سواليف:
2025-02-22@23:18:40 GMT

ذات الشوكة

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

#ذات_الشوكة
مقال : 15 / 7 / 2024

بقلم : د. #هاشم_غرايبه .
تطمع النفوس (وحتى المؤمنة) بأن تنتصر في الصراعات من غير قتال ومعاناة وتضحيات، والتي أسماها الله (ذات الشوكة)، لكن تبين بعد انجلاء الأمور أن ذلك كان في جميع الحالات لصالح الأمة، فقد أكسبها مناعة ضد الشدائد وخبرات قتالية وقوة تحمل، كما كشف معادن أناس كانوا لا يعدون من الشجعان، وبيّن زيف ادعاء بعض المنافقين.


إن هذه القاعدة تنسحب على الأمة في كافة العصور، وإذا أخذنا العدوان الأخير على غزة بالتحليل فإننا سنجد تطبيقا عمليا لها في أوجه عديدة منها:
1 – في صراع الفئة المؤمنة مع أخرى كافرة، يتكفل الله بنصرها مهما كانت موازين القوى مختلة، عندما تحقق أمرين: التمسك بالعقيدة الإيمانية، وصدق النية في الجهاد، ببذل الجهد في إعداد ما يمكنها من القوة.
2 – لا تحسم القوة العسكرية المعركة مهما كان التفوق فيها خرافيا، بل يمكن للمقاتل المؤمن مناجزة العدو ولو بأسلحة بدائية، لأن العزيمة الصادقة للمؤمن تستند الى قناعته أن الموت ليس نهاية عدمية بل شهادة عند الله جزاؤها، لكن الملحد أو من يقاتل بحكم مهنته فيعتبر موته خسارة محققة، فلن يستفيد شيئا بعد موته ولو نصبوا له التماثيل.
3 – عند وقوع القتال تنكشف نفوس المنافقين، وهم الذين كانوا يظهرون الحرص على الإسلام ويبررون بطشهم بالمتمسكين به بأنهم ما فعلوا ذلك إلا خوفا على الإسلام ممن يشوهون صورته ، ليتبين بعد أن ناصروا العدو عليهم أن دافعهم هو الخوف من الإسلام وليس عليه.
4 – ولما كان هؤلاء المنافقين أشد خطرا على الأمة من أعدائها التاريخيين، لذا يقدّر الله في كل حقبة زمنية معارك تستهدف الأمة لكشفهم.
في جميع المحن التي ألمت بالأمة، تبين فيما بعد أنها كانت لحكمة علمها الخالق ولم يكن الناس ليدركوها لولا حدوثها “لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ” [النور:11]، فقد كشفت نفوسا مريضة يتحينون الفرص، وأشخاصا يرتدون أقنعة خادعة للوطنية والإخلاص لمبادئ الأمة.
فقد كان من نتائجها أن كشفت خديعة أن انقلابيي مصر جاءوا لإنقاذ مصر من الاسلاميين عملاء الاستعمار(حسب ادعائهم!)، لكن الأحداث أثبتت العكس تماما، ليتبين للجميع حقيقتهم وأنهم هم من يدعمون الكيان اللقيط في عدوانهم المبيت، بشكل عملي ومباشر، بالحصار وتدمير الأنفاق (شرايين الحياة للقطاع) بفعالية أكثر من العدو ذاته، بدليل أن معبر رفح يقع في الأراضي المصرية فلماذا لم يسمح بمرور المواد الإغاثية؟.
5 – لقد جاءت معركة الطوفان الأخيرة بتوقيت أراده الله، لإنقاذ بيته الحرام مما كان يخطط له من تطبيع كان سيتم حسب ما خطط له، يتيح استباحته من قبل المشركين الذين يعتبرهم الله نجسا يحظر عليهم دخوله، ولو بصفة سياح.
6 – إن الله ينصر المؤمنين بوسائل عديدة، فقد تبين من شهادات المحتجزين الأجانب الذين أطلق سراحهم، وجود مدينة هائلة من الأنفاق تحت غزة، تسير بها السيارات، مكنت المجاهدين من بناء مصانع أسلحة ومخازن لها، بعيدة عن أعين رقابة العدو الجوية وقدراته التدميرية الهائلة، وبالطبع ما كان بالإمكان حفرها بالمعاول اليدوية والمجارف، ففي السنة الوحيدة التي قدّر الله لنظام اسلامي مخلص أن يقوم في مصر، أمدهم “مرسي” رحمه الله بحفارات انفاق استعملت لحفر مترو القاهرة، استطاعوا بها انجاز الحفريات، والوصول للبحر، والذي عن طريقه كان يتم تهريب المواد الأولية اللازمة، وتولت العناية الإلهية إعماء العيون اليقظة للأقمار الصناعية والدوريات البحرية لنظام السيسي، تماماً مثلما أعمى عيون المشركين عن رسوله ليلة هجرته الى المدينة.
وهذا سر حرص العدو على احتلال منطقة الساحل بكاملها، وذلك لقطع المنافذ الى البحر.
هكذا تشاء العناية الإلهية أن ينجد عباده المخلصين دائما، ويمكنهم من الاستفادة من كل حدث وفي كل ظرف، حتى لو كان عدوانا غاشما ونية شريرة مبيتة، وليعلموا أن الله مع الصادقين ولن يمكن اعداء دينه منهم .. “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” [الأنفال:30].

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ما کان

إقرأ أيضاً:

في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين نصر الله واليمن

يمانيون../
يحتل حزب الله وأمينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله مكانة عظيمة في قلوب اليمنيين، لا تدانيها مكانة، وهي مكانة ضاربة في التاريخ، لا تستوعبها الأقلام، ولا الدفاتر، بل تكاد لا تدركها العقول، ولا تسعها القلوب، هي مكانة الوفاء من الصدق، والتضحية من الفداء، لا تستطيع التفرقة بينها، لم تنشأ فجأة، ولم تأت من فراغ، كما أنها لم تولد من غير والد، أو تنْمُ من غير رعاية.
عين اليمنيين وسمعهم وبصرهم، كما كل شعوب أمتنا، كانت ترقب وتنتظر، وتبحث وتتلهف، إلى من ترى فيه أملها لتحقيق تطلعها، وانعكاس رجائها، فجاءت اللحظة التاريخية لتشير بإصبعها باتجاه هذا السيد الشاب وهو يتلقف قيادة حزب الله، ويسير بالمقاومة في طريق النصر.
الظرف التاريخي الحساس، والمفعم بالمخاضات، والهزات، والمثقل بالنكسات والنكبات، كان مناسبا وعلى درجة عالية من الملاءمة، لظهور قائد بحجم السيد حسن نصر الله وثقله وهيبته وصدقه وإيمانه.
لذلك لم تخطئه العيون، ولم تسد لخطابه الآذان، وانفتحت له القلوب بكل أبوابها، فملأ العيون قيادة، وأشبع الآذان ثقة وإيمانا، وشحن القلوب حبا ووفاء وأملا بالنصر القريب.

لم يكن الشعب اليمني استثناءً بين شعوب أمتنا، الذي تابع بكل فخر واعتزاز انتصارات حزب الله بقيادة السيد نصرالله، ورأى فيه القيادة المنتظرة للأمة، فقد كانت كل شعوب أمتنا بلا استثناء تراه كذلك، ولا عبرة بالمنافقين هنا، الذين قد يشوش الإشارة إليهم طبيعة الموقف العظيم في تلاقي الأمة عند صدق القائد وفخرها بخطاباته وحضوره الذي كان عنوانا لعز الأمة القادم.
من هناك من بنت جبيل، سمع اليمنيون وكل الأمة، ذلك القائد وهو يتحدث عن النصر، نصر لم يسمع به العرب طوال عقود مضت، على عدو كان قد تسرب إلى نفوس الكثيرين أنه لن يهزم، ولن يهتز، ودفع البعض للاستسلام، لا سيما بعد تطبيع أقرب دولتين وأكثرها مواجهة مباشرة معه، مصر والأردن، والأهم للأسف الشديد السلطة الفلسطينية نفسها، لتنكسر كل تلك الخيبات، بإعلان نصر أول على هذا العدو إجباره على الانسحاب من كل جنوب لبنان عام 2000، دون قيد أو شرط، وفي ذلك الخطاب وصف السيد نصر الله كيان العدو الإسرائيلي بأنه أوهى من بيت العنكبوت.

وافق ذلك الوصف رغبة في نفوس الأمة، ودق على وتر الانتصارات التي عزفت في قلوبها، وأعادت إليها أمل تحرير فلسطين، والقضاء على هذا الكيان، لم تكن عبارة بيت العنكبوت، مجرد حروف وكلمات، بل كانت سلاحا فتاكا، أذاق العدو ويلات الانكسار، التي ظلت ترافقه طوال مراحلها اللاحقة، كما كانت جرعة كبيرة من الإيمان، والوعي الذي ارتفع حتى عانق السحاب.
أخيرا.. بعد عقود، هاهو قائد يتحدث بكل ثقة، ليعيد مجد الأمة المفقود، وأملها المنكسر، وهيبتها المهدرة، لقد كان هو السيد الشاب القائد الكبير حسن نصر الله، فارتفعت حينها راية حزب الله في كل مدينة وقرية وعلقت صور هذا القائد في كل بيت، فزمن الهزائم قد ولى.

حرب تموز
جاءت حرب تموز، لتؤكد مجددا أن هذا هو زمن الانتصارات، وعلى يد هذا القائد وإخوانه المجاهدين، وأولئك الشباب الصادقين في حزب الله، لن ترى الأمة إلا النصر، وجاءت عبارة: (كما وعدتكم بالنصر دائما، أعدكم بالنصر مجددا)، وما هي إلا أيام، حتى انقشع غبار تموز، عن النصر المؤكد فعلا، ومرة أخرى تظهر “إسرائيل” و”جيشها” الذي يعد خلاصة جيوش الغرب وخبراته، ومعداته وسلاحه، أوهن من بيت العنكبوت، لتلاحق تلك العبارة قادة العدو وتمرغ أنوفهم بالتراب.
خرج حزب الله منتصرا، وظهر القائد بخطاب النصر مجددا، فهز الدنيا، زلزالا تحت أقدام العدو، وفرحا في قلوب المحبين المؤمنين بخيار المقاومة والجهاد، ومهما نسي العالم فلن ينسى تلك اللحظات على الهواء مباشرة، وفاتح زمن الانتصارات يتحدث بهدوء، قائلا : انظروا إليها تحترق، كان يتحدث عن السفينة الإسرائيلية ساعر، التي أصابها صاروخ حزب الله على مرأى ومسمع العالم.

هكذا إذاً بدأنا نشعر بطعم النصر، في اليمن والأمة الإسلامية والعربية، وكان ذلك بيد السيد المجاهد حسن نصرالله، الذي أطعمنا النصر بملاعق الجهاد والتضحية الذهبية، تذوقت الأمة نصرا، أشهى من العسل، وأوضح من عين الشمس، وأبهى من نور القمر في ليلة صافية.
إذا كان نصر 2000 إنعاشا لقلب الأمة المنكسر، فقد كان نصر 2006 إكسير حياة للعزة والكرامة تلقته صدور الشباب في الأمة، فانطلقت بكل شموخ وعزة وكرامة، وعادت لها الثقة بذاتها، ونفضت الغبار عن خط سيرها الذي ارتضاه الله لها، واضح الجادة، جلي الطريق، في صراط مستقيم غير ذي عوج.

حزب الله والسيد نصر الله عند الشهيد القائد
بين النصرين، أراد الله لليمن أن تنهض على يد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، فعمل على أن يكون السيد نصرالله نموذجه المشرق في الجهاد والصدق والثبات، ودليلا على وعد الله تعالى للامة بالنصر، وقد حملت محاضراته الكثير من المواضع في هذا الصدد، لعل أبرزها حين جعل هذا القائد مصداقا لقول الله تعالى: (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون)، ويقول رضوان الله عليه: “ولهذا، الأشخاص الذين يثقون بالله يتكلمون بملئ أفواههم بكل تحدي لإسرائيل عند رأسها، حسن نصر الله، وأمثاله، بكل صراحة، وبكل قوة، من منطلق ثقته بصدق القرآن، أن هؤلاء أجبن من أن يقفوا في ميدان القتال صامدين، وجربوهم فعلاً، جربوهم في جنوب لبنان، كيف كانوا جبناء، يهربون، جندي واحد يرد قافلة، ورتلا من الدبابات، الشاحنات العسكرية. أرعبوهم حتى أصبح اليهود متى ما خرج اليهودي من جنوب لبنان إلى داخل فلسطين يبكي من الفرح، ويقبِّل أسرته، خرج من بين غمار الموت”.
في موضع آخر، فإن السيد حسين بدر الدين الحوثي، يقدم السيد نصرالله نموذجا، للمؤمن الذي مُلئ قلبه بالإيمان، ويقارن بينه وبين بقية الزعماء العرب: “هل أحد منكم شاهد [السيد حسن نصر الله] في التلفزيون وهو يتكلم بملء فمه، وبكل قوة وبعبارات تهز إسرائيل. ماهي عبارات مثلما يتكلم زعماء العرب الآخرين” ويستطرد بوصف تلك الكلمات: “كلمات مجاهد، كلمات شجاع، كلمات تحتها جيش من الشباب المجاهدين الأبطال، يتكلم كلمات حقيقية مؤثرة، وهو بجوارهم، وهو يعلم أن معهم قنابل ذَرِّيّة، وأن معهم صواريخ ومعهم دبابات، ومعهم كل شيء، لكن قلبه من القلوب المملوءة بتولّي الله ورسوله والذين آمنوا فأصبحوا حزب الله، وحزب الله هم الغالبون، كما سيأتي عندما نصل إلى عند هذه الآية”.

ولم يترك السيد حسين بدر الدين الحوثي الاستشهاد بكلام السيد نصرالله في تحليل موقف أمريكا من الأمة: “وما أجمل ما قال السيد حسن نصر الله – في تحليل هذه المسألة – قال: [إن أولئك عندما يتحركون ليس من أجل أموالهم ومصالحهم، فأموالهم ومصالحهم في المنطقة مأمونة وهناك قواعد تحميها، وهناك أنظمة تحميها، وليس من أجل خيرات معينة، هم من تصب خيرات الشعوب العربية في بنوكهم، إنه تحرك – قال – لضرب الإسلام”.

العدوان على اليمن
كان مؤشر العلاقة بين اليمن والسيد نصر الله قد وصل إلى أعلى درجة، فجاء العدوان على اليمن، وموقف السيد نصر الله الرافض والمدين لهذا العدوان، ليكسر شوكة المؤشر، ويدمج بين اليمنيين وهذا الرجل الصادق والقائد الشجاع، والوفي، والمؤمن، الذي لا يخاف في الله لومة لائم، لم يعد هناك فرق، لنتحدث عن علاقة، لم يعد هناك بين، لنتحدث عن مكانة، فقد أصبح السيد نصرالله يمنيا، وأصبح اليمنيون حزب الله، فقد بادر بالموقف حيث احجم البعض وانضم البعض إلى تحالف العدوان، أعلن موقفه الرافض يوم سكت الناس، بل وصل حد أن يصف ذلك الموقف بأنه أشرف موقف اتخذه في حياته الشريفة، فكانت كلماته بلسما لجراح الأطفال ونساء اليمن، وكانت عباراته دواء لقلوب منكسرة من ظلم القريب، وجفاء الصديق، ووحشية الجار اللصيق. كانت حشرجة صوته، علاج غربة شعب اليمن بين الأمة، وكان لصرخته القوية، مفعول الترياق.
هنا، أصبحت صورته وصوته، علامة على أن الأرض التي مُلِأت جورا، لا تزال تنبض بالحق والعدل، فقد أنصفنا حين ظلمنا الناس، وواسانا حين اعتدى علينا الناس، ووقف إلى جانبنا، يوم خذلنا الناس، وتحمل في سبيل ذلك الموقف كل ضغط، ورغم ذلك استمر في موقفه، وقدم كل ما يستطيع، لم يبخل على اليمن بشيء أبدا، وسيأتي اليوم الذي ينكشف فيه للناس عظيم ما قدم.

لن تكون شهادة السيد حسن نصر الله آخر المطاف في مكانته بين اليمنيين، وإنما مرحلة من المراحل التي يصنع فيها القائد القدوة، ليكون مشعل هداية في طريق الأمة عموما، واليمنيين خصوصا. ولأن الشهادة حياة كما وصفها الله تعالى، فليست فراقا، بل هي اللقاء في عالم الروح، وعالم الحقيقة، وستظل فينا روحه ومبادئه وصدقه وجهاده وتضحيته، أبرز معالم الطريق إلى الملتقى في جنات عدن مع رسول الله وآله، ومع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

موقع أنصار الله علي الدرواني

مقالات مشابهة

  • الأمة تُوِّدع شهيد الإنسانية
  • شاهد / وزير الاعلام شرف الدين يبكي السيد حسن نصر الله
  • العلمانيون والإسلاميون والدوران في الحلقة الإستعمارية المفرغة كأداة لتفتيت الأمة
  • مفتي تنزانيا يشيد بجهود المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين بالعالم
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • مدير أوقاف الغربية: العمل التطوعي يسهم في التواصل الإيجابي بين أفراد المجتمع
  • في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين نصر الله واليمن
  • هل يجوز قضاء الصلاة عن الأم أو الأب المقصرين؟ أمين الفتوى يوضح
  • اختتام أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول “طوفان الأقصى”
  • الحرب على مقدسات الأمة.. العدو الإسرائيلي يدمر (1109) مساجد في غزة