قاسم: نسير في الطريق الصحيح والقافلة تشق طريقها
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
اعتبر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "مستوى الإجرام الموجود في غزة والإبادة التي تقوم بها إسرائيل وترعاها أميركا وأوروبا والدول الكبرى، لم يسبق لها مثيل ونرى أن هذا العالم يؤازر إسرائيل ولا يقف لا مع حقوق الإنسان ولا حقوق الطفولة ولا حقوق المرأة ولا كل شعارات القيم التي كانوا يتحدثون عنها قبل ذلك".
ورأى في كلمة له بالليلة الثامنة من المجلس العاشورائي في مجمع الإمام المجتبى في بيروت أن "العدوان على منطقة المواصي وصمة عار على جبين الإنسانية والنظام الدولي وكل هؤلاء الذين يتفرجون من العرب والمسلمين والأجانب الذين لا يحرِكون ساكناً في مواجهة هذا الإجرام، لكننا واثقون أنَّها ستكون بوابة للانتصار والنجاح وتحقيق الأهداف، هذا يؤسس لنجاحات مسيرة أهل غزَّة وأهل فلسطين والمقاومين المجاهدين الأبطال". وقال: "إذا كان يظن نتنياهو أنَّه سينتصر فهو واهم حتى ولو ارتكب المزيد من المجازر، في نهاية المطاف سيسقط وستسقط معه القيم الغربية إلى الأبد، لأنَّه يتصرف خلاف الإنسانية وخلاف الحق، في المقابل أصحاب الحق موجودون في الساحة ويدافعون ويعملون. ثبت لدينا بالشكل الواضح بأنَّه لا يوجد شيء اسمه عدالة دولية ولا يوجد قانون دولي يحمي الحقوق ولا خيار أمام المستضعفين إلا المقاومة".
ولفت قاسم الى أنه "في لبنان تجاوزت المقاومة فكرة المشروع، كنا نطرح سنة 1982 المقاومة في مواجهة إسرائيل، وكان مشروعاً قابلاً للحياة وقابلاً للفشل، على قاعدة أنَّنا لا نعلم ما هي التطورات أو كيف يمكن أن نواجه أو هل سننجح أم لا، أمَّا بعد مرور 42 سنة مع الصبر والمعاناة والتضحيات والشهداء والجرحى والأسرى ومع الانتصارات المتتالية في سنة 2000 و2006 و2017 والمواجهة الحالية في المساندة، أصبحنا متيقنين أنَّ المقاومة هي الخيار الوحيد الحصري لطرد الاحتلال واستعادة الاستقلال والدفاع عن بلدنا والبقاء في عزَّتنا وكرامتنا، وأنَّ أي لجوء إلى المنظومة الدولية لتنصفنا هو لجوء إلى الشر المطلق الذي سيصب في مصلحة إسرائيل وأعدائنا".
واكد ان "المقاومة في لبنان لم تعد مشروعاً بل أصبحت ركيزة أساسية ودعامة من دعامات لبنان، أي أننا بعد اليوم لا نستطيع أن نقول لبنان القوي أو لبنان المستقل أو لبنان المستقبل إلَّا ومن مقوماته أهله وطوائفه ومقاومته وجيشه وشعبه، ومن دون هذه الدعامة الأساسية التي هي المقاومة لا يمكن أن يستقر لبنان أو أن يتمكن من عملية المواجهة". وأضاف: "انظروا إلى ما يجري في غزة وما يفعله، العالم لتتأكدوا أن القوة مع الحق هي خيار الاستقلال والتحرير والحماية، أما الذين يريدون التحرير بالقلم والورقة والذين يريدون الحماية من الشيطان الأكبر أميركا والذين يريدون مستقبلهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فليبقوا في غرفهم يلعبون ويسرحون ويمرحون، نحن نسير في الطريق الصحيح والقافلة تشق طريقها".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سياسيون وناشطون .. ماذا يريدون بإدعاء القرب من أمريكا
بقلم : هادي جلو مرعي ..
