دبي - نيويورك «الخليج»

أكدت المقدم دانة حميد المرزوقي، مدير عام مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية، حرص حكومة دولة الإمارات على مواصلة رفع وتعزيز مستويات الأمن والسلام العالميين عبر مؤسسات إنفاذ القانون، واستراتيجيات الأمن الوطني، وتحديث المنظومة التشريعية بما يتماشى مع المتطلبات المتنامية للمجتمعات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على مستوى العالم.

وقالت: «أدركت قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- مبكراً أهمية تحقيق الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة لتحقيق باقي الأهداف، ما يتطلب تنفيذ نهج شامل لإحداث قفزات نوعية في مستويات الإنجاز لكافة أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. فمن الأهمية وجود مؤسسات قوية وفعّالة، ومنظومة حوكمة، من شأنها التصدي لمختلف التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية ومعالجتها. ويعكس الاهتمام هذا حرص الدولة على تحقيق مسار تنمية متوازن وشامل لا يقتصر أثره على المستوى الوطني فحسب، بل لتقدم نموذجاً تنموياً فاعلاً تصل فائدته لكافة دول العالم». وتستمر دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج رائد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعامي 2030 و 2045.

جاء ذلك خلال مشاركتها ضمن وفد الدولة بفعاليات المنتدى السياسي رفيع المستوى بشأن التنمية المستدامة للأمم المتحدة المنعقد في نيويورك، والذي تنظمه إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة حتى17 من يوليو الجاري.

وأكدت خلال مداخلتها في جلسة حول الهدف السادس عشر والمعني بتعزيز السلام والعدل والمؤسسات القوية وعلاقته المتداخلة مع باقي أهداف التنمية المستدامة، أن هناك حاجة إلى مزيد من التعاون الشرطي على المستوى الدولي، ووجهت دعوة للانضمام في التعاون من أجل عالم أكثر أماناً.

كما أشارت في مداخلتها إلى المبادرة الدولية لإنفاذ القانون من أجل المناخ (I2LEC)، التي أطلقتها وزارة الداخلية في القمة العالمية للحكومات بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في العام الماضي 2023، والتي تهدف إلى تكريس نهج العمل المشترك بين وكالات إنفاذ القانون والمنظمات الدولية والحكومات لوضع أطر عمل عالمية تهدف إلى بناء القدرات البحثية العالمية لجهات إنفاذ القانون بهدف التصدي إلى الجرائم التي تؤثر على البيئة. فقد حققت المبادرة خلال عامها الأول العديد من النتائج ومنها حصد المبادرة دعم أكثر من 60 جهاز إنفاذ قانون حول العالم، كما ساهمت العمليات الدولية المشتركة تحت مظلة المبادرة في ضبط أكثر 32 مليون دولار عائدات الجرائم البيئية، وعملت المبادرة على تدريب أكثر من 270 مسؤول إنفاذ قانون من أكثر من 40 دولة حول العالم. وأكدت أنه مثل هذه المبادرة تعكس إيمان دولة الإمارات بأن التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها دون ضمان سلامة واستقرار جميع المجتمعات، وتعزيز التعاون والشراكة على مستوى العالم.

واستعرضت دانة المرزوقي آخر مستجدات الشراكة الاستراتيجية بين وزارة الداخلية ومعهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة (UNICRI) والهادف لتوفير حماية للأطفال باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتسهيل مكافحة الجرائم ضد الاطفال واجراء التحريات اللازمة لاكتشاف ومقاضاة الجناة. ومنذ إطلاقها في عام 2020، أعلنت المبادرة عن مشاريع لها دور بارز في تعميم أساليب عمل لها أثر في جعل حياة أطفال العالم أكثر أمناً، وقد بلغت الجهات المشاركة في المبادرة أكثر من 580 جهة من 106 دولة حول العالم. حيث استفادت هذه الجهات من عدد يفوق 80 تطبيق ذكاء اصطناعي يخدم حماية الأطفال حول العالم. ومنها خفض مدة الكشف عن الضحايا الأطفال ومن بين أبرز المشاريع التي أطلقتها المبادرة هي مجموعة الدورات التدريبية لكل العاملين في المجالات ذات الصلة بتنفيذ القانون. وفي مايو 2023، بدأت أول دورات تدريبية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل أطفال أكثر أمانًا، وإلى يومنا، عُقدت 7 دورات تدريبية، اشترك فيها 415 من الضباط والعاملين في الأجهزة التنفيذية من 20 دولة.

كما أشارت إلى دور دولة الإمارات كشريك عالمي مسؤول في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال جهودها الرائدة في منظومة العمل الإنساني العالمي، حيث قدمت المساعدة المادية والتنموية وتبادل الخبرات للمناطق التي تعاني من النزاعات والكوارث المرتبطة بالمناخ وغيرها من الكوارث الإنسانية.

وفي مشاركتها بجلسة عن التوازن بين الجنسين والمناخ والسلام والأمن، والتي عقدت بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والبعثة الدائمة لأستراليا في الأمم المتحدة، قالت: «إن العلاقة بين الاستدامة والأمن والعمل المناخي مترابطة وتكاملية، فبينما يواجه العالم أزمة المناخ وآثارها المتنامية، علينا أن نعمل على التصدي والحد من الجرائم البيئية مثل قطع الأشجار غير القانوني، والاتجار بالحياة البرية، وإلقاء النفايات السامة، والتي بحسب كافة الدراسات والتقارير، لها عواقب بعيدة المدى تتجاوز الضرر البيئي.

فهي تقوض من جهود التنمية المستدامة وتفاقم مستويات الفقر والفساد، وغالباً ما تنسحب آثار ذلك على مستويات مشاركة المرأة في النهوض الاقتصادي والمجتمعي، وتهبط بمستويات المساواة والتوازن بين الجنسين وبالتالي تعطل التنمية في تلك المجتمعات».

المنتدى السياسي رفيع المستوى للأمم المتحدة

ويمثل المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة المنصة الرئيسية للأمم المتحدة في قضايا التنمية المستدامة. وهو يضطلع منذ تأسيسه عام 2012، بدور محوري في متابعة ومراجعة ما تم تنفيذه على مستوى الدول في أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.

وتنعقد هذه الدورة من المنتدى الدولي تحت شعار «تعزيز خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والقضاء على الفقر في زمن الأزمات المتعددة: تنفيذ حلول مستدامة ومرنة ومبتكرة بفعالية». وتعمل الوفود المشاركة في نسخة هذا العام من المنتدى، وطوال فترة انعقاده من 8 حتى 17 يوليو 2024، على مراجعات معمقة لخمسة من أهداف التنمية المستدامة وهي الهدف 1 المتمثل بالقضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان، والهدف 2 للقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، والهدف 13 الداعم للعمل المناخي والداعي لاتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وتداعياته، والهدف 16 الرامي لتعزيز المجتمعات السلمية الشاملة لكل فئاتها لتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير العدالة للجميع وبناء مؤسسات فعالة تتميز بكفاءة الأداء؛ والهدف 17 الذي يركز على عقد الشراكات العالمية لتعزيز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الأمم المتحدة نيويورك تحقیق أهداف التنمیة المستدامة إنفاذ القانون الأمم المتحدة دولة الإمارات حول العالم أکثر من

إقرأ أيضاً:

خلود النويس: المرأة الإماراتية سطّرتْ قصصاً ملهمة في العمل والعطاء

أبوظبي (الاتحاد) قالت خلود النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات وأمين عام لجنة مبادرة «نعمة»، إن يوم المرأة الإماراتية، الذي نحتفي به في 28 أغسطس من كل عام، مناسبة وطنية، يُحتفل فيها بما حققته المرأة في بلادنا، حيث نسجل الإنجازات البارزة للمرأة الإماراتية ودورها المحوري ومساهمتها المتميزة في نهضة الإمارات وتنميتها المستدامة. هذا الدور الذي بدأ منذ اليوم الأول لقيام دولة الإمارات، مدعوماً بفكر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل من بناء الإنسان أولوية. ودعمت قيادتنا الرشيدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، سير المرأة قدماً في مختلف المجالات إيماناً بأهمية الجهود الجماعية لنهضة الوطن. وقد صرنا اليوم نباهي بتجربة عميقة الجذور، ممتدة التأثير، فاليوم تحتل الإمارات المرتبة السابعة عالمياً والأولى إقليمياً على مؤشر المساواة بين الجنسين لعام 2024، حسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لتتقدم بذلك على دول لها تجارب عريقة في هذا المجال. وقد دعمت القيادة الرشيدة تمكين المرأة، واعتبرته ركيزة من ركائز جهود التنمية الوطنية، وحثت المرأة على التعلم والتميز، فواصلت ابنة الإمارات التقدم بثبات نحو الأدوار القيادية فضلاً عن خوضها العديد من التجارب الناجحة في القطاع الخاص، كما تبوأت مواقع متقدمة إقليمياً ودولياً في الكثير من المجالات والقطاعات.وعملت المرأة الإماراتية بالفعل وبشكل استباقي على مواجهة التحديات المحلية والعالمية، مدفوعة بثقتها العميقة في أهمية ما تقوم به، وبتفانيها الثابت لتحقيق الأهداف الوطنية لدولة الإمارات، وعلى رأسها تحقيق الاستدامة، وحماية البيئة، ومواجهة تداعيات تغير المناخ، ودعم التوجه نحو الطاقة النظيفة، بقيادة المبادرات المبتكرة، أو عبر طرح الحلول المستدامة التي تعود بالفائدة على الإمارات وعلى العالم أجمع، كما شهدنا أيضاً دورها البارز خلال استضافة الإمارات لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28. ومع شعار «نتشارك للغد» الذي طرح ليحدد شكل احتفالاتنا بيوم المرأة الإماراتية، تؤكد المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء في دولة الإمارات العربية المتحدة «نِعمة»، منذ إطلاقها، على فكرة المشاركة من أجل غد أفضل، ولكي نصبح دولة لا يهدر فيها الغذاء.

