عربي21:
2025-03-05@19:37:33 GMT

إيقاف العجمي الوريمي: من يدفع نحو التأزيم؟

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

كان خبرا مفاجئا للجميع، فليس ثمة من مقدمات توحي بأن الأمين العام لحركة النهضة التونسية العجمي الوريمي سيكون محل تتبع وإيقاف، لسبب معلوم لدى الجميع وهو اعتدال الرجل في مواقفه وخطابه. فهو رجل الانفتاح على الجميع، وهو المؤمن بالحوار، يرفض الإقصاء والقطيعة وخطاب الكراهية والعنف، حتى إنه لفرط اعتداله يتعرض لتهجمات مستمرة من جزء مهم في جمهور حزبه، يعتبرونه مهادنا وغير حازم في مواجهة الخصوم من الاستئصاليين خاصة.



لماذا يتم إيقافه دون إذن قضائي مسبق ودون وجود قضية معلومة لدى المحامين أو لدى الرأي العام؟ لماذا تم الإيقاف بتلك السرعة ومنع المحامين من ملاقاته لمدة 48 ساعة؟ كما شاع أيضا خبرٌ عن مداهمة منزله لتفتيشه وكذلك منزليْ مرافقيه اللذين تم إيقافهما معه!

هناك بعض التحليلات تذهب إلى كون الإيقاف تم بعد آخر حضور إعلامي له صحبة أحد مفسري مشروع 25 تموز/ يوليو، حيث اعتبر هذا المفسر أنّ العجمي الوريمي يمثل أخطر تشكيل متآمر سياسيا، وأن هذا التشكيل يعتبر قيس سعيد منقلبا وينتظر لحظة العودة إلى السلطة.

عملية إيقاف العجمي الوريمي طرحت سؤالا حول من يريد تأزيم الوضع، والبلاد تستعد لانتخابات رئاسية قريبا، يحاول فيها قيس سعيد الفوز بدورة جديدة تمتد خمسة أعوام. وقد بدا واضحا أن عملية إقصاء تتم بشكل ممنهج لكل منافس جدي محتمل، وهو ما سيُفقد الانتخابات حيويتها التنافسية وطعم الانتصار فيها لقيس سعيد؛ الذي كان قد أكد سابقا بكون القضية هي "قضية بقاء أو فناء"
هذا التحليل له ما يبرره، فبعض خصوم الإسلاميين يخشون معركة الأفكار والبدائل لأنهم عاجزون عن خوضها، ويحاولون وصم الإسلاميين بالتطرف والتآمر والفساد حتى يسهل عليهم استهدافُهم والتحريضُ عليهم، ثم تبريرُ ما سيتعرضون إليه بعد ذلك من تنكيل.

المعارك الحقيقية تُخاض دائما في عالم الأفكار وفي مستوى البدائل وتُدار بمستوى عال من القيم والعمق والجدية، فلا يمكن أن تحقق الاتهاماتُ وحملات التشويه أي هدف جدي لا للأحزاب ولا لعموم المواطنين، بل عكس ذلك، لم ينتج عن سنوات الصراع الأيديولوجي والصخب الإعلامي إلا خسارة التونسيين لبعضهم ولتجربتهم الديمقراطية، حتى انتهينا إلى وضع سيئ سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

عملية إيقاف العجمي الوريمي طرحت سؤالا حول من يريد تأزيم الوضع، والبلاد تستعد لانتخابات رئاسية قريبا، يحاول فيها قيس سعيد الفوز بدورة جديدة تمتد خمسة أعوام. وقد بدا واضحا أن عملية إقصاء تتم بشكل ممنهج لكل منافس جدي محتمل، وهو ما سيُفقد الانتخابات حيويتها التنافسية وطعم الانتصار فيها لقيس سعيد؛ الذي كان قد أكد سابقا بكون القضية هي "قضية بقاء أو فناء".

