الجزيرة:
2025-03-18@06:33:46 GMT

أفعى سامة تهدد أمن الأردنيين بسبب التغير المناخي

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

أفعى سامة تهدد أمن الأردنيين بسبب التغير المناخي

بعد نحو 10 أيام من دخوله المستشفى، لقي الشاب الأردني عمار عبيدات حتفه، نتيجة تمكن سم "أفعى فلسطين" من الانتشار في جسده، في محافظة أربد شمالي الأردن، والتي تعد واحدة من المحافظات التي ينتشر بها هذا النوع من الأفاعي.

عبيدات لم يكن الحالة الأولى من نوعها، إذ عادةً ما تتسبب "أفعى فلسطين" في عدد من الوفيات  في الأردن وفلسطين المحتلة، لكن العدد في فلسطين أكبر بفارق كبير، إذ يبلغ 300 حالة لدغ سنويا، حتى إن الحيوانات لم تسلم من تلك الأفعى؛ إذ يصل عدد حالات اللدغ بين الخيول والماشية إلى 130- 150 حالة لدغ سنويا وعلى الأغلب تنتهي بالوفاة، وفق دراسة نشرتها جامعة "جرش الأردنية".

وتشير الأبحاث التي أعدها الأستاذ في علوم البيولوجيا، الدكتور أحمد جرار، إلى أن أفعى فلسطين تُعد واحدة من أخطر الأفاعي السامة المنتشرة في الأردن وفلسطين ولبنان، وهي من أكثر الأفاعي المسببة لحالات اللدغ في المحيط الذي توجد فيه والتي ينتج عنها إمّا الوفاة أو بتر الجزء المصاب، وتتصدر الموقع الثاني ضمن قائمة أخطر الأفاعي في الشرق الأوسط تتقدم عليها "الأفعى المقرنة الكاذبة".

التغير المناخي يزيد من شراستها

بالرغم من وجودها منذ أعوام طويلة، فإن ثمة تغيرات مقلقة تتمثل في انتشار "أفعى فلسطين" الواسع، فبعد أن كانت توجد في عدد من المحافظات الشمالية في الأردن مثل إربد وجرش وعجلون، أصبحت تشاهد في أطراف العاصمة عمان و في محافظات الجنوب وأطراف البادية.

الأستاذ في علوم البيولوجيا في جامعة جرش، أحمد جرار، ومعد البحث في حديثه للجزيرة نت يقول: "عادة ما تنتشر أفعى فلسطين  بداية الربيع وخلال شهور فصل الصيف كاملة، وتنشط خلال الساعات الأولى من الغروب وتخرج ليلا وأثناء النهار في المناطق الشجرية، وتفضل الوجود بالقرب من المنازل ولا تهوى المسطحات المائية ولا تشاهد في المناطق الصحراوية، إلا أن التغير المناخي غيّر من عاداتها".

ويضيف جرار أن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة أسهم في تقليل مدة بيات أفعى فلسطين الشتوي، فبدلا من شهرين لـ3 أشهر، أصبح يقتصر بياتها على أسابيع معدودة، وأثرت درجات الحرارة المرتفعة على تقليل فترة حضانة البيض إذ تضع 22 بيضة خلال أيام قليلة، بعد أن كانت تحتضنه من 6 إلى 7 أسابيع.

هذه جميعها عوامل أسهمت في زيادة نشاط أفعى فلسطين ليلا ونهارا، ومنحتها فرصة للظهور في البيئة لفترات أطول، وزيادة عدائها، ووصولها لمناطق أكبر لم تكن موجودة فيها قبل سنوات، إذ أصبحت تذهب لمناطق ساخنة أكثر، وفق جرار.

