سودانايل:
2024-09-13@02:36:53 GMT

آية مصطفى وعوضية وست النفور وشادن

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

من مخزيات رموز النظام البائد والحكومة النازحة، أن لهم سجلاً حافلاً بالملفات الموثقة لقهرهم للنساء، وضربهم واغتصابهم واعدامهم لهن، فعلى هذا السلوك الإجرامي تجتمع كل الأنظمة الثيوقراطية – اغتيال الناشطة الإيرانية مهسا أميني، وفي خضم مهزلة النظام الاخواني السوداني وافتقاره لأدنى قواعد الأخلاق، يقدم اليوم على إصدار حكم الإعدام بحق المواطنة آية مصطفى، بذريعة أعجابها بقائد ثورة التحرير عبر تغريدة بريئة وعابرة بمنصة من منصات التواصل الاجتماعي، تخيل عزيزي القارئ وتصور الانحدار السريع والعميق، الذي هبط إليه رموز الدويلة الإرهابية المندحرة، لقد تشكل وعي المنحرفين من المنتمين لهذه الدويلة على الوحشية السافرة تجاه المرأة، ووضعها في ميزان الحرب سواء بسواء مع وضعية الرجل، في الوقت الذي يوجهنا ديننا الحنيف بأن نستوصي بالنساء خيراً، خلافاً لمنهج المتطرفين الذين لا يفرقون بين النساء والرجال في ميدان الحرب، ويظهر ذلك في قصفهم المستهدف للنساء والأطفال في أحياء أم درمان والخرطوم والفاشر، إنّها العقلية الفزعة المقشعرة البدن لما لاقته من جرأة وشجاعة مقاتلين أشداء، لا يهابون الموت ولا ترتعد أجسادهم لأصوات وتفجيرات السلاح الثقيل، الواقع عليهم من السماء والصائد لهم من الأرض، إنّ الجبان وعلى مر العصور والسنين، لا يحقق نصراً إلّا على النساء والعجزة والمسنين والأطفال، وقد درج نظام حكم المشعوذين الحاملين للتمائم على استدراج النساء والفتيات الصغيرات لمعتقلاته، بتهم لا ترقى للمستوى الذي يدفع القضاة المزيفون من ذوي اللحى والذقون المطلية بالحناء، لأن يصدروا أحكاماً جزافية ظالمة وقراقوشية قاهرة تجاه المستضعفين، لكنها مخرجات الحكم الثيوقراطي المتاجر بالدين، السابح ضد تيار الموروث الثقافي الذي لا يجامل في صون المرأة والذود عن عفتها.


