قال الخبير الأمني والاستخباري الإسرائيلي يوسي ميلمان، إن عمليات الاغتيال التي تقوم بها "إسرائيل"، بالجملة عبر قتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين، باتت الهدف بحد عينه، ولم يعد لحياة الإنسان أهمية لديها، خاصة مع استيراد مصطلح الأضرار الجانبية من أمريكا.

وأشار بمقال له في صحيفة هآرتس، إلى أن الاحتلال، في العدوان الجاري، "حرر كل الكوابح، الأمر الذي بدأ قبل عشرات السنين بالتصفية المركزة وانتقل الى التصفية غير المركزة تطور الى سياسة التسليم بالمس بالابرياء، بما في ذلك الاطفال والنساء، مقابل تصفية شخص ارهابي".




وأضاف: "عملية الحيونة هذه والرغبة في الانتقام هي تقريبا طبيعية ومفهومة ضمنا، وهي غير منفصلة عما تمر فيه اجزاء واسعة من المجتمع الاسرائيلي، الذي أصبح منذ سنوات عنيفا أكثر فأكثر، ليس تجاه الفلسطينيين في المناطق فقط، بل بواسطة خطاب الكراهية في الشبكات الاجتماعية ضد أجزاء واسعة في الجمهور الاسرائيلي، وأيضا في السلوك المدني في الحياة اليومية".



ولفت إلى أنهم لا يرون "حاجة إلى الاعتذار عن تصفية محمد الضيف، والمشكلة هي أن إسرائيل تعشق عمليات التصفية، ذات مرة كانت التصفية هي وسيلة لتحقيق اهداف عسكرية، سياسية واستراتيجية أكبر، ولكن كما نشاهد في عمليات الجيش الاسرائيلي في غزة وفي لبنان فان عمليات التصفية هذه أصبحت تشمل كل شيء، هدف بحد ذاته، سياسيون، معظم جهاز الامن، الجيش الاسرائيلي، وسائل الاعلام، أجزاء واسعة من الجمهور، جميعهم يتفاخرون بها ويتمسكون بها مثل القشة للغريق وكأنها ستحل مشكلات اسرائيل في الحرب"

أضاف: "على مدى سنوات أنا اكتب بأن التصفيات، وبالتأكيد التصفيات بالجملة، لا تخدم أي هدف سياسي، ولا توجد لها فائدة، وحتى على المدى البعيد هي تزيد العنف واعمال الارهاب".

وشدد على أن الاعتماد على التصفيات هو "عرض عبثي وخداع للنفس، نحن شاهدنا ذلك بالفعل من خلال عشرات عمليات التصفية لشخصيات رفيعة وقادة، الذين تبين أن تأثيرهم في المنظمات الارهابية هو مؤقت وقصير المدى، وأنه سيتم تعيين بدائل لهم قريبا، حماس هي حركة شعبية جذورها مغروسة في التراث الفلسطيني، وهي ستتغلب على تصفية محمد الضيف مثلما تغلبت على تصفية مؤسس الحركة، أحمد ياسين، وقادة آخرين مثل محمد الجعبري ومروان عيسى وسلسلة اسماء طويلة لم يعد أي أحد يتذكرها".

وقال ميلمان، "على فرض أن الضيف قتل بالفعل، فهل سيعزز القضاء عليه صفقة المخطوفين أو النظام في غزة، وعودة الهدوء مع لبنان، الجواب لا".



وأشار إلى أن "غزة تثبت أن اسرائيل اصبحت مجتمع لا يهتم بحياة الانسان، أو حياة مواطنيها ومن بينهم المخطوفين، وسواء تمت تصفيته أم لا، بدون وقف الحرب لن تكون صفقة لاطلاق سراح المخطوفين. إنهاء الحرب سيؤدي الى انسحاب ايتمار بن غفير، وتوأمه الباهت بتسلئيل سموتريتش، من الحكومة. انسحابهما سيؤدي الى تبكير موعد الانتخابات التي سيهزم فيها نتنياهو".

