بوابة الفجر:
2024-08-30@14:31:20 GMT

د.رشا سمير تكتب: ومنورة "تاني" يا حكومة!

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

أتذكر جيدا أنني في شهر أغسطس من العام الماضي كتبت مقال بعنوان (منورة يا حكومة) وهو المقال الذي تزامن مع بداية أزمة إنقطاع الكهرباء في مصر، الأزمة التي لم تكن يوما في الحسبان..تعددت أسباب الإنقطاع والنتيجة واحدة.. معاناة ثقيلة الظل على نفوس المواطنين!

أتذكر أنني في هذا المقال طالبت الحكومة أن تتسم بالشفافية.

.فالصراحة هي بمثابة خط مستقيم والخط المستقيم هو أقرب الطرق للتواصل والوصول إلى الهدف..

مر عام كامل والمواطن لازال في معاناة لا تنتهي، وجدول تخفيف الأحمال الذي باغتتنا به الحكومة في العام الماضي بكل ما لاقى من سخرية وتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي إختفى هذا العام..وكأن المواطن الغلبان يجب أن يكون في حالة إستعداد دائمة وفي يده شمعة!.

فلا جدول ولا توقيت محدد ولا حتى أمل في إنفراج الأزمة!.

أتفهم أن هناك أزمة عالمية في الطاقة جعلت الكثير من الدول تلجأ لتخفيف الأحمال، ولكن لا أتفهم كيف تتعامل الحكومة مع المواطن وكأنه أصبح مواطن "ملاكي"..مواطن تمتلكه الدولة، تحمله الأعباء وتضع يدها في جيبه ليصبح هو الحل الوحيد للخروج من الأزمات..مواطن يدفع الضرائب ويتحمل غلاء الأسعار التي تتضاعف كل يوم بلا رقابة، بل ويرضى بتخفيف الأحمال بكل رضى لمدة ساعة يوميا، فتصل إلى ساعتين وهو لازال راضٍ..فتزداد الحمولة على كاهله لتعلن الحكومة مع إشتداد موجة الحر التي جعلت الصيف أشبه بجهنم أنه سوف يصل قطع الكهرباء إلى ثلاث ساعات، وفي بعض القرى والنجوع تصل إلى ٦ ساعات (توقيت يذكرنا بعبور قناة السويس)!.

وتتوالى نتائج إنقطاع الكهرباء...حوادث في المصاعد الكهربائية نتيجة الإنقطاع المفاجئ..طلبة الثانوية العامة يجتمعون في الكنائس والمساجد للإستذكار لأن البيوت بلا كهرباء..الطرق السريعة بلا عامود إنارة واحد يوحد ربنا..كبار السن يدفعون إلى المستشفيات مصابون بهبوط حاد في الدورة الدموية..تلف الأجهزة الكهربائية في البيوت بسبب تذبذب الكهرباء وعودتها بلا موعد..سرقات وإعتداءات تتم في الظلام الحالك..

نتائج حتمية لحالة العشوائية التي يتم بها قطع الكهرباء..

إقترحت الحكومة مؤخرا حلول تقليدية لا جدوى لها لتخفيف الأحمال، مثل غلق المحال والكافيهات الساعة العاشرة  مساءً..

وماذا عن كل المخالفات التي ترتكبها الأحياء ورؤساءها في حق الدولة المصرية؟..فماذا عن الكافيهات والمحال الغير مرخصة وسناتر الثانوية العامة ومعارض السيارات وعربات القهوة، التي تسرق الكهرباء من الشارع عيني عينك من عواميد الإنارة؟ ولا حياة لمن تنادي..

لو إستجاب الحي وتم تشميع المحال..بتليفون واحد وغرامة للحي ونراضي الشباب..ترجع ريما لعادتها القديمة على آخر النهار وليس في اليوم التالي!..

لا أحد يحاسب أحد..ولم يعد هناك أي سيطرة شُرطية على الشارع..أما ما يحدث تحت الكباري فهو قصة أخرى..محال لبيع الملابس وكافيهات وشيشة..أغاني وطبل وزمر وحبال من النور تفترش المساحة بين عواميد الكباري كل ليلة وكأنه فرح العُمدة..

كرنفالات تستمر حتى الساعات الأولى من الصباح..هل سيتم غلق هذه المحال أيضا في العاشرة مساءً؟..

يجب أن تنتهي حالة العشوائية والبلطجة المحمية من الأحياء حتى يعود الهدوء إلى الشوارع، أما عن موسم الدروس الخصوصية لطلبة الثانوية العامة فهو يحتاج إلى إختراع شرطة خاصة عنوانها "شرطة السناتر"!.

لازال قطع الكهرباء إبتلاء تختص به الدولة البعض وتحرم منه البعض!..المساواة في الظلم عدل يا حكومة!..

لا أرى غضاضة في الوقوف بجانب الدولة بل هو واجب كل مواطن أن يساعد ويقدم تضحيات، وأتفهم نظرية أننا أفضل بكثير من دول حولنا..ولكن..من حق المواطن الذي صبر كثيرا أن يرتاح قليلا.

المواطن لم يعد يصدق الإعلام الذي بدأ يصرخ مطالبا بالعدالة الاجتماعية..

