مع تباطؤ النمو الاقتصادي.. الديون المخفية تهدد مستقبل الصين
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
يواجه الاقتصاد الصيني ضغوطا متزايدة، بعد أن سجل النمو الاقتصادي أضعف وتيرة له في 5 أرباع، مع عدم تحقيق الجهود الرامية إلى تعزيز الإنفاق الاستهلاكي النتائج المرجوة، حسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
ونما الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 4.7 بالمئة في الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وهو ما يقل عن متوسط توقعات خبراء الاقتصاد البالغ 5.
كما ارتفعت مبيعات التجزئة بأبطأ وتيرة لها منذ ديسمبر 2022، مما يدل على أن سلسلة من جهود الحكومة لتعزيز الثقة "لم تحقق سوى القليل لإعادة تنشيط المستهلك الصيني"، وفق الوكالة.
ونقلت "بلومبيرغ" عن خبيرة الاقتصاد لدى "كريدي أجريكول سي آي بي" في هونغ كونغ، شياوجيا تشي، قولها: "ستحتاج الحكومة إلى التفكير في دعم سياساتي أكبر لتحقيق هدفها السنوي للنمو عند 5 بالمئة، بعد بيانات الربع الثاني المخيبة للآمال".
وأضافت: "كما أن تزايد احتمال عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يعني أيضا أن الصين ستحتاج إلى جهود سياسية إضافية لتعزيز الطلب المحلي في الوقت المناسب، في ظل مخاطر انخفاض الطلب الخارجي".
تقرير: الصين تكافح للتخلص من علامات الاقتصاد المضطرب تقلص نشاط المصانع في الصين للشهر الخامس، حيث تستمر المؤشرات الاقتصادية في البلاد في إظهار علامات المتاعب.ويراهن الرئيس الصيني شي جين بينغ، على قطاعي الصناعة والتكنولوجيا الفائقة لدفع نمو الصين بعد جائحة كورونا.
لكن هذه الاستراتيجية، وفق "بلومبيرغ"، تواجه حالة من "عدم اليقين" حيث يضع شركاء بكين التجاريون "عقبات جديدة أمام السلع الصينية، فضلا عن تهديد ترامب بمزيد من القيود إذا أعيد انتخابه".
وهبطت الأسهم الصينية في هونغ كونغ بعد البيانات المخيبة للآمال، حيث انخفض مؤشر هانغ سنغ للشركات الصينية بما يصل إلى 1.7 بالمئة، قبل أن يعوض بعضا من هذه الخسائر.
وأبقى بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) في وقت سابق الإثنين، على سعر الفائدة القياسي ثابتا دون تغيير، وسط مخاوف من خروج رؤوس الأموال وتزايد الضغط على أرباح البنوك والعملة المحلية "اليوان".
"الديون المخفية"وتهدد "الديون المخفية"، التي اقترضتها المدن الصينية وكانت تقف وراء النمو خلال العقود الماضية، مستقبل البلاد بالتزامن مع تباطؤ النمو الاقتصادي، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وعلى مدى سنوات، راكمت مدينة "ليوتشو" الصينية، والعشرات من المدن الأخرى تريليونات الدولارات من الديون "غير المعلنة" لمشاريع التنمية الاقتصادية، حيث كان هذا التمويل "المعتم" هو "الخميرة التي ساعدت الصين على الظهور كقوة تُحسد في العالم"، وفق الصحيفة.
لكن، اليوم "تجعل مواقع البناء المتضخمة والطرق السريعة قليلة الاستخدام والمعالم السياحية المهجورة، هذا النمو الذي يحركه الدين يبدو وهميا"، حسب ما أفادت "وول ستريت جورنال"، مشيرة إلى أن مستقبل الصين "ليس مضمونا بأي حال".
وجمعت مدينة ليوتشو الواقعة في منطقة قوانغشي الجنوبية مليارات الدولارات لبناء البنية التحتية لمنطقة صناعية جديدة، حيث استحوذت مجموعة تمويلية مملوكة للدولة على الأراضي، وافتتحت فنادق ومدينة ملاهي.
ومع ذلك، توجد مساحات أخرى من الأراضي لا تزال شاغرة، وتبدو العديد من شوارع المنطقة مهجورة عمليا، وفقا للصحيفة.
البيت الأبيض يعلن عن زيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية ستزيد الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على واردات صينية تبلغ قيمتها 18 مليار دولار، وفق ما أعلن البيت الأبيض، مستهدفة قطاعات استراتيجية مثل السيارات الكهربائية والبطاريات والفولاذ والمعادن.وحسب "وول ستريت جورنال"، فإن شركات التمويل المملوكة للدولة، اقترضت الكثير من الأموال نيابة عن الحكومات المحلية. وفي كثير من الحالات سعت إلى مشاريع تنموية لم تحقق سوى عوائد اقتصادية قليلة.