عادة ما تنتشر أفعى فلسطين  بداية الربيع وخلال شهور فصل الصيف كاملة وتنشط خلال الساعات الأولى من الغروب وتخرج ليلا ونهارا في المناطق الشجرية (الجزيرة)

 

سمّ مختلف

ويتفق خبير الأفاعي ياسين الصقور، مع أن التغير المناخي ساعد في زيادة شراسة ونشاط أفعى فلسطين، ولكنه يرى أن ثمة عوامل بشرية أسهمت أيضا  في ذلك وتتمثل في عادة قتل الأفاعي غير السامّة التي خُلقت لافتراس الأفاعي السامة، يقول في حديثه للجزيرة نت: "يوميا أشهد حالات لقتل أفاعي جُلها غير سامّ وهذا بدوره يمنح الأفاعي السامة فرصة الانتشار، ويفضل دائما عند مشاهدة أفعى بالقرب من المنزل عدم الاقتراب منها والتواصل مع الجهات المعنية".

ويمكن تمييز أفعى فلسطين من ضخامة رأسها المثلث، وجسمها الممتلئ، وذيلها القصير. أما عن أعراض لدغتها، فتسبب ألمًا مبرّحًا في مكان اللدغة، وورما بعد ذلك، ثم تبدأ في التقرّح والاسوداد، ويعود ذلك إلى قدرة السمّ على تكسير كريّات الدم الحمراء وإتلاف شبكة الأوعية الدموية، والتسبب بنزيف دموي.

بدوره، يؤكد الصقور الذي تعرض لـ3 لدغات أفاعٍ، إحداها لدغة من أفعى فلسطين كادت أن تودي بحياته، بعد أن استنجدت به عائلة أردنية شاهدت أفاعي بالقرب من منزلها، في منطقة الغور، شمالي الأردن، وعند وصوله تفاجأ الصقور بـ7 من أفاعي فلسطين، إلا أن إحداها غافلته بلدغة أدخلته العناية المشددة 12 يوما، ولكنه كان يملك الترياق احتياطًا بوقت سابق فأسهم ذلك في إنقاذ حياته.

تتسبب أفعى فلسطين كل عام في 60 حالة لدغ بالأردن، ويبلغ عدد الوفيات بمعدل 5 على الأقل، يقول جرار إن: "هذا الرقم كبير بالنسبة للوفيات، أما من يبقى على قيد الحياة، ونتيجة لعدم حصولهم على العلاج المناسب فيتسبّب عدم توفر المصل الخاص بلدغة أفعى فلسطين في الأردن لهم في عاهة أو قد يُبتر الجزء المصاب".

ويتابع أن "تكلفة علاج اللدغة الواحدة 40 ألف دولار، لا يستطيع المواطن دفعها، وفي الحالات التي يتمكنون من الحصول عليها يكون السم قد استفحل في جسد المصاب كما حدث مع حالة الشاب عبيدات، وعادة ما يتم التعامل مع المصاب بمنحه ترياقا عامًّا إلا أنه غير كاف".

 

خبير الأفاعي ياسين الصقور (الجزيرة)

 

إرث يخشى منه وعليه

تثير الأفعى تخوفات لدى الأردنيين والفلسطينيين، خلال هذه الفترة من العام، يقابلها تحذيرات من انتشارها. من جهة أخرى يقلل حقوقيون بيئيون من خطرها، ويطالبون بعدم قتلها، والحفاظ عليها كرمز وطني .

يتفق جرار مع ذلك، ويقول إن أفعى فلسطين "مهددة بالانقراض ويجب ألا تقتل عند وجودها في الطبيعة، لأن لها دورًا أساسيًّا في توازن البيئة، أما إذا وجدت في البيت فيمكن قتلها أو يترك لها المجال للخروج، و إذا شوهدت في بيئتها الطبيعية يجب أن لا تقتل ويُبتعد عنها فقط".

