تناولت صحف غربية موضوع محاولة اغتيال ترامب الفاشلة من زوايا متعددة، فرأت فيها غارديان تعزيزا لموقف كلا المرشحين، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، واستنتجت منها فايننشال تايمز أن الانتخابات أصبحت مشحونة أكثر بالمخاطر.

في حين اعتقدت واشنطن بوست أنها ستعطي ترامب دفعة سياسية فورية قد لا تستمر طويلا، وعلقت على دور التكنولوجيا في خلق قوى خارقة لكل من القتلة والحماة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الجمهوريون يستغلون محاولة اغتيال ترامب لوصم الديمقراطيين بالعنفlist 2 of 4بايدن يؤكد على التصالح وخفض التوتر بعد محاولة اغتيال ترامبlist 3 of 4حادثة إطلاق النار.. كيف أثبت ترامب أنه ملك الصورة؟list 4 of 4تطورات بالتحقيق في محاولة اغتيال ترامب وبايدن "ممتن" لسلامتهend of list

وقالت صحيفة غارديان إن لحظة استعراض ترامب وإظهار التحدي الدموي بعد تجربة قاسية ما كادت تنتهي حتى عادت الأضواء إلى خصمه الانتخابي المحاصر بايدن الذي ألقى خطابا أبرز صورته كرئيس وليس كمرشح، وأظهره رجل دولة كبير السن يرتفع فوق النزاع للدعوة إلى الوحدة الوطنية بعد لحظة مؤلمة.

وقال بايدن "لا يمكننا أن نسمح بأن يصبح هذا العنف أمرا طبيعيا. لقد أصبح الخطاب السياسي في هذا البلد ساخنا للغاية، وحان الوقت لتبريده، لدينا جميعا مسؤولية للقيام بذلك"، وتبنى دور المصلح مؤكدا "أننا في أميركا نحل خلافاتنا في صناديق الاقتراع وليس بالرصاص".

وسمح الخطاب أيضا لبايدن بإرسال رسالة إلى الديمقراطيين الذين يريدون تنحيته، وذلك بإظهار أنه لا يفتقر إلى الطاقة الضرورية للتغلب على ترامب.

وخلصت غارديان إلى أن ترامب يستطيع أن يفعل شيئا تاريخيا من خلال تكرار خطاب بايدن، والإصرار على أن العنف ليس له مكان في السياسة، والاعتراف بأن على الولايات المتحدة التراجع عن حافة الهاوية لتصبح الحملة الانتخابية حملة أخلاق ولباقة.

السيطرة على السلاح

ومن جانبها، أبرزت فايننشال تايمز خطورة اللحظة، وكيف ركز اثنان من أهم القادة الجمهوريين على أن خطاب حملة بايدن هو الذي "أدى مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب"، كما قال جي دي فانس المرشح لنيابة الرئيس، وتيم سكوت، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري الذي صرح قائلا بأن "الخطاب التحريضي للديمقراطيين يعرّض حياة الناس للخطر".

أما إيلون ماسك، صاحب موقع إكس (تويتر سابقا) فمال إلى نظرية المؤامرة بسبب وجود مطلق النار في مكان قريب إلى هذا الحد، وكتب "إما عدم الكفاءة الشديدة أو أنه كان متعمدا".

وتساءلت فايننشال تايمز عن ردة فعل ترامب وكيف سيستغل الحادث، مشيرة إلى المناخ الصعب في الولايات المتحدة، إذ لا يمكن أن يتجاهل حقيقة أن ترامب هو من أكبر المتسببين في تنامي خطاب العنف السياسي في البلاد، وهو الذي سبق ووصف مقتحمي مبنى الكابيتول هيل بأنهم "وطنيون لا يصدقون"، وشجع المليشيات المتطرفة على "الوقوف على أهبة الاستعداد" قبل وقت قصير من انتخابات 2020.

وخلصت الصحيفة إلى أن حادثة مهمة مثل محاولة قتل زعيم الحزب في الديمقراطيات الأكثر هدوءا، من شأنها أن تؤدي إلى دعوات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للسيطرة على الأسلحة، إلا أنه من غير المرجح أن يغيّر حزب ترامب رأيه بشأن هذا الموضوع.

دفعة تعاطف؟

وتساءلت الفايننشال هل سيحصل ترامب على دفعة تعاطف دائمة، مقارنةً وضعه بما حدث مع رونالد ريغان بعد أن أطلق مسلح النار عليه عام 1981. وذكرت أن روح الانتقام ما زالت تطارد الولايات المتحدة، حيث كادت رصاصة تقتل الرجل الذي توعد بالانتقام إذا عاد إلى البيت الأبيض.