فيما أدى تدهور سوق العقارات الصيني في السنوات الثلاث الماضية إلى عدم قدرة الحكومات المحلية على الاعتماد على مبيعات الأراضي للمطورين العقاريين بعد الآن، وهو ما كان مصدرا مهم للإيرادات.
ويُقدر خبراء الاقتصاد، حسب الصحيفة، حجم الديون "غير المعلن" بما يتراوح بين 7 و11 تريليون دولار، وهو ضعف حجم ديون الحكومة المركزية الصينية.
ويقول مصرفيون وخبراء اقتصاد، إن المبلغ الإجمالي "غير معروف، بسبب الغموض الذي يحيط بالترتيبات المالية التي سمحت لديون البلاد بالتفاقم"، محذرين من أن ما يصل إلى "800 مليار دولار من الديون معرض لخطر التعثر".
وحسب الخبراء الذين تحدثوا للصحيفة، فإنه إذا لم تتمكن شركات التمويل من الوفاء بالتزاماتها، فهذا يعرض بكين لدفع ثمن عمليات إنقاذ الشركات، مما قد يخلق مشكلة أكبر عن طريق تشجيع الاقتراض غير السليم، أو أنها قد تسمح للشركات المتعثرة بإعلان الإفلاس، مما يعرض البنوك الصينية لخسائر جسيمة من شأنها أن تؤدي إلى تآكل النمو الاقتصادي أكثر".
ولم ترد وزارة المالية الصينية على طلب التعليق للصحيفة، التي قالت إن من المتوقع أن يثير كبار القادة الصينيون هذه التهديدات "المحدقة" في اجتماع سياسي، الإثنين، ويركز على الاقتصاد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: النمو الاقتصادی
إقرأ أيضاً:
جمهورية اليهود المخفية.. «بيروبيدجان»
هل أحد يتخيل أن هناك دولة يهودية كل سكانها يهود، استطاع الكيان الصهيونى إخفاء أخبارها عن الإعلام لمدة أكثر من تسعين عامًا. إنها جمهورية اليهود الأولى أوبلاست المعروفة باسم عاصمتها «بيروبيدجان»، تقع فى جنوب شرق روسيا، ومساحتها تصل ٤١,٢٧٧ كم تماثل مساحة بلد أوروبى مثل سويسرا، بكثافة سكانية ضئيلة تصل إلى ١٤ نسمة/ميل مربع، مقابل ٩٤٥ نسمة/ميل مربع فى الكيان الصهيونى، و١٧٢٨ نسمة/ميل مربع فى الأراضى الفلسطينية. هذه الجمهورية لا يعلم بوجودها الأغلبية من العالم، لأن اسرائيل تسعى جاهدة إلى كتم هذه الحقيقة، ومنع الإعلام من زيارتها، وهى الوطن الأول لليهود فى العالم، وكانت هجرتهم إليها قبل فلسطين، إلى أن ظهرت الصهيونية وفكرة توطين اليهود فى فلسطين. وقد نجح الصهاينة فى إبعاد الإعلام عن جمهورية اليهود الاولى، التى تأسست بدون حاجة لاغتصاب أراضى من السكان الأصليين، ويعتبر سكانها بالكامل من اليهود، وقادرة على توطين كل اليهود بالعالم، بمن فيهم اليهود المغتصبون لأرض فلسطين.
ما تخافه إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها، هو الترويج لفكرة عودة اليهود إلى موطنهم الاول فى هذه الجمهورية، واقناع العالم بعودة آمنة لليهود المقيمين فى فلسطين، إلى جمهورية بيروبيدجان ليعيشوا بأمان وسلام، وينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة فيها، ويتحدثوا لغة ال «يديش» لغة يهود أوروبا، من دون أى معاداة للسامية، كما تروج له الصهيونية العالمية حاليا. وفى حالة حدوث ذلك، يمكن إنهاء مأساة تهجير العرب الفلسطينيين المشردين فى أنحاء الأرض، وتسهيل عودتهم إلى فلسطين.
هذه الفكرة تتعارض مع أهداف الصهيونية العالمية والدول الغربية المستفيدة من وجود دولة إسرائيل فى الوطن العربى والشرق الأوسط، بسبب وجود اسرائيل القائم على تبادل المنافع فى حماية المصالح الغربية، والاعتماد عليها للقيام بحروب الوكالة فى بعض الأحيان، ضد من يهددون مصالح الغرب وأولهم العرب. الشىء الذى يجهله العرب، أن جمهورية اليهود هذه تأسست عام ١٩٢٨، بعد أن أعلنت رئاسة اللجنة التنفيذية المركزية للاتحاد السوفيتى فى ٢٨ مارس ١٩٢٨، بيروبيدجان «منطقة قومية يهودية» مفتوحة للاستيطان، وسرعان ما وصل إليها أول المستوطنين فى إبريل من العام ذاته، وجرى تأسيس مزارع جماعية لهم، وتم الاعتراف ب «اليديشية» لغة رسمية فى الاقليم، وكان سكان بيروبيدجان ينالون الجنسية الروسية، وكل ذلك بدعم وتشجيع من يهود امريكا أنفسهم، ممثلين فى هيئة كانت تضم فى عضويتها عالم الفيزياء اليهودى أينشتاين والكاتب الامريكى المعروف غولدبرغ. وهكذا خدعت الصهيونية العالمية العالم أجمع، عندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية، أنهم فى أمسّ الحاجة إلى أرض فلسطين كوطن قومى لهم، وانهم مشردون فى الارض، ولا يوجد لهم وطن قومى يؤويهم، وتذرعوا بذلك لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم. فخيار الانتقال لتلك الجمهورية كان متاحًا أمامهم، لكنهم فضلوا فلسطين لأنهم كانوا يطمعون بالسيطرة على القدس، التى يوجد بها «المسجد الأقصى» قبلة المسلمين الأولى، والدفاع عنه يعتبر قضية المسلمين والعرب الأولى. هذه الحقيقة التاريخية، تحاول إسرائيل والصهيونية العالمية إخفائها، وثمة الكثير من الناس، وبسبب من التعتيم الصهيونى الإعلامى الموجه والمنظم، لا يعرفون أن هناك أكثر من وطن بديل لليهود فى العالم، فرضته الحقائق التاريخية التى تؤكد أن الذين استقدموا إلى فلسطين ليغتصبوا أرضها، ويبنوا دولتهم المزعومة هم ثلة من الناس تحكمت بهم الدعاية الصهيونية واقتلعتهم من بلدانهم الأصلية، التى كانوا يعيشون فيها مثل بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وبولونيا، وروسيا، والولايات المتحدة وغيرهم من الدول، ليحلوا محل الشعب العربى الفلسطينى بعد تشريده من دياره وأراضيه، فى أكبر جريمة تهجير جماعى، وتغيير ديموغرافى.
اثناء تفكك الإتحاد السوفيتى، كانت جمهورية بيروبيدجان مؤهلة لإعلان الاستقلال عن روسيا الاتحادية، مثلها مثل الشيشان، ولكن الصهيونية منعت حدوث ذلك، بسبب حساسية ظهور جمهورية خاصة باليهود، فى مكان غير فلسطين، وخطورة رفع الوعى لدى يهود العالم بوجود تلك الدولة وتحويل هجرتهم اليها بدلا من فلسطين. والشىء الغريب أن الغرب دفع بالعرب والمسلمين، للجهاد لتحرير الشيشان وفك ارتباطها من روسيا، وكان بإمكانهم فعل الشىء نفسه، ودعم جمهورية بيروبيدجان للاستقلال عن روسيا، وجعلها وطنًا بديلًا لليهود عن فلسطين. والواضح، كان لا احتياج إلى مبادرات السلام الكثيرة المتعددة خلال ٧٥ عامًا، والتى ترسخ الظلم والعنصرية، وتسلب أصحاب الأرض الفلسطينيين وطنهم، وتصادر أراضيهم، وتهدم بيوتهم، وتحرق مزارعهم، وتقتل أطفالهم وشبابهم، وتعطى شرعية المحتل الغاصب القاتل، وتدين الضحية. اليوم تواجه الإنسانية أسوأ كوارثها على الاطلاق، إذ يستهدف الكيان الصهيونى قتل المدنيين من النساء والأطفال فى منازلهم وداخل المستشفيات والمدارس.
هذا كان ومازال يحدث منذ ٧٥ عامًا على الطريقة النازية البشعة، وبمباركة الغرب المنافق، الذى يكيل بمكيالين، رغم أن المعاهدات والتشريعات الدولية تعطى الحق للشعوب المحتلة أن تقاوم المحتل، بأى طريقة كانت لإخراجه من أرضها واستعادة وطنها. والغريب بالأمر، أن المواطن العربى لا يعرف شيئا عن هذه الحقيقة.
وأخيرًا، نوجه نداء إلى المسلمين والعرب، أن يقوموا بتشكيل قوة سياسية ودبلوماسية واقتصادية للترويج لجمهورية بيروبيدجان كوطن، يمكن إعادة ترحيل يهود فلسطين اليها، وإعادة الفلسطينيين إلى بلدهم فلسطين المغتصبة، ومحاولة الضغط على الدول المساندة للمحتل الغاصب من منطلق القوة والمصالح، وأولهم أمريكا لاتمام هذه المهمة.
محافظ المنوفية الأسبق