس أمن الأمم المتحدة، منذ 79 عامًا حقًا قانونيًا ومطلقًا في التحكم في مصير العالم، في الخير والشر، السلم والحرب، ويحرم دولًا ذات وزن حضاري وبشري وإسهام لافت في الاستقرار والسلم والتعاون الدولي وبما تمثله من جغرافيا وتاريخ، كالهند ومصر والبرازيل على سبيل المثال، من العضوية الدائمة فيه، لتسهم بدورها في حفظ وصيانة الأمن والسلم الدوليين.
إن هذا النظام الآفل، يحرم العالم المتغير والمتنوع من حقه في العمل على عالم أكثر عدلًا وتوازنًا وأكثر عقلانية، تحكمه علاقات متكافئة تؤسس لسلام وتعاون دولي قائم على رفض الحروب والاحتلالات والاستغلال واحترام كرامة البشر وحقوق الإنسان والعدالة.
إنه النظام الكوني الجديد الذي يواصل إنتاج تلك المصالح التي أنتجت كل ويلات ومآسي البشرية، وسوف يواصل التحلل من القواعد القانونية والأخلاقية ويهدد على نحو خطير، كما هو الحال القائم الآن، الاستقرار والسلم الدوليين، لتصبح القضية الكونية إما ثنائيات بالغة الخطورة: العدالة للجميع أو قانون الغاب، التعاون القائم على التكافؤ والمساواة واحترام السيادة وحق تقرير المصير، أو الاستعلاء العنصري، والثقافي، والظلم والاستغلال.
يجب وقف دفن الرؤوس في الرمال وأن تسمى الأمور بمسمياتها، ارتباطًا بفجور ما وصلت إليه أحوال البلاد والعباد في فلسطين الذين يتعرضون لأخطر الجرائم على الإطلاق؛ الإبادة الجماعية، في ظل مؤامرة هؤلاء الذين يتسيدون العالم ومجلس أمن الأمم المتحدة، وفي أحسنها مؤامرة من الصمت الرهيب، هي بذاتها رخصة للقتل.
قسّم برنارد لويس العالم إلى ثقافة أسمى هي ثقافة الغرب التي أنتجت الحضارة والعقلانية، وأخرى أحط، هي الإسلامية الشرقية، التي تنتج إرهابًا ودمارًا وتخلفًا، وهو ما يعني أنها عبء على هؤلاء الذين يستحقون الحياة، المتحضرين التنويريين العقلانيين؛ لينزع عنها وعن منتسبيها، شِيبِها وشبابِها ونسائِها ورضّعها، كل الصفات الإنسانية، فهم "فائض بشري" و"عبء إنساني". وهو ما يفسر ذلك السلوك المتوحش والمتواطئ للغرب في الجريمة المتواصلة على الشعب الفلسطيني، بمختلف صوره الأنجلوسكسونية أو الفرنكوفونية وما بينهما.
إن ما يحدث في فلسطين هو اغتيال للحقيقة، وكما يقول الفيلسوف أحمد برقاوي، إن من يغتالها يعلم أنها الحقيقة، ولكنه ينكرها، أو يزيفها، أو يختلق حقيقة مناقضة ولا وجود لها أصلًا، حيث تُخلق تصورات تنطوي على تمثلات وعناصر واقعية لحقيقة زائفة، أي صناعة منظمة ومدركة وموعَى بها للكذب وإعادة إنتاجه وتعميمه وخلق جمهور ومريدين ومنظرين له.
إن أخطر ما في اغتيال الحقيقة هو تبريرها الأيديولوجي للإبادة الجماعية وكل الجرائم المرتكبة في فلسطين، في افتراق عن كل ما هو مشترك إنساني.
ذلك كله هو ما يؤكد أن ما بدا أنه ثابت بعد الحرب العالمية الثانية من قواعد قانونية وأخلاقية، وهي التي حكمتها المصالح واحتكار القرار وتقسيم العالم وهندسته بما يجعل منه خاضعًا وتابعًا، لم يحافظ لا على أمن ولا على سلم، بل ساهم في انتشار الحروب والجرائم والمجاعات والفقر والعنصرية واعتيادها، كما لم تعهده البشرية يومًا في تاريخها، بل يضع العالم كله أمام إرهاصات حرب كونية لا تبقي ولا تذر، مما يستوجب وضع نظام كوني أكثر عدالة لعالم تغير كثيرًا بعد 79 عامًا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحرب العالمیة الثانیة والسلم الدولیین الأمم المتحدة فی فلسطین فی غزة
إقرأ أيضاً:
لحظات ما قبل وقف إطلاق النار.. الإبادة مستمرة وآلام الفقد أشد
الثورة /
انتظر الفلسطينيون يوم الأربعاء الماضي طويلاً أمام شاشات هواتفهم التي قارب شحنها على النفاد، وفي أماكن قليلة تتوفر فيها شاشات التلفاز بعد ورود أخبار إعلامية عن مؤتمر طال انتظارهم له، حتى أطل رئيس الوزراء القطري معلنا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما يعني وقف حرب الإبادة التي استمرت 15 شهراً.
