سواليف:
2024-09-16@09:25:36 GMT

ذات الشوكة

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

#ذات_الشوكة
مقال : 15 / 7 / 2024

بقلم : د. #هاشم_غرايبه .
تطمع النفوس (وحتى المؤمنة) بأن تنتصر في الصراعات من غير قتال ومعاناة وتضحيات، والتي أسماها الله (ذات الشوكة)، لكن تبين بعد انجلاء الأمور أن ذلك كان في جميع الحالات لصالح الأمة، فقد أكسبها مناعة ضد الشدائد وخبرات قتالية وقوة تحمل، كما كشف معادن أناس كانوا لا يعدون من الشجعان، وبيّن زيف ادعاء بعض المنافقين.


إن هذه القاعدة تنسحب على الأمة في كافة العصور، وإذا أخذنا العدوان الأخير على غزة بالتحليل فإننا سنجد تطبيقا عمليا لها في أوجه عديدة منها:
1 – في صراع الفئة المؤمنة مع أخرى كافرة، يتكفل الله بنصرها مهما كانت موازين القوى مختلة، عندما تحقق أمرين: التمسك بالعقيدة الإيمانية، وصدق النية في الجهاد، ببذل الجهد في إعداد ما يمكنها من القوة.
2 – لا تحسم القوة العسكرية المعركة مهما كان التفوق فيها خرافيا، بل يمكن للمقاتل المؤمن مناجزة العدو ولو بأسلحة بدائية، لأن العزيمة الصادقة للمؤمن تستند الى قناعته أن الموت ليس نهاية عدمية بل شهادة عند الله جزاؤها، لكن الملحد أو من يقاتل بحكم مهنته فيعتبر موته خسارة محققة، فلن يستفيد شيئا بعد موته ولو نصبوا له التماثيل.
3 – عند وقوع القتال تنكشف نفوس المنافقين، وهم الذين كانوا يظهرون الحرص على الإسلام ويبررون بطشهم بالمتمسكين به بأنهم ما فعلوا ذلك إلا خوفا على الإسلام ممن يشوهون صورته ، ليتبين بعد أن ناصروا العدو عليهم أن دافعهم هو الخوف من الإسلام وليس عليه.
4 – ولما كان هؤلاء المنافقين أشد خطرا على الأمة من أعدائها التاريخيين، لذا يقدّر الله في كل حقبة زمنية معارك تستهدف الأمة لكشفهم.
في جميع المحن التي ألمت بالأمة، تبين فيما بعد أنها كانت لحكمة علمها الخالق ولم يكن الناس ليدركوها لولا حدوثها “لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ” [النور:11]، فقد كشفت نفوسا مريضة يتحينون الفرص، وأشخاصا يرتدون أقنعة خادعة للوطنية والإخلاص لمبادئ الأمة.
فقد كان من نتائجها أن كشفت خديعة أن انقلابيي مصر جاءوا لإنقاذ مصر من الاسلاميين عملاء الاستعمار(حسب ادعائهم!)، لكن الأحداث أثبتت العكس تماما، ليتبين للجميع حقيقتهم وأنهم هم من يدعمون الكيان اللقيط في عدوانهم المبيت، بشكل عملي ومباشر، بالحصار وتدمير الأنفاق (شرايين الحياة للقطاع) بفعالية أكثر من العدو ذاته، بدليل أن معبر رفح يقع في الأراضي المصرية فلماذا لم يسمح بمرور المواد الإغاثية؟.
5 – لقد جاءت معركة الطوفان الأخيرة بتوقيت أراده الله، لإنقاذ بيته الحرام مما كان يخطط له من تطبيع كان سيتم حسب ما خطط له، يتيح استباحته من قبل المشركين الذين يعتبرهم الله نجسا يحظر عليهم دخوله، ولو بصفة سياح.
6 – إن الله ينصر المؤمنين بوسائل عديدة، فقد تبين من شهادات المحتجزين الأجانب الذين أطلق سراحهم، وجود مدينة هائلة من الأنفاق تحت غزة، تسير بها السيارات، مكنت المجاهدين من بناء مصانع أسلحة ومخازن لها، بعيدة عن أعين رقابة العدو الجوية وقدراته التدميرية الهائلة، وبالطبع ما كان بالإمكان حفرها بالمعاول اليدوية والمجارف، ففي السنة الوحيدة التي قدّر الله لنظام اسلامي مخلص أن يقوم في مصر، أمدهم “مرسي” رحمه الله بحفارات انفاق استعملت لحفر مترو القاهرة، استطاعوا بها انجاز الحفريات، والوصول للبحر، والذي عن طريقه كان يتم تهريب المواد الأولية اللازمة، وتولت العناية الإلهية إعماء العيون اليقظة للأقمار الصناعية والدوريات البحرية لنظام السيسي، تماماً مثلما أعمى عيون المشركين عن رسوله ليلة هجرته الى المدينة.
وهذا سر حرص العدو على احتلال منطقة الساحل بكاملها، وذلك لقطع المنافذ الى البحر.
هكذا تشاء العناية الإلهية أن ينجد عباده المخلصين دائما، ويمكنهم من الاستفادة من كل حدث وفي كل ظرف، حتى لو كان عدوانا غاشما ونية شريرة مبيتة، وليعلموا أن الله مع الصادقين ولن يمكن اعداء دينه منهم .. “وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” [الأنفال:30].

