أسباب تزايد المخاوف من انهيار مفاوضات جنيف عن السودان
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
مع تصاعد الرهان عليها في تسهيل عمليات إغاثة المتضررين من الحرب، تواجه المفاوضات غير المباشرة التي تقودها الأمم المتحدة بين وفد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في جنيف، مصاعب ربما تضعها أمام شبح الانهيار سريعا، وفق مراقبين.
وكانت الأمم المتحدة أكدت أن المحادثات جاءت بناء على دعوة من مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، مشيرة إلى أن الأطراف ستتفاوض عبر لعمامرة بدلا من الاجتماع وجها لوجه.
وأجرى لعمامرة مباحثات أولية مع وفد قوات الدعم السريع، بينما تعذر قيام اللقاء الذي كان من المخطط أن يجمعه مع وفد الجيش السوداني.
ويشير الصحفي المعتمد لدى الأمم المتحدة في جنيف، رئيس تحرير صحيفة "غلوبال ميديا"، طه يوسف، إلى أن الجيش يتمسك بضرورة أن تخرج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين، كشرط لأي تفاوض.
وقال يوسف لموقع "الحرة" إن "وفد الجيش السوداني تمسك بأن تكون المفاوضات محصورة على الجانب الإنساني، وشدد على ضرورة عدم استخدام المسارات الإنسانية في إيصال العتاد الحربي إلى قوات الدعم السريع".
وأكد الصحفي المعتمد لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن اللقاء الذي كان من المفترض أن يجمع لعمامرة مع وفد الجيش لم يتم، مشيرا إلى أن متحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف أبلغت الصحفيين عن لقاء بين الطرفين، الجمعة.
وتوقع يوسف أن يكون الجيش سلم لعمامرة رؤيته للمحادثات وكذلك تحفظاته وشروطه على التفاوض، "مما قد يغير في مسار المفاوضات، المهددة بالفشل".
نازحون من سنار
أيام تمضي وآلاف بلا مأوى.. كارثة إنسانية تفتك بنازحي سنار السودانية
حذرت منظمات طوعية من مصير غامض يواجه آلاف النازحين الذين فروا من ولاية سنّار بوسط السودان، إلى مناطق بشرق البلاد، مشيرة إلى أنهم يواجهون "أسوأ كارثة إنسانية" منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
واعترضت الحكومة السودانية على أي تفاوض مباشر بين الطرفين، وأشارت إلى أن وفدها في جنيف لم يتلق أي أجندة أو برنامج عن هذه المداولات، رغم مكوثه هناك لأيام.
وقالت في بيان "طُلب من الوفد الحكومي الذهاب إلى قصر المؤتمرات بجنيف، وهو أمر يتناقض مع مقترح المناقشات غير المباشرة، ومع التفاهم عن عدم الإشهار الإعلامي لهذه المناقشات، الذي طالب به الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة".
وأكد البيان التزام حكومة السودان بالتعاون الإيجابي مع الأمم المتحدة في كل ما من شأنه تخفيف المعاناة عن السودانيين، والتوصل إلى رؤية مشتركة بشأن توصيل الإغاثة للمحتاجين والنازحين.
وجدد البيان تمسك الحكومة السودانية بمنبر جدة بالسعودية، مطالبا بضرورة تنفيذ التعهدات التي أُبرمت في المنبر.
ووقع الجيش وقوات الدعم السريع في 11 مايو 2023، اتفاقا في مدينة جدة، برعاية من السعودية والولايات المتحدة، ينص على "حماية المدنيين، وحماية كافة المرافق الخاصة والعامة والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية".
ويتبادل الطرفان الاتهامات بعدم تنفيذ الاتفاق.
ورحب أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بيان الجمعة، بالمحادثات غير المباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في جنيف، وحثوا الطرفين على وقف الأعمال القتالية وضمان حماية المدنيين.
وطالب البيان الطرفين بالاتفاق على مزيد من الخطوات للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، بدون عوائق.
ودعا البيان جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، إلى الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يثير الصراع وعدم الاستقرار، وأن تدعم بدلا من ذلك جهود الوساطة من أجل السلام المستدام.
نازحون من سنار السودانية
السودان.. منظمة تتحدث عن فقدان أكثر من 500 نازح في ولاية سنار
أعلنت منظمة شباب من أجل دارفور المعروفة بـ"مشاد"، الأحد، عن فقدان أكثر من 500 مدني بينهم 95 طفلا دون سن الثامنة عشر، أثناء فرارهم من مدينة سنجة بولاية سنار إلى مناطق آمنة، عقب هجوم قوات الدعم السريع على المدينة.
ويرى المحلل السياسي السوداني، الطاهر نورين، أن طرفي الحرب في السودان لا يملكان الإرادة لإتمام السلام المفضي إلى إنهاء معاناة ملايين السودانيين.
وقال نورين لموقع "الحرة" إن "جنرالات الجيش والدعم السريع يتقاتلان على أشلاء السودانيين، من أجل الوصول إلى السلطة، دون أدنى اعتبار للمخاوف المتزايدة من أن يواجه السودانيون أسوأ مجاعة خلال العقود الأخيرة".
