إدّعى علماء آثار فى إنجلترا أنهم قاموا بإحياء صوت كاهن مصري يدعى نسيامون، وغنى مدائح العبادة في معبد الكرنك مرددا كلمات للآلهة المصرية مثل نوت إلهة السماء بفضل التقدم المذهل في تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد

وفى ضوء ذلك أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إلى أن الدرسة منشورة علميًا في مجلة ساينتفيك ريبورتس، بقيام فريق من الباحثين في إنجلترا بإعادة بناء صوت نسيامون بعد ثلاثة آلاف عام اعتمادًا على جودة التحنيط بحفظ الجهاز الصوتى

وادّعى الفريق إنهم أنتجوا صورة ثلاثية الأبعاد للجزء الداخلي من حلق نسيامون تم دمجها مع الحنجرة الإلكترونية لإعادة بناء الصوت والمومياء نطقت ألفاظ مثل "أه وإيه" وأنه فى المستقبل من الممكن أن يتكلم كلمات واضحة

وأوضح الدكتور ريحان أن هذا الأمر لعبة دعاية تحت ستار علمى بدليل نشر الخبر هذه الأيام مع أنه منشور منذ عام 2020 لنفس الفريق العلمى بجامعتى لندن ويورك ومتحف ليدز ببريطانيا وذكروا فى الخبر القديم أنهم بالتقدم العلمى سيجعلون المومياء تتكلم ولم يحدث أى شىء جديد منذ 4 سنوات،  دليل على أن ادعاءاتهم  لا علاقة لها بالعلم بل هى دعاية لمتحف مدينة ليدز من المتاحف الشهيرة بإنجلترا أنشىء منذ عام 1868 والمحفوظة به مومياء نسيامون، واستغلوا عبارة مكتوبة على النعش "نسيامون صادق الصوت" وهى أمنية نسيامون  في العالم الآخر فى إطار المعتقد المصرى وبدأوا اللعب على هذا الوتر لتحقيق أمنيته لإعطاء مصداقية لما قاموا به

ونوه الدكتور ريحان إلى شخصية الكاهن نسيامون،  فهو كاهن مصرى ارتقى منزلة خاصة فى معبد آمون وعاش فى فترة حكم رمسيس الحادي عشر ما بين عامي 1099 و1069 قبل الميلاد، وكان بيتميز بصوت جهورى لقراءة الترانيم

وأضاف بأنه ليست المرة الأولى تأتى هذه الخرافات للدعاية لأنفسهم ومتاحفهم والإساءة للمومياوات والآثار المصرية بمتاحف العالم، ففى أكتوبر 2022 أثار المتحف الوطني بالعاصمة البولندية وارسو وجود مومياء حامل بالمتحف كنوع من الدعاية نقلًا عن علماء بولنديين نشروا بحثهم بمجلة العلوم الأثرية ونشرت بموقع «Ancient-Origins» بإجراء عمليات مسح بالأشعة السينية والمقطعية لجسد المومياء مما أسفر عن حدث فريد من نوعه وهو أن المومياء التى فارقت الحياة قبل ألفين عام لازال برحمها جنين بعمر يتراوح من 26 إلى 30 أسبوعًا، وتصدى لذلك العلماء المصريين وأكدت الدكتورة سحر سليم أن الحمل كاذب والبحث مجرد دعاية ودى حشوات اعتاد المحنطون المصريون وضعها داخل مومياوات كثيرة سبق فحصها لأسباب مرتبطة بعملية التحنيط ذاتها.

