لا يدخر المستوطنون جهدا في سرقة المياه الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، بالتوازي مع تصاعد مصادرة الأراضي وانتزاعها من أصحابها لصالح التوسع الاستيطاني الذي ازداد توحشا في أعقاب الحرب المستمرة على قطاع غزة.

في تجمع "نبع العوجا" قرب مدينة أريحا شرق الضفة الغربية المحتلة، تعيش نحو 120 عائلة فلسطينية قلقا متزايدا جراء تصاعد اعتداءات المستوطنين والتي تحول بينهم وبين وصولهم إلى مياه النبع لسقاية حيواناتهم.



وقبل نحو 3 أشهر شيد مستوطن إسرائيلي بؤرة رعوية في "نبع العوجا" في محاولة للسيطرة على المكان.

ويقول فلسطينيو المنطقة إن مستوطنا يملك قطيعا من الأغنام يسيطر على المنطقة ويحول دون وصولهم إلى مياه الري، في خطوة لتهجيرهم بدعم إسرائيلي رسمي.

ويعد "نبع العوجا" واحدا من أهم وأشهر ينابيع المياه في "غور الأردن" شرق الضفة الغربية، كما يعد موقعا سياحيا يلجأ إليه الفلسطينيون في فصل الصيف لوفرة مياهه.

في تجمع "نبع العوجا" قرب مدينة أريحا شرق #الضفة الغربية المحتلة، تعيش نحو 120 عائلة فلسطينية قلقا متزايدا جراء تصاعد اعتداءات المستوطنين #الإسرائيليين والتي تحول لوصولهم إلى مياه النبع لسقاية حيواناتهم

نبع العوجا.. ثروة مائية مهددة بالاستيطان الإسرائيلي https://t.co/4hYCRC8Qpy pic.twitter.com/ysjPMGAuyV — Anadolu العربية (@aa_arabic) July 15, 2024
بؤر استيطانية
محمد رشيد (67 عاما)، مختار تجمع سكاني لنحو 120 أسرة تعتمد كليا على الثروة الحيوانية، قال للأناضول إن سكان المنطقة "يعيشون حالة من القلق المتزايد على مصيرهم ومصير الأرض والمياه".
وأضاف: "نسكن هنا في بيت من الصفيح والخيام منذ ما قبل احتلال الضفة الغربية عام 1967، والأراضي هنا تعد ملكا خاصا".

وأوضح رشيد أن "العائلات تسكن في هذا الموقع لتوفر المراعي والمياه، فبدونهما لا حياة لمربي المواشي".

وأشار إلى أن "العائلات عاشت أيام هادئة، عكرها وجود البؤر الاستيطانية الرعوية قبل ثلاثة أشهر، التي تهدف للتضييق على السكان ودفعهم للرحيل، والسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي".

وقال مختار المنطقة إن السكان يسقون الأغنام ويجلبون المياه من مجرى النبع الذي لا يبعد عن منازلهم سوى عشرات الأمتار، لكن الوضع اليوم تغير حيث "يمنع السكان من ذلك بقوة العربدة الإسرائيلية".


استفزازات متعمدة
وأوضح أن "المستوطن يترقب مواقيت ري الحيوانات ويجلس لنا على الطريق، ليمنعنا من الوصول إلى موقع النبع، ويستعرض قوته على الرعاة، ويستفزهم ويخيف القطيع"، بحماية من جيش الاحتلال.
واتهم رشيد جيش الاحتلال بالتعاون مع المستوطن قائلا: "في كثير من الأحيان نذهب لري الماشية في أوقات مبكرة قبل وجود المستوطن في المكان، لكنه سرعان ما يباغتنا، فكيف ذلك؟، الجيش يتصل به ويخبره بقدومنا".

تخريب أنابيب المياه
ويملك رشيد قطيعا من الأغنام يضم أكثر من 200 رأس، لكنه يقول إن "استمرار الحال بهذا الشكل قد يدفعنا إلى بيع القطيع، فلا يمكننا الاستمرار في تربيتها في ظل نقص المياه".

ويستعين رشيد، كما بقية العائلات في المنطقة، على جلب المياه عبر صهاريج، الأمر الذي يعد صعبا ومكلفا.

وقال: "الثروة الحيوانية تعوّض، لكن فقدان الأرض والمياه لا يمكن تعويضه".

ولتسهيل إيصال المياه إلى التجمع السكاني مد السكان أنابيب بلاستيكية من مجرى النبع إلى التجمع، لكنها هي الأخرى لا تسلم من تخريب المستوطنين.

إبراهيم كعبي، أحد سكان المنطقة، قال للأناضول إن "المياه تصل عبر الأنابيب حارة للغاية؛ بفعل ارتفاع درجات الحرارة التي تقارب أو تزيد عن 40 درجة مئوية، ولا يمكن استخدامها".

