جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-11@14:52:18 GMT

حين تقرر إفريقيا صُنع المُعجزات

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

حين تقرر إفريقيا صُنع المُعجزات

 

 

علي بن مسعود المعشني

Ali95312606@gmail.com

فرنسا "العُظمى" تقتات وتعتاش من نهب ثروات 14 دولة إفريقية كبَّلتها باتفاقيات لا إنسانية مُجحفة، مقابل حصولها على ما يسمى بـ"الاستقلال"، هذا الاستقلال "الصوري" الذي كلَّف هذه الدول الكوارث، وأورثها الفقر المدقع والتخلف النموذجي.

واليوم تقوم بعض من هذه الدول ممثلة في كل من: مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، ليس بالانقلاب على فرنسا وتبعيتهم المُذلة لها فحسب، بل بإعلان قيام اتحاد كونفدرالي بينها، وهذه الخطوة ستكون سببًا في خطوات مثيلة من قبل دول في جغرافيات أخرى بحكم "عدوى" التقليد والمحاكاة في حياة الشعوب.

ويبلغ مجموع عدد سكان هذه الدول الثلاث أكثر من 64 مليون نسمة، ومساحتها الإجمالية مُجتمعة ما يقارب المليونين و800 ألف كيلومتر مربع، وما يخدم هذه البلدان جغرافيًا هو الجوار؛ الأمر الذي يسهل حركة تنقل السكان والمواصلات والتبادل التجاري.

وتُصنف هذه البلدان حاليًا في قائمة الدول العشر الأفقر في العالم، وهذا التصنيف والوضع المُزري بفعل هيمنة فرنسا الاستعمارية على جميع مقدراتها وثرواتها الطبيعية. وفي المقابل تتمتع هذه الدول بثروات طبيعية هائلة وبكميات مثالية، كالذهب والألماس والنحاس والكوبالت والمنجنيز واليورانيوم والليثيوم، كما تمتلك مساحات هائلة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة؛ الأمر الذي جعل من جمهورية مالي -كمثال- تصبح من أهم منتجي ومصدري القُطن في العالم؛ حيث يعمل بقطاع زراعة القطن بمالي ما يزيد على 5 ملايين نسمة من سكان البلاد. ما قام به قادة الدول الثلاث اليوم هو تحقيق الاستقلال الكامل والحقيقي وغير المنقوص لبلدانهم عن فرنسا، ودافعهم الأكبر هو الظُلم الفاحش الذي وقع عليهم طيلة عقود الاستقلال المزور، والمناخ الدولي المُتاح اليوم للبحث عن حلفاء وشركاء جُدد كروسيا والصين، وتكتلات اقتصادية صاعدة كمجموعتي "بريكس" و"شنغهاي"، في ظل عالم متعدد الأقطاب يتشكل بقوة، وينزع الريادة والهيمنة عن الغرب الاستعماري، لمن أراد ببلاده وشعبه خيرًا ومكانة لائقة. لا تحتاج هذه الدول وغيرها من ضحايا الاستعمار الغربي إلى قادة خارقين جبابرة لانتشالها من وحل الثالوث المخيف (الفقر، الجهل، المرض)، بل تحتاج رجالًا وطنيين أسوياء يقولون "لا" و"كفى" للمُستعمر المُستعبد، وأهلاً ومرحباً بالأصدقاء.

فإذا كانت هذه البلاد بثرواتها الطبيعية الهائلة -فيما مضى- جاذبة للاستعمار، فهي اليوم وبتلك الثروات ومنطق عصرنا اليوم جاذبة للاستثمار، وجالبة للإعمار والاستقرار لأبنائها، والشرفاء الراغبين بالعيش فيها والانتفاع من ثرواتها وطيبة وكرم أهلها.

إفريقيا عبر تاريخها الطويل، كانت المورد البشري والطبيعي الأول للعالم، وكان لها الفضل الكبير على عالم اليوم في العديد من مواطن الخير والنفع، ولكن على حساب أرضها وأبنائها للأسف الشديد. فقد رفضت إفريقيا أن تكون نهبًا من قبل القوى الطامعة لثرواتها، واسترقاقًا لأبنائها.