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ما کان

إقرأ أيضاً:

الاحتفال بالمولد النبوي.. الأهمية والأهداف

مما لا شك فيه أن المرحلة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية هي أسوأ مرحلة وصلت إليها، فهي لم تصل إلى هذا المستوى الذي تعيشه اليوم من الضعف والهوان إطلاقا من حيث خضوعها لأعدائها وتقبلها لهيمنتهم واستكبارهم حتى صارت هي مضروبة بالذلة والمسكنة التي ضرب الله بها أعداءها والعدوان الوحشي على غزة منذ ما يقارب العام أكبر شاهد على ذلك ودليل تحرك الأحرار والشرفاء في شعوب الأرض تضامنا ومساندة مع غزة ولم تتحرك غالبية شعوب الأمة العربية والإسلامية.
لقد صارت أغلب شعوب الأمة وأنظمة العمالة والنفاق فيها تخشى أعداءها ولا تخشى الله خانعة ذليلة لهم يسومونها سوء العذاب فلا تبدي أي مقاومة، يسيؤون إلى نبيها فلا تستنكر حتى استنكار ويحرقون ويدوسون القرآن فلا تغضب ويستبيحون دماء أبنائها وأعراضهم ومقدراتهم فتبارك وتسمع اليهود والصهاينة يهتفون بعبارة (محمد مات وخلف بنات) فلا ترى فيها ذرة غيرة أو حمية وأصبحت شعوبها التي يتجاوز عددها المليار والنصف كغثاء سيل لا وزن لهم ولا قيمة ولا موقف لهم ولا حراك وكل ذلك بسبب ابتعادهم عن رسولهم ونهجه وعن قرآنهم ونوره.
وفي ظل هذا الحال المخزي والمزري الذي تعيشه غالبية أمة الإسلام المحمدي فإن المخرج الوحيد لها من هذا الحال يتمثل بإثارة ما تبقى من ذرات إيمان في قلوب شعوبها واحياء رسول الله في وجدانها، ليشدها إلى كتاب الله تعالى والى هديه الشريف ونهجه القويم، فتفيق من غفلتها وتصحو من سباتها، ولن يتحقق ذلك إلا إذا عاد محمد صلى الله عليه وعلى آله إلى قلوب أبنائها واسترجعت أفئدتهم نور رسول الله ومواقفه واستعادت ذاكرتهم عظمته ومنزلته واستشعرت نهجه وهديه ونوره ودربه وشاهدوا بأم أعينهم كل ذلك عن رسول الله بمواقف حية تعظم رسول الله وتجله وتقدسه قولا وعملا، نهجا وسلوكا وتسير على خطاه بشجاعة وثبات في مواجهة أعداء الله والتصدي لهم باستبسال وعزم وإقدام، لا يخيفهم في الله لومة لائم ولا يثنيهم كثرة العدو وقوته ولا يزعزع إيمانهم قوة أسلحة المستكبرين ولا إمكانياتهم، وقد رأوا هذه المواقف للشعب اليمني وبدأوا يستعيدون ثقتهم ويقينهم بوعد الله، ويدركون أن النصر بيده لا بكثرة العدد والعدة وان السبيل إلى بلوغه في متناول أيديهم بحسن التوكل على الله وبيقين الثقة في وعده ووعيده وبالتحرك وفق توجيهاته القرآنية والانطلاق استجابة له وسعيا إلى نيل رضاه، كما فعل اليمنيون واصبحوا يعون أن كل ذلك لا يتحقق في نفس أي مسلم إلا بمحبته لرسول الله وتعظيمه واتباعه وتقديسه وطاعته