شبكة انباء العراق:
2024-11-05@12:48:03 GMT

الرئاسة والشعب أزمة ثقة

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

بقلم : جعفر العلوجي ..

في مقابلة مع رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ‏”أدوارد هيث” قال:
( ‏لم يكن في بيتنا كهرباء وكنت أقرأ دروسي على ضوء الشمع، وكان أبي يشفق علي ويقول:
لماذا لا تترك هذا الهراء وتبحث عن عمل شريف!!
هنا ضحك المذيع وسأله:
‏وماذا قال أبوك بعدما أصبحت رئيسا للوزراء؟
‏أجاب هيث:
‏قال لي: ألم أنصحك دائما بالبحث عن عمل شريف ) .


من وحي كلمة هيث التي تنطوي على حكمة بالغة وإن كانت مجازية وليست بالضرورة كما أشار إليها..
نشفق أحيانا على مهام رئيس الوزراء وصعوبتها في العراق مهما كانت شخصيته حازمة وتتسم بالقوة وتمتلك الإرادة للتغيير، فقد تكون الموجة العاتية أشد وأقوى من مجرد محاولة الوقوف إزاءها، وهو تفسير حي وواقعي لحجم التركة الثقيلة التي خلفتها سياسات خاطئة في فترة الحكومات السابقة التي جاملت كثيرا ولم تكن حاسمة إطلاقا إزاء تهاون الوزراء وكبار المسؤولين وتخاذلهم عن أداء مسؤولياتهم وتنفيذ ما يؤكل إليهم تحت ضغوطات حزبية من جهة ونفعية ضيقة من الجانب الآخر أكلت من جرف رفاهية الشعب وتوفير متطلباته، وبشكل خاص في ملف الخدمات الذي ولد شرخا كبيرا وانعدام هائل للثقة بين الشعب والحكومة والشعب ومن يمثلهم في البرلمان أيضاً على مدى السنوات السابقة التي حفلت بتظاهرات وانقسامات وضغوطات، وهي نتيجة طبيعية جداً لما تشهده الساحة العراقية من انفلات وترك الحبل على الغارب تاركين الشعب يئن تحت ضغط الظروف الصعبة فيما هم وعوائلهم يتنعمون بمقدرات البلاد وهذه المثلبة للسلطة التنفيذية يمثلها وزراء يتعاملون مع القرارات والتعليمات بلامبالاة واضحة ولا يعيرون أدنى اهتمام لقرارات مجلس الوزراء ويضربونها بظهر الجدار من دون أي اكتراث للنتائج وها هي النتيجة التي نراها اليوم ماثلة للعيان واضحة، وجميع تبعاتها تلقى على عاتق رئيس الوزراء باعتباره الرجل الأول في الدولة ورأس الهرم الحكومي الذي يتطلب منه أن يكون حاسماً ويترك الكثير من المحددات والخطوط الحمراء خلف ظهره ويترجم قوة الشخصية والعمل الصحيح بشكل جلي لا يقبل التهاون لكسب الشارع أولا ولفرض هيبة الحكومة المركزية وهي أمور لا تقبل التساهل والمجاملة وإن انطوت على كثير من الخسائر والمغامرة والاجهاد الذي يتطلبه الموقف، وبالعودة الى ما قدمه رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني من تعامل موضوعي ومحاولات جادة مع ملف الخدمات بعلاج أزمة الزحام المروري وشح المستشفيات والمدارس ومداخل المدن وإعادة عدد غير قليل من المصانع الاستراتيجية الى العمل، فإن الخطوات الجادة التي أقدم عليها وإن كانت بآثار ايجابية معقولة إلا انها غير كافية حتى اللحظة، فرأب الصدع الذي يمثله انهيار الثقة بين الحكومة والمواطن هو الأخطر ويتطلب حركة سريعة مؤثرة نشعر بوجودها جميعاً لكي تختصر نصف الطريق وتزيد من وتائر الإصلاح التي يكون الإحساس به كبيراً من جانب وتسهل المهمة أمامه من الجانب الآخر في إصلاح البنية الحكومية وفرض الإرادة نحو الإصلاح بشعار البقاء لمن يعمل ولا يمكن القبول بوزير ورئيس مؤسسة متكاسل ويكون أحد أكبر الأسباب في وضع العصي لعرقلة دوران عجلة الإعمار والتقدم، من المؤكد أننا نعيش الآن أوضاعاً صعبة للغاية يكون عامل الوقت فيها هو الأهم والأكثر تأثيراً وما لم يتم استثماره جيدا للإصلاح فإن رئيس الوزراء أو أي مسؤول كبير لن يتنبه لحجم الكارثة التي ستخلقها المظاهرات إن انطلقت مرة أخرى .

همسة …
ربما كان ملف الكهرباء هو الأكثر أهمية في العراق، لا سيما مع بدء فصل الصيف الساخن في البلاد حيث تتعدى درجات الحرارة في الغالب نصف درجة الغليان، وسط تراجع حاد في تجهيز الطاقة الكهربائية وإن أي تقدم ملحوظ سيطوي تلك السنوات العجاف ويعيدنا الى أول الطريق الصحيح، وهو أهم مطالب الجماهير .

جعفر العلوجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

البرهان من القاهرة: الجيش والشعب عازمان على حماية مؤسسات الدولة وهزيمة المتمردين

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الاثنين، أن الجيش والشعب عازمان على الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وهزيمة من وصفهم «بالمتمردين».

 

وأضاف البرهان في كلمة ألقاها في فعاليات المنتدى الحضاري العالمي المنعقد في القاهرة «نتطلع لدور فاعل من الدول الشقيقة والصديقة لتنمية المجتمع الحضري في مرحلة ما بعد الحرب».

 

واندلعت المعارك في السودان منتصف 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، بحسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقاً للأمم المتحدة في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث. واتُّهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين عمداً ومنع المساعدات الإنسانية.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • جلالة الملك يوجّه خطاباً للأمة في ذكرى المسيرة الخضراء
  • رئيس «القدس للدراسات»: مليوني فلسطيني سيحرمون من خدمات «الأونرو» في غزة
  • مدير صندوق النقد الدولي: أعبر عن احترامي للرئيس السيسي والشعب المصري
  • البرهان من القاهرة: الجيش والشعب عازمان على حماية مؤسسات الدولة وهزيمة المتمردين
  • المجلس الوزاري للاقتصاد: اتخاذ التدابير اللازمة والقرارات التي تساهم في استقرار السوق
  • عقب مخاطبة رئيس الوزراء.. أزمة التصالح على العيادات تصل إلى مجلس النواب
  • رئيس «القدس للدراسات»: الوضع في غزة لن يتغير بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية
  • مديرة صندوق النقد: أقدم احترامي لمصر على القوة غير المسبوقة التي أظهرتها الفترة الحالية
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. رئيس الأرجنتين يتوقع فوز ترامب
  • النصر يحسم الجدل حول أزمة سيارة رئيس الهلال