ليت الزعيم الشاب البوركينابي المغدور توماس سنكارا يُطل من قبره لثوانٍ معدودة ليرى ويسمع عن ثمار غرسه النضالي في بلده بوركينا فاسو وفي قارته المُدرة للخير إفريقيا، ليُخبر بعدها نظراءه المناضلين الأفارقة الشرفاء الذين يرقدون في المقابر بأجسادهم، عن إفريقيا الجديدة، إفريقيا الكرامة والتحدي والكبرياء.

قبل اللقاء: "سيرة الإنسان أطول من عمره".

وبالشكر تدوم النعم...،

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خطوة غير مسبوقة.. كولومبيا تقرر شراء الغاز القطري

اتّهم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الاثنين، شركات استيراد الغاز في البلاد باللجوء إلى "المضاربات" وطلب فتح تحقيق في هذا الأمر، معلنا من جهة ثانية أنّ شركة النفط الوطنية ستشتري الغاز من قطر.

ويقول الرئيس اليساري إنّ الغاز الكولومبي يباع "بسعر الغاز المستورد"، مما يفسّر، على حدّ قوله، الارتفاع الأخير في أسعار هذه المادة.

وفي محاولة منه لوقف هذه الممارسات، أعلن بيترو في منشور على منصة "إكس" أنّه طلب من شركة "إيكوبترول" المملوكة للدولة "بالتدخل في استيراد الغاز وشرائه من قطر بأسعار معقولة".



وحاليا، تشتري كولومبيا الغاز بشكل رئيسي من الولايات المتحدة وترينيداد وتوباغو.

وسيكون شراء الغاز القطري من قبل شركة "إيكوبترول" خطوة غير مسبوقة.

كما دعا بيترو إلى "فتح تحقيق" من أجل "السيطرة على المضاربات التي تقوم بها شركات الغاز" وحظر تلك التي لا تلتزم بالقانون.

وفي بعض المدن مثل العاصمة بوغوتا، ارتفع سعر الغاز هذا العام بنسبة تصل إلى 36 بالمئة.

ويعزو المورّدون هذه الزيادة في الأسعار إلى نقص في مخزون الغاز على مستوى البلاد.

لكنّ الرئيس اليساري يخالفهم هذا الرأي.

وقال بيترو في منشور على "إكس" إنّ "الغاز المستورد يباع في كولومبيا بسعر أعلى بكثير من السعر العالمي: إنهم يسرقوننا".

ويدعو بيترو إلى تحوّل في مجال الطاقة من شأنه أن يجعل بلاده تتخلّى في نهاية المطاف عن استغلال النفط والغاز.

وتعد قطر  أحد أبرز مصدّري الغاز الطبيعي المسال في العالم. وهي تمتلك أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم.



وتخطط قطر لزيادة قدرتها السنويّة على إنتاج الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن متري في العام 2024 إلى 142 طن متري بحلول العام 2030 -أي بزيادة 85 في المئة.

وتهدف هذه الزيادة إلى تعزيز مكانتها كجهة فاعلة رائدة في السوق العالميّة للغاز الطبيعي المسال، مع إمكانيّة السيطرة على حوالي 25 في المئة من السوق بحلول نهاية العقد. كما تهدف، من خلال تفوّقها على منافسين مثل الولايات المتحدة وأستراليا، إلى تعزيز دورها القيادي والمحافظة على هيمنتها في صناعة الغاز الطبيعي المسال العالميّة.

مقالات مشابهة

  • تعرف على قطار TGV المستقبل الذي طلبه المغرب من فرنسا (صور)
  • خطوة غير مسبوقة.. كولومبيا تقرر شراء الغاز القطري
  • ملياردير “مرشح ترامب” الذي سيدير غزة في اليوم التالي للحرب؟ .. من هو؟
  • من هو الملياردير “رجل ترامب” الذي سيدير غزة في اليوم التالي للحرب؟ (صور)
  • مصر تودّع تصفيات بطولة إفريقيا للمحليين  
  • شهيدان في الشجاعية وإسرائيل تقرر قطع الكهرباء عن قطاع غزة
  • الجزائر تقرر استيراد مليون رأس من الماشية استعدادا لعيد الأضحى
  • حكومة كوردستان تقرر إطفاء الفوائد المصرفية عن المستفيدين من القروض الزراعية
  • اليوم.. منتخب مصر يواجه جنوب إفريقيا في تصفيات كأس الأمم للمحليين بالإسماعيلية
  • فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا تؤيد الخطة العربية لإعادة إعمار غزة (بيان)