رجحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تؤدى محاولة اغتيال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب هذا الأسبوع إلى مزيد من التفتت والانقسام داخل الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة، في مقال تحليلي نشرته اليوم الاثنين، أن محاولة اغتيال ترامب تأتي في وقت أصبحت فيه الولايات المتحدة مستقطبة بالفعل على أسس أيديولوجية وثقافية، ويبدو أنها منقسمة في كثير من الأحيان .

واستشهدت الصحيفة بمحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان عام 1981، لتتحد الدولة بعدها خلف زعيمها الجريح، غير أن محاولة اغتيال ترامب من المرجح أن تؤدي إلى تمزيق الولايات المتحدة أكثر من توحيدها، ففي غضون دقائق من إطلاق النار، امتلأت الأجواء بالغضب والمرارة والشك والاتهامات المتبادلة، ووجهت أصابع الاتهام، وطرحت نظريات المؤامرة، وازداد انقسام الدولة .

وأشارت الصحيفة إلى أن حقيقة وقوع حادث إطلاق النار في ولاية بنسلفانيا قبل يومين من اجتماع الجمهوريين لحضور مؤتمر الحزب في ميلووكي، تضع دائما الحدث في سياق حزبي، وبينما كان الديمقراطيون يعربون عن أسفهم حيال العنف السياسي، الذي طالما انتقدوا ترامب لتشجيعه، ألقى الجمهوريون على الفور اللوم على الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفائه في الهجوم، الذي قالوا إنه نابع من لغة تحريضية تصف الرئيس السابق بأنه "فاشي من شأنه أن يدمر الديمقراطية".

ورأت الصحيفة أن تغذي هذه الحادثة رواية ترامب حول كونه ضحية الاضطهاد من جانب الديمقراطيين، وبعد اتهامه ومقاضاته وإدانته، كان ترامب، حتى قبل حادث السبت، قد اتهم الديمقراطيين بالسعي لإطلاق النار عليه على أيدي عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي أو حتى إعدامه في جرائم لا يعاقب عليها بالإعدام.

وقالت النيويورك تايمز إن إطلاق النار جاء في وقت كانت فيه الولايات المتحدة مستقطبة بشدة بالفعل على أسس إيديولوجية وثقافية وحزبية، ويبدو أنها منقسمة في كثير من الأحيان إلى دولتين، بل وحتى إلى حقيقتين.

وبحسب الصحيفة، أصبحت الانقسامات صارخة إلى حد أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة "ماريست" في مايو الماضي أظهر أن 47 بالمئة من الأمريكيين يعتبرون أن وقوع حرب أهلية ثانية أصبح أمرا محتملا أو محتملا للغاية في حياتهم.

وأضافت الصحيفة أن التصاعد المتسارع للأحداث التخريبية في الآونة الأخيرة أدى إلى عقد الكثيرين مقارنة بين عامي 2024 و1968، وهو عام الصراع العنصري وأعمال الشغب في المدن واغتيال مارتن لوثر كينج جونيور وروبرت كينيدي، كما دفعت الاحتجاجات على حرب فيتنام الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون إلى الانسحاب من سباق لإعادة انتخابه في ذلك العام.

وقال مؤرخون إن العنف السياسي له تاريخ طويل في الولايات المتحدة، موضحين أنه "كما حدث في عام 1968 أو 1919 أو 1886 أو 1861 - فإن العنف الذي حدث للتو أمر لا مفر منه في مجتمع منقسم بشدة مثل مجتمعنا، وبالطبع هناك في الواقع عنف أقل في السياسة الآن مما كان عليه في تلك السنوات الأخرى".

ومع ذلك، ومنذ إطلاق النار على الرئيس الأسبق أبراهام لينكولن، لم تتسبب محاولة اغتيال ضد رئيس أو مرشح رئاسي كبير في هذا الحد من الانقسام الحزبي.

وأشارت الصحيفة إلى أن أربعة رؤساء للولايات المتحدة قُتلوا بالرصاص على يد مسلحين منفردين كانوا مستاءين منهم لسبب أو لآخر، لكن عمليات القتل لم تصبح مصدرا للانقسام بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وينطبق نفس الشئ على اغتيالات كينج وروبرت كينيدي، فضلا عن عمليات إطلاق النار التي أخطأت الرئيس المنتخب فرانكلين روزفلت والرئيس جيرالد فورد.

ولفتت الصحيفة إلى أن الخطر يمكن في أن يصبح العنف السياسي أمرا طبيعيا، وهو مجرد شكل آخر من أشكال الحروب الحزبية التي لا تنتهي، وأظهرت دراسة نُشرت في مايو الماضي أن 11 بالمئة من الأمريكيين يرون أن العنف كان مبررا أحيانا أو دائما لإعادة ترامب إلى الرئاسة، وقال 21 بالمئة إنه مبرر لتحقيق هدف سياسي مهم، غير أن جارين وينتيموت مدير برنامج منع العنف في جامعة كاليفورنيا، والمُعد الرئيسي للدراسة، قال إنه من المهم أن نتذكر أن معظم الأمريكيين لا يزالون يرفضون العنف السياسي.

المصدر: قناة اليمن اليوم

كلمات دلالية: الولایات المتحدة محاولة اغتیال العنف السیاسی إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

"نيويورك تايمز": جهاز الأمن الروسي مشتت ومنقسم

في اليوم الذي شنت فيه أوكرانيا توغلها الجريء في منطقة كورسك الروسية، قلل جهاز الأمن الفيدرالي، الوكالة الروسية المسؤولية بشكل كبير عن حماية الحدود، من خطورة العملية، ووصفته بأنه "استفزاز مسلح"، وقالت الوكالة إن قواتها تعمل على دفع الأوكرانيين إلى الانسحاب والتراجع.

وكان ذلك قبل شهر تقريباً، ومنذ ذلك الحين، احتلت القوات الأوكرانية رقعة صغيرة، ولكنها استراتيجية من الأراضي الروسية وقتلت أو أسرت مئات القوات الروسية، وفقاً للمسؤولين والمحللين وصور الأقمار الصناعية.

مسؤولية هجوم كورسك

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تقييم إخفاقات القوات الروسية في كورسك لن يتم إلا بعد استقرار الوضع في المنطقة الحدودية الروسية، لكن خبراء المخابرات يقولون إن قدراً كبيراً من المسؤولية يقع على عاتق جهاز الأمن الروسي، وفقاً لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" كتبه الصحافي مايكل شوارتز.


يقول شوارتز إنه على الرغم من شبكاتها الواسعة من العملاء وميزانيتها الضخمة، فشلت الوكالة، المعروفة باسم "إف إس بي"، في البداية في توقع التوغل الأوكراني، أما الآن، فهي تكافح مع الجيش الروسي لطرد قوة قتالية أوكرانية كبيرة.

وبحسب التقرير، فقد كانت هناك علامات واضحة على أن شيئاً ما كان يتم التحضير له. فقبل أيام من التوغل، أبلغ المدونون الروس، نقلاً عن السكان المحليين على الجانب الأوكراني، عن تجمعات هائلة للمدرعات الأوكرانية، لكن جهاز الأمن الروسي فشل في الاستعداد بشكل كاف، حتى إن القوات الأوكرانية التي عبرت الحدود في 6 أغسطس (آب) لم يواجهوا أي مقاومة تقريباً.

وفي هذا السياق، يقول أندريه سولداتوف، المؤلف الذي أمضى حياته المهنية في البحث عن أجهزة الأمن الروسية وتحليلها: "نحن نتحدث عن العديد والعديد من الوحدات التي كان يجب أن ترى شيئاً ما وفشلت في ذلك".

Here are today's control-of-terrain maps of Russia's invasion of Ukraine from @TheStudyofWar and @criticalthreats.

Interactive map, updated daily: https://t.co/hwgxTnU2Tr

Archive of time-lapse maps, updated monthly: https://t.co/IT6FiqwgGO pic.twitter.com/JVvInbqXSf

— Institute for the Study of War (@TheStudyofWar) August 30, 2024 اقتتال داخلي وانقسامات

"إف إس بي" هو نسخة قوية وسلطوية من مكتب جهاز الأمن الروسي، مع تفويض واسع للأمن القومي يتضمن الدفاع ضد التهديدات من داخل روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة.

لكن الوكالة يعوقها الاقتتال الداخلي والمنافسات مع الأجهزة الأمنية الأخرى والنفور من إيصال الأخبار السيئة إلى بوتين. خاصة منذ الهجوم الشامل لأوكرانيا في عام 2022، كان مكتب جهاز الأمن الروسي مشتتاً أيضاً بسبب حملة واسعة النطاق على المعارضة الداخلية.

ونتيجة لذلك، عانت الوكالة الأمنية من سلسلة من الإخفاقات الاستخباراتية المدمرة منذ بدء الحرب، كما يقول مسؤولون وخبراء غربيون، مشيرين إلى أن عملية كورسك كانت هي الأحدث ضمن هذه السلسلة.

ففي مارس (آذار)، تجاهلت الوكالة تحذيرات محددة من الولايات المتحدة وفشلت في منع هجوم إرهابي على قاعة حفلات في موسكو أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصاً.


وقبل 10 أشهر، تفاجأت الوكالة عندما أطلق يفغيني بريغوجين، زعيم مجموعة فاغنر، تمرداً يهدف إلى الإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية.

The Russian Federal Security Service announced today that it thwarted an ISIS attack on a synagogue in Moscow. pic.twitter.com/UxO3SlhRUY

— Open Source Intel (@Osint613) March 7, 2024 رد فعل بوتين

وعلى الرغم من ذلك، كانت هناك ردة فعل واضحة وقليلة من بوتين، وليس هناك ما يشير إلى أن كارثة كورسك ستحدث بعد ذلك.

بعد أسبوع من عبور القوات الأوكرانية الحدود، ظهر مدير الجهاز الأمني بعد غياب لفترة طويلة، ألكسندر بورتنيكوف، علناً حيث بدا أنه يلقي باللوم في التوغل على البلديات المحلية في المنطقة الحدودية، حتى عندما قدم تأكيدات بأن كل شيء كان تحت السيطرة.

وقال: "في الوقت الحالي يتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية مواطنينا".

وسعى بوتين الخميس إلى التقليل من شأن التوغل. وفي حديثه في مؤتمر دولي في فلاديفوستوك، قال إن أوكرانيا ارتكبت خطأ في نشر وحدات كبيرة إلى حد ما ومدربة تدريباً جيداً في هجوم كورسك وأن هدف الأولوية الأولى لموسكو هو هجوم جيشها في شرق أوكرانيا.


لكن الوجود المستمر لأوكرانيا وجه ضربة محرجة لبوتين، حيث إن هذا الجهاز ربما يكون أهم ركيزة لسلطته، فوهو المسؤول عن قمع المعارضة بين السكان الروس والحفاظ على الكيانات الحكومية الأخرى، بما في ذلك الجيش. وعلى الرغم من الإخفاقات، لا يستطيع بوتين ببساطة الاستغناء عن الجهاز الأمني، كما قال سولداتوف.

وأضاف سولداتوف:" إنه الدرس الذي تعلمه من ستالين.. خلال الحرب لا يمكنك معاقبة وكالاتك لأن ذلك قد يشكل خطورة أكبر بالنسبة لك".

#UPDATE Russian President Vladimir Putin said on Thursday that he was ready for talks with Kyiv, after having previously rebuffed the idea of negotiations while Ukraine's offensive into the Kursk region was ongoing ➡️ https://t.co/6qMZIoAF8N pic.twitter.com/5pSyZQz1M5

— AFP News Agency (@AFP) September 5, 2024 الافتقار للتنسيق

وكالات أخرى إلى جانب جهاز الأمن الروسي بما في ذلك جهاز المخابرات العسكرية والحرس الوطني، وكذلك الجيش، لديها موارد جمع المعلومات الاستخباراتية التي كان من الممكن أن تكتشف الحشد الأوكراني الي توغل في كورسك.

ويقول الخبراء إن جزءاً من المشكلة هو الافتقار إلى التنسيق داخل العمليات العسكرية والاستخباراتية التي من المرجح أن تعرقل أي رد روسي.

وبحسب التقرير، فإنها مشكلة أفسدت المجهود الحربي الروسي منذ الأيام الأولى للهجوم على أوكرانيا، لكنها مشكلة يبدو بوتين متحفظاً في معالجتها.


وقال دوغلاس لندن، وهو ضابط سري سابق في وكالة المخابرات المركزية، إن بوتين يبدو حذر من أجهزته العسكرية والاستخباراتية بقدر ما هو حذر من الأوكرانيين، وقد أنشأ نظاماً للمنافسة بينهما بحيث لا يمكن لأي كيان واحد أن يصبح قوياً للغاية.

وبدلاً من التعاون، فإن جزءاً من مهمة جهاز الأمن الروسي هو التجسس على الوكالات الحكومية الأخرى، وخاصة الجيش.

وقال لندن: "إذا كانت الوكالات تتعاون، فيمكنها أيضاً التعاون ضد بوتين".

مفاجأة هجوم كورسك

لم يكن جهاز الأمن الروسي هو جهاز المخابرات الوحيد الذي تفاجأ بالتوغل الأوكراني، حيث قال مسؤولون في أوكرانيا وواشنطن إن التخطيط تم في ظل سرية صارمة لدرجة أن حلفاء أوكرانيا لم يعرفوا عنها.

وقال الجنرال فاليري كوندراتيوك، الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية والأجنبية الأوكراني، الذي لا يزال يحتفظ باتصالات بين كبار المسؤولين، إن كبار أعضاء أجهزة المخابرات الأوكرانية ظلوا متكتمين، وحتى الجنود المشاركين في العملية لم يعرفوا حتى اللحظة الأخيرة أنهم سيعبرون الحدود.

Besides Russia's F.S.B., other agencies have intelligence resources that could have detected the Ukrainian incursion into the Kursk region. However, the lack of coordination within the military and intelligence ops. may have impeded a Russian response. https://t.co/y2JtZOyv03

— New York Times World (@nytimesworld) September 6, 2024

وقال مسؤول أوكراني كبير إن عدم وجود مقاومة فاجأ الأوكرانيين، وكشف عن انقطاع التواصل في الرقابة الروسية.

وأضاف المسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة الأمر علناً "بالغوا في تقدير مخابراتهم".

وقال المسؤول أيضاً إن أحد الأخطاء الكبرى التي ارتكبها الروس هو تفسير الغارات السابقة عبر الحدود التي شنتها القوات الأوكرانية على أنها "أحداث منعزلة".

وبدا أن الغارات كانت موقوتة لتعطيل حملة بوتين لإعادة انتخابه، لكن المسؤول الكبير قال إنها أدت أيضاً وظيفة استطلاعية مهمة ساعدت في التخطيط لهجوم أغسطس (آب).

مقالات مشابهة

  • الأردن يدين العنف ويتابع تحقيقات حادثة جسر الملك حسين
  • استطلاع أجرته نيويورك تايمز: ترامب يتقدم على هاريس بنسبة 48% مقابل 47%
  • استطلاع نيويورك تايمز: المناظرة بين هاريس وترامب يوم الثلاثاء سيكون لها تأثير كبير على السباق الرئاسي
  • منشورات تشكك بالهوية الجنسية للمتهمين في إطلاق النار على المدارس الأميركية
  • الولايات المتحدة: إحباط هجوم ضد يهود في مدينة نيويورك الأميركية
  • كان سينفذه باكستاني.. الولايات المتحدة تعلن إحباط هجوم إرهابي ضد يهود في نيويورك
  • نيويورك تايمز: مطالب جديدة لحماس في محادثات وقف إطلاق النار
  • فايننشال تايمز: أمريكا تستعد عسكريا لاحتمال انهيار جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • "نيويورك تايمز": جهاز الأمن الروسي مشتت ومنقسم
  • نيويورك تايمز: حماس أضافت مطالب جديدة للإفراج عن المحتجزين