د.رشا سمير تكتب: ومنورة "تاني" يا حكومة!
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
أتذكر جيدا أنني في شهر أغسطس من العام الماضي كتبت مقال بعنوان (منورة يا حكومة) وهو المقال الذي تزامن مع بداية أزمة إنقطاع الكهرباء في مصر، الأزمة التي لم تكن يوما في الحسبان..تعددت أسباب الإنقطاع والنتيجة واحدة.. معاناة ثقيلة الظل على نفوس المواطنين!
أتذكر أنني في هذا المقال طالبت الحكومة أن تتسم بالشفافية.
مر عام كامل والمواطن لازال في معاناة لا تنتهي، وجدول تخفيف الأحمال الذي باغتتنا به الحكومة في العام الماضي بكل ما لاقى من سخرية وتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي إختفى هذا العام..وكأن المواطن الغلبان يجب أن يكون في حالة إستعداد دائمة وفي يده شمعة!.
فلا جدول ولا توقيت محدد ولا حتى أمل في إنفراج الأزمة!.
أتفهم أن هناك أزمة عالمية في الطاقة جعلت الكثير من الدول تلجأ لتخفيف الأحمال، ولكن لا أتفهم كيف تتعامل الحكومة مع المواطن وكأنه أصبح مواطن "ملاكي"..مواطن تمتلكه الدولة، تحمله الأعباء وتضع يدها في جيبه ليصبح هو الحل الوحيد للخروج من الأزمات..مواطن يدفع الضرائب ويتحمل غلاء الأسعار التي تتضاعف كل يوم بلا رقابة، بل ويرضى بتخفيف الأحمال بكل رضى لمدة ساعة يوميا، فتصل إلى ساعتين وهو لازال راضٍ..فتزداد الحمولة على كاهله لتعلن الحكومة مع إشتداد موجة الحر التي جعلت الصيف أشبه بجهنم أنه سوف يصل قطع الكهرباء إلى ثلاث ساعات، وفي بعض القرى والنجوع تصل إلى ٦ ساعات (توقيت يذكرنا بعبور قناة السويس)!.
وتتوالى نتائج إنقطاع الكهرباء...حوادث في المصاعد الكهربائية نتيجة الإنقطاع المفاجئ..طلبة الثانوية العامة يجتمعون في الكنائس والمساجد للإستذكار لأن البيوت بلا كهرباء..الطرق السريعة بلا عامود إنارة واحد يوحد ربنا..كبار السن يدفعون إلى المستشفيات مصابون بهبوط حاد في الدورة الدموية..تلف الأجهزة الكهربائية في البيوت بسبب تذبذب الكهرباء وعودتها بلا موعد..سرقات وإعتداءات تتم في الظلام الحالك..
نتائج حتمية لحالة العشوائية التي يتم بها قطع الكهرباء..
إقترحت الحكومة مؤخرا حلول تقليدية لا جدوى لها لتخفيف الأحمال، مثل غلق المحال والكافيهات الساعة العاشرة مساءً..
وماذا عن كل المخالفات التي ترتكبها الأحياء ورؤساءها في حق الدولة المصرية؟..فماذا عن الكافيهات والمحال الغير مرخصة وسناتر الثانوية العامة ومعارض السيارات وعربات القهوة، التي تسرق الكهرباء من الشارع عيني عينك من عواميد الإنارة؟ ولا حياة لمن تنادي..
لو إستجاب الحي وتم تشميع المحال..بتليفون واحد وغرامة للحي ونراضي الشباب..ترجع ريما لعادتها القديمة على آخر النهار وليس في اليوم التالي!..
لا أحد يحاسب أحد..ولم يعد هناك أي سيطرة شُرطية على الشارع..أما ما يحدث تحت الكباري فهو قصة أخرى..محال لبيع الملابس وكافيهات وشيشة..أغاني وطبل وزمر وحبال من النور تفترش المساحة بين عواميد الكباري كل ليلة وكأنه فرح العُمدة..
كرنفالات تستمر حتى الساعات الأولى من الصباح..هل سيتم غلق هذه المحال أيضا في العاشرة مساءً؟..
يجب أن تنتهي حالة العشوائية والبلطجة المحمية من الأحياء حتى يعود الهدوء إلى الشوارع، أما عن موسم الدروس الخصوصية لطلبة الثانوية العامة فهو يحتاج إلى إختراع شرطة خاصة عنوانها "شرطة السناتر"!.
لازال قطع الكهرباء إبتلاء تختص به الدولة البعض وتحرم منه البعض!..المساواة في الظلم عدل يا حكومة!..
