جريدة الرؤية العمانية:
2024-08-24@13:05:20 GMT

حين تقرر إفريقيا صُنع المُعجزات

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

حين تقرر إفريقيا صُنع المُعجزات

 

 

علي بن مسعود المعشني

Ali95312606@gmail.com

فرنسا "العُظمى" تقتات وتعتاش من نهب ثروات 14 دولة إفريقية كبَّلتها باتفاقيات لا إنسانية مُجحفة، مقابل حصولها على ما يسمى بـ"الاستقلال"، هذا الاستقلال "الصوري" الذي كلَّف هذه الدول الكوارث، وأورثها الفقر المدقع والتخلف النموذجي.

واليوم تقوم بعض من هذه الدول ممثلة في كل من: مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، ليس بالانقلاب على فرنسا وتبعيتهم المُذلة لها فحسب، بل بإعلان قيام اتحاد كونفدرالي بينها، وهذه الخطوة ستكون سببًا في خطوات مثيلة من قبل دول في جغرافيات أخرى بحكم "عدوى" التقليد والمحاكاة في حياة الشعوب.

ويبلغ مجموع عدد سكان هذه الدول الثلاث أكثر من 64 مليون نسمة، ومساحتها الإجمالية مُجتمعة ما يقارب المليونين و800 ألف كيلومتر مربع، وما يخدم هذه البلدان جغرافيًا هو الجوار؛ الأمر الذي يسهل حركة تنقل السكان والمواصلات والتبادل التجاري.

وتُصنف هذه البلدان حاليًا في قائمة الدول العشر الأفقر في العالم، وهذا التصنيف والوضع المُزري بفعل هيمنة فرنسا الاستعمارية على جميع مقدراتها وثرواتها الطبيعية. وفي المقابل تتمتع هذه الدول بثروات طبيعية هائلة وبكميات مثالية، كالذهب والألماس والنحاس والكوبالت والمنجنيز واليورانيوم والليثيوم، كما تمتلك مساحات هائلة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة؛ الأمر الذي جعل من جمهورية مالي -كمثال- تصبح من أهم منتجي ومصدري القُطن في العالم؛ حيث يعمل بقطاع زراعة القطن بمالي ما يزيد على 5 ملايين نسمة من سكان البلاد. ما قام به قادة الدول الثلاث اليوم هو تحقيق الاستقلال الكامل والحقيقي وغير المنقوص لبلدانهم عن فرنسا، ودافعهم الأكبر هو الظُلم الفاحش الذي وقع عليهم طيلة عقود الاستقلال المزور، والمناخ الدولي المُتاح اليوم للبحث عن حلفاء وشركاء جُدد كروسيا والصين، وتكتلات اقتصادية صاعدة كمجموعتي "بريكس" و"شنغهاي"، في ظل عالم متعدد الأقطاب يتشكل بقوة، وينزع الريادة والهيمنة عن الغرب الاستعماري، لمن أراد ببلاده وشعبه خيرًا ومكانة لائقة. لا تحتاج هذه الدول وغيرها من ضحايا الاستعمار الغربي إلى قادة خارقين جبابرة لانتشالها من وحل الثالوث المخيف (الفقر، الجهل، المرض)، بل تحتاج رجالًا وطنيين أسوياء يقولون "لا" و"كفى" للمُستعمر المُستعبد، وأهلاً ومرحباً بالأصدقاء.

فإذا كانت هذه البلاد بثرواتها الطبيعية الهائلة -فيما مضى- جاذبة للاستعمار، فهي اليوم وبتلك الثروات ومنطق عصرنا اليوم جاذبة للاستثمار، وجالبة للإعمار والاستقرار لأبنائها، والشرفاء الراغبين بالعيش فيها والانتفاع من ثرواتها وطيبة وكرم أهلها.

إفريقيا عبر تاريخها الطويل، كانت المورد البشري والطبيعي الأول للعالم، وكان لها الفضل الكبير على عالم اليوم في العديد من مواطن الخير والنفع، ولكن على حساب أرضها وأبنائها للأسف الشديد. فقد رفضت إفريقيا أن تكون نهبًا من قبل القوى الطامعة لثرواتها، واسترقاقًا لأبنائها.

ليت الزعيم الشاب البوركينابي المغدور توماس سنكارا يُطل من قبره لثوانٍ معدودة ليرى ويسمع عن ثمار غرسه النضالي في بلده بوركينا فاسو وفي قارته المُدرة للخير إفريقيا، ليُخبر بعدها نظراءه المناضلين الأفارقة الشرفاء الذين يرقدون في المقابر بأجسادهم، عن إفريقيا الجديدة، إفريقيا الكرامة والتحدي والكبرياء.

قبل اللقاء: "سيرة الإنسان أطول من عمره".

وبالشكر تدوم النعم...،

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لعرض أفكارهم.. مؤتمر شهري لشباب جنوب سيناء

أكد اللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء، أنه تقرر عقد مؤتمر للشباب، على أن يعقد المؤتمر مرة كل شهر لعرض كل شاب أو فتاة أحلامهم ورؤاهم وافكارهم المطروحة للتنمية بما يضمن استفادة كل مدينة من تلك الأفكار، استعدادًا لتفعيلها.

لفت المحافظ إلى أن الهدف من المؤتمر هو جذب الشباب للتعبير عن أفكارهم بطريقة علمية ومبسطة من خلال مستندات لإقامة مشروعات الهدف منها تعظيم العائد والجدوي الاقتصادية باستغلال الموارد المتاحة لكل مدينة.

أوضح المحافظ أن هذا المؤتمر هو مؤتمر مصغر للاستماع إلى مطالب الشباب وأفكارهم ما يحثهم على الانتماء الوطني باعتبار شعورهم أن الدولة مهتمة بهم دون تمييز أو تهميش.

قرر المحافظ أن يعقد المؤتمر مرة كل شهر في كل مدينة وسيكون البدء في المدن الكبري صاحبة أكبر كثافة سكانية كالطور سيناء أو رأس سدر، خاصة أن هناك الكثير من رؤى وأفكار تظل حبيسة الأدراج دون الاستفادة منها لذلك تقرر عقد مؤتمر خاص بالشباب والفتيات أصحاب الرؤية والأفكار البناءة.

مقالات مشابهة

  • عاجل| وزير الداخلية الفرنسي: حريق الكنيس اليهودي ذو طابع جنائي
  • بيراميدز في مهمة سهلة أمام بطل زنجبار بدوري أبطال إفريقيا اليوم
  • موعد مباراة بيراميدز وجي كيه يو اليوم في دوري أبطال إفريقيا
  • فرنسا بدون حكومة واليسار يضغط من أجل تسلم السلطة
  • لعرض أفكارهم.. مؤتمر شهري لشباب جنوب سيناء
  • فرنسا بدون حكومة.. واليسار يضغط من أجل تسلم السلطة
  • مصر تحتفظ برئاسة الاتحاد العربي للثقافة الرياضية في انتخابات 2024
  • خبير بـ«الأهرام للدراسات»: اختيار عراقجي للخارجية الإيرانية يعني تجديد التفاوض مع الغرب
  • جنرال موتورز تقرر تسريح عشرات العمال في إسرائيل
  • إفريقيا في المسرح السوداني