وتابع الدكتور ريحان بأنه فى 24 يونيو 2013 إدعت إدارة  متحف بمدينة مانشستر البريطانية أن كاميرات المراقبة أظهرت تحرك تمثال مصري قديم داخل فاترينة العرض بمقدار  180 درجة نتيجة لعنة الفراعنة، وفسّر البعض أنه لو صح الخبر فربما نتيجة احتكاك بين التمثال وزجاج الفاترينة أو ذبذبات حركة الزوار

وأضاف بأن أحدث الإدعاءات التى تهين الحضارة المصرية كانت فى يونيو الماضى حين نشر متحف «الشرق الأدنى ومصر والبحر الأبيض المتوسط»، بجامعة سابينزا فى روما، مقالة علمية فى مجلة التراث الثقافي Journal of Cultural Heritage، المجلد 67 عدد مايو – يونيو 2024 تفاصيل استنساخ مومياء رمسيس الثانى بإنتاج نسخة طبق الأصل من مومياء رمسيس الثاني بمواد عضوية ومستدامة والسماح بعرضها بدون واجهة عرض وحتى لمسها من قبل الزوار في المتحف قمة الإهانة للحضارة المصرية 

ومن هذا المنطلق ترفض حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان العبث بالمومياوات المصرية بالمتاحف العالمية الذى يتنافى مع قواعد الأخلاق المعروفة كما يعد إهانة لكرامة الأجداد، وفى حالة أى دراسات علمية يجب أن تكون بمشاركة علماء مصريين لنضمن أمانة احترام هذه المومياوات فى التعامل معها ونتائج الدراسات، وكيفية تصويرها دون اختراقها أو إتلافها

وتطالب حملة الدفاع عن الحضارة بمخاطبة الدولة لهذه المتاحف بحرمة المومياوات المصرية وكيفية التعامل معها فهى ليست مجرد آثار بل هم أجدادنا يحلّون ضيوفًا فى متاحفهم، والأمر يتطلب أمانة إدارات هذه المتاحف فى التعامل مع الأجداد، وفى حالة الدراسات العلمية يجب أن تكون فى وجود وبمشاركة علماء مصريين لضمان حرمة التعامل وعدم اختراق المومياوات أو إتلافها، لأهمية هذه الدراسات فى إلقاء المزيد من الضوء على معالم الحضارة المصرية والعلاقة بين الإنسان والبيئة والأمراض المنتشرة والمتوطنة والفيروسية وكيفية مقاومتها وسبل العلاج المختلفة، وفى حالة مخالفة هذه المتاحف للضوابط يتم قطع التعاون الثقافى معها المتمثل فى بعثات الحفائر والترميم والمعارض الخارجية وغيرها

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المومياوات المصرية كاهن مصري المجلس الأعلى للثقافة

إقرأ أيضاً:

الانبا انجيلوس يترأس صلاة تجنيز كاهن كنيسة مارمرقس بشبرا

ترأس نيافة الحبر الجليل الانبا أنجيلوس اسقف عام كنائس شبرا الشمالية صلاة تجنيز القس يوحنا محفوظ كاهن كنيسه مارمرقس بشبرا، وشاركه فى الصلاة العديد من الآباء الكهنة الضيوف الذين حضروا لتقديم التعزية كذلك المرتلين والشمامسة وشعب الايبارشية.

وقد ألقى نيافته عظة جاء فيها:

أيها الأحباء

نلتقي اليوم في هذه الساعة الحزينة لكي نتذكر ونشكر الله على حياة أبونا يوحنا محفوظ، الكاهن الصالح الذي انتقل إلى السماء بعد أن أكمل مسيرته الطيبة في خدمة الكنيسة المقدسة وقد ولد في  16 ابريل 1981
وتمت سيامته قسًا في 16 نوفمبر 2014
وله في الكهنوت أكثر من عشرة سنوات
ولا شك أن فقدان أبونا يوحنا يترك في قلوبنا حزنًا عميقًا، لكنه في الوقت نفسه يدعونا للتأمل في حياته التي كانت مثالًا للمحبة والصبر والإيمان الثابت.

لقد عانى أبونا الحبيب من مرض سرطان نخاع العظم لمدة ثماني سنوات، وواجه هذه المحنة الصعبة بشجاعة عظيمة. كان يحتمل الألم بتواضع وشكر، ولم يتذمر قط. بل كان يردد دائمًا كلمات الشكر لله، مُظهرًا إيمانه العميق بأن الله هو مصدر قوته في ضعفه. كان مثالًا حيًا في تحمل الآلام والصعاب، مُظهرًا لنا كيف يمكن للمؤمن أن يواجه تحديات الحياة بصبر وراحة نفس، وهو يتمسك بكلمات الرب التي قال فيها: “تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” (متى 11: 28).

