صحيفة المرصد الليبية:
2024-11-05@10:36:54 GMT

يوم تفجرت أنهار من الدماء في القدس!

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

يوم تفجرت أنهار من الدماء في القدس!

القدس – وصف المؤرخ ويليام الصوري فظاعة ما جرى أثناء سقوط القدس في سياق الحملة الصليبية الأولى في 15 يوليو 1099 قائلا إن المنتصرين أنفسهم غطتهم الدماء حتى القدمين وكان منظرهم مرعبا.

مؤرخون الغرب القدماء وثقوا الفظاعات التي جرت في القدس بالتفصيل. وليلم الصوري المؤرخ الصليبي وكان أيضا رئيسا لأساقفة مدينة صور، كتب يقول: “كان من المستحيل أن تشاهد من دون رعب كيف كانت جثث الموتى والأشلاء المتناثرة ملقاة في كل مكان وكيف كانت الأرض كلها مغطاة بالدماء.

لم يكن مشهد الجثث المشوهة والرؤوس المقطوعة مشهدا فظيعا فحسب، بل كان الأمر الأكثر إثارة للصدمة أن المنتصرين أنفسهم كانت الدماء تغطيهم من الرأس حتى أخمص القدمين وأرعبوا كل من التقوا بهم. يقولون إن حوالي 10 آلاف من الأعداء ماتوا داخل المعبد، دون احتساب الذين قتلوا في جميع أنحاء المدينة وغطوا الشوارع والساحات؛ ويقولون إن عددهم لم يكن أقل. تفرقت بقية القوات في جميع أنحاء المدينة، وسحبوا مثل الماشية من الأزقة الضيقة والنائية البائسين الذين أرادوا الاختباء هناك من الموت، وقتلوهم بالفؤوس. انقسم آخرون إلى مفارز واقتحموا المنازل وأمسكوا بأرباب العائلات مع زوجاتهم وأطفالهم وجميع أفراد الأسرة وطعنوهم بالسيوف أو ألقوا بهم من بعض الأماكن المرتفعة إلى الأرض فماتوا متحطمين. في الوقت نفسه، كل من اقتحم منزلا، حوله إلى ملكيته الخاصة بكل ما كان فيه، لأنه حتى قبل الاستيلاء على المدينة، تم الاتفاق بين الصليبيين على أنه بعد الاستيلاء سيكون الجميع قادرا على امتلاك كل ما يستولي عليه إلى الأبد. لذلك قاموا بتفحص المدينة بعناية خاصة وقتلوا من قاوم. لقد توغلوا في الملاجئ الأكثر عزلة وسرية، واقتحموا منازل السكان، وقام كل فارس مسيحي بتعليق درع أو أي سلاح آخر على باب المنزل، كإشارة لمن يقترب، ليس للتوقف هنا، بل للمرور لأن هذا المكان قد شُغل بالفعل من قبل آخرين”.

سقطت القدس بعد أن حاصرها الصليبيون لأكثر من شهر من 7 يونيو حتى 15 يوليو عام 1099. احتلوا المدينة وأقاموا بها مملكة بيت المقدس.

الحملة الصليبية الأولى بدأت بنداء أطلقه البابا أوربان الثاني في 26 نوفمبر عام 1095، وعد فيه كل من يشارك في انتزاع القدس من المسلمين بالغفران من جميع الذنوب والتخلص من الديون.

جموع غفيرة من البسطاء شاركوا على الفور في حملة توجهت إلى القدس، لكنها لم تصل إلى الهدف وانتهى بها الأمر إلى الفشل التام بعد أن سحقها السلاجقة.

بعد عامين من الحملة الفاشلة، تجمع  في عام 1079 جيش مشترك من الفرسان النورمانديين والفرنسيين والألمان، وصلوا على القدس بعد مسيرة أكثر من عامين.