عادة في المناسبات الانتخابية يسعى الرئيس المباشر والمترشح لدورة ثانية، إلى تخفيف الضغط وإلى إشاعة حالة من الاطمئنان والانفراج في البلاد لضمان إقبال معقول على الصناديق يُضفي جدية على العملية الانتخابية، فكيف تزداد عملية الضغط على السياسيين ودعوات الى المحاكم وحالات الإيقاف والمنع من السفر وتقييد الحركة على البعض؟ إجراءات لا تناسب الأجواء الانتخابية ولا تخدم لا الديمقراطية ولا حتى الرئيس المباشر الذي يريد الفوز بدورة جديدة، فمن يقف وراء مزيد توتير الأجواء ومزيد التضييق على الحريات في وضع اجتماعي صعب؟ هذه إجراءات لا تناسب الأجواء الانتخابية ولا تخدم لا الديمقراطية ولا حتى الرئيس المباشر الذي يريد الفوز بدورة جديدة، فمن يقف وراء مزيد توتير الأجواء ومزيد التضييق على الحريات في وضع اجتماعي صعب؟

إيقاف العجمي الوريمي كشف عن روح تضامنية كبيرة داخل قطاع واسع من النخبة الثقافية والسياسية والشخصيات الوطنية، حيث عبّر الكثيرون ومن مختلف الاتجاهات السياسية عن تضامنهم مع أمين عام حركة النهضة، وهذا التعاطف ليس فقط لمسؤوليته السياسية في أكبر حزب بالبلاد، وإنما وأساسا لما يحظى به العجمي الوريمي من مقبولية ومحبوبية واسعتين لدى أغلب النخب السياسية والثقافية، وهي سمعة اكتسبها منذ كان زعيما في الحركة الطلابية بدايات ثمانينات القرن الماضي، فهو مشهود له حتى على لسان خصومه بكونه مثقفا عميقا ومحاورا جديا وذا أخلاق في التواصل عالية.

لقد كشفت حالة التضامن مع العجمي عن حقيقة المزاج التونسي المعتدل، كما كشفت عن أن الوريمي يمثل أجمل ما في التونسيين من لطف وتسامح ومحبة وصمود.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه النهضة التونسية العجمي الوريمي قيس سعيد الانتخابات تونس النهضة انتخابات اعتقالات قيس سعيد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حماس: ⁠الاحتلال يدفع لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر

#سواليف

أصدرت حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس )، اليوم الاثنين، بيانًا صحفيًا حول #الانتهاكات_الإسرائيلية لاتفاق #وقف_إطلاق_النار في قطاع #غزة خلال مرحلته الأولى، التي بدأت صباح يوم 19 يناير 2025.

وأكدت الحركة في بيانها أن #الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة رئيس وزرائه بنيامين #نتنياهو، يسعى إلى استئناف عدوانه وجرائمه ضد #الشعب_الفلسطيني فور انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، محاولًا الاحتماء بالموقف الأمريكي، رغم استمرار خروقاته منذ اللحظة الأولى لتنفيذه.

وأشارت حماس إلى أن سلوك الاحتلال خلال المرحلة الأولى يثبت بوضوح أن حكومته كانت تسعى إلى #إفشال_الاتفاق، وبذلت جهودًا مكثفة لتحقيق ذلك. وفي هذا السياق، اعتبرت الحركة قرارات نتنياهو الأخيرة بشأن اعتماد المقترحات الأمريكية لتمديد المرحلة الأولى وفق ترتيبات مخالفة للاتفاق، محاولة مكشوفة للتهرب من الالتزامات الواردة فيه، والتملص من الدخول في #مفاوضات_المرحلة_الثانية.

مقالات ذات صلة عطلة العيد قد تمتد لـــ 9 أيام متتالية / تفاصيل 2025/03/03

وأكدت #حماس أنها كما التزمت بتنفيذ كافة بنود الاتفاق المتعلقة بها بدقة وبالمواعيد المحددة، فإنها ملتزمة بالمضي قدماً بالاتفاق والعبور للمرحلة الثانية منه، محملة الاحتلال وداعميه المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك.

واستنكرت الحركة، الابتزاز الرخيص الذي يمارسه نتنياهو وحكومته المتطرفة ضد أبناء شعبنا، باستخدام المساعدات الإنسانية ورقة ضغط في المفاوضات، لا سيما بعد قرار حكومة الاحتلال إغلاق المعابر ووقف تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب. داعية المجتمع الدولي لإجبار الاحتلال على فتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وهو حق راسخ يكفله القانون الدولي، ولا يحق لأحد العبث به.