وختم بالقول: "لذلك فان رئيس الحكومة، الذي كل شخصيته مبنية على البقاء واستمرار حكمه، لن يسمح بهذه العملية، ننتنياهو واستمرار الحرب توأمان سياميان لا يمكن فصلهما، ونحن سنكتشف ذلك بسرعة عندما نحصل على تأكيد حول تصفية محمد ضيف، وحتى اذا تم القضاء على يحيى السنوار نفسه".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاغتيال الاحتلال غزة غزة اغتيال الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تواصل استفزاز مصر بـ "سلاح حماس"

تواصل إسرائيل تأكيدها على ضرورة الاستمرار بنشر قواتها على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، خاصة بعد ما زعمت قوات الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، تدمير 80% من الأنفاق في محور فيلادلفيا، جنوبي قطاع غزة.

وحسب تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست"، ادعت مصادر في الجيش الإسرائيلي، أن الهدف الرئيسي لأنفاق محور فيلادلفيا بالنسبة لحماس، لم يكن تهريب الأسلحة، بل تسهيل إطلاق الصواريخ بعيدة المدى.

وأضافت المصادر أن "هناك 3 طرق أخرى إلى جانب تهريب الأسلحة مؤخراً عبر الممر، من المرجح أنها كانت مسؤولة عن الغالبية العظمى من التراكم الهائل للأسلحة لدى حماس"، في حين أشار مصدر في الجيش الإسرائيلي إلى أن معظم الأسلحة التي تملكها حماس جاءت عبر التهريب من أنفاق على الحدود بين غزة ومصر.

BREAKING: My detailed report from visiting the Philadelphi Corridor Hamas cross-border tunnels: https://t.co/lNLT8kuBgW

— Yonah Jeremy Bob (@jeremybob1) September 12, 2024 رد مصري

ويأتي التقرير رغم تأكيدات مصر، على تدميرها جميع الأنفاق على حدود قطاع غزة، بالإضافة إلى نفيها لاتهامات إسرائيل بأن الحدود المصرية مع القطاع، هي التي يتم تهريب الأسلحة منها إلى حماس.

وشكل محور فيلادلفيا الحدودي، نقطة خلاف جوهرية بين مصر وإسرائيل، حيث أكدت القاهرة رفضها وجود أي قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا أو في الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الحدودي، بين مصر وغزة.

ووفق التقارير الإخبارية، تؤثر هذه النقطة على النقاش الدائر داخل إسرائيل، حول مدى أهمية احتفاظ جيش الدفاع الإسرائيلي بممر فيلادلفيا، أو ما إذا كان من الممكن التخلي عنه مؤقتاً كجزء من صفقة لإعادة العشرات من الرهائن الإسرائيليين.

سياسات استفزازية

وفي ذات السياق، جددت القاهرة تأكيدها على أن ما يروج له رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حول مزاعم استخدام محور فيلادلفيا لتهريب الأسلحة من الحدود المصرية، هو "محض أكاذيب".

وقال وزير الخارجية المصري بدر أحمد عبدالعاطي، خلال مؤتمر صحافي، مع نظيره الدنماركي لارس لوكه راسموسن، الإثنين الماضي: "كلما اقتربنا من اتفاق في غزة نواجه سياسات استفزازية، لا تستهدف سوى مزيد من التصعيد".

وأضاف الوزير"مصر استثمرت مبالغ ضخمة لإقامة سياج أمني، لضمان التدمير الكامل لكل الأنفاق التي كانت موجودة عند الحدود مع قطاع غزة"، موضحاً أن "الادعاء بدخول السلاح لغزة من جهتنا محض أكاذيب".

 

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن أن تصل إسرائيل إلى يحيى السنوار؟
  • الآن مجتمع الجنجويد يمنّي نفسه بقرب إنتهاء الحرب
  • 4050 عملية بتر جراء العدوان الاسرائيلي على غزة
  • بابا الفاتيكان: لا أعتقد أن إسرائيل أو حماس تتخذان خطوات لصنع السلام
  • إسرائيل تواصل استفزاز مصر بـ "سلاح حماس"
  • إسرائيل: مساعٍ لتشكيل حكومة بديلة للدفع باتجاه صفقة مع حماس
  • متظاهرون يغلقون شوارع رئيسية في إسرائيل
  • الأونروا تعلن مقتل ستة من موظفيها في قصف مدرسة في مخيم النصيرات أودى بحياة 18 فلسطينياً
  • صَوْمَلة غزَّة.. لِصَالح من؟
  • صحف عالمية: إسرائيل تعرقل التأكد من دقة رواية حماس في غزة