في تلك المناسبة امتلأت المدينة بالأشلاء في أعقاب سقوطها في 15 يوليو عام 1099 بعد هجمات متكررة سابقة باءت بالفشل، جرى آخرها فجر 14 يوليو، حيث قصف الصليبيون المدينة  بالمنجنيقات، ورد المسلمون بوابل من السهام والحجارة على الجدران، وسكبوا الماء المغلي على المهاجمين.

دافع المسلمون ببسالة عن مدينتهم، وألقوا على المهاجمين “قطعا من الخشب المرصع بالمسامير، ولفوها بخرق مشتعلة”، وتمكنوا في البداية من حماية أسوار مدينتهم من ضربات المنجنيق بتغليفها بأكياس محشوة بالقطن.

في النهاية تمكن الصليبيون من الاقتراب بأدوات حصارهم من أسوار القدس، ونجحوا في 15 يوليو في اقتحام المدينة لتبدأ المذبحة.

يصف المؤرخ ريموند من أغيلس المشهد الرهيب بقوله: “كان تانكريد من تارانتا، (هو أحد قادة النورمان الإيطاليين) ودوق لورين .. أول من اقتحموا المكان، ولا يمكن تصديق مقدار الدماء التي أراقاها في ذلك اليوم. ثم تسلق الجميع الجدران، وسقط المسلمون. لكن الشيء المذهل هو أنه حتى عندما استولى الفرنجة على المدينة، بأولئك الذين كانوا مع الكونت، بقي المسلمون يقاومون، كما لو أنهم لم يُهزموا تماما. ولكن بعد ذلك استولى أصحابنا على تحصينات المدينة وأبراجها، ومن ثم سترى مشهدا مذهلا: لقد كُسرت رؤوس بعض المسلمين، وكان الموت أسهل بالنسبة لهم؛ واضطر آخرون اخترقتهم السهام إلى إلقاء أنفسهم من التحصينات. وبقي قسم ثالث يعاني لفترة طويلة ومات محترقا بالنيران. في شوارع وساحات المدينة كان يمكن رؤية أكوام من الرؤوس والأذرع والأرجل”.

سقوط القدس على يد الصليبيين في 15 يوليو 1099 كان له عواقب بعيدة المدى، بل يمكن القول عنها إنها أبدية.

سقطت عدة مدن في الشرق الإسلامي مع الزمن وتوالت الحملات الصليبية، وفي نفس الوقت اشتدت المقاومة دون كلل إلى أن تم تحرير القدس على يد صلاح الدين الأيوبي في 2 أكتوبر عام 1187، وبنهاية المطاف سقطت عكا واستردها المسلمون في عام 1291 وكانت آخر معقل للصليبيين في الأراضي المقدسة.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی 15 یولیو

إقرأ أيضاً:

حماس: اتفاق يوليو الماضي هو المفتاح لوقف الحرب وعودة الأسرى

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية فشل الجهود الدولية لإعادة الهدوء إلى قطاع غزة، مشددا على أن العودة إلى اتفاق الثاني من يوليو/تموز الماضي هو مفتاح وقف الحرب والعدوان على القطاع، وعودة أسرى الاحتلال.

جاء ذلك في بيان ألقاه حمدان باسم الحركة بشأن آخر تطورات العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزّة، إذ أكد أن إسرائيل ماضية في عدوانها من دون اكتراث للوسطاء، مما يفرض على الفلسطينيين الدفاع عن حقوقهم بشكل مستقل.

وأوضح حمدان في البيان أن الحركة تؤمد على موقفها في التعامل بإيجابية مع أي مقترحات وأفكار تضمن وقفَ العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة، وعودة النازحين وإغاثة أهالي القطاع وكسر الحصار وإعادة الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل حقيقية.

وحمّل البيان الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي المسؤولية السياسية والأخلاقية عن استمرار مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الحرب التي يشنها الاحتلال على المستشفيات في شمال قطاع غزة هي جرائم إبادة جماعية وانتهاك لجميع الأعراف والمواثيق الدولية.

وتطرق البيان إلى إعلان الاحتلال قطع العلاقات مع وكالة الأونروا، معتبرا هذا التصرف محاولة لطمس حقوق اللاجئين الفلسطينيين ومحو قضيتهم، كما دعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للعودة عن هذه القرارات.

وشدد على أن الهجمات الإرهابية المتواصلة من المستوطنين في الضفة الغربية تستوجب تصعيد المقاومة، ودعا الشعب الفلسطيني إلى مواجهة جرائم المستوطنين وإفشال مخططات الاحتلال الاستيطانية في الضفة.

وأشار البيان إلى مرور 107 أعوام على وعد بلفور، معتبرا أن معركة الشعب الفلسطيني مستمرة لتحقيق طموحاته في الحرية والاستقلال، كما حمّل بريطانيا مسؤولية تاريخية تجاه معاناة الفلسطينيين.

وأوضح أن المقاومة وجهت ضربات موجعة للاحتلال، تسببت في خسائر مادية وبشرية، مشيرا إلى أن حكومة نتنياهو تواصل فشلها في تحقيق أهدافها من العدوان، رغم ارتكابها مزيدا من الجرائم بحق المدنيين.

خطوات وطنية

ودعا حمدان محكمة العدل الدولية لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم، مؤكدا أن الفلسطينيين سيتخذون خطوات وطنية لمواجهة التحديات، ومشيرا إلى عقد اجتماع مع حركة فتح بدعوة مصرية لبحث آليات تنسيق الجهود الوطنية.

وأوضح البيان أن فضيحة تسريبات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتلاعب بالوثائق تؤكد أن العدوان على غزة كان متعمدا ويعكس سياسة حكومة نتنياهو القائمة على إبادة الشعب الفلسطيني.

وأفاد البيان بأن اللقاء الذي جمع قيادات الحركة مع قيادات فتح كان إيجابيًا وصريحًا، وتم خلاله بحث مختلف القضايا الوطنية، خاصة العدوان على غزة وسبل مواجهة مخططات الاحتلال.

كما تناول الاجتماع مسألة إدارة شؤون الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والشتات، باعتبارها قضية فلسطينية بحتة تُدار بتوافق وطني، وجرى التباحث في تشكيل هيئة لمتابعة احتياجات غزة.

وأكد حمدان على مواصلة اللقاءات مع الفصائل الفلسطينية كافة للوصول إلى حلول تخدم مصالح الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الحركة تتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقف العدوان وعودة النازحين وإعادة الإعمار، إضافة إلى إتمام صفقة تبادل الأسرى.

ودعت الحركة الإدارة الأميركية الجديدة (المرتقبة بعد الانتخابات) للاستماع إلى الأصوات المتزايدة في المجتمع الأميركي التي ترفض الاحتلال وتدعو إلى وقف دعمه.

مقالات مشابهة

  • المسلمون الأميركيون يُبدون غضبهم من كامالا هاريس
  • القبض على عاطل لاتهامه بسرقة أجزاء حديدية بمحور 26 يوليو
  • ضبط المتهم بسرقة أجزاء من سور محور 26 يوليو بالجيزة
  • هاريس أم ترامب.. ماذا يريد المسلمون الأميركيون من الانتخابات الرئاسية؟
  • المسلمون يحسمون نتيجة الانتخابات في 7 ولايات
  • 4.35 تريليون درهم أصول بنوك الإمارات بنهاية يوليو
  • 4.35 تريليون درهم أصول القطاع المصرفي بنهاية يوليو
  • حماس: اتفاق يوليو الماضي هو المفتاح لوقف الحرب وعودة الأسرى
  • الرئيس السيسي: المعاناة اليومية لأهالي غزة ولبنان تتطلب استجابة فورية لوقف نزيف الدماء
  • نطلب منك وقف سفك الدماء... لبناني يحرج ترامب في لقاء انتخابي في ميشيغان (فيديو)