نظم قسم وقاية النبات بكلية الزراعة  بجامعة سوهاج دورة تدريبية عن صناعة الحرير بمحافظة سوهاج، والتي استمرت على مدار يومين، بحضور كلًا من الدكتور خلف علي همام عميد الكلية، والدكتور هاني احمد فؤاد وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عبدالعليم سعد رئيس القسم والدكتور ناجح سيد عمران أستاذ تربية النحل والحرير والدكتورة هبه رشوان باحث بقسم بحوث الحرير  بمركز البحوث الزراعية.

 

وأكد الدكتور حسان النعماني رئيس الجامعة على أهمية استعادة مراحل إنتاج صناعة الحرير ودراسة أساليب التطوير المقترحة لزراعة أشجار التوت وتربية دودة الحرير، بما يُسهم في زيادة الصادرات، وتوفير مزيد من فرص العمل خاصةً للشباب والمرأة، مشيدًا 
بجهود الدولة المصرية المبذولة لتوطين صناعة الحرير عامة واستعادتها في محافظة سوهاج خاصة، بإنشاء تكتل لتربية دودة الحرير وتخصيص بعض أراضي الظهير الصحراوي الجديد لمربي الحرير.

 

وقال الدكتور خلف همام عميد الكلية إن الكلية تحرص على تنفيذ العديد من الدورات التدريبية، واللقاءات العلمية لصقل مهارات طلاب الكلية والتعريف بكل ماهو جديد في  مجال الزراعة، بهدف خدمة الطلاب والخريجين، تحسين مساراتهم المهنية وتأهيلهم لسوق العمل بشكل احترافي مؤسسي وتزويد المجتمع المحلي والدولي بمتخصصين ذات مهارات فنية عالية في مجال الإنتاج الزراعي، موضحًا أن هذه الدورات وورش العمل التدريبية تأتي في إطار  خطة التدريب الصيفي التي تنفذها الكلية لطلابها.


وأضاف الدكتور عبدالعليم سعد أن الدورة تهدف إلى إحياء صناعة وإنتاج الحرير الطبيعى، لتوفير فرص عمل للعديد من الشباب، بتكلفة بسيطة وأعلى عائد من تنفيذ المشروع، اعتمادًا على أشجار التوت المحلية، مضيفًا أن الدورة تناولت طرق زراعة ورعاية أشجار التوت، وتربية ديدان الحرير، والأدوات اللازمة للتربية وخطواتها، والأمراض التى تصيب ديدان الحرير.

 

واستعرض الدكتور ناجح سيد عمران  خلال الدورة محاضرة بعنوان "صناعة الحرير في سوهاج بين المعوقات والمقترحات"، والتي تضمنت إعداد دراسة تهدف إلى تحديد أصناف التوت المتوافقة مع طبيعة المناخ بالمحافظة، وإقامة الحقول الإرشادية لتلك السلالات، وتشجيع القطاع الأهلي والخاص على تربية السلالات المعتمدة.

 

كما تحدث الدكتور أشرف كمال أبو زيد، منسق الدورة عن اهمية توفير برامج تدريبية معتمدة للعمالة، إلى جانب تشجيع ودعم الجمعيات الأهلية والتعاونية على إقامة مراكز تدريب في مجال تربية دودة الحرير.

 

وجدير بالذكر أنه في ختام الدورة تم تنظيم زيارة  مدينة للطلاب لمعرض الأدوات اللازمة لتربية ديدان الحرير ومراحلها بالقسم، وتسليم شهادات تقدير للمدريبن والطلاب الذين اجتازوا الدورة التدريبية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: كلية زراعة سوهاج اشجار التوت صناعة الحريق صناعة الحریر

إقرأ أيضاً:

هل ينجح المغرب في تطوير صناعة السفن؟

في خطوة تعكس طموحات المملكة المغربية لتعزيز موقعها البحري الإستراتيجي، أطلقت الحكومة المغربية مناقصة دولية تهدف إلى استقطاب شركات عالمية متخصصة لتشغيل أكبر حوض لبناء السفن في القارة الأفريقية، يقع في مدينة الدار البيضاء على المحيط الأطلسي. وتأتي هذه الخطوة ضمن إستراتيجية وطنية متكاملة تستهدف توطين صناعة بحرية قوية وتقليل الاعتماد على الخارج في صيانة وتوفير السفن.

التحركات المغربية لم تكن محلية الطابع فقط، بل امتدت إلى محاور التعاون الدولي، حيث برزت زيارة وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور، إلى كوريا الجنوبية ولقاؤه بقيادات من شركة "هيونداي للصناعات الثقيلة"، كإشارة واضحة على الانفتاح نحو شراكات آسيوية تملك خبرة راسخة في صناعة السفن. هذه الزيارة، وفق مراقبين، تعكس التوجه الجاد للمغرب في بناء صناعة بحرية متطورة، قادرة على التفاعل مع الأسواق الإقليمية والدولية.