إن ما يميز حياة أبونا يوحنا هو أنه لم يكن فقط كاهنًا يعلّم ويخدم بل كان أيضًا إنسانًا يختبر الألم، ولكنه في كل لحظة من تلك الآلام كان ينعم بسلام داخلي عجيب. لم يُظهر أي نوع من التذمر أو الاستسلام، بل كان دائما يثبت إيمانه وثقته في الله. وعندما نعود إلى كلمة الله، نجد أن الكتاب المقدس يعلمنا في (الرسالة إلى رومية 5: 3-4) أن “المعاناة تُنتج صبرًا، والصبر تُنتج تزكية، والتزكية تُنتج رجاء”، وهذه كانت شهادة حياة أبونا يوحنا.

في كل لحظة كان يعاني فيها، كانت حياته تتحدث عن الإيمان القوي، كان يملأ حياة من حوله بالرجاء رغم الظروف. وها هو اليوم يذهب إلى حيث الراحة الأبدية التي وعد بها الرب الذين يثبتون في إيمانه. كلمات الكتاب المقدس تقول: “موت الصديقين عزيز عند الرب” (مزمور 116: 15)، وهذه الكلمات هي عزاؤنا في هذا الوقت، لأننا نعلم أن أبونا يوحنا قد انتقل من التعب إلى الراحة ومن المعاناة إلى المجد في حضرة الرب يسوع والملائكة والقديسين.

أيها الأحباء، دعونا نتذكر في هذا اليوم أن الحياة ليست مجرد لحظات من الفرح، بل هي اختبار إيمان. كما عانى أبونا يوحنا في مرضه بصبر وشكر، كذلك نحن مدعوون أن نعيش إيماننا في جميع الظروف، مؤمنين أن الله معنا في كل لحظة، وأنه لا يتركنا في ألمنا. دعونا نرفع قلوبنا إلى الله، طالبين الراحة والمجد لأبونا الحبيب، ونصلي أن يملأ الله قلوبنا بالسلام ويمنحنا القوة كي نسير في طريق الإيمان كما سار هو.

الرب يسوع الذي قال: “أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا” (يوحنا 11: 25)، هو الذي يهبنا الرجاء في الحياة الأبدية. ونحن نصلي أن يعطينا جميعًا نعمة الصبر في هذه اللحظات الحزينة.

ختامًا، نرفع صلواتنا من أجل أبونا يوحنا محفوظ، طالبين له الراحة الأبدية في فردوس النعيم، ونسأل الرب أن يملأ قلوبنا بالأمل والرجاء، ونعزي أسرته العزيزة زوجته تاسوني سالي وإبنتيه كارن وكلارا وأختيه وكل الأسرة الكريمة ونطلب من الرب يسوع أن يثبتنا في الإيمان في كل لحظة من حياتنا. آمين.

مقالات مشابهة

  • مفاجأة في فحص جمجمة مومياء مرتبطة بكليوباترا.. هل تم إعدامها؟
  • خبير: تعزيز ثقة الطفل بنفسه مفتاح التعامل مع العناد وفرط الحساسية
  • خبير نفسي يكشف أسباب وعلاج سلوك الطفل العنيد وكيفية التعامل معه
  • البنك المركزي يشمل العقارات بمبلغ 100 مليون دينار بضوابط "غسيل الأموال"
  • أحزاب: الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار بغزة تعكس حكمة القاهرة في التعامل مع الأزمات الإقليمية
  • أحمد أمين: المهرجانات ليست غناء وموزعو الموسيقى جندي مجهول
  • وفود سياحية تزور المناطق الأثرية بالمنيا للتعرف على عظمة الحضارة المصرية القديمة
  • الدكتور مجدي يعقوب الاستثناء .. لأول مرة في التاريخ يطلق اسم شخصية عامة على مطار مصري
  • الانبا انجيلوس يترأس صلاة تجنيز كاهن كنيسة مارمرقس بشبرا
  • وزير التعليم السابق يطالب بجعل البكالوريا المصرية سنة واحدة فقط