سودانايل:
2025-03-10@15:24:09 GMT

آية مصطفى وعوضية وست النفور وشادن

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

من مخزيات رموز النظام البائد والحكومة النازحة، أن لهم سجلاً حافلاً بالملفات الموثقة لقهرهم للنساء، وضربهم واغتصابهم واعدامهم لهن، فعلى هذا السلوك الإجرامي تجتمع كل الأنظمة الثيوقراطية – اغتيال الناشطة الإيرانية مهسا أميني، وفي خضم مهزلة النظام الاخواني السوداني وافتقاره لأدنى قواعد الأخلاق، يقدم اليوم على إصدار حكم الإعدام بحق المواطنة آية مصطفى، بذريعة أعجابها بقائد ثورة التحرير عبر تغريدة بريئة وعابرة بمنصة من منصات التواصل الاجتماعي، تخيل عزيزي القارئ وتصور الانحدار السريع والعميق، الذي هبط إليه رموز الدويلة الإرهابية المندحرة، لقد تشكل وعي المنحرفين من المنتمين لهذه الدويلة على الوحشية السافرة تجاه المرأة، ووضعها في ميزان الحرب سواء بسواء مع وضعية الرجل، في الوقت الذي يوجهنا ديننا الحنيف بأن نستوصي بالنساء خيراً، خلافاً لمنهج المتطرفين الذين لا يفرقون بين النساء والرجال في ميدان الحرب، ويظهر ذلك في قصفهم المستهدف للنساء والأطفال في أحياء أم درمان والخرطوم والفاشر، إنّها العقلية الفزعة المقشعرة البدن لما لاقته من جرأة وشجاعة مقاتلين أشداء، لا يهابون الموت ولا ترتعد أجسادهم لأصوات وتفجيرات السلاح الثقيل، الواقع عليهم من السماء والصائد لهم من الأرض، إنّ الجبان وعلى مر العصور والسنين، لا يحقق نصراً إلّا على النساء والعجزة والمسنين والأطفال، وقد درج نظام حكم المشعوذين الحاملين للتمائم على استدراج النساء والفتيات الصغيرات لمعتقلاته، بتهم لا ترقى للمستوى الذي يدفع القضاة المزيفون من ذوي اللحى والذقون المطلية بالحناء، لأن يصدروا أحكاماً جزافية ظالمة وقراقوشية قاهرة تجاه المستضعفين، لكنها مخرجات الحكم الثيوقراطي المتاجر بالدين، السابح ضد تيار الموروث الثقافي الذي لا يجامل في صون المرأة والذود عن عفتها.


المحكومة بالإعدام جوراً وظلماً آية مصطفى، مثلها مثل غيرها من بنات الوطن العزيزات والشريفات، اللائي انبهرن بالشجاعة والرجولة والتفاني في أداء المقاتلين الأحرار، غير المرتهنين لأجندة الكتب الصفراء، فعبّرن بصدق عن ذلك الشعور الأنثوي المكبوت، بكلمات قليلات على صفحاتهن بمنصة فيس بوك، لقد فعلت آية ذات الأمر دون أن تدري بأن الرعديد يرتعد لمجرد رؤية تلافيف العمامة المميزة لثوار الخامس عشر من أبريل، وما أدراك ما هذه العمامة التي أعادت صفاء ونقاء عهود الرشد والعدل الصحابي الذي ولّى، فشهد الناس شباب نبيلين يخوضون غمار الحرب، من أجل سؤدد شعب رزح تحت نير الدكتاتوريات العسكرية لعقود، شباب احتفت بهم زغاريد النساء، فكان طبيعياً أن ينال من المواطنة آية هؤلاء القتلة الأشرار الانتقاميون، الذين لم يهبهم الله سمة واحدة من السمات التي اتصف بها الفتية الذين آمنوا بقضيتهم، فمهروا أرض الوطن بدمهم الطاهر، فالرعديد يرتجف وترتعد فرائصه وهو يواجه أصحاب العمائم الرائعين، المالكين لنواصي فنون مداعبة الزناد، فيكون هذا المرتجف معذور في أفعاله لأنه مذعور، والذعر حينما يستحوذ على قلوب الرجال، يحيلهم إلى مسوخ ومجانين ومعتوهين لا يدرون ما يفعلون، فيتجهون نحو البريئين والبريئات من المواطنين والمواطنات، فيفتكون بهم وبهن تنكيلاً وقتلاً، تعويضاً عن نقص استشعروه وهم يواجهون مقاتلين حقيقيين، لا روبوتات ولا مجانين، كما ظل يهذي بذلك الطبيب المعتوه المتحدث باسم القوات (الوطنية) المخطوفة بأيدي زعماء الهوس الديني، فالفوبيا الماسحة لعقول جنود فلول المنظومة القديمة، سوف تدفعهم لارتكاب جرائم بشعة كثيرة أخرى، تفوق بشاعتها جرائم حرب رواندا، إنه رد قعل المرعوب الذي ذبح المواطنين العزل في مدينة الأبيض وقرى الجزيرة، فالصدمة التي أحدثها الأشوس بالذهنية القديمة سوف تأتينا بمزيد من مسلسلات قتل الأبرياء وسيل الكثير من الدماء.
الحرب التي أوقد نارها الإرهابيون لن تضع أوزارها، إلّا بعد أن يقدم الناس القرابين الكثيرة من شيب وشباب ونساء، فكما غدرت بالشهيدتين عوضية عجبنا وشادن محمد حسين رصاصتان موجهتان من سدنة النظام البائد، فقتلتا الناشطة المجتمعية والمطربة السفيرة الشعبية الحاملة لتراث شعبها، من الطبيعي أن تكون هنالك الكثيرات من الشيخات والميارم والكنداكات، اللاتي يتقدمن صفوف القضية العادلة التي أشعلت جذوتها الشهيدة ست النفور، تلك الغصة الأخرى الطاعنة في حلق كل سوداني يحمل بين يديه معول هدم صنم الإرهاب والتطرف، وليعلم الناس أن حكم الإخوان في بلاد السودان، قد عمل ضد القواعد الأخلاقية للمجتمعات السودانية منذ يومه الأول، وأدخل سلوك عام غريب لا يمت بصلة لخصائص هذه المجتمعات المنحدرة من أعرق الحضارات الإنسانية، فحاول كسر إرادة المرأة والحط من قدرها، بتشريع القوانين المكرسة لقهرها، لكن العمود الفقري للبناء النسوي لهذه المجتمعات ظل مرتكزاً على الإرث الكبير الذي لا يهزم، مهما بذل الإخوانيون من عمل غير طيب لدك حصون النساء واقتحام خدور الميارم والشيخات والكنداكات، اللائي كن مصدر إلهام للسيرورة القتالية لهذا الشباب المدهش، ولو كان هنالك نظام حكم أوحد في تاريخ البلاد، قد أهان وأذل المرأة بهذه البشاعة وتلك الوضاعة، فهو نظام الحكم الإخواني المحاصر في بورتسودان، والمهزوم عسكرياً في الخرطوم والمدن السودانية والعواصم الولائية، ولن يأتي بعده نظاماً يدني من هامة النساء، لأن أشاوس التحرير قد اقسموا على أن لا يتركوا معتوهاً من معتوهي النظام الفاسد، إلّا ويأخذونه إلى السماء ذات البروج، ليلقى حسابه في اليوم الموعود.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون

لم يجد رجل الأعمال مشعل محمود محمد مناصا من مغادرة الخرطوم بحري بعد اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023، متوجها إلى إثيوبيا.

كان مشعل يعمل في الخرطوم بالاتجار بقطع غيار آليات الورش، ونجح في تحقيق أرباح جيدة، وظل يعمل في هذا المجال حتى اندلاع الحرب، حيث خسر معارضه التجارية ومنزله وسياراته.

يقول مشعل لـ"الجزيرة نت" إنه خسر كل شيء، حيث سُرقت جميع محلاته ومعرضه في مدينة بحري (شمالي العاصمة)، مما دفعه إلى المغادرة في مايو/أيار 2023.

وبعد وصوله إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برفقة أسرته، فكر على الفور في العودة إلى مجاله السابق، لكنه واجه واقعا تجاريا مختلفا تماما عن السودان من حيث رأس المال والإجراءات.

