جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-02@08:39:43 GMT

حين تقرر إفريقيا صُنع المُعجزات

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

حين تقرر إفريقيا صُنع المُعجزات

 

 

علي بن مسعود المعشني

Ali95312606@gmail.com

فرنسا "العُظمى" تقتات وتعتاش من نهب ثروات 14 دولة إفريقية كبَّلتها باتفاقيات لا إنسانية مُجحفة، مقابل حصولها على ما يسمى بـ"الاستقلال"، هذا الاستقلال "الصوري" الذي كلَّف هذه الدول الكوارث، وأورثها الفقر المدقع والتخلف النموذجي.

واليوم تقوم بعض من هذه الدول ممثلة في كل من: مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، ليس بالانقلاب على فرنسا وتبعيتهم المُذلة لها فحسب، بل بإعلان قيام اتحاد كونفدرالي بينها، وهذه الخطوة ستكون سببًا في خطوات مثيلة من قبل دول في جغرافيات أخرى بحكم "عدوى" التقليد والمحاكاة في حياة الشعوب.

ويبلغ مجموع عدد سكان هذه الدول الثلاث أكثر من 64 مليون نسمة، ومساحتها الإجمالية مُجتمعة ما يقارب المليونين و800 ألف كيلومتر مربع، وما يخدم هذه البلدان جغرافيًا هو الجوار؛ الأمر الذي يسهل حركة تنقل السكان والمواصلات والتبادل التجاري.

وتُصنف هذه البلدان حاليًا في قائمة الدول العشر الأفقر في العالم، وهذا التصنيف والوضع المُزري بفعل هيمنة فرنسا الاستعمارية على جميع مقدراتها وثرواتها الطبيعية. وفي المقابل تتمتع هذه الدول بثروات طبيعية هائلة وبكميات مثالية، كالذهب والألماس والنحاس والكوبالت والمنجنيز واليورانيوم والليثيوم، كما تمتلك مساحات هائلة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة؛ الأمر الذي جعل من جمهورية مالي -كمثال- تصبح من أهم منتجي ومصدري القُطن في العالم؛ حيث يعمل بقطاع زراعة القطن بمالي ما يزيد على 5 ملايين نسمة من سكان البلاد. ما قام به قادة الدول الثلاث اليوم هو تحقيق الاستقلال الكامل والحقيقي وغير المنقوص لبلدانهم عن فرنسا، ودافعهم الأكبر هو الظُلم الفاحش الذي وقع عليهم طيلة عقود الاستقلال المزور، والمناخ الدولي المُتاح اليوم للبحث عن حلفاء وشركاء جُدد كروسيا والصين، وتكتلات اقتصادية صاعدة كمجموعتي "بريكس" و"شنغهاي"، في ظل عالم متعدد الأقطاب يتشكل بقوة، وينزع الريادة والهيمنة عن الغرب الاستعماري، لمن أراد ببلاده وشعبه خيرًا ومكانة لائقة. لا تحتاج هذه الدول وغيرها من ضحايا الاستعمار الغربي إلى قادة خارقين جبابرة لانتشالها من وحل الثالوث المخيف (الفقر، الجهل، المرض)، بل تحتاج رجالًا وطنيين أسوياء يقولون "لا" و"كفى" للمُستعمر المُستعبد، وأهلاً ومرحباً بالأصدقاء.

فإذا كانت هذه البلاد بثرواتها الطبيعية الهائلة -فيما مضى- جاذبة للاستعمار، فهي اليوم وبتلك الثروات ومنطق عصرنا اليوم جاذبة للاستثمار، وجالبة للإعمار والاستقرار لأبنائها، والشرفاء الراغبين بالعيش فيها والانتفاع من ثرواتها وطيبة وكرم أهلها.

إفريقيا عبر تاريخها الطويل، كانت المورد البشري والطبيعي الأول للعالم، وكان لها الفضل الكبير على عالم اليوم في العديد من مواطن الخير والنفع، ولكن على حساب أرضها وأبنائها للأسف الشديد. فقد رفضت إفريقيا أن تكون نهبًا من قبل القوى الطامعة لثرواتها، واسترقاقًا لأبنائها.

ليت الزعيم الشاب البوركينابي المغدور توماس سنكارا يُطل من قبره لثوانٍ معدودة ليرى ويسمع عن ثمار غرسه النضالي في بلده بوركينا فاسو وفي قارته المُدرة للخير إفريقيا، ليُخبر بعدها نظراءه المناضلين الأفارقة الشرفاء الذين يرقدون في المقابر بأجسادهم، عن إفريقيا الجديدة، إفريقيا الكرامة والتحدي والكبرياء.

قبل اللقاء: "سيرة الإنسان أطول من عمره".

وبالشكر تدوم النعم...،

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس ناورو بذكرى الاستقلال

أبوظبي/وام
بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، برقية تهنئة إلى ديفيد أديانج، رئيس جمهورية ناورو بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.
كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، برقيتي تهنئة مماثلتين إلى ديفيد أديانج رئيس جمهورية ناورو.

مقالات مشابهة

  • الطن بكام؟.. أسعار الأسمنت اليوم الأحد 2 فبراير2025
  • فرنسا تسجل أعلى مستوى للاكتئاب في الدول الأوروبية
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس جمهورية ناورو بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال
  • شلقم: الوطنيون كانوا يصفقون لكلمة “الاستقلال” عن الاحتلال في الدول العربية
  • السكة الحديد تقرر تشغيل خدمات جديدة للجمهور اعتبارا من اليوم
  • بعد 60 عامًا.. فرنسا تطوي صفحة وجودها العسكري في تشاد آخرِ معاقلها بالساحل الإفريقي
  • القيادة تهنئ رئيس ناورو بذكرى الاستقلال
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس ناورو بذكرى الاستقلال
  • رغم عدم الاستقرار.. ليبيا تحتفظ بأكبر احتياطي نفطي في إفريقيا لعام 2025
  • كم قتل الاحتلال الفرنسي من الشعب الكاميروني أثناء الاستقلال.. مؤرخون يجيبون؟