حمية البحر الأبيض المتوسط تقلل خطر الوفاة لدى مرضى السرطان
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة أن الالتزام بحمية البحر الأبيض المتوسط بعد التشخيص بالسرطان يرتبط بانخفاض معدل الوفيات، خاصة من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأجرى الدراسة باحثون من قسم علم الأوبئة والوقاية في المعهد العلمي للبحوث والاستشفاء والرعاية الصحية نيوروميد، وقسم الطب والجراحة في جامعة البحر الأبيض المتوسط الحرة الإيطالية، ونشرت نتائجها في مجلة "جاي إيه سي سي كارديوأونكو" في 2 يوليو/تموز الجاري وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
حمية البحر الأبيض المتوسط هي حليف قوي للصحة حتى بعد التشخيص بالسرطان. ووفقا للدراسة، فإن الأشخاص الذين شُخصوا بأي نوع من الأورام والذين كانوا يلتزمون بحمية البحر الأبيض المتوسط في السنة التي سبقت تسجيلهم في الدراسة، عاشوا فترة أطول ويقل لديهم خطر الوفاة بسبب الأمراض القلبية مقارنة بأولئك الذين كان لديهم التزام أقل بهذا النظام الغذائي.
وفحصت الدراسة 800 شخص إيطالي بالغ من الرجال والنساء، ممن شُخصوا بالسرطان عند التسجيل في الفترة الواقعة بين عامي 2005 و2010. وتوبع المشاركون لأكثر من 13 عاما، وكانت تتوفر معلومات تفصيلية عن استهلاكهم الغذائي خلال السنة التي سبقت تسجيلهم.
تقول ماريالورا بوناتشيو معدة الدراسة والباحثة بقسم علم الأوبئة والوقاية في المعهد العلمي للبحوث والاستشفاء والرعاية الصحية نيوروميد: "الدور المفيد لحمية البحر الأبيض المتوسط في الوقاية الأولية من بعض الأورام معروف جيدا في الأبحاث المنشورة سابقا، لكنْ القليل معروف عن الفوائد المحتملة التي يمكن أن يقدمها هذا النموذج الغذائي لأولئك الذين شُخصوا بالفعل بمرض السرطان".
وبالنظر إلى أن عدد الناجين من السرطان من المتوقع أن يزداد في السنوات القادمة بسبب العلاجات المستهدفة والفعالة، فإنه من الضروري فهم مدى تأثير النظام الغذائي الصحي في إطالة البقاء على قيد الحياة. لهذا السبب فحص الباحثون الإيطاليون دور حمية البحر الأبيض المتوسط في العلاقة مع الوفيات لدى الأشخاص الذين كان لديهم تاريخ من السرطان وقت التسجيل في الدراسة.
وتضيف بوناتشيو: "نتائج دراستنا تشير إلى أن الأشخاص الذين كان لديهم سرطان وأفادوا بالتزام عال بحمية البحر الأبيض المتوسط، كان خطر الوفاة لديهم أقل بنسبة 32% مقارنة بالمشاركين الذين لم يتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط، وكانت الفائدة واضحة بشكل خاص في الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية التي انخفضت بنسبة 60%".
التربة المشتركة للأمراضوتؤكد ماريا بينيديتا دوناتي الباحثة في قسم علم الأوبئة والوقاية بالمعهد العلمي للبحوث والاستشفاء والرعاية الصحية نيوروميد، أن "هذه البيانات تدعم فرضية مثيرة للاهتمام، وهي أن الأمراض المزمنة المختلفة مثل الأورام وأمراض القلب، تشترك في الواقع في نفس الآليات الجزيئية. هذا معروف في الأبحاث السابقة بالتربة المشتركة، أي الأرضية المشتركة التي تنشأ منها هاتان المجموعتان من الاضطرابات".
وتشرح كيارا تونيللي رئيسة اللجنة العلمية لمؤسسة أمبرتو فيرونيسي الإيطالية، أن "حمية البحر الأبيض المتوسط تتكون بشكل أساسي من الأطعمة مثل الفواكه والخضراوات وزيت الزيتون التي هي مصادر طبيعية لمركبات مضادة للأكسدة، مما يمكن أن يفسر الفائدة الملاحظة من حيث الوفيات، ليس فقط تلك التي تحدث بسبب السرطان، بل أيضا من أمراض القلب والأوعية الدموية التي يمكن تقليلها بالأنظمة الغذائية الغنية بشكل خاص بهذه المركبات النشطة بيولوجيا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حمیة البحر الأبیض المتوسط الذین کان
إقرأ أيضاً:
الشيح الأبيض.. نبات عطري قادر على علاج سرطان القولون
اكتشف علماء من جامعة الشارقة أن نباتاً عطرياً ينمو بشكل طبيعي يحتوي على مكونات قادرة على علاج سرطان القولون والمستقيم.
ويُعرف النبات باسم الشيح الأبيض، وينمو بشكل طبيعي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث اعتاد السكان استخدامه تقليدياً كدواء لعلاج التهاب الشعب الهوائية، والإسهال، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.
وقالت الدكتورة لارا بو ملهب الباحثة الرئيسية في الدراسة: "تشير هذه النتائج إلى أن الشيح الأبيض يتمتع بإمكانات كبيرة كأداة جديدة في مكافحة سرطان القولون والمستقيم. ويمكن أن يكون مكوناً طبيعياً واعداً لعلاجات السرطان الجديدة".
وبحسب "مديكال إكسبريس"، تضمنت المادة النباتية للدراسة أجزاء هوائية من نبات الشيح العشبي الأبيض تم جمعها من جنوب الأردن في مايو 2021.
وأوضح الباحثون: "بعد الجمع، تم تجفيف الأجزاء الهوائية بالهواء في درجة حرارة الغرفة، وحمايتها من أشعة الشمس المباشرة لتجنب تدهور المكونات الحساسة".
وبمجرد التجفيف، تم طحن المادة النباتية ميكانيكياً إلى مسحوق ناعم "بجسيمات لا يزيد حجمها عن 0.5 مم. لتعزيز فعالية عملية الاستخراج التالية، وضمان أكبر كمية ممكنة من المواد الكيميائية النباتية المستخرجة".
مكافحة سرطان القولونووجدت الدراسة أن المستخلص يحتوي على العديد من المركبات النشطة ذات الخصائص القادرة على مكافحة سرطان القولون والمستقيم بدرجات متفاوتة من الفعالية.
وبينت النتائج أن مستخلص عشبة الشيح الأبيض أوقف نمو الخلايا السرطانية، وتسبب في موتها، بغض النظر عن السمات الوراثية المحددة.
وأضافت الدكتورة بو ملهب: "كما عطل دورة الخلية، وخفض نشاط بروتينات مثل Cyclin B1 وCDK1، والتي تعد ضرورية لانقسام الخلايا السرطانية. وإضافة إلى ذلك، فقد حجب مسار PI3K/AKT/mTOR، الذي يلعب دوراً رئيسياً في تطور السرطان".
وتسلط هذه النتائج الضوء على الإمكانات الهائلة للشيح الأبيض "كمصدر طبيعي لتطوير علاجات مبتكرة ضد سرطان القولون والمستقيم، ومعالجة الحاجة الملحة للعلاجات ذات الآثار الجانبية الأقل وفعالية أكبر".
ويعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً في جميع أنحاء العالم. ويمثل ما يقرب من 10% من جميع حالات السرطان.
وهو السبب الثاني الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان. وفي عام 2020، تسبب في مليون حالة وفاة مع الإبلاغ عن مليوني حالة جديدة في نفس العام. وفق لمنظمة الصحة العالمية.