وبعد تفكير، يقول مشعل إنه اتخذ قرار افتتاح مطعم لإعداد الوجبات السودانية، خاصة أن الفترة تلك شهدت وصول أعداد كبيرة من السودانيين إلى إثيوبيا لاستكمال إجراءات السفر إلى دول أخرى.

وخلال شهر رمضان من العام الماضي، كان مطعم مشعل يلبي طلبات مواطني بلاده على الإفطار والعشاء بأطباق سودانية ذائعة الصيت، لاقت رواجا كبيرا، خاصة مع تقديم المشروبات الرمضانية السودانية المعروفة، ومنها "الحلومر".

إعلان

ويوضح مشعل لـ"الجزيرة نت" أن طبيعة العمل كانت في البداية صعبة للغاية في ظل الحاجة إلى تحضيرات متواصلة من دون توقف أو إجازات، حيث كان لزوجته الدور الأكبر في إدارة العمل وتحريكه بشكل رئيسي، ولذلك قرر تسمية المطعم بـ"البيت السوداني"، لأن زوجته تعدّ الطعام كما تفعل في المنزل.

وبالعودة إلى بداية العمل، يرى مشعل أنه كان مزدهرا، حيث كان عدد السودانيين كبيرا، لكنه تراجع حاليا مع تناقص الأعداد وتراجع أرقام العابرين إلى دول أخرى. ومع ذلك، يقول رجل الأعمال الشاب إن الأمور لا تزال تسير على ما يرام، إذ يستعد خلال شهر رمضان الحالي بتحضيرات نوعية، كما يسعى إلى جذب الإثيوبيين وغيرهم لتجربة الطعام السوداني.

الحرب دفعت رواد الأعمال إلى مواجهة خسائر قاسية والتكيف مع واقع اقتصادي صعب (الفرنسية) خير رمضان وكرمه

ويقول رجل الأعمال خالد بيرم، الذي يشغل أيضا منصب أمين مكتب الشؤون الخارجية للغرفة التجارية بمحلية عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان، إن رمضان هو شهر الخير والبركة، وينعكس كرمه على الجميع.

ويؤكد لـ"الجزيرة نت" أن الحركة التجارية في الشهر الفضيل تُعرف بـ"الموسم"، حيث تزدهر بشكل ملحوظ ويتعاظم الطلب على سلع ومنتجات مختلفة.

ويضيف: "الأعمال والتجارة بشكل عام في السودان خلال الشهر الفضيل تكون في حالة انتعاش ونمو، وتبدأ دائما قبل حلول شهر رمضان بـ10 أيام تقريبا، أو حتى اليوم الذي يسبق بدايته، حيث تشهد الأسواق حركة مكثفة ونشطة".

ويوضح أنه عندما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية، فإن الناس يكونون على استعداد لشرائها، وغالبا ما ترتفع أسعارها.

أما فيما يتعلق بالغرفة التجارية في عطبرة، فيشير بيرم إلى أن التجار يقومون بتجهيز سلال للصائمين، تحتوي على المواد الغذائية الأساسية للصائم، كما يقوم بعض التجار بإخراج سلال إضافية لرمضان من أموالهم الخاصة.

إعلان

ويؤكد بيرم أن هناك حركة واسعة للأموال والتجارة والبضائع، وهذا يزيد الأرباح والدخل، مشيرا إلى أنه كلما زاد الدخل، زاد الإنفاق على الفئات الضعيفة من خلال الصدقات والإكراميات والسلال الغذائية وزكاة الفطر والتبرعات.

ويستطرد قائلا: "اسم رمضان كريم لم يأتِ من العدم، الله يوفّر احتياجات الناس، وهناك حالة من السعادة بين الجميع، بما في ذلك التجار ورجال الأعمال".

صعوبات جمة

لمجموعة "أبو الفاضل بلازا" في السودان صيت خاص، خصوصا عند حلول شهر رمضان المبارك، إذ يُعتبر الموسم الذي ينتظره آلاف السودانيين للاستفادة من التخفيضات وشراء المستلزمات المنزلية، حيث تتميز المجموعة بالاستيراد الراقي والأسعار المناسبة.

مجموعة أبو الفاضل بلازا خسرت الكثير بسبب الحرب (الجزيرة)

لكن الحرب ألقت بظلالها القاتمة على المجموعة في كل فروعها المنتشرة في مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري)، كما يقول هاشم أبو الفاضل لـ"الجزيرة نت"، حيث خسرت الشركة بضائعها بالكامل إما بالاحتراق أو السرقة أو النهب والتخريب، ولم يتمكنوا من إنقاذ أي شيء باستثناء البضائع التي كانت تحت التخليص الجمركي بالميناء.

ويروي هاشم لـ"الجزيرة نت" سلسلة معاناة صعبة عاشها رواد الأعمال في القطاع الخاص السوداني، بسبب الحرب التي اندلعت فجأة من دون أن يتمكن أصحاب الشركات، خاصة وسط العاصمة الخرطوم، من تدارك الأمر وإنقاذ ما يمكن من رأس المال.

ويشير إلى أن 90% من أصحاب الأعمال عادوا إلى نقطة الصفر، وفقدوا كل شيء تقريبا، ليصبح القطاع الخاص أكبر المتضررين من الحرب المستمرة منذ نحو عامين.

ومع ذلك، يقول هاشم إنهم حاولوا النهوض مجددا والعودة إلى العمل، ورفضوا الخروج بما تبقى من رأس المال إلى خارج البلاد، فقرروا افتتاح فروع جديدة للمجموعة في بورتسودان والعودة للعمل في أم درمان بعد تحسن الأوضاع الأمنية جزئيا.

إعلان

لكنه يشكو من تعامل السلطات الحكومية، مشيرا إلى أنها تفرض رسوم جمارك وغيرها من الجبايات بأرقام فلكية، لا تراعي الخسائر الفادحة التي تكبدها القطاع الخاص، ولا تضع في اعتبارها حرص رجال الأعمال على المساهمة في إعادة الإعمار.

ويشبه هاشم أوضاعهم الحالية بمن يمشي على النار، لكنه رغم ذلك يؤكد أنهم حريصون على مواصلة العمل وتجاوز الصعاب الحالية.

خسائر كبيرة

وإزاء الأوضاع الاقتصادية في السودان، يقول الخبير في الشؤون الاقتصادية عبد العظيم المهل للجزيرة نت إن القطاع الخاص السوداني خسر الكثير في هذه الحرب قدرت في القطاعين الصناعي والخدمي في الخرطوم بـ90%، وفي ولاية الجزيرة تصل نسبة الخسائر إلى 88% ، أما في ولايات دارفور عدا الفاشر فتقدر الخسائر بـ80% في القطاعين.

ويشير إلى أن تقديرات جملة خسائر القطاع الخاص في كل القطاعات بحوالي 130 مليار دولار 90% منها لا تخضع للتأمين.

ويرى أن القطاع الخاص بحاجة لوقت كي يعود للعمل لكنه يتوقع عودته بنحو أسرع من القطاع العام.

ويأسف المهل لخروج بعض رواد الأعمال في القطاع الخاص من السودان والهجرة للخارج بينما نزح آخرون داخليا وهو ما قد يؤدي إلى تشتت الصناعة والخدمات بعيدا عن العاصمة.

ويرى المهل أن الفجوات تطال كل القطاعات التي ستبدأ من نقطة الصفر ويردف إذا تم ذلك فسوف ينهض الاقتصاد السوداني خلال نحو 3 أعوام، مؤكدا إمكانية التعافي والنهضة في حال وجدت السياسات المستقرة والإدارة الواعية والتكنولوجيا الحديثة في كل المجالات متبوعة بالقبضة الأمنية القوية والاستقرار السياسي.

مقالات مشابهة

  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • «صمود» يؤكد ضرورة تضمين قضايا النساء في أي عملية لوقف الحرب
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
  • في يوم المرأة العالمي.. نساء غزة ينقلن مرارة الحرب والنزوح
  • مصطفى بكري ناعيا اللواء أحمد أبو طالب: رحل الإنسان الذي عرفت فيه كل معاني المروءة
  • عاجل.. الشرع: بعض فلول النظام الساقط سعى لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها
  • نحن الذين نشكرك.. «مصطفى بكري» معلقا على حديث الرئيس عن المصريين.. فيديو