فرح الناس، كبروا وهللوا، سجدوا لله شكرا، عانقوا بعضهم، خرج صبيتهم في تجمعات يهللون ويصرخون فرحا بانتهاء حرب طويلة أنهكتهم، استمر هذا الأمر ساعات وكأنها كانت السكرة، حتى جاءت الفكرة وتساءلوا عن ساعة الصفر لبدء سريان التهدئة.
تضاربت الأنباء، ومعها زادت الضربات الصهيونية الإجرامية قسوة على بيوت الآمنين وخيامهم، بل وضربت الطائرات الصهيونية ضربات أعادت لأذهان الغزيين أوقات الأحزمة النارية والضربات العنيفة في أول أيام الحرب.
ومع الوقت، عرف الناس أن الأحد الموافق 19/01/2025 الساعة الثانية عشر والربع ظهرا هو موعد سريان التهدئة، ما يعني أن لدى جيش الاحتلال متسعا من الوقت لقتل المزيد والمزيد من الفلسطينيين، وهو ما خلق فصلاً جديداً من فصول الفقد خلال هذه الحرب عنوانه شهداء ما بعد إعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
ووفق معطيات نشرها جهاز الدفاع المدني، أمس الجمعة، فقد ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار الأربعاء الماضي، إلى 113 شهيداً، منهم 28 طفلا و31 امرأة، علاوة على إصابة 264 آخرين.
عوائل تباد وأحلام تنتهي
عائلة الفلسطيني محمد غراب “أبو عدي” كانت واحدة من العائلات التي أصبحت حكايتها مؤرخة بما بعد الإعلان عن اتفاقية وقف إطلاق النار، حيث استهدف الاحتلال منزل العائلة المكون من طابقين والواقع في أرض المفتي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بصاروخين كبيرين، ما أدى إلى استشهاد كل من كان في المنزل.
“أبو عدي” يعمل محاسباً، لم يكن ينتمي إلى أي من الفصائل الفلسطينية المقاومة، ثبت في منزله طوال الحرب سوى من بعض الأوقات القليلة التي اضطر فيها للخروج بسبب الوضع الأمني الصعب في المنطقة.
عرفه جيرانه رجلاً مسالماً، محبا للخير، سخر كل ما يستطيع لمساعدتهم في وقت الحرب، خاصة أنه يمتلك ألواح الطاقة الشمسية، ما جعله محطة يستفيد منها كل جيرانه لشحن هواتفهم، وبطارياتهم.
“كان يستقبلنا بوجه ضاحك بشوش، لم يرفض لأي من جيرانه طلبا، كنا إذا جلسنا عنده يدق بابه الناس مرات كثيرة، فلا يتأفف يسلم هذا هاتفه بعد شحنه ويستلم من غيره بطارية وكل ذلك بابتسامته الجميلة”، يقول الجار أبو محمد.
من وجهة نظر جاره، فإن أبو عدي يستحق الاصطفاء الرباني له ليرتقي شهيدا بعد كل هذا الخير الذي قدمه للناس على مدار أيام وشهور الحرب، لكنه يستدرك بالسؤال عن الذنب الذي اقترفه ليقتل بهذه الطريقة وبهذا الكم من الحقد والإجرام.
تفتت جسد أبو عدي واثنين من أبنائه، ولم تستطع الجهات الصحية والدفاع المدني من العثور على أي آثار لجثتهم، فيما انتشلت أجزاء من جثمان زوجته، وشقيقه الذي كان عنده زائراً.
ومن ينظر إلى حالة المنزل المقصوف وهو المكون من طابقين، وكيف تحول إلى مجرد حجارة صغيرة مفتتة ومتناثرة على مساحة واسعة، يعتقد يقينا أن الجثامين تبخرت بفعل شدة القصف الصهيوني.
وبقي ثلاثة من أبناء أبو عدي لم يتواجدوا في المنزل وقت القصف أحياء، يتجرعون مرارة يتم الأب والأم، وهم الذين حلموا باستعادة حياتهم بشكل طبيعي بعد أيام قليلة، حيث يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
الحصاد المر
ووفق معطيات رسمية منشورة، فإن حرب الإبادة الجماعية على غزة، خلّفت أكثر من 25 ألف طفل يتيم الأب أو الأم أو كليهما.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن حرب الإبادة الجماعية على غزة تسببت في تسجيل أكبر حصيلة ضحايا من المدنيين في العالم.
وفي اليوم الـ469 للعدوان الصهيوني على قطاع غزة ارتفعت الحصيلة إلى 46,876 شهيدا و 110,642 جريحاً.
ورغم هذا الإجرام الذي يأبى أن يتوقف، فقد صبر الشعب الفلسطيني وثبت في أرضه، وأفشل كل مخططات تهجيره وتطهيره عرقيا، وانتصر بصموده وأفشل كل مؤامرات الاحتلال، فانتصر بذلك رغم الدمار الهائل والفقد المهول الذي لا تفيه لغة الأرقام حقه.
*المركز الفلسطيني للإعلام