ودعت حماس، المجتمع الدولي والأمم المتحدة للعمل لإلزام الاحتلال بالعودة للاتفاق والدخول بالمرحلة الثانية منه وصولاً لوقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وإغاثة وإيواء أبناء شعبنا في غزة، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2735) والعمل على إنجاز حل عادل لقضيتنا الفلسطينية يضمن حق تقرير المصير بإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة والمستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين لمدنهم وقراهم التي هجروا منها.

 وحملت حماس، “مجرم الحرب نتنياهو وحكومته المتطرفة المسؤولية الكاملة عن تعطيل المضي في الاتفاق، أو أي حماقة قد يرتكبها بالانقلاب عليه، بما في ذلك التبعات الإنسانية المتعلقة بأسرى الاحتلال في قطاع غزة”. وقالت إن ⁠الاحتلال يدفع لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، والانقلاب على الاتفاق، من خلال ما يطرحه من بدائل مثل تمديد المرحلة الاولى، أو عمل مرحلة وسيطة، وغيرها من المقترحات التي لا تتوافق مع ما جاء في الاتفاق الموقع بين الأطراف.

وأكدت أن السبيل الوحيد لاستعادة أسرى الاحتلال هو الالتزام بالاتفاق، والدخول الفوري في مفاوضات بدء المرحلة الثانية والتزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته، و ⁠الوسطاء والضامنون عليهم كامل المسؤولية بمنع نتنياهو من تخريب كل الجهود التي بذلت للتوصل للاتفاق، وحماية الاتفاق من الانهيار.

وأشارت إلى أن الأمن والاستقرار الدوليين باتا مهددين في ظل الدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني، والصمت الدولي الذي لا يحرك ساكنا إزاء عربدة الكيان الصهيوني، الذي يهدد باستئناف حرب الإبادة ضد شعبنا، ويصعد عدوانه في الضفة، ويواصل العدوان على لبنان، ويشن عدوانا غاشما على سوريا كذلك، ولن تقتصر عواقب ذلك على شعبنا وأمتنا.

وقد بلغ إجمالي الخروقات الميدانية 962 خرقًا، شملت 116 شهيدا و490 مصابا، و210 تحلقيا للطيران، و77 عملية إطلاق نار استهدفت الفلسطينيين، و45 عملية توغل لآليات الاحتلال بالإضافة إلى استهداف وقصف 37 موقعا، واحتجاز 5 صيادين وسائقين.

كما استعرض البيان أبرز الخروقات التي ارتكبها الاحتلال خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق. ففي إطار الخروقات المتعلقة بالإغاثة والإيواء والبروتوكول الإنساني، منعت قوات الاحتلال إدخال 50 شاحنة وقود يوميًا وفقًا للاتفاق، حيث دخل خلال 42 يومًا فقط 978 شاحنة، بمعدل 23 شاحنة يوميًا.

كما منع الاحتلال القطاع التجاري من استيراد الوقود بأنواعه، رغم وجود نص صريح في الاتفاق يسمح بذلك. وسمح بإدخال 15 بيتًا متنقلًا فقط (كرفانات) من أصل 60,000 متفق عليها، إضافة لعدد محدود من الخيام، ومنع إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام واستخراج الجثث، حيث دخل فقط 9 آليات، في حين أن القطاع بحاجة إلى 500 آلية على الأقل.

ووفق بيان حماس، فإن الاحتلال منع كذلك إدخال مواد البناء والتشطيب لإعادة تأهيل البنية التحتية والمستشفيات، كما ⁠منع إدخال المعدات الطبية اللازمة لإعادة تأهيل المستشفيات، وإدخال 5 سيارات إسعاف فقط، و ⁠رفض السماح بإدخال معدات الدفاع المدني، و⁠منع تشغيل محطة الكهرباء وعدم إدخال مستلزمات إعادة تأهيلها، و⁠منع إدخال السيولة النقدية للبنوك، ورفض تغيير العملات الورقية البالية.

وفيما يخص الخروقات الميدانية، ⁠استمرت آليات الاحتلال في التقدم والتوغل على خطوط الانسحاب بشكل شبه يومي، وخصوصًا في محور فيلادلفيا، متجاوزة المسافات المتفق عليها بمقدار يتراوح بين 300 إلى 500 متر، وما صاحب ذلك من إطلاق نار، وقتل مدنيين، وهدم منازل، وتجريف أراضٍ. كما أخرت قوات الاحتلال الانسحاب من شارعي الرشيد وصلاح الدين ومنع عودة النازحين لمدة يومين كاملين، في مخالفة صريحة للاتفاق.

