ما موقف أنقرة من شروط دمشق لتطبيع العلاقات؟
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
أنقرة– وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزير خارجيته هاكان فيدان ببدء اتصالات مع دمشق، في خضم تصريحاته المتصاعدة بشأن احتمالية الحوار مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وإعلانه أنه قد يدعوه إلى تركيا "في أي وقت"، في وقت لم تحظ فيه دعواته بترحيب واضح في دمشق التي وضعت في المقابل شروطا لذلك.
التحرك التركي قوبل ببيان من وزارة الخارجية السورية، شددت فيه دمشق على أن انسحاب القوات التركية "الموجودة بشكل غير شرعي" من الأراضي السورية ومكافحة "المجموعات الإرهابية" التي تشمل الفصائل المعارضة هما الأساسان الرئيسان لأي مبادرة تهدف إلى "تصحيح" العلاقات بين البلدين.
وقالت الخارجية السورية إن "أي مبادرة في هذا الصدد يجب أن تبنى على أسس واضحة ضمانا للوصول إلى النتائج المرجوة والمتمثلة بعودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية كما كانت قبل عام 2011".
"مستعدون للعمل معًا على تطوير هذه العلاقات بنفس الطريقة التي عملنا بها في الماضي".. الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان يبدي استعداده للقاء #بشار_الأسد وإعادة العلاقات مع #سوريا#رقمي pic.twitter.com/VqIxemHGOv
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) June 30, 2024
شروط مسبقةيرى الباحث في مركز سيتا للأبحاث باقي لالي أوغلو -في حديثه للجزيرة نت- أن تصريحات نظام الأسد، التي قد تُفهم على أنها شروط مسبقة، هي في الواقع رسائل موجهة بالدرجة الأولى إلى الداخل السوري وحلفاء النظام، وخاصة روسيا وإيران وليس إلى تركيا، إذ إن الأسد يسعى من خلال هذه التصريحات إلى تعزيز مكاسبه من الوساطة الروسية.
وأكد أنه من غير المحتمل أن تستجيب تركيا لشروط النظام وتسحب قواتها من المناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا في المدى القصير أو المتوسط، فقد نفذت تركيا عمليات عبر الحدود لمنع التهديدات الإرهابية، ومن المستبعد أن تتراجع عن هذا الموقف ما دامت هذه التهديدات مستمرة.
وشدد لالي أوغلو على أنه رغم التحديات الاقتصادية والعلاقات المتوترة مع روسيا والولايات المتحدة، فإن الأولويات الإستراتيجية لتركيا لم تتغير، ولا يمكن تحقيق تقدم في العلاقات الدبلوماسية إلا إذا ظلت هذه الأولويات محفوظة.
بدوره، انتقد المحلل السياسي تونج يلدرم -في حديثه للجزيرة نت- أي نقاش حول التعاون مع بشار الأسد في ظل الشروط التعجيزية وغير الواقعية التي وضعها، على حد وصفه.
ورأى أن الخطوة التي اتخذها الرئيس أردوغان لا تتناسب مع المرحلة الحالية، وشدد على أن المشكلة الأساسية التي تواجه تركيا هي غياب إستراتيجية واضحة ومتماسكة.
وأشار يلدرم إلى أن انسحاب الجيش التركي من الشمال السوري وترك الحدود تحت سيطرة الأسد والمنظمات الإرهابية سيؤدي إلى صراعات أمنية لا نهاية لها، وذلك يضر بمصلحة تركيا في المقام الأول.
وساطة عراقيةوكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أعلن -السبت- عن اقتراب عقد اجتماع في بغداد يجمع مسؤولين سوريين وأتراكًا، ضمن مبادرة عراقية للتوسط بين البلدين.
وأوضح حسين أنه اجتمع مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لترتيب لقاء ثلاثي في بغداد مع المسؤولين السوريين. وأضاف "العراق يعمل حاليا على تحديد موعد مناسب لهذا الاجتماع، دون الحاجة إلى موافقات خارجية، مع الحرص على التشاور مع الأصدقاء والحلفاء لضمان أمن المنطقة واستقرارها".
وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن ترحيب موسكو بمسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري، مشيرة إلى أن الجانب التركي اتخذ في الأيام الأخيرة "خطوات مهمة" في هذا المسار.
وكان الرئيس التركي أردوغان دعا كلا من الولايات المتحدة وإيران لدعم مسار التطبيع مع النظام السوري، معتبرا أنه الطريق لتحقيق "السلام العادل" في سوريا.
ورأى مراقبون أن تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان التي أدلى بها، أمس الأحد، في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي، جاءت كإجابة على شروط دمشق لبدء مرحلة التطبيع بين البلدين.
وقال فيدان في المؤتمر الصحفي "هناك مناطق في سوريا تخضع لسيطرة التنظيمات الإرهابية، وأخرى للمعارضة، وأخرى لسيطرة النظام"، مكررا استخدام مصطلح "النظام" مرات عدة خلال حديثه.
وأكد فيدان أن موقف الحكومة التركية والرئيس أردوغان لم يتغير تجاه اللاجئين السوريين داخل تركيا، قائلا "لن نعيد أحدا قسرا إلى بلاده ما لم يرغب هو نفسه في العودة طوعا". كذلك شدد على موقف تركيا الثابت تجاه المعارضة السورية، مضيفا "حاربنا الإرهاب مع الجيش الوطني على مدى سنوات طويلة ولن نتخلى عنهم".
لماذا يسعى الطرفان للتطبيع؟يقول الباحث لالي أوغلو إن العملية الجديدة التي ترغب تركيا في إطلاقها مع نظام الأسد تتماشى تماما مع أهدافها الإستراتيجية، إذ تهدف إلى محاصرة التنظيمات الإرهابية كحزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب، وحزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا.
وأضاف أن استعادة نظام الأسد السيطرة على المناطق التي تهيمن عليها هذه التنظيمات يعدّ الخيار المفضل لتركيا لكونه الأقل ضررا، كما تشمل الأهداف الإستراتيجية الأخرى إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين الطوعية.
ولفت لالي أوغلو إلى أن نظام الأسد بحاجة ماسة إلى هذه العملية المقترحة مع تركيا، إذ يمكنه من خلالها تحقيق مكاسب دبلوماسية لا يمكن الحصول عليها من أي دولة أخرى، ومن ذلك استعادة الشرعية داخليا وخارجيا، والسيطرة على شمال سوريا بدعم من تركيا، وهو أمر لا يمكن تحقيقه بمفرده أو بدعم من حلفائه كإيران وروسيا.
وأشار إلى أن دور تركيا كداعم ووسيط في تحقيق مصالحة مع الفصائل المعارضة السورية قد يكون الخيار الأفضل لنظام الأسد، ويسهم في إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بین البلدین نظام الأسد على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الخارجية الإيرانية تحمل الحكومة السورية الإنتقالية مسئولية مقـ.تل أحد موظفي سفارتها بدمشق
أعلنت إيران مقتل أحد موظفي سفارتها في العاصمة السورية دمشق متأثراً بجروح أصيب بها عقب إطلاق النار على سيارته الأحد الماضي.
وحمّلت الخارجية الإيرانية الحكومة الانتقالية في دمشق "مسؤولية التعرف على منفذي الهجوم على موظف سفارتنا ومحاكمتهم".
وأضافت الخارجية، في بيان، أن طهران ستتابع قضية مقتل الموظف "بجدية عبر القنوات الدبلوماسية والدولية".
وفي وقت سابق قال السفير الإيراني في لبنان، إن الولايات المتحدة اشترطت على ممثلين لزعيم "هيئة تحرير الشام" السورية عدم إعطاء دور لطهران التي كانت تدعم نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وفي تغريدة عبر منصة "إكس"، كتب أماني: "اشترطت الولايات المتحدة، بعد لقاء ممثلها بالجولاني، على الحكومة السورية الجديدة عدم إعطاء أي دور لإيران من أجل إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة".