شبكة انباء العراق:
2024-09-17@09:05:13 GMT

الرئاسة والشعب أزمة ثقة

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

بقلم : جعفر العلوجي ..

في مقابلة مع رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ‏”أدوارد هيث” قال:
( ‏لم يكن في بيتنا كهرباء وكنت أقرأ دروسي على ضوء الشمع، وكان أبي يشفق علي ويقول:
لماذا لا تترك هذا الهراء وتبحث عن عمل شريف!!
هنا ضحك المذيع وسأله:
‏وماذا قال أبوك بعدما أصبحت رئيسا للوزراء؟
‏أجاب هيث:
‏قال لي: ألم أنصحك دائما بالبحث عن عمل شريف ) .


من وحي كلمة هيث التي تنطوي على حكمة بالغة وإن كانت مجازية وليست بالضرورة كما أشار إليها..
نشفق أحيانا على مهام رئيس الوزراء وصعوبتها في العراق مهما كانت شخصيته حازمة وتتسم بالقوة وتمتلك الإرادة للتغيير، فقد تكون الموجة العاتية أشد وأقوى من مجرد محاولة الوقوف إزاءها، وهو تفسير حي وواقعي لحجم التركة الثقيلة التي خلفتها سياسات خاطئة في فترة الحكومات السابقة التي جاملت كثيرا ولم تكن حاسمة إطلاقا إزاء تهاون الوزراء وكبار المسؤولين وتخاذلهم عن أداء مسؤولياتهم وتنفيذ ما يؤكل إليهم تحت ضغوطات حزبية من جهة ونفعية ضيقة من الجانب الآخر أكلت من جرف رفاهية الشعب وتوفير متطلباته، وبشكل خاص في ملف الخدمات الذي ولد شرخا كبيرا وانعدام هائل للثقة بين الشعب والحكومة والشعب ومن يمثلهم في البرلمان أيضاً على مدى السنوات السابقة التي حفلت بتظاهرات وانقسامات وضغوطات، وهي نتيجة طبيعية جداً لما تشهده الساحة العراقية من انفلات وترك الحبل على الغارب تاركين الشعب يئن تحت ضغط الظروف الصعبة فيما هم وعوائلهم يتنعمون بمقدرات البلاد وهذه المثلبة للسلطة التنفيذية يمثلها وزراء يتعاملون مع القرارات والتعليمات بلامبالاة واضحة ولا يعيرون أدنى اهتمام لقرارات مجلس الوزراء ويضربونها بظهر الجدار من دون أي اكتراث للنتائج وها هي النتيجة التي نراها اليوم ماثلة للعيان واضحة، وجميع تبعاتها تلقى على عاتق رئيس الوزراء باعتباره الرجل الأول في الدولة ورأس الهرم الحكومي الذي يتطلب منه أن يكون حاسماً ويترك الكثير من المحددات والخطوط الحمراء خلف ظهره ويترجم قوة الشخصية والعمل الصحيح بشكل جلي لا يقبل التهاون لكسب الشارع أولا ولفرض هيبة الحكومة المركزية وهي أمور لا تقبل التساهل والمجاملة وإن انطوت على كثير من الخسائر والمغامرة والاجهاد الذي يتطلبه الموقف، وبالعودة الى ما قدمه رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني من تعامل موضوعي ومحاولات جادة مع ملف الخدمات بعلاج أزمة الزحام المروري وشح المستشفيات والمدارس ومداخل المدن وإعادة عدد غير قليل من المصانع الاستراتيجية الى العمل، فإن الخطوات الجادة التي أقدم عليها وإن كانت بآثار ايجابية معقولة إلا انها غير كافية حتى اللحظة، فرأب الصدع الذي يمثله انهيار الثقة بين الحكومة والمواطن هو الأخطر ويتطلب حركة سريعة مؤثرة نشعر بوجودها جميعاً لكي تختصر نصف الطريق وتزيد من وتائر الإصلاح التي يكون الإحساس به كبيراً من جانب وتسهل المهمة أمامه من الجانب الآخر في إصلاح البنية الحكومية وفرض الإرادة نحو الإصلاح بشعار البقاء لمن يعمل ولا يمكن القبول بوزير ورئيس مؤسسة متكاسل ويكون أحد أكبر الأسباب في وضع العصي لعرقلة دوران عجلة الإعمار والتقدم، من المؤكد أننا نعيش الآن أوضاعاً صعبة للغاية يكون عامل الوقت فيها هو الأهم والأكثر تأثيراً وما لم يتم استثماره جيدا للإصلاح فإن رئيس الوزراء أو أي مسؤول كبير لن يتنبه لحجم الكارثة التي ستخلقها المظاهرات إن انطلقت مرة أخرى .

همسة …
ربما كان ملف الكهرباء هو الأكثر أهمية في العراق، لا سيما مع بدء فصل الصيف الساخن في البلاد حيث تتعدى درجات الحرارة في الغالب نصف درجة الغليان، وسط تراجع حاد في تجهيز الطاقة الكهربائية وإن أي تقدم ملحوظ سيطوي تلك السنوات العجاف ويعيدنا الى أول الطريق الصحيح، وهو أهم مطالب الجماهير .

جعفر العلوجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

الكويت تسحب الجنسية من رئيس وزرائها الذي عينه صدام حسين

قررت السلطات الكويتية، اليوم السبت، سحب الجنسية من رئيس وزرائها علاء حسين علي الخفاجي الجبر، والذي عينه الرئيس العراقي السابق صدام حسين إبان الغزو العراقي للكويت.

وصدر مرسوم كويتي بإسقاط الجنسية الكويتية بالتأسيس عن كل من علاء حسين علي الخفاجي الجبر، ومحمد حمد فقد الجويعد، بناء على المادة 14/2 من قانون الجنسية الذي أجاز سحب الجنسية، إذا ما ثبت قيام حاملها بالعمل لمصلحة دولة أجنبية وهي في حالة حرب مع الكويت، أو كانت العلاقات السياسية قد قُطعت معها.

وعلاء حسين، هو ضابط كويتي سابق في الجيش، تعاون مع نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، خلال الغزو العراقي للكويت، وشكل ما سميت بالحكومة المؤقتة، وفي عام 1993 حُكم عليه غيابيا بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى، ثم صدر حكم التميز النهائي بالسجن المؤبد بتهمة الخيانة والتآمر مع العدو في زمن الحرب.

ويقضي حسين، حاليا عقوبة السجن المؤبد في سجون الكويت، بعد اختياره العودة من المنفى عام 2000 ومواجهة الأحكام القضائية الصادرة ضده، ويتبقى من حكم السجن المؤبد الذي ينفذه حاليا، عامين فقط.

أما محمد الجويعد، فقد أعلنت الحكومة الكويتية، اعتقاله عام 2003 بتهمة التخابر مع أجهزة المخابرات العراقية، وكان يشغل منصب رقيب في الحرس الوطني الكويتي.



وتعيش الكويت عهدا جديدا بعد قرار أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حل مجلس الأمة (البرلمان)، ووقف العمل ببعض مواد الدستور لمدة قد تصل إلى أربع سنوات.

وقبيل الخطاب المفاجئ للشيخ مشعل في العاشر من أيار/ مايو الماضي، كان اسم وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح محل جدل واسع داخل مجلس الأمة.

وتصدر الشيخ فهد اليوسف المشهد في وقت مبكر هذا العام من خلال فتحه ملف سحب الجنسيات، أو "سحب الجناسي" كما يُطلق عليه في الكويت.

وبعد شد وجذب مع مجلس الأمة، حسم أمير البلاد الشيخ مشعل الملف، بمنحه كامل الصلاحيات لوزارة الداخلية في قضية سحب الجنسيات.

وصدر مرسوم أميري بتشكيل "اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية"، بقيادة وزير الداخلية، لتستكمل إجراءات سحب الجنسيات من عشرات المواطنين.

وتُسحب الجنسية الكويتية بسبب "التزوير" أو الازدواج (حمل جنسية أخرى)، أو في حالات نادرة تتعلق بـ"المصلحة العليا للدولة".

مقالات مشابهة

  • رئيس المجلس العربي للمياه: ‏التحديات التي نواجهها هائلة ولكنها ليست مستعصية على الحل
  • العراق يستورد معدات كهربائية من الجزائر لحل “أزمة الطاقة التي لا تنتهي”
  • رمضان صبحي يقاضي رئيس اتحاد الكرة المصري
  • الإمارات تدين حادثة الطعن التي تعرض لها رئيس القمر المتحدة
  • أزمة السيادة الوطنية، الفيل الذي في الغرفة… (1)
  • تفاصيل إصابة رئيس جزر القمر في عملية طعن
  • رئيس نادي الجلاء: الأحداث التي شهدتها عدن الجمعة لا تمت للرياضة بصلة
  • الكويت تسحب الجنسية من رئيس وزرائها الذي عينه صدام حسين
  • رئيس دولة إفريقية يتعرض لاعتداء بسكين!
  • رئيس الأهلي‬⁩: الأرقام التي ذكرتها صحيحة بخصوص ميزانية النادي.. فيديو