النائب ضياء الدين داوود صرح على الهواء بأن الحكومة التي أعلنت من سنوات بأن فائض إنتاج الغاز سيجعل مصر لديها إكتفاء ذاتي من المحروقات هي حكومة عاجزة عن حل أي مشكلة تعاني منها الدولة، ووصف الحكومة أيضا بأنها حكومة تعيسة جعلت حياة المواطن مذاقها مرار، وطالب الحكومة بالكامل بالرحيل..

أما أنا فلازلت أطالب الحكومة بالشفافية..يجب أن يكون هناك مصارحة حقيقية لحجم المشكلة والتحديات والحلول..لا مجال لمزيد من الوعود التي لا تتحقق..إغلاق المحال التجارية في العاشرة مساءً ليس هو الحل الأكيد ولا الوحيد..

في إنتظار بيان وافي من الحكومة لإستيعاب غضب المواطن بل ودفعه لتفهم الوضع وتقديم المزيد من التضحيات...فقط لو أفهمناه.

                                           [email protected]  

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

غرامة 100 ألف جنيه.. عقوبات قاسية في انتظار سارقي الكهرباء (فيديو)

أكد الإعلامي مصطفى بكري، أننا نحتاج تغييرًا شاملًا في محولات الكهرباء؛ لأننا نستهدف السنوات القادمة تصدير الكهرباء للخارج، مؤكدا أن استهلاك مصر من الكهرباء ارتفع لـ38 جبجا وات، ولذلك وجه الرئيس السيسي وجه بالتعاقد مع إحدى الشركات العالمية لإنهاء أزمات الكهرباء.

متحدث الحكومة يزف بشرى سارة للمواطنين عن أزمة الكهرباء محافظ الغربية يناقش مع رئيس شركة الكهرباء سبل التعاون

وقال مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج “حقائق وأسرار” إن من يقوم بسرقة الكهرباء سيتعرض لعقوبة الحبس مدة لا تزيد على 6 شهور مع الغرامة التي لا تتعدى 100 ألف جنيه، وإيقاف كافة أشكال الدعم التي تقدمها الدولة، مشيرا إلى أن توفير الكهرباء وخاصة للمشروعات أمر مطلوب، بشرط توفير الغاز والمازوت.

مشروعات عملاقة

وتابع : “نستهلك كهرباء بكمات كبيرة، ولدينا مشروعات عملاقة، و الحكومة تواجه لصوص الكهرباء وتحرمهم من المميزات الحكومية”.

وأشار مصطفى بكري إلى أن مباحث الكهرباء حررت سرقات بـ2 مليار جنيه خلال عام واحد، ومن يتم ضبطه في سرقة الكهرباء يتم تغريمه باستهلاك سنة كاملة.
 

أكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، أن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي طمأن المواطنين خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم بأن الدولة تخطط لدعم قطاع الكهرباء؛ من خلال توفير الموارد اللازمة لتشغيل المولدات وضمان عدم قطع الكهرباء مرة أخرى.


وأضاف، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “كل الزوايا”، مع الإعلامية سارة حازم طه، والمذاع على قناة "ON"، الخميس، أن الجهود مستمرة لمواجهة الاستهلاك الزائد للكهرباء، خاصة خلال فصل الصيف القادم؛ حيث سيتم إدخال الطاقات الجديدة والمتجددة ضمن الشبكة القومية للكهرباء، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات ستسهم في تغطية الاستهلاك الزائد وضمان استقرار الإمدادات.

 

وشدد على أن الحكومة تعمل على الانتهاء من المشروعات التي تم الاتفاق عليها، وكذلك دعم الطاقة الجديدة والمتجددة؛ لضمان توفير احتياجات المواطنين وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.


وحول موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، أشار إلى أن الموعد النهائي للافتتاح لم يحدد بعد؛ نظرًا لوجود عدة اعتبارات يتم أخذها في الحسبان، منوها أن الحكومة تسعى لجعل الحدث بصورة مشرفة للدولة، وسيتم اختيار الموعد الملائم لذلك.

 

وأكد أن التجهيزات للمتحف شبه مكتملة، مع استمرار أعمال تطوير المنطقة المحيطة لتكون ملائمة لافتتاح المتحف بشكل يليق بالدولة.

مقالات مشابهة

  • طلعت السويدى: الاستثمار في الطاقة المتجددة يقضى على ظاهرة تخفيف الأحمال
  • عفيفي: الدولة سعت بشكل كبير لحل مشكلة انقطاع الكهرباء (فيديو)
  • د. دعاء الهلاوي تكتب: درجات الحرارة والطاقة النظيفة
  • غرامة 100 ألف جنيه.. عقوبات قاسية في انتظار سارقي الكهرباء (فيديو)
  • بكري: عقوبات رادعة بانتظار لصوص الكهرباء
  • متحدث «الحكومة»: الدولة تخطط لدعم الكهرباء لضمان عدم انقطاعها مرة أخرى
  • كاتب صحفي: الحكومة بذلت جهودا كبيرة لحل أزمة الدواء وضبط السوق
  • طاقة النواب : حوافز الاستثمار في الطاقة المتجددة تقضي على ظاهرة تخفيف الأحمال
  • طاقة النواب: الحوافز للاستثمار في الطاقة المتجددة تقضي على ظاهرة تخفيف الأحمال
  • أستاذ طاقة: مشروع الضبعة النووي سيسهم في إنهاء انقطاع التيار الكهربائي