يحق للسيد أبو علي الشيباني مقاضاة عدد من السياسيين بدرجة رئيس وزراء ونواب وسياسيين من مدعي الإستقلالية وناشطين وطامحين للعب دور ما في المرحلة المقبلة، وممن لديهم طموح لتولي المنصب التنفيذي الأرفع، فهولاء يتقمصون وبجرأة متناهية دور أبو علي الشيباني في قراءة المرحلة المقبلة التي تنتظر العراق، والتطورات والاحداث الصادمة التي يمكن أن تطبع الفترة القريبة المقبلة خاصة أولئك الذين يتنبؤون كل خمس دقائق بحصول التغيير الشامل وسقوط النظام السياسي ودخول القوات الأمريكية الى العراق وقلب المعادلة السياسية رأسا على عقب، والأدهى من ذلك إن غالب هولاء يبعث مؤشرات على قربه من مراكز صناعة القرار في واشنطن، وبعضهم متهمون بسرقة المال العام ثم الهرب الى الولايات المتحدة الأمريكية، ويهاجمون القوى السياسية المتهمة بالقرب من إيران، ويستقوون بأمريكا التي لايبدو أنها مهتمة كثيرا بتحقيق مصالح فردية، أو فئوية بقدر رغبتها في تغيير معادلة الصراع أكثر، وبديناميكية أسرع، ولاتخفي إدارة ترامب وفي هذا السياق دعواتها لفك الإرتباط بإيران، والإمتناع عن إستيراد الغاز والكهرباء من الجارة الشرقية، والتوجه بدلا من ذلك الى الدول الحليفة لواشنطن، مع الأخذ بنظر الإعتبار إن واشنطن لم تعد تعترف لا بخليفة ولاحليفة، ولاتميز بين الحاء والخاء، فضرباتها تقع على الرؤوس على قاعدة إنت وحظك، وهي تريد تغييرات كبيرة في هذا الإتجاه لكن هذا لايعني قلب النظام السياسي بالكيفية التي يتبناها ناشطو السوشيال ميديا، والطامحون الى المناصب الرفيعة. فواشنطن حريصة على دعم توجهات الحكومة العراقية، ولكن وفقا لإشتراطات معينة من بينها مساعي محاربة الفساد، وتحجيم نفوذ لاترغب به الولايات المتحدة، والحكومة من جانبها تفعل ماعليها وفقا للمصلحة، وليس وفقا لمعادلة النفوذ، وهي تسعى حتما لتحرير القرار العراقي من التبعية للخارج والإرتهان للسياسات التي لاتلتقي ومصلحة العراق.
تمضي الشهور، وتتطاول، وتتعاقب السنوات، ويظهر كل يوم من يدعي قرب حصول شيء كبير وفقا لمزاج مخالف للمعتاد، وليس وفقا للمزاج الأمريكي الذي يذهب بإتجاه آخر، وقد ترى سياسيا، أو طامحا بمنصب رفيع، أو من حرم من ذلك يتسابقون عبر شاشات التلفاز، وفي سهرات رمضانية لطرح افكار لاتصمد أمام الواقع عن قضايا عدة تتعلق بالحكم والإدارة، والأمور العسكرية، وعلاقة القوى الفاعلة ببعضها، ودور الحكومات، وسوق التهم بكل إتجاه ممكن للإنتقاص من هذا الطرف، أو ذاك بحثا عن ظهور مميز، أو لإرسال إشارات لبعض المتخوفين من شيء ما، وهي إشارات الغرض منها التسويق الشخصي مع قرب الإستحقاق الإنتخابي، والسباق نحو النفوذ والمصالح، وترسيخ بعض الإنطباعات عن دور وعلاقات وتأثير هذه الشخصية التي تبحث عن إمتيازات ممكنة.
وللأسف فإن التعاطي الإعلامي يعتمد الإنتفاع، وليس إحترام القيم الأخلاقية والمهنية في التغطية الصحفية، ويتم الحصول على تصريحات، وإجراء حوارات مع هذه الشخصيات التي تدعي القرب من مراكز القرار في واشنطن، وهو كذب محض هدفه إبتزاز بعض قادة النظام السياسي المتخوفين من تقلبات مفاجئة، ودور أمريكي محتمل لتغيير في المعادلة السياسية ليحصلوا منهم على الحصانة القانونية، وتجنب الملاحقة القضائية خاصة الذين أتهموا بالفساد، وإستغلال المناصب، وكسب المزيد من الإمتيازات، وربما أوهمهم إنه قريب من الرئيس ترامب، ويستطيع التأثير عليه في جزئية محتملة.