الله.. الوطن.. السلطان
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
د. أحمد بن علي العمري
لا يختلف اثنان في سلطنتنا الحبيبة من العُمانيين على حبهم وانتمائهم للغالية عُمان، ولا على ولائهم وفخرهم واعتزازهم بالسلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- فنحن جميعاً متعاضدين متوحدين متلاحمين متضامنين متواصلين من مسندم الشامخة إلى ظفار الأصالة، ديننا هو الإسلام، ومذهبنا لا إله إلا الله محمدا رسول الله، نحب بلادنا ونعز سلطاننا بلا اختلاف ولا تفريق ولا شقاق ولا فتن، حتى وإن بدأت هناك بعض المناوشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكل أنواعه وأطيافه؛ سواء بدأ ذلك من المشاهير أو المُغردين أو رواد الواتساب أو الصوتيات أو من بعض أفراد المجتمع؛ فهي غيمة صيف عابرة سريعًا ما تنجلي وتنقشع.
وربما أحياناً يبدأ هناك بعض التباين في الآراء، فيكثر بعض المتداخلين فيها بقصد أو بغير قصد، فيكبرون ويعظمون الأمور، حتى يوصلوا إلى قضية رأي عام مهما كانت البداية صغيرة جدًّا "فمُعظم النَّار من مستصغر الشرر"، وأحياناً كثيرة يكون الأمر بسيطًا جدًّا في بدايته، ولكن لكثرة المتداخلين يكبر ويتعاظم، وقد يستغل البعض إثارة الرأي العام باختلاق بعض الاختلافات لتهييج العامة، وذلك للحصول على ما يُسمى بـ"الترند".. وهنا نقول لهم: "على هونكم، فالرأي العام ليس لعبة أو دعابة للتسلية أو لتحقيق مقاصد شخصية، فاتقوا الله فيكم، وفي أهلكم وذويكم ومجتمعكم بشكل عام، فيا ليت بدل هذا التنافر تتَّحِدوا مع بعض في وجه الذباب الإلكتروني الخارجي الذي يتطاول على السلطنة بين الفينة والأخرى".
وحيث إنَّ التواصل الاجتماعي أصبح متاحًا للجميع كبارا وصغارا، ذكورا وإناثا، مثقفين وغير مثقفين، متعلمين وغير متعلمين، فتتدحرج الأمور تدحرج كرة الثلج كلما تدحرجت زادت في حجمها، حتى تصل الجميع، وكلٌّ يدلو بدلوه حسب وجهة نظره؛ سواءً كانت وجهة النظر تلك إيجابية أو سلبية من وجهة نظر المتلقي، ولكن ولله الحمد عندما تصل هذه التباينات إلى جدار الوحدة والالتحام والتضامن والترابط سرعان ما تنتهي كمثل البالونة التي تنفقع عند ولوج أصغر شوكة فيها.
فلنحافظ على وحدتنا وتضامننا، ولا نجعل للمغرضين باباً للدخول، ولا للأفكار والتوجهات الخارجية والنعرات سبيلا إلينا، ولنبتعد بقوة إيماننا بالله وحبنا لبلادنا وولائنا لسلطاننا عن أي اختلاف أو تباين أو تعارض سواءً كان ذلك طائفيًّا أو مناطقيًّا أو قبليًّا.. وليبقى شعارنا الخالد الموحد: "الله.. الوطن.. السلطان".
حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها..،
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
العالم ينتخب رئيس أمريكا!
لماذا تهتم شعوب العالم بالانتخابات الأمريكية؟! لأنها تؤثر في حياة معظم سكان الأرض، فالولايات المتحدة الأمريكية ليست مجرد قوة عظمى بل هي أشبه ما تكون بولي أمر العالم!
لذلك تجد الكثير من مواطني الدول الأخرى يتابعون تنافس المرشحين ويتأملون برامجهم الانتخابية كما لو أنهم ناخبون لا متفرجون، ولو أن الواقع أراد أن يتجلّى في صورة نقية لسمح لسكان الأرض بالمشاركة في التصويت على اختيار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية!أمريكا تؤثر في مسار جميع الأحداث العالمية ولها كلمة تغير المسارات سواء في العلن أو في الخفاء، ولا تستطيع حكومة واحدة في العالم أن تنكر حساب الموقف الأمريكي في أي قرار تتخذه، حتى الدول التي تعادي السياسات الأمريكية هي الأكثر تأثراً بالمواقف الأمريكية، فروسيا غارقة في أوكرانيا تحتفي كل شهر باحتلال قرية بسبب الرفض الأمريكي لأهدافها في أوكرانيا، والصين تشعر بشوكة أمريكية في حلقها في قضية تايوان، ودول تصارع مشكلاتها الاقتصادية والدبلوماسية بسبب سياسة الخنق الأمريكية، بينما تعيش كوريا الشمالية في عزلة لا تسمع فيها غير صدى هدير صواريخها التي لن تصيب أياً من أهدافها يوماً وسترتد عليها دماراً!
تدير أمريكا العالم بما يخدم مصالحها سواء كانت تفعل ذلك بكفاءة أو رداءة، لكن الحقيقة أنها تمسك بجميع الخيوط التي تحرك العالم، وهناك سياسات استراتيجية بعيدة المدى متجذرة في العاصمة واشنطن لا تتأثر بتغير الرؤساء والأحزاب، بينما هناك هوامش تتحرك فيها التباينات والسياسات الداخلية والخارجية، حتى تبدو لنا هذه الانتخابات مثيرة وجاذبة ينقسم حولها المواطنون الأمريكيون ومواطنو دول العالم كما لو أنهم ناخبون!