لا أرى غضاضة في الوقوف بجانب الدولة بل هو واجب كل مواطن أن يساعد ويقدم تضحيات، وأتفهم نظرية أننا أفضل بكثير من دول حولنا..ولكن..من حق المواطن الذي صبر كثيرا أن يرتاح قليلا.
المواطن لم يعد يصدق الإعلام الذي بدأ يصرخ مطالبا بالعدالة الاجتماعية..
النائب ضياء الدين داوود صرح على الهواء بأن الحكومة التي أعلنت من سنوات بأن فائض إنتاج الغاز سيجعل مصر لديها إكتفاء ذاتي من المحروقات هي حكومة عاجزة عن حل أي مشكلة تعاني منها الدولة، ووصف الحكومة أيضا بأنها حكومة تعيسة جعلت حياة المواطن مذاقها مرار، وطالب الحكومة بالكامل بالرحيل..
أما أنا فلازلت أطالب الحكومة بالشفافية..يجب أن يكون هناك مصارحة حقيقية لحجم المشكلة والتحديات والحلول..لا مجال لمزيد من الوعود التي لا تتحقق..إغلاق المحال التجارية في العاشرة مساءً ليس هو الحل الأكيد ولا الوحيد..
في إنتظار بيان وافي من الحكومة لإستيعاب غضب المواطن بل ودفعه لتفهم الوضع وتقديم المزيد من التضحيات...فقط لو أفهمناه.
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
برلمانية تطالب الحكومة بمواجهة سرقة الكهرباء بدلاً من رفع أسعارها
كتب- نشأت علي:
تقدمت النائبة سميرة الجزار عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيرا الكهرباء والتنمية المحلية، لمطالبة الحكومة بمواجهة ترشيد الكهرباء بالمؤسسات الحكومية والشوارع المضاءة نهارًا ومواجهة ظاهرة سرقة الكهرباء بدلاً من رفع أسعارها.
وأعربت البرلمانية، عن دهشتها من تصرفات الحكومة وأفعالها المتضاربة وإنعدام الرقابة حيث أن ظاهرة ترك أعمدة بعض الشوراع مضاءة بالكهرباء نهارًا ووجود بعض المؤسسات والأجهزة التنفيذية الحكومية وأجهزة التكييف تعمل دون إحتياج، وبنفس الوقت ترفع أسعار الكهرباء على المواطنين.
وتسائلت لماذا لا تحاسب الحكومة جميع الأجهزة التنفيذية التي تستخدم الكهرباء في النهار رغم عدم الحاجة للإنارة؟.. ولماذا لاتحاسب قيادات المحليات على إضاءة الطرق والشوارع في النهار؟.. ولماذا لا تكون الحكومة قدوة أمام المواطنين في ترشيد الاستهلاك؟.
اقرأ أيضًا:
السيسي يمنح التزام بناء وتشغيل محطة لوجستية بميناء الإسكندرية لشركة "إدسكو"
مجدي الجلاد: الصحافة المصرية لم تواكب التطور العالمي
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: أستاذ صحافة: القارئ إذا لم يجد نفسه في السياسات التحريرية لن يتوجه للصحافة الأخبار المتعلقة حقيقة زيادة أسعار الكهرباء بداية 2025 بعد ارتفاع الغاز والمازوت عالميًّا أخبار "تشريعية النواب": تغليظ العقوبات ضد سارقي الكهرباء يقضي على هذه الظاهرة أخبار تعليق مصطفى بكري على تغليظ عقوبات جريمة سرقة الكهرباء أخبار إجراءات صارمة.. حالات تستوجب سحب العداد وإنهاء التعاقد مع "الكهرباء" أخبار أخبار مصر "رياضة النواب" توصي بدراسة مقترح زيادة اللائحة المالية للهيئات الشبابية منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر نشرة التوك شو| لقاء الرئيس مع قادة القوات المسلحة وأمطار على القاهرة منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر وزير الشؤون النيابية: التحول للدعم النقدي غير مطروح في "الضمان الاجتماعي" منذ 3 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر مايكل مورجان يعلق على الطائرات المجهولة بسماء أمريكا: "رسائل سياسية" منذ 3 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر برلماني: السيسي حمل خلال لقائه قادة القوات المسلحة رسائل للداخل والخارج منذ 3 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر "رياضة النواب" توصي بزيارة لمراكز الشباب بالأقصر.. وحل مشكلات المديونيات منذ 3 ساعات قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخباربرلمانية تطالب الحكومة بمواجهة سرقة الكهرباء بدلاً من رفع أسعارها
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك 21القاهرة - مصر
21 13 الرطوبة: 43% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك