سودانايل:
2025-02-02@16:52:07 GMT

آية مصطفى وعوضية وست النفور وشادن

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

من مخزيات رموز النظام البائد والحكومة النازحة، أن لهم سجلاً حافلاً بالملفات الموثقة لقهرهم للنساء، وضربهم واغتصابهم واعدامهم لهن، فعلى هذا السلوك الإجرامي تجتمع كل الأنظمة الثيوقراطية – اغتيال الناشطة الإيرانية مهسا أميني، وفي خضم مهزلة النظام الاخواني السوداني وافتقاره لأدنى قواعد الأخلاق، يقدم اليوم على إصدار حكم الإعدام بحق المواطنة آية مصطفى، بذريعة أعجابها بقائد ثورة التحرير عبر تغريدة بريئة وعابرة بمنصة من منصات التواصل الاجتماعي، تخيل عزيزي القارئ وتصور الانحدار السريع والعميق، الذي هبط إليه رموز الدويلة الإرهابية المندحرة، لقد تشكل وعي المنحرفين من المنتمين لهذه الدويلة على الوحشية السافرة تجاه المرأة، ووضعها في ميزان الحرب سواء بسواء مع وضعية الرجل، في الوقت الذي يوجهنا ديننا الحنيف بأن نستوصي بالنساء خيراً، خلافاً لمنهج المتطرفين الذين لا يفرقون بين النساء والرجال في ميدان الحرب، ويظهر ذلك في قصفهم المستهدف للنساء والأطفال في أحياء أم درمان والخرطوم والفاشر، إنّها العقلية الفزعة المقشعرة البدن لما لاقته من جرأة وشجاعة مقاتلين أشداء، لا يهابون الموت ولا ترتعد أجسادهم لأصوات وتفجيرات السلاح الثقيل، الواقع عليهم من السماء والصائد لهم من الأرض، إنّ الجبان وعلى مر العصور والسنين، لا يحقق نصراً إلّا على النساء والعجزة والمسنين والأطفال، وقد درج نظام حكم المشعوذين الحاملين للتمائم على استدراج النساء والفتيات الصغيرات لمعتقلاته، بتهم لا ترقى للمستوى الذي يدفع القضاة المزيفون من ذوي اللحى والذقون المطلية بالحناء، لأن يصدروا أحكاماً جزافية ظالمة وقراقوشية قاهرة تجاه المستضعفين، لكنها مخرجات الحكم الثيوقراطي المتاجر بالدين، السابح ضد تيار الموروث الثقافي الذي لا يجامل في صون المرأة والذود عن عفتها.


المحكومة بالإعدام جوراً وظلماً آية مصطفى، مثلها مثل غيرها من بنات الوطن العزيزات والشريفات، اللائي انبهرن بالشجاعة والرجولة والتفاني في أداء المقاتلين الأحرار، غير المرتهنين لأجندة الكتب الصفراء، فعبّرن بصدق عن ذلك الشعور الأنثوي المكبوت، بكلمات قليلات على صفحاتهن بمنصة فيس بوك، لقد فعلت آية ذات الأمر دون أن تدري بأن الرعديد يرتعد لمجرد رؤية تلافيف العمامة المميزة لثوار الخامس عشر من أبريل، وما أدراك ما هذه العمامة التي أعادت صفاء ونقاء عهود الرشد والعدل الصحابي الذي ولّى، فشهد الناس شباب نبيلين يخوضون غمار الحرب، من أجل سؤدد شعب رزح تحت نير الدكتاتوريات العسكرية لعقود، شباب احتفت بهم زغاريد النساء، فكان طبيعياً أن ينال من المواطنة آية هؤلاء القتلة الأشرار الانتقاميون، الذين لم يهبهم الله سمة واحدة من السمات التي اتصف بها الفتية الذين آمنوا بقضيتهم، فمهروا أرض الوطن بدمهم الطاهر، فالرعديد يرتجف وترتعد فرائصه وهو يواجه أصحاب العمائم الرائعين، المالكين لنواصي فنون مداعبة الزناد، فيكون هذا المرتجف معذور في أفعاله لأنه مذعور، والذعر حينما يستحوذ على قلوب الرجال، يحيلهم إلى مسوخ ومجانين ومعتوهين لا يدرون ما يفعلون، فيتجهون نحو البريئين والبريئات من المواطنين والمواطنات، فيفتكون بهم وبهن تنكيلاً وقتلاً، تعويضاً عن نقص استشعروه وهم يواجهون مقاتلين حقيقيين، لا روبوتات ولا مجانين، كما ظل يهذي بذلك الطبيب المعتوه المتحدث باسم القوات (الوطنية) المخطوفة بأيدي زعماء الهوس الديني، فالفوبيا الماسحة لعقول جنود فلول المنظومة القديمة، سوف تدفعهم لارتكاب جرائم بشعة كثيرة أخرى، تفوق بشاعتها جرائم حرب رواندا، إنه رد قعل المرعوب الذي ذبح المواطنين العزل في مدينة الأبيض وقرى الجزيرة، فالصدمة التي أحدثها الأشوس بالذهنية القديمة سوف تأتينا بمزيد من مسلسلات قتل الأبرياء وسيل الكثير من الدماء.
الحرب التي أوقد نارها الإرهابيون لن تضع أوزارها، إلّا بعد أن يقدم الناس القرابين الكثيرة من شيب وشباب ونساء، فكما غدرت بالشهيدتين عوضية عجبنا وشادن محمد حسين رصاصتان موجهتان من سدنة النظام البائد، فقتلتا الناشطة المجتمعية والمطربة السفيرة الشعبية الحاملة لتراث شعبها، من الطبيعي أن تكون هنالك الكثيرات من الشيخات والميارم والكنداكات، اللاتي يتقدمن صفوف القضية العادلة التي أشعلت جذوتها الشهيدة ست النفور، تلك الغصة الأخرى الطاعنة في حلق كل سوداني يحمل بين يديه معول هدم صنم الإرهاب والتطرف، وليعلم الناس أن حكم الإخوان في بلاد السودان، قد عمل ضد القواعد الأخلاقية للمجتمعات السودانية منذ يومه الأول، وأدخل سلوك عام غريب لا يمت بصلة لخصائص هذه المجتمعات المنحدرة من أعرق الحضارات الإنسانية، فحاول كسر إرادة المرأة والحط من قدرها، بتشريع القوانين المكرسة لقهرها، لكن العمود الفقري للبناء النسوي لهذه المجتمعات ظل مرتكزاً على الإرث الكبير الذي لا يهزم، مهما بذل الإخوانيون من عمل غير طيب لدك حصون النساء واقتحام خدور الميارم والشيخات والكنداكات، اللائي كن مصدر إلهام للسيرورة القتالية لهذا الشباب المدهش، ولو كان هنالك نظام حكم أوحد في تاريخ البلاد، قد أهان وأذل المرأة بهذه البشاعة وتلك الوضاعة، فهو نظام الحكم الإخواني المحاصر في بورتسودان، والمهزوم عسكرياً في الخرطوم والمدن السودانية والعواصم الولائية، ولن يأتي بعده نظاماً يدني من هامة النساء، لأن أشاوس التحرير قد اقسموا على أن لا يتركوا معتوهاً من معتوهي النظام الفاسد، إلّا ويأخذونه إلى السماء ذات البروج، ليلقى حسابه في اليوم الموعود.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

دور المدنيين في انتشال السودان من قبضة الحكم العسكري وتحقيق الحكم المدني

يرى كثيرون أن الدور المدني السوداني في ظل تأزم الأوضاع في البلاد، له أهمية كبرى، باعتباره الطريق الذي يؤسس إلى الحكم المدني والانتقال من مراحل القتال والحروب إلى تأسيس انتخابات حرة تشكل وجه مشرق للسودان الجديد، في ظل رفض قاطع لاستمرار الحكم العسكري في البلاد.

تقرير : حسن اسحق

يرى كثيرون أن الدور المدني السوداني في ظل تأزم الأوضاع في البلاد، له أهمية كبرى، باعتباره الطريق الذي يؤسس إلى الحكم المدني والانتقال من مراحل القتال والحروب إلى تأسيس انتخابات حرة تشكل وجه مشرق للسودان الجديد، في ظل رفض قاطع لاستمرار الحكم العسكري في البلاد.
أن تعدد المبادرات المدنية وحده لا يساهم في إيقاف الحرب، إلا إذا كانت هناك رؤية مشتركة واضحة بشأن انها القتال في السودان، اضافة الي دور البعد الخارجي الذي لا يخاطب مصالح الجماهيرية العريضة في تحقيق السلام والاستقرار، باعتباره عالما غير مساعد في أحيان كثيرة، وان وحدة القوى المدنية هي الطريق الحقيقي إلى تحقيق السلام.
النساء يقلن ارضا سلاح … تنافس مبادرات إيقاف الحرب
تقول اميرة عثمان من مبادرة لا لقهر النساء ان الحرب كانت عبئا علي نساء السودان، والنساء دائما يقلن ارضا سلاح، ان الراهن السياسي الحالي فيما يتعلق ببناء جبهة مدنية لإيقاف الحرب، في ظل تعدد المنابر، واختلاط القضايا قليلا، مشيرة إلى وجود 50 مبادرة، تطالب بتوحيد الجبهة المدنية لإيقاف الحرب، هناك تنافس من الجهات المتعددة، وكل جهة تريد أن تكون صاحبة المبادرة، والمسيطرة، وترى اميرة أن هذا في حد ذاته جزء من الخلل البنيوي، والتنظيمي للمبادرات المتعددة.
تقول إن مبادرة لا لقهر النساء واجهت العديد من المشاكل بسبب تعدد المبادرات والأجسام، ونسبة لتجارب سابقة، ويجب أن تكون هناك ضوابط محددة، ورؤية حاكمة للمبادرة لأي عمل مشترك، واي عمل مشترك يجب ان يعطي الأولوية لإيقاف الحرب، ومحاكمة ومحاسبة كل من أجرم في حق الشعب السوداني، سواء كانوا عسكر او مدنيين، مع ادانة طرفي الحرب، وكل الأعمال الوحشية، والحرب الدائرة الآن علي أجساد النساء، وهن يدفعن الثمن، في عمليات الاغتصاب، وتنتهك البيوت.
تضيف اميرة من يعنفون الضحايا، فشلوا من توفير الحماية للنساء من جيش وشرطة، ولا حتي الأسر، والعار ليس عار النساء، بل عار من خان، وباع، وتطالب ب ’’ نسونة ‘‘ الفضاء، حتي يتم تحقيق السلم والأمن الدوليين، ويجب وضع أسس التفاوض والسلام بمفهوم نسوي، وهن بطبعهن يجنحوا للسلم، وأي تفاوض يجب أن يكون فيه النظرة النسوية، ويجب أن لا يكون السلام اقتسام الثروة والسلطة للقتلة، وحافز بالنسبة لهم، والدول التي حدث بها نوع من التطور، هي التي سلمت السلطة للشعب.
اكدن اميرة أن التنسيق داخل التحالف او العمل المشترك، يجب ان يكون للجسم وليس للأشخاص، والفردانية داخل العمل المشترك، يجب ان لا تكون عالية، القوى المعارضة في الشكل العام متفقة، لكن عند الدخول الى التفاصيل يبدأ الخلاف، والجماهير لا تؤمن بأفراد، هي تريد برامج ومشاريع، ويجب دولة سودانية تحقق التنمية في الأقاليم، بدل الدولة المركزية القابضة.