المحكومة بالإعدام جوراً وظلماً آية مصطفى، مثلها مثل غيرها من بنات الوطن العزيزات والشريفات، اللائي انبهرن بالشجاعة والرجولة والتفاني في أداء المقاتلين الأحرار، غير المرتهنين لأجندة الكتب الصفراء، فعبّرن بصدق عن ذلك الشعور الأنثوي المكبوت، بكلمات قليلات على صفحاتهن بمنصة فيس بوك، لقد فعلت آية ذات الأمر دون أن تدري بأن الرعديد يرتعد لمجرد رؤية تلافيف العمامة المميزة لثوار الخامس عشر من أبريل، وما أدراك ما هذه العمامة التي أعادت صفاء ونقاء عهود الرشد والعدل الصحابي الذي ولّى، فشهد الناس شباب نبيلين يخوضون غمار الحرب، من أجل سؤدد شعب رزح تحت نير الدكتاتوريات العسكرية لعقود، شباب احتفت بهم زغاريد النساء، فكان طبيعياً أن ينال من المواطنة آية هؤلاء القتلة الأشرار الانتقاميون، الذين لم يهبهم الله سمة واحدة من السمات التي اتصف بها الفتية الذين آمنوا بقضيتهم، فمهروا أرض الوطن بدمهم الطاهر، فالرعديد يرتجف وترتعد فرائصه وهو يواجه أصحاب العمائم الرائعين، المالكين لنواصي فنون مداعبة الزناد، فيكون هذا المرتجف معذور في أفعاله لأنه مذعور، والذعر حينما يستحوذ على قلوب الرجال، يحيلهم إلى مسوخ ومجانين ومعتوهين لا يدرون ما يفعلون، فيتجهون نحو البريئين والبريئات من المواطنين والمواطنات، فيفتكون بهم وبهن تنكيلاً وقتلاً، تعويضاً عن نقص استشعروه وهم يواجهون مقاتلين حقيقيين، لا روبوتات ولا مجانين، كما ظل يهذي بذلك الطبيب المعتوه المتحدث باسم القوات (الوطنية) المخطوفة بأيدي زعماء الهوس الديني، فالفوبيا الماسحة لعقول جنود فلول المنظومة القديمة، سوف تدفعهم لارتكاب جرائم بشعة كثيرة أخرى، تفوق بشاعتها جرائم حرب رواندا، إنه رد قعل المرعوب الذي ذبح المواطنين العزل في مدينة الأبيض وقرى الجزيرة، فالصدمة التي أحدثها الأشوس بالذهنية القديمة سوف تأتينا بمزيد من مسلسلات قتل الأبرياء وسيل الكثير من الدماء.
الحرب التي أوقد نارها الإرهابيون لن تضع أوزارها، إلّا بعد أن يقدم الناس القرابين الكثيرة من شيب وشباب ونساء، فكما غدرت بالشهيدتين عوضية عجبنا وشادن محمد حسين رصاصتان موجهتان من سدنة النظام البائد، فقتلتا الناشطة المجتمعية والمطربة السفيرة الشعبية الحاملة لتراث شعبها، من الطبيعي أن تكون هنالك الكثيرات من الشيخات والميارم والكنداكات، اللاتي يتقدمن صفوف القضية العادلة التي أشعلت جذوتها الشهيدة ست النفور، تلك الغصة الأخرى الطاعنة في حلق كل سوداني يحمل بين يديه معول هدم صنم الإرهاب والتطرف، وليعلم الناس أن حكم الإخوان في بلاد السودان، قد عمل ضد القواعد الأخلاقية للمجتمعات السودانية منذ يومه الأول، وأدخل سلوك عام غريب لا يمت بصلة لخصائص هذه المجتمعات المنحدرة من أعرق الحضارات الإنسانية، فحاول كسر إرادة المرأة والحط من قدرها، بتشريع القوانين المكرسة لقهرها، لكن العمود الفقري للبناء النسوي لهذه المجتمعات ظل مرتكزاً على الإرث الكبير الذي لا يهزم، مهما بذل الإخوانيون من عمل غير طيب لدك حصون النساء واقتحام خدور الميارم والشيخات والكنداكات، اللائي كن مصدر إلهام للسيرورة القتالية لهذا الشباب المدهش، ولو كان هنالك نظام حكم أوحد في تاريخ البلاد، قد أهان وأذل المرأة بهذه البشاعة وتلك الوضاعة، فهو نظام الحكم الإخواني المحاصر في بورتسودان، والمهزوم عسكرياً في الخرطوم والمدن السودانية والعواصم الولائية، ولن يأتي بعده نظاماً يدني من هامة النساء، لأن أشاوس التحرير قد اقسموا على أن لا يتركوا معتوهاً من معتوهي النظام الفاسد، إلّا ويأخذونه إلى السماء ذات البروج، ليلقى حسابه في اليوم الموعود.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

هآرتس: ما الذي تخشاه إسرائيل في غزة بمنعها دخول المراسلين الأجانب؟

دعت صحيفة هآرتس إسرائيل إلى السماح للصحفيين الأجانب بدخول قطاع غزة لتغطية الحرب، وتساءلت عما تخشاه بمنعها الإعلام الدولي من نقل ما يحدث هناك بصفة مستقلة، لا برفقة الجيش.

وفي افتتاحية بعنوان "لمَ تخشَ إسرائيل دخول صحفيين أجانب إلى غزة؟ ما الذي تخفيه؟"، كتبت الصحيفة أن الأسباب التي تذرّعت بها الحكومة الإسرائيلية لمنع دخول الصحفيين منذ بداية الحرب قبل 11 شهرا قد انتفت الآن، وأن الوقت قد حان لتسمح لهم بتغطية الأحداث في غزة بالشكل الملائم، خاصة أن دخول أي مراسل أجنبي إلى القطاع من دون إذن إسرائيلي رسمي بات مستحيلا مع تشديد الحصار، وتحديدا بعد احتلال رفح.

