إيقاف العجمي الوريمي: من يدفع نحو التأزيم؟
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
كان خبرا مفاجئا للجميع، فليس ثمة من مقدمات توحي بأن الأمين العام لحركة النهضة التونسية العجمي الوريمي سيكون محل تتبع وإيقاف، لسبب معلوم لدى الجميع وهو اعتدال الرجل في مواقفه وخطابه. فهو رجل الانفتاح على الجميع، وهو المؤمن بالحوار، يرفض الإقصاء والقطيعة وخطاب الكراهية والعنف، حتى إنه لفرط اعتداله يتعرض لتهجمات مستمرة من جزء مهم في جمهور حزبه، يعتبرونه مهادنا وغير حازم في مواجهة الخصوم من الاستئصاليين خاصة.
لماذا يتم إيقافه دون إذن قضائي مسبق ودون وجود قضية معلومة لدى المحامين أو لدى الرأي العام؟ لماذا تم الإيقاف بتلك السرعة ومنع المحامين من ملاقاته لمدة 48 ساعة؟ كما شاع أيضا خبرٌ عن مداهمة منزله لتفتيشه وكذلك منزليْ مرافقيه اللذين تم إيقافهما معه!
هناك بعض التحليلات تذهب إلى كون الإيقاف تم بعد آخر حضور إعلامي له صحبة أحد مفسري مشروع 25 تموز/ يوليو، حيث اعتبر هذا المفسر أنّ العجمي الوريمي يمثل أخطر تشكيل متآمر سياسيا، وأن هذا التشكيل يعتبر قيس سعيد منقلبا وينتظر لحظة العودة إلى السلطة.
عملية إيقاف العجمي الوريمي طرحت سؤالا حول من يريد تأزيم الوضع، والبلاد تستعد لانتخابات رئاسية قريبا، يحاول فيها قيس سعيد الفوز بدورة جديدة تمتد خمسة أعوام. وقد بدا واضحا أن عملية إقصاء تتم بشكل ممنهج لكل منافس جدي محتمل، وهو ما سيُفقد الانتخابات حيويتها التنافسية وطعم الانتصار فيها لقيس سعيد؛ الذي كان قد أكد سابقا بكون القضية هي "قضية بقاء أو فناء"
هذا التحليل له ما يبرره، فبعض خصوم الإسلاميين يخشون معركة الأفكار والبدائل لأنهم عاجزون عن خوضها، ويحاولون وصم الإسلاميين بالتطرف والتآمر والفساد حتى يسهل عليهم استهدافُهم والتحريضُ عليهم، ثم تبريرُ ما سيتعرضون إليه بعد ذلك من تنكيل.
المعارك الحقيقية تُخاض دائما في عالم الأفكار وفي مستوى البدائل وتُدار بمستوى عال من القيم والعمق والجدية، فلا يمكن أن تحقق الاتهاماتُ وحملات التشويه أي هدف جدي لا للأحزاب ولا لعموم المواطنين، بل عكس ذلك، لم ينتج عن سنوات الصراع الأيديولوجي والصخب الإعلامي إلا خسارة التونسيين لبعضهم ولتجربتهم الديمقراطية، حتى انتهينا إلى وضع سيئ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
عملية إيقاف العجمي الوريمي طرحت سؤالا حول من يريد تأزيم الوضع، والبلاد تستعد لانتخابات رئاسية قريبا، يحاول فيها قيس سعيد الفوز بدورة جديدة تمتد خمسة أعوام. وقد بدا واضحا أن عملية إقصاء تتم بشكل ممنهج لكل منافس جدي محتمل، وهو ما سيُفقد الانتخابات حيويتها التنافسية وطعم الانتصار فيها لقيس سعيد؛ الذي كان قد أكد سابقا بكون القضية هي "قضية بقاء أو فناء".