وعن المطالبات بالحفاظ عليها، يؤكد جرار أن "هناك محاولات كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي لمحو اسم فلسطين ونسبتها لهم، وبالفعل قامت حكومة الاحتلال بتغيير اسمها محليا إلى الحية الوطنية، وسعت إلى تغيير الاسم على نطاق أوسع كمحو اسم فلسطين من المصادر العلمية العالمية التي تعترف باسمها الحقيقي "أفعى فلسطين"، ولكنها فشلت في ذلك، وكانت اقترحت تغيير اسمها العلمي في أحد المنتديات العالمية ولكنها لم تستطع بعد أن تصدّى علماء البيئة النرويجيون والسويديون للفكرة".

وتشيع العديد من الأسماء التي تطلق على أفعى فلسطين وهي (الرقطاء والربداء والزعراء والحيزاء)، إلا أن الكثيرين يصرّون على تسميتها بـ"أفعى فلسطين" نسبة للمكان التي وثقت فيه ومنعًا لسرقتها ثقافيًّا من قبل الاحتلال، وحفاظا على إرث يخشى منه وعليه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التغیر المناخی أفعى فلسطین فی الأردن إلا أن بعد أن

إقرأ أيضاً:

القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟

يركز تناول ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي عادة على ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي، ولكن أغلب ظاهرة الاحتباس الحراري تحدث في الواقع في المحيطات، التي تعد "رئة الكوكب".

وتلعب المحيطات دورا حيويا في تنظيم مناخ الأرض، فهي تُعتبر "القلب النابض" للنظام المناخي بسبب تفاعلها المعقد مع الغلاف الجوي واليابسة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخlist 2 of 2الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخend of list

وتشكل المحيطات مصدرا هائلا للحرارة. فهي تغطي ثلثي سطح الأرض، ويمكن للمياه أن تمتص قدرا كبيرا من الحرارة مقارنة بالهواء، وعلى هذا فإن المحيطات تمتص نحو 90% من الحرارة الزائدة التي تحتجزها الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

ولولا المحيطات لكانت درجة حرارة الغلاف الجوي قد ارتفعت إلى أكثر كثيرا من 1.2 درجة مئوية التي سجلتها منذ أواخر القرن الـ19، كما تعمل التيارات على توزيع حرارة المحيطات في مختلف أنحاء العالم، فتلعب دورا بالغ الأهمية في تنظيم المناخ.

ولكن ارتفاع درجة حرارة المحيطات كان سببا في إحداث مشاكله الخاصة. فالمياه تتمدد عندما ترتفع درجة حرارتها، وهو ما يساهم في ارتفاع مستويات سطح البحر.

كما يتسبب ذلك في موت الشعاب المرجانية، وإضافة الطاقة إلى الأعاصير، الأمر الذي يجعلها أكثر تدميرا، وإذابة الحواف الأمامية للصفائح الجليدية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية من تحتها.

إعلان

وكما يحدث مع الحياة البرية، فقد أثر ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات على نطاق وتوزيع عديد من أنواع الأسماك والمحاريات. فالمحيطات لا تمتص الحرارة فحسب، بل إنها تمتص ثاني أكسيد الكربون أيضا، فالتيار الضخم الذي يحيط بالقارة القطبية الجنوبية يزيل كثيرا من ثاني أكسيد الكربون الذي كان ليبقى في الغلاف الجوي لولا ذلك ويحتجز مزيدا من الحرارة.

ولكن مع زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في المحيطات، تصبح المياه أكثر حمضية. ويضر هذا التغير في كيمياء المياه بعديد من الكائنات الحية الصغيرة في المحيطات التي تشكل جزءا أساسيا من سلسلة الغذاء البحرية.

المحيطات تعد رئة الكوكب وبالوعة ثاني أكسيد الكربون لكنها تتأثر بالاحتباس الحراري (شترستوك) الحليف الأعظم

يصف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة المحيطات بكونها الحليف الأعظم ضد تغير المناخ، نظرا للأدوار التي تقوم بها في السياق، ومن بينها:

امتصاص الحرارة: تمتص المحيطات نحو 90%من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتباس الحراري، مما يبطئ ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي. توزيع الحرارة عبر التيارات: تنقل التيارات البحرية (مثل تيار الخليج) الحرارة من المناطق الاستوائية إلى القطبية، مما يُنعش مناخ مناطق مثل أوروبا الشمالية. مصيدة للكربون: تمتص المحيطات حوالي 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية عبر عملية الذوبان والتمثيل الضوئي للعوالق النباتية، لكن زيادة ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى حموضة المياه، مما يهدد بشكل ما الحياة البحرية.
ويمكن للموائل في المحيطات مثل الأعشاب البحرية وأشجار المانغروف، والشبكات الغذائية المرتبطة بها، عزل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدلات تصل إلى 4 أضعاف ما تستطيعه الغابات في البر. تبخير المياه: تعد المحيطات مصدر 85% من بخار الماء في الغلاف الجوي، الذي يتكثف ليشكل السحب والأمطار، كما تزود المحيطات الدافئة (مثل المحيط الأطلسي) الأعاصير بالطاقة عبر تبخير المياه السطحية. مصدر للأكسيجين: تنتج المحيطات 50% من الأكسيجين الذي نحتاجه. إعلان

وفي المقابل، تؤدي المحيطات أيضا إلى التقلبات المناخية الطبيعية مثل ظاهرة النينيو، وهي ارتفاع حرارة سطح المحيط الهادي الاستوائي، مما يؤدي إلى اضطرابات عالمية، وكذلك ظاهرة النينيا التي تعني تبريد المنطقة نفسها، مما يتسبب في عواصف أكثر في بعض المناطق.

من جهة أخرى، يؤدي تسخين مياه المحيطات إلى تمددها، مما يساهم في 40% من ارتفاع مستوى البحر، كما يؤدي ارتفاع الحرارة إلى تسريع ذوبان الصفائح الجليدية (مثل غرينلاند)، مما يضيف مياها عذبة إلى المحيطات.

وتطرح التحديات الحالية بسبب تغير المناخ عدة إشكالات بالنسبة للمحيطات، مثل تباطؤ التداول الحراري-ملحي (AMOC)، إذ إن ذوبان الجليد يقلل ملوحة المياه في المحيطات، مما يهدد بإبطاء التيارات المحيطية التي تنقل الحرارة (مخاطر تجمد مناطق في الشمال). كما يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات على اختفاء الشعاب المرجانية، مما يهدد التنوع البيولوجي وتوازن النظم البيئية.

وتؤثر زيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على صحة المحيط، مع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر وزيادة حمضيتها، مما يتسبب في تغييرات ضارة بالحياة تحت الماء وعلى الأرض، وتقليص قدرة المحيط على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وحماية الحياة على الكوكب.

وبذلك، فإن المحيطات ليست مجرد ضحية لتغير المناخ، بل هي عنصر فاعل رئيسي في استقراره. وأي اختلال في توازنها (مثل ارتفاع الحرارة أو التحمض) قد يُطلق تأثيرات متتالية تعقّد أزمة المناخ، لذلك يعتمد مستقبل المناخ العالمي بشكل كبير على صحة المحيطات وقدرتها على الاستمرار في أداء وظائفها الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • حبس شخص بالدقهلية حطم سيارة جاره بجرار
  • شوقي علام: التغير المناخي يؤثر في الناس ويحتاج إلى فتاوى تناسبه
  • شوقي علام: التغير المناخي يؤثر في الناس ويحتاج فتاوى تناسبه
  • ما العلاقة بين البراكين والتغير المناخي؟
  • أخبار الطقس.. موعد التغير الحاد في درجات الحرارة وتحذير مهم للمواطنين
  • بسبب نزاع قضائي.. شخص يدهس سيارة جاره في الدقهلية
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • الذكاء الاصطناعي يعزز الاستدامة ويسرع مكافحة التغير المناخي