وذكرت واشنطن بوست أن محاولة اغتيال ترامب ستؤثر على التاريخ، ورأى الكاتب ماكس بوت أن مقولة رئيس الوزراء البريطاني بنيامين دزرائيلي عندما علم بمقتل الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن عام 1865 "إن الاغتيال لم يغيّر تاريخ العالم أبدا" ليست صحيحة، مستشهدا بحادثة اغتيال فرانز فرديناند التي أدت إلى الحرب العالمية الأولى، وباغتيال زعماء الهوتو في رواندا التي أدت إلى الحرب الأهلية في رواندا.

ونبه الكاتب إلى أن تأثير معظم الاغتيالات يجب أن يبقى موضع تكهنات "لأننا لا نعرف ماذا كان سيحدث لو بقي الضحايا على قيد الحياة، فهل كان لينكولن سيتمكن من تضميد جراح الأمة بعد الحرب الأهلية ويضمن الحقوق المدنية للأميركيين الأفارقة لو بقي على قيد الحياة؟ وهل كان جون كينيدي سيتجنب تصعيدا أميركيا كبيرا في فيتنام ويمنع الستينيات من التحول إلى مثل هذا العقد الدموي والمضطرب لو بقي على قيد الحياة؟".

التكنولوجيا سلاح مزدوج

ولذلك يرى ماكس بوت أنه ليس من الواضح في هذا الوقت المبكر معرفة التأثير الذي سيحدثه إطلاق النار على ترامب، إلا أنه سيعطي دفعة سياسية فورية للمرشح، وتساءل هل سيستمر هذا الدعم حتى الانتخابات، وهل سيقود ذلك بايدن إلى التنحي أم التمسك أكثر بموقفه؟

كما تساءل الكاتب عن مدى تأثر الحادث في الجمهوريين وهل سيدفعهم إلى إعادة التفكير في معارضتهم لحظر الأسلحة الهجومية. وقال إن الجميع سيتابع هل ستساعد محاولة الاغتيال الفاشلة على تهدئة التوترات في ثقافة الأميركيين السياسية السامة أم ستصب مزيدا من الوقود على النار؟

وفي نفس الصحيفة، علق الكاتب ديفيد إغناتيوس من زاوية مختلفة تماما عن سابقيه، مشيرا إلى أن التكنولوجيا تجعلنا جميعا أكثر عرضة للخطر، لأنها تعمل على خلق قوى خارقة لكل من القتلة والحماة، في عملية تزعزع استقرار التوازن القديم بين الحرية والأمن.

وقال الكاتب إن محاولة الاغتيال "تجعلنا نعيد النظر في التجمع في الهواء الطلق". كما تحدث عن طراز البندقية التي اختارها المهاجم، وتساءل عن إمكانية تأمين لقاء في مكان مفتوح لو استخدم المهاجم مسيّرة أو مسدسا آليا يعمل بالذكاء الاصطناعي؟

ورأى إغناتيوس أن جهاز أمن الخدمة السرية في مكان الحادثة لو كان قادرا على فحص كل شخص بالقرب من تجمع ترامب، لتعرف على الفور على التهديدات المحتملة من خلال التعرف على الوجه وملفات تعريف الوسائط الاجتماعية، مشيرا إلى أن مثل هذه التقنيات تحمي بالفعل القادة في دول عدة بينها الصين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات محاولة اغتیال ترامب إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء: سحب حاملات الطائرات الأميركية محاولة لـهز العصا في وجه نتنياهو

اتفق خبراء على أن سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتأزيم الموقف وإعاقة التوصل إلى صفقة، يثير استياء الإدارة الأميركية، إضافة إلى دعمه للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وفيما يتعلق بقرار الإدارة الأميركية بسحب حاملات الطائرات من منطقة الشرق الأوسط دعا أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن أيوب إلى ربط ذلك بما صدر قبل 3 أيام من الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال "إن نتنياهو لا يفعل ما فيه الكفاية للتوصل إلى صفقة".

وأضاف خلال -حلقة (6-9-2024) من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن هذا القرار يدل على أن أميركا تريد أن "تهز العصا" قليلا في وجه نتنياهو الذي يريد تأزيم المشهد -وفق رؤية واشنطن- مما قد يدفع إيران إلى العودة إلى الميدان والرد مجددا.

واتفق الخبير في سياسات الأمن والدفاع بنجامين فريدمان مع أيوب في رأيه وقال إن نتنياهو كان يعارض الحزب الديمقراطي بشكل واضح منذ إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو ما يكرر فعله الآن. وأضاف أن نتنياهو يريد أن يعود ترامب إلى سدة الحكم، وأن يواصل هو بناء المستوطنات.