والمضي على خطاه وهذه هي الأهمية التي يسعى السيد العلم عبدالملك الحوثي ـ يحفظه الله ويرعاه ـ هو ومن معه إلى أن يعكسوها للامة من خلال الاحتفاء والابتهاج بالمولد النبوي الشريف والتعبير عن ذلك بكل المظاهر المشروعة والممكنة وفي مواجهة الاستكبار الأمريكي والبريطاني والصهيوني والغربي وهو الأمر الذي تحقق بفضل الله ولاحت ثماره في يقظة شعوب الأمة وعرفوا حقيقة أمريكا ومن معها وشاهدوا كيف كسر اليمنيون هيبتهم وكيف أذلوا قواتهم البحرية في البحر الأحمر بمدمراتهم وبوارجهم وحاملات طائراتهم التي فرت منه تجر أذيال الفشل والهزيمة وفضحوا حقيقة مسيَّراتهم الأكثر تطورا، كالأمريكية (MQ9) التي كانت تستعرض بها أينما تشاء وتقصف بها حيثما تشاء بعد ، إلا أنها صارت أسهل فريسة للجيش اليمني واسقطوا الكثير منها أمام العالم بمنظومات دفاع يمنية الصنع كان آخرها في التاسع من سبتمبر الجاري.
لقد كان لكل المواقف اليمنية السابقة اثر بالغ في نفوس أبناء الأمة وكل أحرار وشرفاء العالم، عززت وعيهم وأعادت رسول الله إلى قلوبهم وبدأوا يعودون للاحتفالات بمولده في السنوات القليلة الماضية في كثير من الدول العربية والإسلامية وعادوا إلى الفرح به والى تعظيمه وتقديسه والتعبير عن محبتهم له والاحتفاء بمولده, وهذا هو السبيل لإعادة رسول الله إلى وجدان الأمة، ومتى ما عاد اليها، فسيستنهضها رسول الله من سباتها ويفيقها من غفلتها ويعيدها إلى المسار الذي أمرها بالتزامه والى صراطه المستقيم الذي حذرها من الانحراف عنه وهذا هو الهدف الذي يسعى قائد الثورة ومن معه إلى تحقيقه وسيتحقق بإذن الله مهما حاول أعداء الله من اليهود والنصارى والمنافقين الحيلولة دون بلوغه، فالله غالب على أمره وهو الهادي إلى سواء السبيل.

مقالات مشابهة

  • المجاهدين: نجاح الصاروخ اليمني في الوصول لهدفه هو فشل شديد للمنظومة الصهيونية
  • حركة المجاهدين الفلسطينية: نجاح الصاروخ اليمني في الوصول لهدفه هو فشل شديد للمنظومة الصهيونية
  • لجان المقاومة الفلسطينية تبارك العملية النوعية للجيش اليمني في عمق كيان العدو
  • الاحتفال بالمولد النبوي.. الأهمية والأهداف
  • الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أصل الدين ومنارة الإسلام
  • قائد الثورة : مناسبة المولد النبوي مدرسة عظيمة غنية بالدروس والعبر التي نحن في أمسِّ الحاجة اليها
  • قائد الثورة يتوجه بالدعوة للشعب اليمني بالخروج المليوني غير المسبوق يوم غد في الفعاليات الكبرى للمولد النبوي
  • عذرًا يا رسول الله
  • قائد الثورة يدعو للخروج الكبير والمشرف غدًا حبًّا لرسول الله ونصرة لفلسطين  
  • البدعة الا نتحتفل برسول الله