ومنعت قوات الاحتلال الصيادين من النزول إلى البحر لممارسة الصيد، وإطلاق النار عليهم واعتقال بعضهم، و استمر تحليق طيران الاحتلال بشكل يومي خلال الفترات المحظورة (10-12 ساعة يوميًا)، حيث تم رصد 210 خروقات للطيران الاستطلاعي والمُذخّر باستخدام طائرات مختلفة.

أما ما يتعلق بالخروقات المتعلقة بالأسرى؛ فأخر الاحتلال الإفراج عن الأسرى في جميع المراحل، رغم أن الاتفاق ينص على الإفراج عنهم بعد ساعة واحدة من تسليم أسرى الاحتلال. كما ⁠منع الإفراج عن الدفعة الأخيرة من المرحلة الأولى، والبالغ عددها 600 أسير، لمدة خمسة أيام، بحجج وذرائع واهية.

وأجبر الاحتلال المعتقلين المفرج عنهم يومي السبت 15/02 والأربعاء 26/02 على ارتداء ملابس تحمل دلالات نازية وعنصرية. كما لم يفصح الاحتلال عن أسماء مئات الأسرى الفلسطينيين من غزة، حيث أفصح فقط عن 2400 أسير. وذلك في الوقت الذي تعرض فيه الأسرى للضرب والإهانة والتعذيب والتجويع حتى ساعة إطلاق سراحهم. كما ⁠رفض الاحتلال الإفراج عن الأسيرة المسنة سهام موسى أبو سالم (70 عامًا) من غزة.

وبما يتعلق بالخروقات حول معبر رفح؛ استمر إغلاق المعبر أمام المدنيين في الاتجاهين، ومنع⁠ استئناف حركة البضائع والتجارة عبر المعبر، وأعيد عشرات المسافرين من المرضى والجرحى بعد الاتفاق على سفرهم.

وبشأن الخروقات المتعلقة قالت حماس، إن الاحتلال لم يقلص الممر تدريجيًا كما تعهد الوسطاء، إذ كان من المفترض تقليص الممر بعرض 50 مترًا أسبوعيًا، واستمر توغل قوات الاحتلال يوميًا لمسافات مئات الأمتار، بدلًا من تقليص وجودها، ولم تبدأ قوات الاحتلال بالانسحاب من المحور في اليوم 42، كما كان مقررًا، ولم يتم استكمال الانسحاب في اليوم الخمسين.

وعن الخروقات السياسية، وثقت حماس، تأخيرا متعمدا في بدء مفاوضات المرحلة الثانية، حيث ينص الاتفاق على أن تبدأ في اليوم السادس عشر بعد التوقيع، وتستمر بضمانة الوسطاء بشروط المرحلة الأولى حتى يتفق الطرفان، والآن يطالب بالدخول في اتفاق جديد مخالف لكل ما تم الاتفاق عليه.

مقالات مشابهة

  • أسماء 8 من كبار قادة الحوثيين طالتهم عقوبات أمريكية جديدة.. تعرف عليهم والدور الذي يقومون به
  • 3 أيام من الخسائر.. ما الذي يدفع أسعار النفط للانخفاض؟
  • العجمي لـ"الرؤية": مصفاة الدقم تدرس تنفيذ مشروع استراتيجي للمنافسة في أسواق جديدة
  • الكرملين: وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا قد يدفع كييف نحو عملية السلام
  • العجمي: خلال 4 أشهر وتوقف استقبال الزوار في رمضان واستئناف العمل أول أيام العيد
  • حصيلة جديدة ومعلومات عن عملية الدهس في ألمانيا
  • حماس: ⁠الاحتلال يدفع لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر
  • تفاصيل جديدة حول عملية الطعن في حيفا
  • المنفذ عربي إسرائيلي.. تفاصيل جديدة حول عملية الطعن في حيفا
  • في الصباح الباكر.. إصابة 6 إسرائيليين في حيفا جراء عملية طعن جديدة