الجبهة القومية الاسلامية تختطف الجيش .. وضع حد للحرب
بينما آدم الشريف عضو الحزب الشيوعي السوداني أن الجيش السوداني مختطف بواسطة اللجنة الامنية، الوجه العسكري للجبهة القومية الإسلامية، ثورة ديسمبر عميقة في مضامينها، ومحتواها، ولاول مرة عمت كل ارجاء السودان، في الريف والحضر، والبوادي، والمدن، بدءا من مدينة الدمازين واستمرت حتى سقوط رأس النظام في 19 أبريل 2019، والجيش والدعم السريع هما اللجنة الامنية لنظام الرئيس السابق عمر البشير.
اكد ادم ان حرب 15 أبريل 2023، هدفت إلى قتل ثورة ديسمبر المجيدة، وهي ليست حرب داخلية محضة، بل ذات أبعاد خارجية، اضافة الى الوكلاء الإقليميين، ليست لهم مصلحة في قيام نظام ديمقراطي في السودان، طرفا ليست لهما مصلحة في أي تحول ديمقراطي، والقصف الجوي للجيش السوداني دمر المئات من المنشآت، وقتل الاف الارواح، والحرب يجب ان تقيف، وتسترد الثورة.
اكد ادم ان الحزب الشيوعي اصدر مبادرة لإنهاء الحرب واسترداد الثورة، والقوى الثورية تستطيع استعادة المسار من أعداء الثورة، وتجدد كفاحها، والهدف من مبادرة الحزب الشيوعي السوداني، وضع حد للحرب، والحراك الجماهيري باعتباره الاساس لايقاف الحرب، واوضح ان التعويل علي العالم الخارجي لن يساهم في إيقاف الحرب، والحزب الشيوعي ليس ضد الخارج بصفة عامة، موضحا أن الخارج به منظمات تناهض استمرار الحرب، ويجب أن يكون عاملا مساعدا، وليس بديلا للنضال الجماهيري القاعدي.
وحدة الحركة الطلابية
يقول تاج الدين اسحق من الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، أن وحدة الحركة الطلابية في انتزاع اتحاداتها في الجامعات السودانية، كانت أولى لبنات الوحدة، وهم احدي فصائل ثورة ديسمبر، والشعب لن يلتف حول جسم إلا إذا كان يحقق مصالحه، مشيرا إلى أن الاتفاقيات السابقة، فشلت في تحقيق السلام في السودان، لأنها جاءت عبر اجندة خارجية ليبرالية، لا تخدم الجماهير في شئ، وكل هذه الاتفاقيات لم تساهم في إنهاء الة الحرب.
يضيف تاج الدين أن أي اتفاق للسلام يجب ان يخاطب قضايا العدالة، باعتباره مطلب جماهيري، ويلاحق المجرمين، ويقدموا للعدالة والمحاسبة، لن تكون هناك حروبات في السودان، وأن وحدة القوى المدنية يجب أن تقودها الاجسام الجماهيرية في الأرض، والشعب السوداني ليس مصلحة في استمرار الحرب، وايقافها يجب أن يكون بالشرعية الثورية، واستعادة دولاب العمل.

ishaghassan13@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • "جهنمية" يقتحم الثورة السودانية ويعكس دور المرأة
  • سفير مصر في تونس يعقد لقاء مع وزيرة الأسرة والمرأة التونسية
  • مفاجئ.. طوابير طويلة من النساء الحوامل لإجراء عملية ولادة قيصرية مبكرة بسبب هذا القرار الذي يدخل حيز التنفيذ 19 فيراير
  • ماذا يحدث في مناطق نفوذ اطراف الحرب .. حارات ام درمان ود البشير؟
  • ياسمين عز تثير الجدل بدعوتها النساء لأخذ المال من أزواجهن دون استئذان
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب
  • دور المدنيين في انتشال السودان من قبضة الحكم العسكري وتحقيق الحكم المدني
  • عائلات بلا معيل.. السوريات في مواجهة آثار الحرب
  • نهلة الصعيدي: المرأة القوية تحسن تربية الأبناء وتتعامل بإيجابية قادرة على صنع المستحيل
  • نهلة الصعيدي: المرأة القوية التي تحسن تربية الأبناء وتقدر على صنع المستحيل