وأشار إلى أن المحادثات، وإن تمكنت من الوصول إلى اتفاق بين الطرفين، فإن إمكانية تنفيذه تبقى معدومة، إذ سيتم استغلال الاتفاق من الطرفين لخدمة مصالحهما، بدلا من إيصال المساعدات للمحتاجين.
ولفت المحلل السياسي إلى أن "تجارب الحروب السودانية تبرهن بجلاء أن المتقاتلين يستولون على النصيب الأكبر من المواد الإغاثية الخارجية لمنسوبيهم، بينما يذهب الفتات إلى المحتاجين".
وأضاف "للآسف، لم يذهب الطرفان إلى جنيف رغبة في السلام، أو إغاثة المتضررين، وإنما لإرضاء المجتمع الدولي، ولإظهار صورة زائفة عن أنهما لا يمانعان في تقديم العون للمحتاجين".
وتابع قائلا "المجتمع الدولي نفسه، لا يتحرك في أزمة السودان بالجدية المطلوبة، وهو الآخر يبحث عن نصر زائف، إذ أنه مشغول بأزمات أخرى أقل كارثية، ويغفل أكبر أزمة إنسانية في العالم، يواجهها ملايين السودانيين".
وبدورها، أشارت قوات الدعم السريع إلى أن وفدها وصل إلى جنيف "برغبة صادقة من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني بسبب الحرب".
وقال المتحدث باسمها في بيان "نتطلع لأن تكون محادثات جنيف بناءة ومثمرة تسهم في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المتأثرين بالحرب، إلى جانب بحث آليات فعالة لتعزيز حماية المدنيين".
وقفة احتجاجية
تأشيرة مصر بالسودان.. شهادات عن مافيا الأقبية السرية
يعاني كثير من السودانيين الذين يرغبون في السفر إلى مصر، من صعوبات متعلقة بالحصول على تأشيرة الدخول إلى الجارة الشمالية، التي تعد وجهة مفضلة لعديد السودانيين، إذ وصل فعليا إلى مصر نحو نصف مليون سوداني هربا من جحيم الحرب.
وتوقع يوسف انهيار المفاوضات، "ما لم يُظهر الطرفان رغبة جادة للوصول إلى اتفاق، وما لم تتدخل أطراف دولية فاعلة لحث الطرفين على تقديم التنازلات المطلوبة، لإنجاح المحادثات".
وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص وإصابة آلاف آخرين، بينما تقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، وإن المجاعة تلوح في الأفق.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، في يونيو الماضي، إن عدد النازحين داخليا في السودان وصل إلى أكثر من 10 ملايين شخص.
وأوضحت المنظمة أن العدد يشمل 2.83 مليون شخص نزحوا من منازلهم قبل بدء الحرب الحالية، بسبب الصراعات المحلية المتعددة التي حدثت في السنوات الأخيرة.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن أكثر من مليوني شخص آخرين لجأوا إلى الخارج، معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.
ويعني عدد اللاجئين خارجيا، والنازحين داخليا، أن أكثر من ربع سكان السودان البالغ عددهم 47 مليون نسمة نزحوا من ديارهم.
الحرة / خاص - واشنطن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الجیش وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع الأمم المتحدة فی وفد الجیش فی جنیف أکثر من من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. والي الخرطوم المعين بواسطة الدعم السريع يحرض على قصف المدنيين ويهدد بارتكاب جرائم ضد اثنيات قبلية معينة في السودان
تاق برس – في فيديو مروع تم بثه عبر “البث المشترك المتعدد” على تيك توك، ظهر القيادي في الدعم السريع إبراهيم بقال سراج، والي الخرطوم المعين من قبل قوات الدعم السريع، وهو يدعو علنًا إلى قصف المناطق المدنية واستهداف جماعات إثنية بعينها.
واعتبر البعض الخطاب التحريضي، يكشف عن الكراهية العميقة والأجندة العنيفة التي تتبناها الدعم السريع ضد المدنيين الأبرياء.
Shocking Video: Khartoum Governor Appointed by the Rapid Support Militia Incites Systematic Crimes Against Civilians
In a shocking video published on TikTok using the "multi-guest" feature, Ibrahim Baggal Siraj, the Khartoum Governor appointed by the Rapid Support Militia… pic.twitter.com/Y12V1dK2ga
— Sudanese Echo (@SudaneseEcho) December 22, 2024
في الفيديو، دعا بقال بلا تردد إلى ارتكاب الفظائع، بما في ذلك قصف الأسواق والمساجد والمدارس، وليس مطار عطبرة أو غيره وإنما المدنيين في اي مكان بينما يطلق خطابات كراهية ضد مجموعات إثنية بأكملها، خصوصًا قبيلة الشايقية والشماليين. ويرفض أي فكرة عن أن هناك مدنيين بريئين.
مؤكدًا أن جميع الشماليين والشايقية “سيئون” ويجب استهدافهم.
يظهر في الفيديو أيضًا عبد المنعم الربيع، وهو من الناشطين الداعمين المعروفين لمليشيا الدعم السريع، والذي يحاول تخفيف حدة الخطاب محذرًا بقال بقوله “اهدأ.” ومع ذلك، يصر بقال على موقفه، مشددًا: “لن أهدأ. لا مجاملة بعد اليوم.”
إبراهيم بقالالدعم السريعقصف المدنيين