كما لفت أيوب إلى أن نتنياهو يمارس دعاية انتخابية لصالح المرشح ترامب، بامتناعه عن قبول مبادرات إدارة بايدن مرارا وتكرارا، ويتضح ذلك جليا -وفقا لأيوب- في خروجه بتصريحات تناقض مسؤولي الإدارة الأميركية في كل مرة يتحدثون فيها عن قرب التوصل لاتفاق.

خياران صعبان

وبحسب أيوب فإن إدارة بايدن تمر بواقع سياسي حساس وتواجه خيارين صعبين: إما أن تمارس ضغطا علنيا ومكشوفا على نتنياهو وتحمله مسؤولية تعطيل الصفقة، وهو ما قد يكلفها الكثير من الأصوات، وإما أن تدير ظهرها لأصوات الناخبين العرب والجناح التقدمي المدعوم بمظاهرات الطلاب المتجددة.

كما أوضح أن تصاعد الموقف في غزة واحتمالات التصعيد الإقليمي للحرب تؤثر على مصالح أميركا في المنطقة، وهو ما يدركه نتنياهو جيدا، ولذلك فإنه يعمل على إضعاف مواقف إدارة بايدن على أمل أن يفوز ترامب بالانتخابات، ليلبي له "قائمة أمنياته".

وأكد أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية الحالية تجعل أميركا تخسر الكثير على مستوى علاقاتها وتحالفاتها ومصداقيتها في المنطقة، وتدفع حلفاء واشنطن في المنطقة للتحرك للدفاع عن مصالحهم.

وأشار أيوب إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة زودت إسرائيل بكل ما تحتاجه حتى أصبحت "قوة إقليمية مقررة"، وأصبحت تتصرف وفق هذا المنطق، موضحا أن مصالحها قد تكون أحيانا على النقيض من المصالح الأميركية، ومع ذلك تسعى لتحقيقها.

الأسرى الأميركيون

ومن جانبه، لفت فريدمان إلى إن التصريحات الأميركية بخصوص حاملات الطائرات يمكن قراءتها في إطار أن هذه القطع العسكرية أُرسلت بهدف ردع إيران والمساعدة في حالة قيامها بهجوم، مع إقراره بأن الخطة غير صائبة من الأساس لأنها ستشجع إسرائيل على إثارة المزيد من المشاكل.

وأوضح أن إرسال حاملات الطائرات لم يكن بقصد بقائها دائما هناك، مشيرا إلى أن إيران قررت على الأرجح ألا تقوم بضربة صاروخية كبيرة، وأن ردها قد لا يحتاج إلى بقاء حاملات الطائرات.

ووصف فريدمان الحديث عن نية واشنطن القيام بصفقة منفردة حول الأسرى الأميركيين فقط بأنه مؤشر واضح على استياء إدارة بايدن من تصرفات نتنياهو، وتزايد شعورها بالإحباط وعدم قدرتها على استخدام نفوذها للضغط على تل أبيب لإنجاح الصفقة.

ونبه إلى أن حكومة نتنياهو لا تحتمل أن تتم صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لأنها تحتوي ضمن تشكيلتها على "وزراء متطرفين"، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يمكن أن يتم في وجود حكومة إسرائيلية أخرى.

وأشار فريدمان إلى أن بايدن نفسه عالق في الماضي، ولا يزال ينظر إلى إسرائيل التي تشكلت في الماضي عندما كان سيناتورا، ولم يدرك بعد القيم التي يؤمن بها "الوزراء المتطرفون" الذين يشاركون في الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي تخالف ما تؤمن به أميركا من حرية تعبير ومبادئ ليبرالية.

مقالات مشابهة

  • هل تختلف كامالا هاريس حقا عن جو بايدن؟
  • خبراء: سحب حاملات الطائرات الأمريكية محاولة لـهز العصا في وجه نتنياهو
  • خبراء: سحب حاملات الطائرات الأميركية محاولة لـهز العصا في وجه نتنياهو
  • أميركا ترد على طلب زيلينسكي استخدام أسلحة غربية لضرب روسيا
  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • ترامب يتعهد بأكبر عملية ترحيل للمهاجرين في تاريخ أميركا
  • رويترز عن مصادر مصرية: واشنطن تحولت من نهج يُوصف بالتشاوري إلى محاولة فرض خطة لوقف إطلاق النار في غزة
  • هاريس وسياسات بايدن الاقتصادية والخارجية
  • فريدمان: نتنياهو خدع بايدن وسيصعد الوضع في غزة لمساعدة ترامب
  • لماذا لم ترد إيران على اغتيال هنية حتى اليوم؟