عادة في المناسبات الانتخابية يسعى الرئيس المباشر والمترشح لدورة ثانية، إلى تخفيف الضغط وإلى إشاعة حالة من الاطمئنان والانفراج في البلاد لضمان إقبال معقول على الصناديق يُضفي جدية على العملية الانتخابية، فكيف تزداد عملية الضغط على السياسيين ودعوات الى المحاكم وحالات الإيقاف والمنع من السفر وتقييد الحركة على البعض؟ إجراءات لا تناسب الأجواء الانتخابية ولا تخدم لا الديمقراطية ولا حتى الرئيس المباشر الذي يريد الفوز بدورة جديدة، فمن يقف وراء مزيد توتير الأجواء ومزيد التضييق على الحريات في وضع اجتماعي صعب؟ هذه إجراءات لا تناسب الأجواء الانتخابية ولا تخدم لا الديمقراطية ولا حتى الرئيس المباشر الذي يريد الفوز بدورة جديدة، فمن يقف وراء مزيد توتير الأجواء ومزيد التضييق على الحريات في وضع اجتماعي صعب؟
إيقاف العجمي الوريمي كشف عن روح تضامنية كبيرة داخل قطاع واسع من النخبة الثقافية والسياسية والشخصيات الوطنية، حيث عبّر الكثيرون ومن مختلف الاتجاهات السياسية عن تضامنهم مع أمين عام حركة النهضة، وهذا التعاطف ليس فقط لمسؤوليته السياسية في أكبر حزب بالبلاد، وإنما وأساسا لما يحظى به العجمي الوريمي من مقبولية ومحبوبية واسعتين لدى أغلب النخب السياسية والثقافية، وهي سمعة اكتسبها منذ كان زعيما في الحركة الطلابية بدايات ثمانينات القرن الماضي، فهو مشهود له حتى على لسان خصومه بكونه مثقفا عميقا ومحاورا جديا وذا أخلاق في التواصل عالية.
لقد كشفت حالة التضامن مع العجمي عن حقيقة المزاج التونسي المعتدل، كما كشفت عن أن الوريمي يمثل أجمل ما في التونسيين من لطف وتسامح ومحبة وصمود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه النهضة التونسية العجمي الوريمي قيس سعيد الانتخابات تونس النهضة انتخابات اعتقالات قيس سعيد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نوري شاهين: نعمل على إيقاف قطار التعادلات.. ولكن فولفسبورج الأوفر حظا
علق نوري شاهين، المدير الفني لفريق بوروسيا دورتموند على المباراة القادمة أمام فولفسبورج ضمن منافسات الجولة الخامسة عشر من عمر مسابقة الدوري الألماني الممتاز موسم 2025-2024
وشدد على اللاعبين " بضرورة إنهاء سلسلة التعادلات التي سقط فيها الفريق في آخر ثلاثة لقاءات
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم وقال:"يجب علينا الفوز بهذه المباراة.. علينا أن نعي حقيقة النادي الكبير الذي نلعب له.. أي شخص لا يدرك ذلك، فهو في غير مكانه هنا".
تابع " نعاني من أزمة نتائج.. لا يمكننا أن نرضى بالتواجد في المركز الثامن،رأيت مرارا وتكرارا، خلال النصف الأول من الموسم، إلى أين يمكن أن تذهب الأمور.. لكننا واجهنا أيضا الكثير من النكسات
وواصل " مع ذلك، أتوقع مني ومن فريقي، أن نكون أكثر استقرارا وثباتا.. ينبغي أن نحقق ذلك، في أسرع وقت ممكن
وأكد " أن عودة الثنائي يوليان براندت، لاعب الوسط، والمدافع فالديمار أنطون، عقب تعافيهما من الإصابة، ستمنح قوة أكثر للفريق
وأختتم " حصل "فولفسبورج" على الاستقرار عقب مباراة الكأس، وحصدوا الكثير من النقاط،الفريق لديه بصمة واضحة، لم يحالفنا الحظ بعض الشيء، بالخروج من الكأس في ذلك الوقت، لكننا الآن نسافر بمزيد من اللاعبين، ونريد الانتصار في اللقاء
ويواجه فريق بوروسيا دورتموند نظيره فولفسبورج يوم الأحد القادم الموافق 22 ديسمبر الجاري في تمام الساعة السادسة ونصف مساءً بتوقيت القاهرة
يدخل فريق بوروسيا دورتموند المباراة وهو في المركز الثامن برصيد 22 نقطة بينما فولفسبورج في المركز العاشر برصيد 21 نقطة