حين تقرر إفريقيا صُنع المُعجزات
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
علي بن مسعود المعشني
Ali95312606@gmail.com
فرنسا "العُظمى" تقتات وتعتاش من نهب ثروات 14 دولة إفريقية كبَّلتها باتفاقيات لا إنسانية مُجحفة، مقابل حصولها على ما يسمى بـ"الاستقلال"، هذا الاستقلال "الصوري" الذي كلَّف هذه الدول الكوارث، وأورثها الفقر المدقع والتخلف النموذجي.
واليوم تقوم بعض من هذه الدول ممثلة في كل من: مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، ليس بالانقلاب على فرنسا وتبعيتهم المُذلة لها فحسب، بل بإعلان قيام اتحاد كونفدرالي بينها، وهذه الخطوة ستكون سببًا في خطوات مثيلة من قبل دول في جغرافيات أخرى بحكم "عدوى" التقليد والمحاكاة في حياة الشعوب.
ويبلغ مجموع عدد سكان هذه الدول الثلاث أكثر من 64 مليون نسمة، ومساحتها الإجمالية مُجتمعة ما يقارب المليونين و800 ألف كيلومتر مربع، وما يخدم هذه البلدان جغرافيًا هو الجوار؛ الأمر الذي يسهل حركة تنقل السكان والمواصلات والتبادل التجاري.
وتُصنف هذه البلدان حاليًا في قائمة الدول العشر الأفقر في العالم، وهذا التصنيف والوضع المُزري بفعل هيمنة فرنسا الاستعمارية على جميع مقدراتها وثرواتها الطبيعية. وفي المقابل تتمتع هذه الدول بثروات طبيعية هائلة وبكميات مثالية، كالذهب والألماس والنحاس والكوبالت والمنجنيز واليورانيوم والليثيوم، كما تمتلك مساحات هائلة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة؛ الأمر الذي جعل من جمهورية مالي -كمثال- تصبح من أهم منتجي ومصدري القُطن في العالم؛ حيث يعمل بقطاع زراعة القطن بمالي ما يزيد على 5 ملايين نسمة من سكان البلاد. ما قام به قادة الدول الثلاث اليوم هو تحقيق الاستقلال الكامل والحقيقي وغير المنقوص لبلدانهم عن فرنسا، ودافعهم الأكبر هو الظُلم الفاحش الذي وقع عليهم طيلة عقود الاستقلال المزور، والمناخ الدولي المُتاح اليوم للبحث عن حلفاء وشركاء جُدد كروسيا والصين، وتكتلات اقتصادية صاعدة كمجموعتي "بريكس" و"شنغهاي"، في ظل عالم متعدد الأقطاب يتشكل بقوة، وينزع الريادة والهيمنة عن الغرب الاستعماري، لمن أراد ببلاده وشعبه خيرًا ومكانة لائقة. لا تحتاج هذه الدول وغيرها من ضحايا الاستعمار الغربي إلى قادة خارقين جبابرة لانتشالها من وحل الثالوث المخيف (الفقر، الجهل، المرض)، بل تحتاج رجالًا وطنيين أسوياء يقولون "لا" و"كفى" للمُستعمر المُستعبد، وأهلاً ومرحباً بالأصدقاء.
فإذا كانت هذه البلاد بثرواتها الطبيعية الهائلة -فيما مضى- جاذبة للاستعمار، فهي اليوم وبتلك الثروات ومنطق عصرنا اليوم جاذبة للاستثمار، وجالبة للإعمار والاستقرار لأبنائها، والشرفاء الراغبين بالعيش فيها والانتفاع من ثرواتها وطيبة وكرم أهلها.
إفريقيا عبر تاريخها الطويل، كانت المورد البشري والطبيعي الأول للعالم، وكان لها الفضل الكبير على عالم اليوم في العديد من مواطن الخير والنفع، ولكن على حساب أرضها وأبنائها للأسف الشديد. فقد رفضت إفريقيا أن تكون نهبًا من قبل القوى الطامعة لثرواتها، واسترقاقًا لأبنائها.
ليت الزعيم الشاب البوركينابي المغدور توماس سنكارا يُطل من قبره لثوانٍ معدودة ليرى ويسمع عن ثمار غرسه النضالي في بلده بوركينا فاسو وفي قارته المُدرة للخير إفريقيا، ليُخبر بعدها نظراءه المناضلين الأفارقة الشرفاء الذين يرقدون في المقابر بأجسادهم، عن إفريقيا الجديدة، إفريقيا الكرامة والتحدي والكبرياء.
قبل اللقاء: "سيرة الإنسان أطول من عمره".
وبالشكر تدوم النعم...،
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بسبب الحرائق الضخمة.. الاحتلال يلغي مراسم احتفالات عيد الاستقلال
أفادت القناة 12 العبرية مساء اليوم بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلية قررت إلغاء كافة مراسم الاحتفال بما يُسمى "عيد الاستقلال" في جميع أنحاء إسرائيل، وذلك على خلفية موجة الحرائق الضخمة التي اجتاحت عدة مناطق في القدس المحتلة.
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، إن مناطق واسعة داخل إسرائيل تشهد تصاعداً كبيراً في وتيرة الحرائق، ما دفع سلطات الاحتلال إلى إعلان حالة طوارئ وطنية، بينما بدأ مطار بن جوريون بالتحضير لاستقبال مساعدات دولية لمواجهة الأزمة.
وأرسلت كل من اليونان وقبرص وبلغاريا وكرواتيا وإيطاليا طائرات متخصصة للمشاركة في جهود إخماد النيران التي تشتعل في أنحاء متفرقة، خصوصاً قرب مدينة القدس المحتلة.
وفي السياق ذاته، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أوامر بنشر القوات لدعم فرق الإطفاء، واصفاً الوضع بأنه "حالة طوارئ وطنية" تستوجب تعبئة كافة الموارد لإنقاذ الأرواح والسيطرة على الحريق.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" إن مئات المدنيين باتوا عرضة للخطر نتيجة اتساع رقعة النيران، مشيرة إلى أن 16 شخصا أصيبوا بإصابات طفيفة جراء استنشاق الدخان، في حين تم رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد اندلعت الحرائق في مناطق مشجرة قرب الطريق السريع بين اللطرون وبيت شيمش، حيث تعمل المروحيات على احتواء النيران.
وقد شوهد العديد من السائقين وهم يتركون مركباتهم ويهربون من المكان مع تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان، بينما تم إجلاء المصابين من الموقع.