وأوضح أن "الأنابيب تتعرض بين الحين والأخر للقطع من قبل المستوطنين، ولا يوجد من يحاسبهم".
ولدى كعبي نحو 300 رأس من الأغنام، لكن استمرار صعوبة الحصول على المياه يهدد بقائها على قيد الحياة.
وقال: "تمر أيام دون تمكننا من جلب المياه للمنازل وللقطيع".

ووسط مساكن المنطقة المشيد أغلبها بدعم من الاتحاد الأوروبي، يلهو أطفال التجمع السكاني، ولا يجدون ما يبرد أجسادهم سوى بضع قطرات من المياه تجلب عبر صهاريج المياه.


اعتداءات ممنهجة
الحال في "نبع العوجا" هو ذاته في عدد من الينابيع بالضفة الغربية، وخاصة بمنطقة الأغوار، بحسب أمير داوود، مسؤول قسم التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الإسرائيلي.

داوود أوضح للأناضول أنه بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر  الماضي، تم تسجيل 63 اعتداء على الينابيع الفلسطينية من قبل مستوطنين إسرائيليين، الجزء الأكبر منها وقع بشمال الضفة، وتحديداً في مناطق الأغوار ونابلس ضمن المنطقة "ج".

وصنفت اتفاقية "أوسلو 2" لعام 1995 أراضي الضفة ثلاث مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"ب" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتشكل الأخيرة نحو 61 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.

وأضاف داوود: "يقدر العدد الإجمالي للينابيع في الضفة الغربية بحوالي 530، منها أكثر من 60 ينبوعا بجوار المستوطنات، حيث أحكم المستوطنون السيطرة على معظمها".

وفي نيسان/ أبريل الماضي، زار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، منطقة "نبع العوجا" ووعد بالسيطرة على النبع ومصادرة كامل المنطقة التي يقع فيها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سرقة المياه الفلسطينية الاستيطاني الضفة فلسطين الاستيطان الضفة سرقة المياه المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

إيران: ما يحدث في الضفة الغربية خطير جداً لا يقل عما حدث في غزة

أكدت وزارة  الخارجية الإيرانية ، أنه "لا يمكن شراء الأمن من خارج المنطقة وعلى دولها ألا تعتمد على الأطراف الثالثة"، مدينة ما يحدث في الأراضي المحتلة، مشيرة إلى إن علاقاته بلبنان جيدة، وفق ما ذكرت صحف إيرانية.

واعتبرت الخارجية الإيرانية أن "ما يحدث في الضفة الغربية خطير جداً ولا يقل خطورة عن الوضع في غزة".

وأكدت أن الكيان الصهيوني يستخدم خلال الأشهر الأخيرة، التجويع كأداة لممارسة الإبادة بحق الفلسطينيين"، قائلةً: "منع إسرائيل وصول المساعدات لأهالي غزة يأتي في إطار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".

كما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين ، أن "علاقاتنا مع لبنان جيدة ونعالج الملفات الثنائية بانفتاح وعبر الحوار"، مشيرةً إلى أن "هذا النهج سيستمر".

وقالت إنَّ العلاقات مع تركيا مهمة جداً لنا ، ولكن لدينا اختلاف في المواقف في بعض الملفات الإقليمية.

وأوضحت الخارجية الإيرانية، أنه لا يمكن شراء الأمن من خارج المنطقة ، وعلى دولها ألا تعتمد على الأطراف الثالثة"، مشددةً على أن "الأمن في منطقتنا يجب أن ينشأ داخليا وعلى دولها ضمان الأمن بالاعتماد على نفسها".

وأشارت إلى أن "سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الرئيس الأوكراني زيلينسكي تحذير للجميع حتى لا تصبح القوة والاستعلاء محددين للعلاقات الدولية".

مقالات مشابهة

  • القسام تعلن استشهاد أحد قادتها في الضفة الغربية
  • مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل
  • الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية
  • إيران: ما يحدث في الضفة الغربية خطير جداً لا يقل عما حدث في غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلى تقتحم مناطق متفرقة بالضفة الغربية
  • الضفة الغربية بين مطرقة العدو الصهيوني وسندان الصمت الدولي
  • إسرائيل: مقتل 25 مسلحاً واعتقال المئات في الضفة الغربية
  • هل يقيم الأردن منطقة عازلة لمنع تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية؟
  • الاحتلال يقتحم أحياء فى نابلس ومخيماتها شمال الضفة الغربية
  • جنود الاحتلال يقتلون طفلا في الخليل جنوب الضفة الغربية