وأضافت هآرتس أن حظر دخول الصحفيين الأجانب من دون مرافقة الجيش الإسرائيلي يضرّ بالحق في تغطية مستقلة وبحق الإسرائيليين والعالم في معرفة ما يحدث في القطاع، وذكّرت بأن مكان الصحفي الطبيعي هو الميدان وأن دوره مخاطبة المشاهدين مباشرة لا عبر ناطقين رسميين، لينقل أجواء الحرب.

وشددت على أن التغطية الميدانية المباشرة لا يمكن مقارنتها بتغطية من طرف ثالث أو عبر حوارات هاتفية وتحليل للأحداث بالاستعانة بتسجيلات فيديو أو صور ثابتة.

مصلحة إسرائيلية

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن من مصلحة إسرائيل نفسها السماح بتغطية مستقلة للحرب، لتستطيع -مثلا- التحقق في وقت فعلي مما تسميه حكومة بنيامين نتنياهو مزاعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإن هذا المنع الشامل للعمل الإعلامي المستقل يجعل المرء يتساءل: "ما الذي تخفيه إسرائيل؟ وما مصلحتها في منع الصحفيين من الوصول إلى هناك؟".

وذكّرت هآرتس بأن منع الصحفيين الأجانب من دخول غزة ألقى بعبء هائل على الصحفيين الفلسطينيين الذين يعانون هم أنفسهم ويلات الحرب والحياة القاسية، وقالت إن 111 فلسطينيا يمتهنون الإعلام قد قتلوا منذ بداية الحرب، وذلك يجعل الحاجة ماسة إلى السماح بعمل صحفيين أجانب ليسوا طرفا في النزاع، خاصة أن إسرائيل تدّعي أن 3 من الإعلاميين الفلسطينيين القتلى ناشطون في حماس وحركة الجهاد الإسلامي.

وأضافت أن من المهم وجود صحفيين يغطون ما يحدث من دون ضغط مجتمعهم وحكوماتهم، وأن دور مراسل يعمل في الميدان بات أهم من أي وقت مضى خاصة في حروب السنوات الأخيرة، إذ باتت أي لقطة مثار شك بسبب تطور الذكاء الاصطناعي وقدرته على توليد الصور.

وسخّفت الصحيفة في الختام الزعم الإسرائيلي القائل إن تغطية الأحداث برفقة قواتها في غزة بديل كاف، وشددت على ألا غنى عن عمل صحفي مستقل في القطاع يستطيع فيه المراسل الحديث إلى السكان والسفر إلى أماكن تهمّ المشاهد والعاملين في حقل الإعلام.

ودعت الجيش إلى التوقف عن إملاء شكل التغطية وإلى السماح بدخول المراسلين الأجانب ليفهم الناس ما يجري هناك وينقشع قليلا ضباب الحرب.

مقالات مشابهة

  • «حقائق وأسرار» يعرض قصة معاناة «فاطمة» طفلة الأقصر التي تجمع الخردة لإعالة أسرتها
  • جبر: ضرورة مواجهة التحديات التي تحول دون تمتع المرأة في العالم الإسلامي بحقوقها
  • "صوت لدعم النساء" تنظم نشاط تدريبي حول مشروع قانون العنف الموحد
  • شاهد.. أحمد سعد يتحدث عن "الخيانة" وأنواع النساء في حياته
  • مدبولي: «الإفتاء المصرية» في طليعة المؤسسات التي تتحدث بلسان الدين الحنيف
  • هآرتس: ما الذي تخشاه إسرائيل في غزة بمنعها دخول المراسلين الأجانب؟
  • الحكومة في عيد الفلاح: نؤمن بالدور الكبير الذي يقوم به
  • هيئة الدواء المصرية تشارك في فعالية نساء في مجال الصيدلة بمؤتمر فارمكونكس
  • هل يضعف الربو قدرة المرأة على الحمل؟
  • تعرف على النظام الكامل لتصفيات مونديال 2026 والمنتخبات التي ودعت