جذور بحرية ضاربة في التاريخ

يؤكد الباحث في الجغرافيا الإستراتيجية، بدر الدين محمد الرواص، في حديثه لـ"الجزيرة نت"، أن اهتمام المغرب بصناعة السفن ليس جديدًا، بل يعود إلى ما قبل الميلاد بحوالي 200 سنة، وازدهر بشكل ملحوظ خلال عهود المرابطين والموحدين والمرينيين.

إعلان

كما شهد العصر العلوي، خاصة في عهد السلطان محمد بن عبد الله في القرن الـ18، طفرة في الصناعة البحرية، إذ أنشأ دورًا لصناعة السفن في سلا والعرائش، وبنى سفينة ضخمة استنزفت ميزانية الدولة آنذاك، وأثارت إعجاب القوى الأوروبية الكبرى مثل فرنسا وإسبانيا والبرتغال.

الرواص يربط بين ذلك الإرث البحري العريق والطموح المعاصر، حيث يرى أن المغرب اليوم يدرك أهمية موقعه الإستراتيجي على المحيط الأطلسي والمتوسط، ويسعى لامتلاك عرض مينائي متكامل وأسطول وطني قادر على مواكبة التطورات الحديثة في قطاع النقل البحري العالمي.

المغرب يسعى لامتلاك عرض مينائي متكامل وأسطول وطني قادر على مواكبة التطورات الحديثة (الجزيرة) أرقام تكشف التحدي

وتشير تقارير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي إلى أن المملكة أنفقت أكثر من 14 مليار درهم (1.4 مليار دولار) على واردات السفن بين عامي 2002 و2022، في وقت لم تتجاوز فيه مداخيل قطاع بناء وإصلاح السفن 500 مليون درهم (50 مليون دولار) سنويًا خلال الفترة ما بين 2012 و2023. كما لا تتجاوز مساهمة هذا القطاع 0.17% من القيمة المضافة و0.01% من الناتج الداخلي الإجمالي، وهو ما يعكس الهوة الكبيرة بين الطموح والواقع.

ووفق التقرير، فإن عدد الشركات العاملة في هذا القطاع تراجع بشكل مقلق من 40 شركة سنة 2000 إلى 10 شركات فقط في عام 2023، بينما لا يتعدى عدد فرص العمل المحدّثة سنويًا في هذا القطاع 700 فرصة.

ضرورة وطنية قبل أن تكون خيارا اقتصاديا

ويرى الخبير الإستراتيجي هشام معتضد أن مشروع توطين صناعة السفن لم يعد رفاهية صناعية أو خيارًا اقتصاديًا لتحسين الميزان التجاري، بل أصبح ضرورة سيادية ترتبط بالأمن الاقتصادي واللوجستي للمغرب. ويقول في حديثه للجزيرة نت: "الرهان لا يتعلق فقط بتقليص الاستيراد أو خفض النفقات، بل بإرساء استقلالية تقنية وتحكم إستراتيجي في مفاصل أساسية تؤثر في استقرار البلاد خلال الأزمات".

إعلان

ويضيف معتضد أن المغرب يطمح إلى بناء ما يُعرف بـ"الاستقلال اللوجستي"، وهو ما يتطلب منظومة متكاملة تشمل التصنيع، الصيانة، التكوين المهني، والخدمات المالية المصاحبة. ويؤكد أن امتلاك أسطول وطني قوي يجب أن يُفهم كاختبار لقدرة الدولة على بناء سلسلة قيمة بحرية مغربية كاملة، قادرة على الاستجابة للطلب المحلي والتعامل مع الطوارئ، كما حدث خلال جائحة كوفيد-19 واضطرابات سلاسل الإمداد.

الأسطول المغربي بين الواقع والطموح

وبحسب الخبير الإستراتيجي محمد الطيار، فإن المغرب يُجري تحركات لبناء أسطول بحري تجاري مكون من 100 سفينة بحلول 2030، كاستجابة مباشرة للنواقص التي أشار إليها تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. ويُذكر أن 97% من المبادلات التجارية المغربية تتم عبر النقل البحري، بينما لا تمتلك البلاد سوى 9 شركات بحرية تشغل 16 سفينة فقط، وهو ما يطرح تحديًا لوجستيًا كبيرًا في ظل موقع المغرب كمحور عبور إقليمي.

ويمتلك المغرب ثروة بحرية ضخمة، تشمل 3500 كلم من السواحل، و75 ألف كلم مربع من المياه البحرية الإقليمية، و1.2 مليون كلم مربع من المنطقة الاقتصادية الخالصة. كما يضم 14 ميناء للتجارة الخارجية، أربعة منها مجهزة لاستقبال سفن الركاب، ما يجعل البلاد مؤهلة لتكون منصة بحرية قارّيّة.

تحول إستراتيجي نحو الاقتصاد الأزرق

ويشير معتضد إلى أن مشروع بناء صناعة بحرية لا ينبغي أن يُقرأ فقط من منظور تصنيع السفن، بل باعتباره بوابة نحو اقتصاد بحري متكامل يشمل الطاقات البحرية المتجددة، والتقنيات الصديقة للبيئة، والصناعات الدفاعية المرتبطة بالمجال البحري.

ويضيف أن الرهان الحقيقي يكمن في تحويل ميناء طنجة المتوسط إلى منصة إنتاجية وليس مجرد مركز لوجستي، مستفيدًا من تراكماته في مجال التوزيع العالمي. كما توفر السواحل الأطلسية إمكانيات هائلة لإنشاء أحواض بناء وصيانة مخصصة للأسواق الأفريقية وأميركا اللاتينية.

التعاون مع كوريا الجنوبية ليس فقط ذا طابع صناعي، بل يحمل بعدًا إستراتيجيا (الجزيرة) الشراكة مع كوريا الجنوبية

وتُعد الشراكة مع كوريا الجنوبية، وتحديدًا مع شركة "هيونداي"، خطوة محورية ضمن هذا التوجه. ويؤكد معتضد أن هذا التعاون ليس فقط ذا طابع صناعي، بل يحمل بعدًا دبلوماسيًا إستراتيجيًا، حيث يسعى المغرب لتوجيه شراكاته نحو نقل التكنولوجيا وتوطينها، وبناء نموذج إنتاجي يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الاقتصادية والجغرافية المغربية.

إعلان

ويضيف أن تجربة الشراكة مع قوى صناعية صاعدة يمكن أن تساعد المغرب في تطوير سياسة بحرية هجينة تجمع بين الاستفادة من التجربة الآسيوية والملاءمة مع التحديات الإقليمية.

بين قوانين التمويل والتكوين

ورغم الفرص الواعدة، لا تخلو الطريق من تحديات معقدة. فصناعة السفن قطاع يتطلب استثمارات ضخمة، وأطرًا قانونية دقيقة، وموارد بشرية عالية التأهيل. ويشير الأكاديمي محمد الطيار إلى أن المغرب يعمل على تطوير ترسانة قانونية متماشية مع الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأمن والسلامة البحرية وحماية البيئة.

كما يعمل على تحسين جودة التكوين البحري ومواءمته مع احتياجات السوق، لكن يبقى التحدي قائمًا في إعداد رأس مال بشري مؤهل في مجالات تقنية متقدمة مثل التصميم والهندسة البحرية.

في السياق ذاته، يؤكد معتضد ضرورة بناء نظام مالي محفز يشجع الاستثمار في قطاع عالي المخاطر مثل صناعة السفن، مشيرًا إلى أن نجاح المشروع يتوقف على قدرة الدولة في توفير بيئة اقتصادية مشجعة وخطط تمويل مرنة ومستقرة.

وفي ضوء هذه المعطيات، يتضح أن المغرب لا يسعى فقط إلى تأسيس صناعة بحرية، بل إلى إعادة تعريف موقعه في الاقتصاد البحري العالمي. فالسؤال لم يعد: هل يمكن للمغرب بناء سفن؟ بل: هل يستطيع بناء منظومة بحرية مستدامة تُمكنه من قيادة تحول إستراتيجي نحو اقتصاد أزرق يضمن الأمن، التنمية، والسيادة؟

مقالات مشابهة

  • والدها رفضه.. ممرضة تنهي حياتها شنقا داخل غرفتها بسوهاج
  • إصابة 4 أشخاص في مشاجرة د.امية بسوهاج
  • مصرع لصين عقب سرقتهما موتوسيكل بسوهاج
  • إصابة شابين في مشاجرة بينهما بسوهاج
  • غرق طالب في نهر النيل بسوهاج
  • هل ينجح المغرب في تطوير صناعة السفن؟
  • زراعة أشجار بالمحاور والطرق الرئيسية بمركز الغنايم فى أسيوط
  • فوائد صحية غير متوقعة.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول التوت الأسود؟
  • سائق توكتوك يحاول إنهاء حياته بـ قرص الموت في طما بسوهاج
  • غرق طفل في ترعة بمركز جهينة بسوهاج