وقد نشأت المبادرة لتعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعوة سموه للحد من هدر الغذاء. وتشجع مبادرة «نِعمة» المسؤولية الاجتماعية وتعزز الممارسات المستدامة عبر سلسلة الإمداد الغذائي، التزاماً من دولة الإمارات بتحقيق الهدف 12.3 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الذي ينص على ضرورة خفض نصيب الفرد من فقد وهدر الغذاء إلى النصف بحلول عام 2030. ووضعت «نِعمة» خريطة طريق لحركة منظمة شاملة، تسهم فيها كل الجهات المشاركة من سلسلة القيمة ضمن قطاع الغذاء، من المزارعين إلى تجار التجزئة، والمسؤولين في قطاع إدارة النفايات، وغيرهم من ممثلي القطاع الحكومي والخاص والمؤسسات المجتمعية، سعياً لإلهام الجميع بالمسؤولية المشتركة تجاه بيئتنا ومجتمعنا واقتصادنا المحلي، وعلى المستوى الدولي سعياً للتعاون مع الفاعلين العالميين في هذا المجال.

 

أخبار ذات صلة فاطمة بنت هزاع: تحية تقدير واعتزاز للمرأة الخليجية بشكل عام والإماراتية بشكل خاص المعاشات: الإمارات سباقة في تمكين المرأة

وأضافت النويس: انطلاقاً من حرص الدولة على دعم المجتمعات، وتحقيق التنمية المستدامة، أفخر كامرأة إماراتية، أن أعمل في هذا القطاع المهم الذي يشكل عاملاً أساسياً في تحقيق الأهداف المرتبطة بالأمن الغذائي ومواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ، لبناء مستقبلٍ أكثر استدامة، كما أفخر بتعاون مبادرة «نِعمة» مع أكثر من 200 منظمة محلية ودولية لتحقيق أهدافها، بما في ذلك البرنامج المتخصصة والعالمية ومنها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الأغذية والزراعة FAO، وبرنامج عمل النفايات والموارد WRAP.

وفي الختام قالت: في يوم المرأة الإماراتية، وفي كل يوم، لدى كل امرأة إماراتية قصة ملهمة تفخر بها في ميادين العمل والعطاء، كل عام وكل امرأة إماراتية تصنع من التحديات فرصاً، ومن الاختلاف تنوعاً وثراءً وتأثيراً إيجابياً على مجتمعنا. كل عام ونحن وطن لا مستحيل فيه، ولا يرضى أهله إلا أن يكونوا في طليعة الشعوب والأمم.

مقالات مشابهة

  • «الداخلية»: دور رائد للمرأة في مسيرة التنمية المستدامة
  • التحالف الوطني: شراكة فاعلة لتحقيق حياة كريمة للمصريين
  • أبرزها الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.. أهمية تحقيق الأمن الغذائي 
  • «جامعة أم القيوين» تحتفي بيوم الإماراتية بتنظيم ملتقى «السنافية»
  • مناقشة دور التوجيه والإرشاد المهني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة
  • مكتبة الإسكندرية تنظم مؤتمر حول" دور التحول الرقمي في التنمية المستدامة"
  • خلود النويس: المرأة الإماراتية سطّرتْ قصصاً ملهمة في العمل والعطاء
  • سعادة العلماء: الإمارات تقدم نموذجًا ملهمًا لتمكين المرأة حتى غدت محوراً حيويًا لتقدم الدولة وازدهارها
  • إعادة تشكيل المجلس الاستشاري للمركز الإقليمي للتمويل المستدام برئاسة محمود محيي الدين
  • الأمم المتحدة تؤكد أهمية محادثات القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة